عناصر الخطبة
1/كيفية إتيان الشيطانِ المسلمَ بالأماني الكاذبة 2/صور من أماني الشيطان الكاذبة 3/أعظم الأمنياتاقتباس
إن من الطبيعي أن يكون هناك أهداف وطموحات وأمنيات دنيوية لدى كل منا، لكن من الخطأ التعلق بها وبذل أقصى الطاقات للوصول إليها، والاهتمام بها، وإهمال الآخرة تماماً، ولتجنب...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها المؤمنون: إن الإنسان بطبيعته البشرية يتمنى تحقيق رغباته والوصول إلى غاياته خلال مسيرة حياته، وكلما تحققت له رغبة أو وصل إلى غاية ظهرت أخرى، ولا تنقضي ولا تنتهي، ويستمر الصراع بين هذه النفس البشرية وبين طموحاتها وأمنياتها وشهواتها؛ فيصل الإنسان إلى تحقيق بعضها أحياناً ويعجز أحياناً.
وقد تختلف هذه الأماني من حيث أهميتها وفضلها وأثرها، ومن حيث إنها حق أو باطل أو خير أو شر؛ ولذلك فإن الإسلام رغم أنه ترك للإنسان حرية التفكير والأمنيات والوصول إلى تحقيق الرغبات مهما كانت إلا أنه وضَّح الطريق الصحيح التي ينبغي أن يسلكها المرء لتحقيق أمنياته، وربطها بالغايات السامية والقيم النبيلة التي تعمر الدنيا وتبني الآخرة، وينال بها العبد رضوان الله ومغفرته وجنته.
ولذلك فإن من المداخل التي اتَّخذها الشيطان الأماني الكاذبة, والتي تجعل العبد يمني نفسه دون عمل أو جهد أو بذل أسباب, وقد يوحي الشيطان لمن تبعه أنهم على حق وخير وأن طريقهم الذي سلكوه طريق نصر ورشد وهداية, قال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)[النساء:120].
وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك؛ ولهذا قال: (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)؛ كما قال تعالى مخبرا عن إبليس يوم المعاد: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:22].
وانظروا إلى الشيطان كيف زين لليهود والنصارى كفرهم وغرهم بالأماني حتى قالوا: (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)[البقرة:111]، فرد الله عليهم فقال: (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة:111].
ووعد الكفار في قتالهم المؤمنين بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، ثم يتخلى عنهم، ويولي هاربا: (وإذ زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وَإِنِّي جارٌ لكم فلمَّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إِنِّي برئٌ منكم)[الأنفال: 48].
ووعد الأغنياء ممن تولاه بالثروة والمال في الآخرة بعد الدنيا؛ فيقول قائلهم: (ولئِن رُّددتُّ إلى رَبِّي لأجدنَّ خيراً منها منقلباً)[الكهف: 36]؛ فيدمر الله جنته في الدنيا، فيعلم أنّه كان مغروراً مخدوعاً.
معاشر المسلمين: أما المسلم فيأتيه الشيطان بالأماني من عدة جوانب؛ من ذلك الاستهانة بالذنب والمعصية, وقد يزين له ذلك حتى يراه حسناً,قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)[الكهف:103-104]، وقال تعالى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[فاطر:8].
يقول ابن القيم: "يا مغرورًا بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها. وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل، وأمر بإيساع الظهر سياطًا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر، وأبان عضوًا من أعضائك بثلاثة دراهم.
فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) دخلت امرأة النار في هرة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة، فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار، العمر بآخره والعمل بخاتمته" (الفوائد: 83)
ومن أماني الشيطان الكاذبة: تأخير التوبة التسويف فيها؛ حتى ينزل قدر الله, عندها سيدرك أن الشيطان كان يمنيه كذباً, قال تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)[النساء:18]؛ وقال تعالى موصياً عباده بالتوبة: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور:31].
قول الشاعر: هكذا الدنيا:
صغير ود لو كبرا *** وشيخ ود لو صغرا
وخال يشتهى عملا *** وذو عمل به ضجرا
ورب المال في لعب *** وفى تعب من افتقرا
وهم لو آمنوا *** بالله رزاقا ومقتدرا
لما لاقوا الذي *** لا قوة لا هما ولا كدرا
"العمر بآخره والعمل بخاتمته، من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه، كم جاء الثواب إليك فوقف بالباب فرده بواب: سوف، ولعل، وعسى"(ابن القيم).
قال تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)[الإسراء:64]، وعندما يأتي اليقين للإنسان فإنه يرى خداع قرينه -شيطانه- له، ويرى بأن هذا القرين قد خذله كما يذكر الحق: (لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)[الفرقان: 29]
عباد الله: ومن أماني الشيطان للعبد, طول الأمل فقد جاء إبليس إلى آدم -عليه السلام- وهو في الجنة فأقسم له أنه له من الناصحين، وأخبره أنه سيدله على شجرة إن أكل منها لا يفنى عمره ولا يبلى ملكه (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى)[طه: 120]. وفي آية أخرى: (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ)[الأعراف: 20-22].
يا من بدنياه اشتغل *** قد غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة *** والقبر صندوق العمل
ولم تزل في غفلة *** حتى دنا منك الأجل
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
معاشر المسلمين: عندما أعطى الله قارون تلك الأموال والكنوز العظيمة انقسم الناس في أمنياتهم ورغباتهم وهم ينظرون إلى هذه الأموال والكنوز التي تبهر العقول, ودخل الشيطان على الخط ليزين هذه الأماني ويمني بها أتباعه لينالوا حظ من الدنيا ويصرفهم عن الآخرة, قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ? لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[القصص79-82].
نعم هناك من يتمنى أي متاع في هذه الدنيا، وليس له من الآخرة أي حظ أو نصيب.. يتمنى أن يكون موظفًا أو مديرًا أو وزيرًا أو صاحب جاه ومركز اجتماعي؛ لا ليخدم مجتمعه وأمته، ويساهم في تحسين الأوضاع ومحاربة الفساد، ولكن ليصل من خلال هذه الأمنية إلى مال وفير وبيت ضخم وسيارة فارهة كما يراها فيمن سبقه، ولا غبار عليه إن جاءت هذه الأمور عن طريق الحلال والكد والعمل والإبداع..
في النهاية ليس هناك أمنية أعظم من الجنة وما يقرب إليها؛ لأن فيها الحياة الأبدية والنعيم المقيم.. كان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبرًا، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فاضطجع، ومكث ما شاء الله، ثم يقول: (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون99-100] يرددها، ثم يرد على نفسه: يا ربيع! قد رجعتَ فاعمل.. وهكذا كانت هذه الأمة عندما قلوبها حية تنبض بالإيمان، وجوارحها تثمر العمل الصالح، وألسنتها تفصح القول السديد، ونفوسها تتوق إلى رضوان الله وجنته..
قال إبراهيم بن يزيد العبدي -رحمه الله تعالى-: أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الآخرة نُحدثُ بقربهم عهدًا، فانطلقت معه فأتى المقابر، فجلسنا إلى بعض تلك القبور، فقال: يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنيًا لو مُنِّي؟ -أي: لو قيل له: تمنى-. قلت: أن يُردَّ – والله – إلى الدنيا، فيستمتع من طاعة الله وُيصلح، قال: ها نحن في الدنيا، فلنطع الله ولنصلح، ثم نهض فجدَّ واجتهد، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات -رحمه الله تعالى-.
عباد الله: علينا أن نقتدي برسول الله صل الله عليه وسلم وأصحابه, فقد كانوا أقصر الناس أملا وأكثرهم عملاً؛ أي: لا عيش في هذه الدنيا ولا حياة رغيدة؛ فإن النعيم والجنان هناك في الآخرة، وفيها تكمن الحياة والمتعة.
وقف الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوماً مع أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ينظر في أمنياتهم فَقَالَ: لَهُمْ: "تَمَنَّوْا؟" فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ عُمَرُ: "تَمَنَّوْا؟" فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ لُؤْلُؤًا وَجَوْهَرًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ عُمَرُ: "وَلَكِنِّي أَتَمَنَّى رِجَالًا مِلْءَ هَذِهِ الدَّارِ مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ وَمُعَاذ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، أَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ"؛ فلنحذر مداخل الشيطان وأساليبه، ولنتحصن بالإيمان والعلم والعمل الصالح.
إنها أمنيات حقيقية ذات رسالة وهدف مرتبطة بسلوك المسلم، وعقيدته ودينه، ودنياه وآخرته، وأما أمنيات الكثير منا اليوم, كثير منها سراب وأماني كاذبة ؛ لأنها مرتبطة بمتاع الدنيا وحظوظ النفس وشهواتها.. يتمنى المرء الأموال والعقار والمناصب والأتباع ورغد العيش والأولاد، وهذا من حقه، ولا يحرم الإسلام ذلك لكن يبدأ الانحراف عن طريق الحق والخير والصلاح ويحدث الفساد في الأرض بسبب سوء النية والمقصد وسوء العمل.
فلنحذر وسائل الشيطان ونزغاته, ولنسد مداحله على النفس, بالإيمان والعمل الصالح،
فيارب لتكن قلوبنا معلقة بالآخرة نبني آمالنا فيها، وأحسن خاتمتنا وعاقبة أمرنا، يا رحيم.
وصلوا وسلموا على خير البرية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
التعليقات