عناصر الخطبة
1/ أمتنا كالجسد الواحد 2/ عداوة الكفار للمسلمين 3/ حقوق الإنسان المهدرة في مالي 4/ نبذة مختصرة عن دولة مالي 5/ معادة الكفار للشريعة الإسلامية 6/ في مالي حرب إبادة 7/ واجب المسلمين نحو إخوانهم في مالي 8/ مساهمة بعض الدول العربية في الحرب على مالي 9/ بشائر النصر في مالياهداف الخطبة
اقتباس
إن الحرب حرب عقائدية استمروا على هذا في كل الأماكن التي فيها جراح، ماذا يصنعون اليهود، وما لا يخفى عليكم بإخوانكم في فلسطين، كيف كانت حرب العراق من هذا النوع؛ لما رأوا في نهاية صدام إلى أنه قد يميل إلى التوجه الإسلامي شيئا ما، فكانت الحرب، وكانت دمارا، وكان تسليم العراق للشيعة الروافض، حتى لا...
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أيها المسلمون عباد الله: وما زال المنبر يتفاعل مع الأحداث يتفاعل مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، واسلاماه.. واسلاماه.. واسلاماه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص".
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "المسلمون تتكافأ دمائهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
علمنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عقيدة الولاء والبراء كيف نكون معاشر المسلمين كالبنيان المرصوص كالجسد الواحد، كيف نكون وحدة واحدة في الأحاديث والمشاعر نتفاعل مع إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها لنحقق عقيدة الولاء والبراء، من نحب ومن نبغض ؟ من نوالي ومن نعادي؟ من نعطي ومن نمنع؟
نعم جرح جديد يضاف إلى جراح المسلمين "مالي" وما أدراكم ما مالي، هذا البلد المسلم الذي يتعرض الآن لهجمة صليبية شرسة تعبر عن حقد هؤلاء وعن بغض هؤلاء وعن حرب هؤلاء للإسلام وللمسلمين.
نعم إياك أن تخدع أنهم ذهبوا من أجل الديمقراطية ومن أجل حقوق الإنسان ومن أجل الحرية كما يكذبون على الناس، إنما والله خرجوا وتمالئوا وتعاونوا على حرب الإسلام والمسلمين.
أرجع بكم إلى الوراء قليلا لأؤكد لكم أن الحرب حرب عقائدية وأن الصراع إنما هو بين الحق والباطل وانه من سنن التدافع التي نستبشر بها خيرا بإذن الله تبارك وتعالى، هكذا هم في كل مرة يحاولون أن يخفوا ما في صدورهم لكن سرعان ما تنطلق ألسنتهم بما وقر في قلوبهم من العداوة والحقد والبغضاء للإسلام والمسلمين.
وإنما هم يحاربون الإسلام حتى لا يعود وحتى لا يسود وحتى لا يقود، ولكنني أقول لهم: موتوا بغيظكم الإسلام سيعود، ولن تنالوا خيرا، لقد حاولوا أن يخفوا عنا بمعسول الكلام بالشعارات البراقة الرنانة التي قد تأثر في بعض المسلمين لكن الله في كل مرة يظهر غيظ قلوبهم للمسلمين من خلال ألسنتهم.
لعلي أشرت إلى ما كان ستعرفون هذا المعنى جيدا، انظر إليهم لما بدت الصحوة في البوسنة والهرسك وفي كوسوفا ليحافظوا على هويتنا الإسلامية تصد الصرب الحقدة والحسدة بتأييد الغرب والشرق على السواء حتى كانت تلك الحرب الإبادية للهوية الإسلامية في البوسنة والهرسك وفي كوسوفا.
وهكذا في كل مكان تضرب فيها الأمة تجد أن السبب إنما هو من أجل ألا تظهر الهوية الإسلامية، ألا يظهر الإسلام، ألا يسود، ألا يقود، ألا يحكم في الأرض، فعلوا ذلك مع الصحوة في الشيشان فضربوا الصحوة بيد من حديد ولكن ما زالت والحمد لله قائمة.
في أفغانستان صرح بوش رغما عن أنفه ليظهر تبارك وتعالى ما قلبه وقال في وسائل الإعلام ومسجل لمن قرأ وتابع "إنها حرب صليبية " ثم اعتذر وقبل اعتذاره مع الأسف الشديد، وإذا بالجنرال الأمريكي " ويسلي كلارك " الذي كان يقود حلف الناتو آنذاك قال عندها والكلام مسجل بالصوت والصورة "من ظن أننا ذهبنا إلى أفغانستان من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان فهو مخطأ إنما ذهبنا من أجل قضية واحدة وهي الإسلام " ثم قال هذا بالحرف والله "لأنه يتوجب علينا أن نمنعهم أن يعملوا بتعاليم هذا الدين ويتوجب علينا أن نفسر لهم الدين وفق مصالحنا فإن قبلوا وإلا فلا شيء " يعني لا إسلام ولا شيء آخر.
هكذا هم: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران:118]).
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) .
أفيقوا معاشر المسلمين: إن الحرب حرب عقائدية استمروا على هذا في كل الأماكن التي فيها جراح، ماذا يصنعون اليهود، وما لا يخفى عليكم بإخوانكم في فلسطين، كيف كانت حرب العراق من هذا النوع؛ لما رأوا في نهاية صدام إلى أنه قد يميل إلى التوجه الإسلامي شيئا ما، فكانت الحرب، وكانت دمارا، وكان تسليم العراق للشيعة الروافض، حتى لا يقوم للإسلام قائمة؛ لأنهم يعرفون أن أهل السنة هم الذين يقومون الإسلام إذا تمكنوا كما ينبغي.
ولذلك إذا قام الإسلام لا وجود لهم، هم إلى مزابل التاريخ، ولذلك هم يحيلون بين الإسلام وبين أن يطبق في أرض الواقع بكل ما يملكون من قوة، وهكذا انظر إلى زعمهم الكاذب لما يقولون: نحن ندخل من أجل الديمقراطية، ومن أجل حقوق الإنسان!!
أين حقوق الإنسان؟! وفي بورما المسلمون يحرقون أحياء، ولم يتدخلوا ولو بكلمة.
أين حقوق الإنسان في سوريا؟ كذبوا على الناس، وقالوا: بشار لابد أن يرحل، ولما رؤوا أن التوجه الإسلامي هو المسيطر على الثورة وقفوا ودعموه سرا، وهم يرون الدماء تنزف في كل يوم ولا حقوق للإنسان، ولا حتى للحيوان ومع ذلك يسكتون ويغضون الطرف ويكذبون في كل مرة.
مصر التي سلمها الله، وندعو الله أن يسلمها في كل وقت وحين؛ حاولوا أن يحولوا بين الإسلاميين وبين الوصول، ولكن الله سلم ووصل الإسلاميون عن طريق الصناديق كما يزعمون، ولكننا نقول: إن الشعب المصري يحب دينه وعقيدته وشريعته، ولما وصلوا دأبوا على وضع العراقيل والعقبات، وافتعال الأزمات، وتحريك المنافقين، وتقليب الدنيا وزعزعة الأمن والاستقرار، حتى لا تستقر مصر ويحكم الإسلام.
في مالي كما تسمعون الآن، ولكننا نرى تعتيما لذلك وجب علينا أن نتكلم؛ لأنها جزء منا كمسلين.
فمالي معاشر المسلمين دولة إسلامية هناك قابعة على المحيط في شمال إفريقيا، هذه البلدة مساحتها أكبر من مصر، تخيلوا هذه البلدة عدد سكانها 14 مليون أكثر من 90 % منها مسلمون، والباقي ما بين النصرانية وبين الوثنية.
انظر إلى هذه البلد وإلى خيراتها العظيمة، هذه البلد من أغنى بلاد إفريقيا في الثروات الطبيعية، في النفط في الغاز في اليورانيوم، في الذهب، بلد زراعة، على أعلى مستوى على نهرين عظيمين؛ نهر النيجر ونهر السنغال في وسطها.
نعم هذه البلدة فيها من الخير ما فيها، احتلت من الاستعمار الفرنسي وقبعت تحته أكثر من 50 سنة يصنع بها ما لا يخطر لكم ببال، غربها عن دينها؛ لأنها تعتنق منهج أهل السنة والجماعة، وإن كانت توجد بها صوفية، والغلاة منها على وجه التحديد، فعمل على تغريبها، وغيب اللغة العربية، وغيب معالم الشريعة، وقدم اللغة الفرنسية، وأخذ أناسا فرباهم على موائده، ثم أرسل بهم، وبعد حين سيطروا على البلاد، ونهبت الثروات، وأصبح مستوى الفقر يدمي القلوب؛ مع أنها دولة غنية، بمعنى الكلمة.
ثم بعد ذلك ماذا حدث؟ خرجت الصحوة في بعض أماكنها في الشمال على وجه التحديد، وبدأت تنشر الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وإن كنا نختلف في بعض الجماعات العاملة هناك في بعض الأمور لكن هذا هو وقت التفصيل.
المهم بدؤوا يتحركوا لرفع الظلم وتوزع الثروات بالعدل، ويقيموا الحقوق، وبدؤوا يتحركون رويدا رويدا، فإذا بهم يسيطرون على الشمال وعلى مدن كثيرة، وإذا بهم يطبقون الشريعة وإذا بالناس يستقبلونهم بفرح وسرور وسعادة غامرة ورؤوا العدل ورؤوا الأمان الذي حرموا منه سنين طوال.
فرنسا وأوروبا وأمريكا واليهود لم يعجبهم ذلك أدركوا مالي قبل أن تكون دولة إسلامية تطبق الشريعة، إذاً ما العمل ؟
لم يبق إلا العاصمة على وشك أن يدخلوها ويأخذوها، لابد أن تتحركوا وتحركوا، وبدأ نعم تأمين العاصمة، وبدأ العدوان، وبدأت الطائرات بالضرب، وقتل الأطفال والنساء، والتدمير، وهدم المساجد والبيوت على أصحابها، نعم ولكن عن طريق الجو، عن طريق الجبن، عن طريق الخوف، لا يستطيعون المواجهة على أرض مالي، وهكذا شأنهم في كل زمان ومكان.
لماذا؟ لأن مالي في طريقها في تحكيم الإسلام، تدخلت بعض الدول للوساطة لوقف العدوان فقالوا بشرط واحد، ما هو الشرط؟
أن يتعهد الإسلاميون ألا يحكموا الشريعة الآن ولا في المستقبل، وإلا فلن نترك مالي أبدا!
ما لكم لماذا تخافون الإسلام؟ ما الذي أدخلكم في شؤوننا الداخلية؟! ألا ترون يحبون الإسلام يعني يتمنون أن يطبق عليهم الشريعة؛ لأنهم يرون فيه العدل والإنصاف، انظر إلى هذه الوقاحة والبجاحة وإلى الفُجر إنها العداوة التي بدت من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.
نقول لهؤلاء جميعا: هيهات هيهات من يحارب من؟ ومن يعترض على قتل من؟ ماذا تريدون أنتم؟ تتحدون من؟ الإسلام قادم قادم بإذن الله تبارك وتعالى، الإسلام سيسود سيسود بإذن الله تبارك وتعالى، الإسلام سينتصر سينتصر، أنتم ونحن على يقين أنكم في مزابل التاريخ ما عدتم تحملون قيم ولا مبادئ، وليس عندكم عقائد ولا شرائع، أنتم على انحطاط وانحدار وفوضى وإباحية وسفور بمعنى الكلمة.
مكانكم في مزابل التاريخ حينما نرجع نحن إلى ربنا، ونتماسك ونحقق الأخوة الإيمانية والجسد الواحد والبنيان المرصوص، ستسقطون في مزابل التاريخ بإذن الله تبارك وتعالى؛ لأننا على ثقة ويقين أن النصر لهذا الدين؛ لأن الله تبارك وتعالى الذي ارتضى أن يعبد بهذا الدين: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) هو الذي قال سبحانه وتعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة:32] ولو كره المنافقون، ولو كره المشركون، ولو كرهت الدنيا بأثرها: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:33].
من له طاقة بحرب الله عز وجل؟! من له طاقة بمنع ما أراد المولى عز وجل؟! لا تملكوا لذلك سبيلا ولن تقدروا قد ظهرتم على حقيقتكم، كفوا عنا والله الذي لا إله غيره سينتصر هذا الدين وستلقون في مزابل التاريخ عن قرب.
أقول معاشر المسلمين: إن حرب الإبادة التي تدور الآن في بلاد مالي الإسلامية إنما يدفعنا إلى أن نتحرك، هذا البلد المسلم دخله الإسلام القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية المباركة على أيدي قبائل الطوارق والبربر، وانتشر فيه الإسلام بقوة كما سمعتم أكثر من 90 % من المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، وإن كان يوجد بعض الخلل والبدع والخرافات غير أن هذا يسير ويضبط بإذن الله تعالى.
وجب علينا أن نتحرك، أن نتألم بآلامهم، أن نتأثر بما يجري على أرضهم، وإلا فقد انفصلنا عنهم وهذا يدل على التبلد في الأحاسيس والمشاعر، هذا قد يعرضنا لسخط الله، لغضب الله، قلت لكم في البداية وا إسلاماه، الإسلام ينادي عليكم أن تعرفوا الحقيقة، أن تتحركوا؛ لأن الدنيا قد اجتمعت عليكم على قوس واحدة، مع اختلاف عقائدهم، ومع اختلاف أهدافهم ومصالحهم، غير أنهم لا يجتمعون إلا على الإسلام للقضاء عليه.
إذاً وجب على المسلمين أن يتحدوا أن يتألفوا، أن يكونوا يدا واحدة على من سواهم، فهذا دين يدان به إلى الله تبارك وتعالى.
فمعاشر المسلمين: إياكم وأن تخذلوا إخوانكم، فمن خذل مسلما في موطن يحتاج فيه إلى نصرته خذله المولى تبارك وتعالى حينما يحتاج إلى من ينصره، ومن ظلم أخاه المسلم بتركه يتعرض لما يتعرض له؛ سيجد هذا الظلم، ولن يجد من يرفع عنه هذا الظلم، لذلك إياك إياك أن تتبلد في أحاسيسك ومشاعرك، وأن تجلس وتراقب عن بعد.
أقول لك لكي تحذر أشد الحذر إن الإعلام العالمي سواء المرئي أو المسموع أو المقروء، والإعلام في بلاد المسلمين مضلل، والعياذ بالله تعالى، عميل يعمل لحسابهم، يحاول أن يظهر الصورة أن هؤلاء من الإرهابيين، من المتطرفين، مع أننا نعلم علم اليقين أن الناس في أغلب بلاد مالي رضوا بالإسلام، وأقبلوا على الإسلام، وهم يعيشون في سعادة وفي سرور وهناء، لم يشتكوا لأحد، لم يطلبوا نجدة، أو تدخل من أحد، اللهم العملاء من الخونة والمنافقين الذين فعلوا ذلك وصرحوا به، هم يحاولون أن يعتموا على القضية، أو يظهروها بمظهر غير حقيقي، حتى تترك أنت الأمر، وحتى يصل الحال بنا إلى ما وصلنا إليه.
لذلك أردت أن أقول لكم يا معاشر المسلمين: أن مالي جزء منكم، نعم هي أمة مسلمة تتعرض للإبادة الآن من هؤلاء الحقدة، من هؤلاء الذين يبغضون هذا الدين ويحاربونه بشتى الطرق والأساليب، فعليكم أن تتحدوا، وعليكم أن تجتمعوا، وعليكم أن تتآلفوا، وأن تحذروا، وأن تكونوا عونا على أعداء الله؛ لسفك دماء أولياء الله، ولخراب بيوت الله، ولدمار أموال المسلمين، كما صنعت بعض بلاد المسلمين مع الأسف الشديد.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أيها المسلمون عباد الله: من المخزي، من المؤلم أن نجد بعض بلاد المسلمين، لا أقول بلاد المسلمين، بل من حكام المسلمين من يتولون النفقة على تدمير مالي، هل سمعتم أن الحكومة في الإمارات؛ لا أقول شعب الإمارات، فهو شعب مسلم فيه الخير الكثير، ولكن أقول الحكومة التي أحذرها من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بذلك تعجل بهلاكها، وزوالها بنفسها، نعم تبرعت من نفسها بتحمل كل نفقات الحرب في مالي، تدمير البيوت والمساجد وتقتيل الأطفال والنساء على نفقة حكومة الإمارات شخصيا، والعياذ بالله تعالى.
المغرب والجزائر يفتحان المجال الجوي والمطارات لطائرات فرنسا وأوروبا وأمريكا لتقذف لتدمر لتقتل لتحرق بلاد المسلمين، يا للعار أن يصدر هذا من بعض حكام المسلمين من الخونة من العملاء، إن هذا والله ينذر بهلاكهم قبل هلاك من مولوا لهلاكهم.
أقول هذا؛ لأن القرآن علمنا، الإمارات ماذا ينقصها؟ تعيش في رغد من العيش، في حياة لا مثيل لها بمقاييس البشر الدنيوية، أعلم أن ضخها في العالم مستوى لا يقارن بأي دولة أخرى، ومع ذلك تعربد الحكومة وتتدخل في شؤون الآخرين.
معكم أنتم في مصر هنا، ماذا صنعت معنا؟ أوت الفساق وبقية الظلمة والفارين، ودعمت عدم الاستقرار في بلادنا، وأنفقت الملايين والمليارات، نعم ليصنع بنا ما لا يخفى عليكم!! لماذا هذا؟ لماذا تصنعون هذا ؟ أهذا هو شكر النعمة الذي أنتم فيها!
ثم لم يكتفوا بذلك وصرحوا متطوعين لفرنسا ولأوروبا ولأمريكا نحن نتحمل كل نفقات الحرب في مالي! إن لله وإنا إليه راجعون، لا أجد لهم مثل عندي إلا كما قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ) ماذا يا ربي: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ) ماذا كانت النتيجة؟: (فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)[النحل:112].
أحذركم يا أهل الإمارات أن تسكتوا على هذا الظلم، على هذا العدوان على أشقائكم من المسلمين في مالي، أين كان الأمر حتى لو اختلفنا مع الجماعات القائمة هنالك هل ذلك معناه أن نسكت على تقتيلهم؟ نسكت على حرقهم؟ نسكت دمارهم وهلاكهم؟ ماذا صنعوا وإن اختلفنا معهم ولسنا بصدد تفصيل الخلاف معهم، لكن هذه دولة مسلمة، ثروات المسلمين، هكذا ننظر إليها بهذا المنظار، إن هذا من الخزي والخذلان ومن عدم التوفيق.
من هذا المنبر أقول: توبوا إلى الله، وارجعوا إلى الله، واندموا على ما فعلتم، واقطعوا المعونة فورا، وإلا سنشهد عليكم عند الله عز وجل، بل سندعو عليكم في الليل والنهار على ما تصنعونه في بلاد المسلمين بنعم الله عليكم أن من عليكم بهذه النعم، التي لا تعد ولا تحصى، تستعملونها في ضرب أوليائه، في ضرب جنده، في ضرب خيرات المسلمين؟! إن لله وإنا إليه راجعون.
هذا والله من علامات الخطر التي تنذر بقرب هلاك من لم يتوبوا، يشق علينا أن نتكلم عن حكومة الإمارات بهذا الكلام والشعب نعرفه جيدا أنه شعب طيب، رحم الله زايد الذي كان يعرف قيمة مصر، وكان سباق للنفقة في بلاد المسلمين، الآن النفقة تتحول لتدمير بلاد المسلمين، إن لله وإنا إليه راجعون.
لذلك من على هذا المنبر: كفوا أيديكم، وامنعوا المعونة عن حرب إخوانكم، وإلا ستسألون بين يدي المولى تبارك وتعالى، بل أقولها صراحة: ستندمون على هذا الذي صنعتم، حينما تهوون وتلقون في مزابل التاريخ، إذا لم تفيقوا وتعودوا إلى الله تبارك وتعالى.
معاشر المسلمين: إن الحرب نعم بين الحق والباطل نحن على يقين كما علمتنا السنن أن الصراع بين الحق والباطل مستمر، لكن علمتنا أيضا السنن وأؤكد هذا المعنى لأبشر لنرفع الروح المعنوية حتى لا نتأثر بما يجري علمتنا السنن أن الحق لابد أن يعلو ولا يعلى عليه، وأن الحق أبلج واضح قوي وأن الباطل كان زهوقا بمجرد أن يطلق عليه بقذائف الحق سيسقط سيلقى في مزابل التاريخ لكن بمن وكيف ؟ هذا هو المطلوب، هذا الذي ينبغي أن نتكلم فيه الآن، ينبغي أن نحقق ما سطرنا به هذه الخطبة أن نحقق البنيان المرصوص، أن نحقق الجسد الواحد، أن نحقق الوحدة الواحدة في الأحاسيس والمشاعر، أن نأتلف على اختلاف لغاتنا وأهدافنا وأوطاننا وإن تباعدت فنحن أمة واحدة، عقيدتنا واحدة، شريعتنا واحدة، هدفنا واحد، ونحن على يقين أنهم لن يسكتوا، وأن هذا الذي يجري ليس الأخير، وسيكون منه مرارا وتكرارا، لكن إذا ما ربطنا القلوب بخالقها، ولجأنا إلى ربنا تبارك وتعالى، وبذلنا ما في وسعنا، لا شك سيكفينا وسينجينا وسينصرنا سبحانه وتعالى، فقد أعذرنا إليه عز وجل، لكن تتبلد الأحاسيس نتعامل مع الموقف بسلبية، نتعامل معه باللامبالاة، هذا من الخطر علينا يا عباد الله.
نحن الآن في نعمة، في أمن وأمان، إخواننا يحتاجون منا يد العون، ولو بالدعوات الخالصات أن يهزم عدوهم، وأن يهلكه، وقد بدت بشائر النصر، أسقطوا أكثر من طائرتين، وقتلوا عددا كبيرا من الغزاة من المستعمرين الجدد، وبدت علامات وآيات ندعو الله أن يتمم عليهم النصر والتمكين، وأن يخزي عدوهم الخذلان المبين.
اللهم انصر عبادك الموحدين في كل مكان يا رب العالمين.
التعليقات