عناصر الخطبة
1/ مسابقات الإبل بين القبائل والتجمع لها 2/ مفاسد هذه التجمعات 3/ الحكم الشرعي لهذه المناسبات والمهرجانات 4/ حكم الانتساب إلى القبيلة 5/ منع الحلال إذا تضمن حراماًاهداف الخطبة
اقتباس
إن مما يدعو للتفاؤل، أن عددًا من العقلاء من نفس القبائل التي تقيم هذه المسابقات، قد كتبوا عنها في الصحف والمنتديات، وحذروا من مساوئها على البلاد، وطالبوا بإيقافها، ونحن نضم أصواتنا لهم بمنع مثل هذه المسابقات ولو تضمّنت بعض الأمور المشروعة، كما أفتى مشايخنا الكبار بذلك..
أما بعد:
أرى خللَ الرماد وميضَ نارٍ *** ويوشك أن يكون لها ضرامُ
لئن لم يطفها عقلاءُ قوم *** يكون وقودَها جثث وهامُ
فإن النارَ بالعودين تذكى *** وإن الحربَ مبدؤها كلامُ
أقول من التعجبِ ليت شعري *** أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ؟
هذه الجزيرة جزيرة العرب جزيرة الإسلام، لا يصلحها منذ الجاهلية إلى اليوم إلا الإسلام، لقد كانت هذه الجزيرة قبل الإسلام ممزقة الإهاب مشتتة الجناب، بفعل العصبيات القبلية، حتى منّ الله عليها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالإسلام فصلحت بعد فساد وانتظمت بعد اختلال، وتوحدت بعد شتات، ثم تكرر المشهد قبل عهد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود -رحمهما الله- فكتب الله على يد الإمامين الخير الكثير، ثم كانت هذه الدولة التي جمع شملها الملك عبد العزيز -رحمه الله- فكان هذا الأمن والرخاء والعز والفلاح, حتى ظهرت اليوم أصوات غريبة ودعوات نشاز، تعيق هذه المسيرة، وتعيد العصبية القبلية التي تفرق المجتمع.
ففي السنوات الأخيرة، ظهر في هذه البلاد ما يسمى بمزايين الإبل، وأقيمت بعض المسابقات الوطنية العامة المفتوحة لكل القبائل، ثم نحت القضية منحىً آخر فصارت كل قبيلة تقيم لها مهرجانًا خاصًّا، مقرونًا بالعنصرية والتفاخر والتبذير.
وإن من المؤسف أن تكون الإبل وقود هذه العصبية المقيتة.
وقبل أن أتحدث عن هذا الموضوع الهام أقول: اللهم اشهد أننا نكنُّ كل تقدير واحترام لكل قبائل هذه البلاد، ونوجه هذا الكلام لكل هذه المهرجانات القبلية، ولا نخص بالنقد قبيلة ولا مهرجانًا بعينه.
عباد الله: إن العاقل ليتساءل: ما الذي يستفيده الوطنُ أو المواطن من هذه المسابقات القبلية؟ وهل تأملنا قليلاً في المصالح والمفاسد المترتبة عليها.
حتى نكون منصفين فإن هذه المسابقات والتجمعات القبلية لا تخلو من بعض المصالح من إشاعة الألفة والتضامن بين أبناء القبيلة، وتجديد أواصر القربى، وتأكيد صلة الرحم، وربما يكون فيها بعض الفعاليات الدينية والثقافية والدعوية.
وهذه المصالح المدعاة يجب أن لا تعمينا عن النظر في المفاسد الأصلية المترتبة على هذه الاجتماعات، ومنها:
1/ الدعوة إلى العصبية القبلية التي تهدد وحدة المجتمع في وقت حرج وأحداث سياسية عصيبة نحن فيها في أمسّ الحاجة إلى الوحدة واجتماع الصّف.
ولو كانت هذه التجمعات لا يحضرها إلا العقلاء والأخيار لما سلمت من آثار التعصب الخفي والمعلن، فكيف والدهماء والرعاع وعوام الناس هم قوامها وجمهورها في الغالب.
الحقيقة: أن القضية تعدت مزايين الإبل إلى إثبات وجود ومكانة القبيلة، بل وإحياء النعرات المدفونة تحت رماد الماضي، والتغني بأمجاد القبيلة وقصص الانتصارات على القبائل الأخرى، وهذا الأمر خطير جدًّا.
وشهد شاهد من أهلها، فقد قال أحد ملاك الإبل المعروفين في المملكة: للأسف أن النعرات القبلية والعنصرية موجودة في مهرجانات مزايين إبل القبائل. اهـ
ولا بد أن نشير -بكل أسف- إلى دور الأمسيات الشعرية في إشعال فتيل التفاخر والعصبية، وقيام بعض الشعراء بإثارة النعرات القبلية بين أبناء القبائل.
ويكفي أن تنظر لشريط الرسائل في إحدى قنوات الشعر الشعبي, وكيف يتنابز بعضهم ببعض فالأول يقول: من أنتم يــا بني فلان، وأنتم كنتم كذا وكنا كذا، فيرد الآخر ببيت شعر: حنا كنا كذا وجدانك كذا.
والأدهى من هذا أن تتسلل هذه العادة الجاهلية إلى أطفالنا وسفهاء الأحلام منا، مع رضى والديهم –وللأسف- وهذا والله نذير سوء؛ لأنه يغرس مفاهيم خاطئة في نفوس الناشئة.
يا هؤلاء: إن التفاخر بالأنساب والأحساب والعصبية القبلية، والتحزبات الجاهلية أعمال محرمة, قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة" وقال فيها: "ليس منا من دعا إلى عصبية" إن هذه الأعمال تولد الصراع وتجلب الفرقة، وتذكي الضغينة بين أبناء هذه الأمة، في الوقت الذي يتربص الأعداء بها من كل جانب.
يا هؤلاء: إن قبائل هذه البلاد المباركة قبائل معروفة، وتاريخها عريق في نصرة الدين وتوحيد هذه البلاد، وتقديم أبناء بررة في شتى التخصصات، وليست في حاجة لمثل هذه العصبيات والمهرجانات لتعرف بنفسها وتفاخر بمجدها.
2/ الإسراف والتبذير وصرف المبالغ المالية الكبيرة في ما لا طائل وراءه.
هناك تنافس ماديّ بين مشايخ وتجار القبيلة الواحدة لدعم هذه الاحتفالات، يصل إلى حد الإسراف المخيف والمنذر بانتقام الله، في الوقت الذي يعاني فيه كثير من أسر هذه القبائل وأفرادها من الفقر والإعسار والبطالة.
بعض المهرجانات بلغت التبرعات فيها عشرات الملايين، بينما لا يوجد صندوق خيري واحد لسدّ حاجة الفقراء والمعسرين والأيتام وغيرهم.
وفي حادثة غريبة، تبرع مواطن سعودي بمبلغ نصف مليون ريال لمهرجان قبيلته، بينما يتفاجأ أقاربه بشقيقه يطرق الأبواب طالبًا منهم الغوث لسداد ديونه التي تجاوزت المائة ألف ريال.
3/ التضييق على بعض المتعففين من مستوري الحال وإحراجهم للمشاركة المالية في المناسبة.
4/ المغالاة في أثمان الإبل بمبالغ خيالية لاشك في دخولها في الإسراف والتبذير المحرَّم.
نعم، هناك من يهوى الإبل ويطلب الرزق بالمتاجرة فيها، ولكن هذه التجارة لا بد أن تكون في حدود المعقول وليس كما نراه اليوم.
المستفيد الأول من هذه المسابقات هم شيوخ القبائل وتجار الإبل، وهم أغلب المشاركين فيها، لقد أصبحت هذه المهرجانات أشبه ما تكون بالميسر المحرم، إثمه وضرره أكبر من نفعه، يكفي أن تعرف أن هذه الإبل لا تشترى للبنها ولا للحمها، وإنما لجمالها، ولو أحجم بعض القادرين عن التداول فيها لبارت هذه السلع بيد أصحابها.
ولا شك أن الإبل آية ربانية ورمز وطني، اهتم به آباؤنا وأجدادنا، وكانت الإبل في وقتهم تحظى بعناية غير مبالغ فيها، وأسعارها معقولة، مع أنهم كانوا أكثر ولاء منا لها.
هذه بعض مفاسد مسابقات المزايين، ومع هذا فلا يزال بعض الناس يكابر، بل إن أحدهم يتشدق بقوله تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية:17].
على مشروعية هذه المسابقات, وقد رد عليه أحد الشعراء بقوله:
سيجمع الجمعُ أموالاً وأموالاً *** في ذاك بغيتُهم حلاً وترحالاً
لا للفقير ولا للبر سعيهمُ *** لكن لأمرٍ غلا في اللغو إيغالا
يا أمةً رغم ضعفٍ بات ينهشها *** أمست تنازع رب الكون سربالا
وتدّعي أنه عن أمر بارئهـا *** وأنه في جمال الإبل قـد قالا
والله قال انظروا فيها لتعتبـروا *** ولم يقل فانتقوا منهن أشكالا
ولم يقل واجعلوا في ذاك محتفلاً *** وقوّموا الليل تصفيقًا وموّالاًً
وأترعوه بنعرات قد اندثرت *** وأنفقوا المال تبذيرًا وإضلالاً
سبحان الله! كيف يجتمع الناس هذا الاجتماع الشعبي الكبير من أجل جمال حيوان لا ينطق ولا يتكلم, ويجعلونه في كامل أناقته وزينته، ويتقافزون طربًا من أجل شفتيه أو رقبته، وفي القبيلة ذاتها بشر لا يجدون ما يسد رمقهم ويقضي حاجتهم.
لماذا لا نجتمع لسد حاجة الآلاف من أسرنا المحتاجة، أو شبابنا العاطل، أو المحتاج للزواج، وبناتنا العوانس المحتاجات للزواج؟ هل مزايين الإبل أهم عندنا من بناتنا مزايين الخلق والدين؟.
وقد يتساءل بعض الناس عجبًا: أين عقلاء القوم؟ وهل يمكن أن يجتمع كل هؤلاء على باطل؟.
فنقول: لا تعجب؛ فإن التجمعات الكبيرة الجماهيرية المشوبة بالمشاعر والحماس، يتساوى فيها العاقل والجاهل، ويصبح التمييز فيها معدومًا، خصوصًا في الأمور التي مرجعها الشعور؛ كالأدب والقبيلة والجماعة, فينحّى تحكيم العقل فيها، ويصبح الشعور هو سيد الموقف.
عباد الله: ويبقى السؤال الهام: ما هو الحكم الشرعي لهذه المسابقات والمهرجانات؟.
صدرت الفتوى من اثنين من علمائنا الكبار بتحريم مسابقات مزايين الإبل بوضعها الحالي.
فقد استمعت بالأمس لفتوى معالي الشيخ صالح الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء- عن مسابقات مزايين الإبل، قال فيها: لا تجوز المشاركة في ذلك لما فيه من المنكرات من بذل الأموال الطويلة بغير فائدة والله -جل وعلا- قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) [النساء:29] ولا يجوز أخذ العِوَض عن المسابقات؛ لأنه من القمار إلا ما استثناه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لا سبق إلا في ثلاث في نصل أو خفّ أو حافر" والمراد بذلك المسابقة على الخيل أو على الإبل أو على الرماية لأجل التدرب على الجهاد في سبيل الله، وما عدا ذلك لا يجوز أخذ الجوائز عليه من المسابقات؛ لأنه أكل للمال بالباطل وهو داخل في الميسر والقمار. اهـ
وممن أفتى بحرمتها كذلك معالي الشيخ عبد الله بن منيع -عضو هيئة كبار العلماء- فقد ذكر أنها من البدع الضالة، وأن كُل من ينساق وراء هذا النوع من السباقات، مشمول بصفات التبذير والإسراف وكذلك التغرير ببسطاء العقول.
وذكر الشيخ أن مشايخ القبائل حينما يلزمون أفرادهم بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر والتباهي، يعتبرون ظالمين لإخوانهم، وإخوانًا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير، وأضاف الشيخ أنه يغلب الظن أن نفوق الإبل الذي حدث أخيرًا، هو عقوبة من رب العالمين على هذا الانحراف بالأموال إلى الإسراف والتبذير، سائلاً المولى -عز وجل- أن يعيد أهل هذا التصرف الآثم إلى رشدهم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].
عباد الله: ونحن نتحدث عن القبلية، ربما يقول قائل: هل يمنع الشرع من الانتساب إلى القبيلة والاعتزاز بها والوفاء لها؟.
الجواب -بلا شك-: لا، ولكن أيها المبارك، إذا انتسبت لقبيلتك، فليكن لك مساحتك الخاصة في الاعتزاز بها في الوقت المناسب والمكان المناسب، دون مخالفةٍ شرعية ولا تعصبٍ أعمى ولا تجريحٍ للآخرين أو افتخارٍ عليهم.
إن الافتخار بالقبيلة والتعصب لها مظهر جاهلي ممنوع، أما مجرد الانتماء إليها وصلة رحمها فهو مظهر إسلامي مشروع.
وأشير كذلك إلى أنه من أسباب انتشار التفاخر بين أبناء البدو وأبناء القبائل هو استفزازهم من قِبَل بعض السفهاء سواء في الانترنت أو في بعض المجالس العامة, فيحتقر البدو ويقلل من مكانتهم ويذكر مثالبهم، فيردّ الآخر بازدراء الحضر والتعصب لقبيلته، وكل هذا –والله- من الجهل والسفه.
والواجب على الجميع نبذ كل هذه الألوان من التعصب والتحزب فلا بدوي ولا حضري، ولا قبيلي ولا خضيري (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10] (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13].
لو كان النسب وحده ينفع صاحبه لكان أبو لهب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- متربعا في سماء العز والمجد, ولكنه لما أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه, فتردّى في هاوية (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) [المسد:3].
أما بلال -رضي الله عنه- فإنه لما أسرع به عمله مع كونه وضيعا في نسبه، تربع في سماء "إني لأسمع خشخشة نعليك في الجنة" فدعوها فإنها منتنة.
عباد الله: إن مما يدعو للتفاؤل، أن عددًا من العقلاء من نفس القبائل التي تقيم هذه المسابقات، قد كتبوا عنها في الصحف والمنتديات، وحذروا من مساوئها على البلاد، وطالبوا بإيقافها، ونحن نضم أصواتنا لهم بمنع مثل هذه المسابقات ولو تضمنت بعض الأمور المشروعة، كما أفتى مشايخنا الكبار بذلك.
فإن قال قائل: هل جاء في السنة ما يشير إلى منع الأمر المشروع إذا تضمن مفسدة أعظم من مصلحته؟.
فأقول بعد التأمل: ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً فَأَذِنَتْ لَهَا فَضَرَبَتْ خِبَاءً فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى الْأَخْبِيَةَ فَقَالَ مَا هَذَا؟ فَأُخْبِرَ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- آلْبِرَّ تُرِدن؟ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وَكَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم خَشِيَ أَنْ يَكُون الْحَامِلُ لَهُنَّ عَلَى ذَلِكَ الْمُبَاهَاةَ وَالتَّنَافُسَ النَّاشِئَ عَنْ الْغِيرَة حِرْصًا عَلَى الْقُرْب مِنْهُ خَاصَّةً, فَيَخْرُج الِاعْتِكَاف عَنْ مَوْضُوعه أَوْ لَمَّا أَذِنَ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَة أَوَّلًا كَانَ ذَلِكَ خَفِيفًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُفْضِي إِلَيْهِ الْأَمْر مِنْ تَوَارُد بَقِيَّة النِّسْوَة عَلَى ذَلِكَ؛ فَيَضِيقُ الْمَسْجِد عَلَى الْمُصَلِّينَ الخ كلامه.
والحاصل: أنه صلى الله عليه وسلم ترك عبادة الاعتكاف، ومنع زوجاته منها، لما رأى اشتمالها على مفسدة راجحة، سواء كانت المفسدة في الإرادة والقصد، أو في الأثر العام على الناس في المسجد.
وختامًا: نحن نقول هذا الكلام غيرة على أمن ووحدة هذه البلاد المباركة، وأرجو أن لا يفهم البعض أن هذا الكلام موجه ضد قبيلة أو أخرى، فنحن نكن كل تقدير واحترام لكل القبائل في بلادنا، ولكل مواطن صالح، بل ولكل مسلم تقيّ داخل بلادنا أو خارجها، ونسأل الله أن يجمع قلوبنا تحت راية التوحيد في هذه البلاد المباركة.
بلادنا المباركة كلها هي قبيلتنا وعزوتنا، وفوق ذلك إسلامنا هو انتماؤنا الأكبر, وهو الذي نجتمع عليه ونذود عنه، وهو مصدر فخرنا وعزّنا ورقيّنا.
نسأل الله أن يجعل كل أبناء الأمة الإسلامية بادية وحاضرة يدا واحدة في وجه أعدائها، وأن ينزل السكينة في أنفسنا، والرحمة في ما بيننا، ويؤلّف بين قلوبنا، ويهدينا سبل السلام، ويجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم صل على محمد.
التعليقات