اقتباس
إن وفاء المسلم يا عباد الله، ليتجاوز أرضَه ووطنَه، إلى مقدسات وقضايا المسلمين في كل مكان؛ تحقيقًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"..
مكة المكرمة:
ألقى فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي –حفظه الله– خطبة الجمعة بعنوان: “خُلُق الوفاء”، والتي تحدَّث فيها عن خلق الوفاء عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بخاصة، وعند الناس عامة، ودوره في بناء المجتمع وتماسكه.
واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى-، فقال: معاشر المؤمنين: فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل.
وأضاف الشيخ موضحا أن أهل الوفاء هم مَنِ التزموا بعهود ربهم، ووقفوا عند حدوده، وامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه.
وأكد الشيخ على أن الوفاء يعظم لمن له حق على الإنسان، من أبناء وإخوان، وزوجة وخِلَّان، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أوفى الناس بقرابته وزوجاته وأصحابه.
وأوضح فضيلته أن لنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فيما رأينا من عظيم وفائه وحفظه للعهود، وردِّه للجميل، وإن ذلك ليتأكد في حق الوالدين؛ حيث أوصى الله بحقهما بعد حقه.
وأكد فضيلته أيضا: أن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم وأرضاهم- يرون بِرَّ الوالدين أعظم من نوافل العبادات، قال محمد بن المنكدر: "بِتُّ أغمزُ رِجْل أمي، وبات أخي يصلِّي، وما يسرني أن ليلتي بليلته".
وختم الشيخ خطبته مُذَكِّرًا بواجب المسلمين نحو مقدساتهم فقال: إن بلاد الحرمين الشريفين؛ المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال –بحمد الله- وَفِيَّة لقضايا المسلمين الكبرى، وتقود زمامَ المبادَرَات للتضامن مع المسلمين وحماية مقدساتهم ورعاية أحوالهم، وقد تعاقَبَ ملوكُ هذه البلاد خاصةً على نصرة قضية فلسطين، والدفاع عن المسجد الأقصى.
المدينة المنورة:
ألقى فضيلة الشيخ عبد الله البعيجان -حفظه الله- خطبة الجمعة بعنوان: “قدرة الله في تعاقب فصول العام”، والتي تحدَّث فيها عن قدرة الله تعالى في تعاقب الليل والنهار وتعاقب فصول العام وما في الحر والبرد من عظة وعبرة.
واستهل فضيلته خطبته عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا في السر والعلانية؛ فهي النجاة في الدنيا الفانية، والفوز في الآخرة الباقية.
وأضاف الشيخ أنه تختلف فصول السنة ويتعاقب حرُّ الصيف اللافح مع برد الشتاء القارص، وكلُّ ذلك بحكمة وقدَر وأجل مسمى، وقد استقبلتم فصل الشتاء؛ ربيع المؤمنين، وغنيمة العابدين، وروضة المتقين، وميدان المجتهدين.
وأكد فضيلته على أن السنن الكونية تجري بنظام مُحْكَم، وقضاء وأمر من الله مسَلَّم، يرحم الله بها من يشاء فتنفعه، ويبتلي بها مَنْ يشاء فتضره؛ فهي مسخَّرَة بمشيئة الله -عز وجل-، وليس لها مشيئة ولا تدبير.
وأضاف الشيخ موضحا أن لبرد الشتاء مشقة لا تغفلها الأحكام الشرعية فرخص الشارع في المسح على الجوارب للمشقة، وفي التيمم للضرر كما شرع صلاة الاستسقاء للقحط في موسمه ودعاء الاستسقاء عند الحاجة، فالمشقة تجلب التيسير.
وأكد فضيلته على وجوب مساعدة الفقراء والمحتاجين في فصل الشتاء فقال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وأعظم ما تدفع به المحن والبلاء وتعظم به البركة والنماء مواساة الفقراء سيما مع دخول وقت الشتاء.
وختم فضيلته الخطبة بالتأكيد على دور المملكة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية فقال: المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت صامدة، ولن تتنازل ولن تتزحزح عن مبادئها وقِيَمِهَا الإسلامية والإنسانية حول القضية الفلسطينية والقدس المحتلة وستواصل جهودها -بإذن الله- في حل المشكلة ونصرة المظلوم، ونفوسنا مطمئنة بوعد الله، فمهما تسلَّط الأعداء فإن النصر حليف المؤمنين والصابرين.
التعليقات