اقتباس
وقد كان لهم خداماً وأكابر من النواب يفحصون الواحد منهم فحصاً شافياً ويؤخذونه أشد المؤاخذة ويناقشونه على تحركاته وسكناته؛ فإن عثر أحد مؤدبيه الذي يعلمه القرآن أو رأس النوبة الذي هو حاكم عليه على أنه اقترف ذنباً أو أحل برسم أو ترك أدباً من آداب الدين...
حظي التاريخ الإسلامي بعشرات التجارب المثيرة والزاخرة بالدروس والعبر لدول إسلامية كبيرة وممالك عريقة وسلطنات قوية، كان لكل واحدة منها في زمانها شنَّة ورنَّة لسنوات طويلة، وحفل سجل إنجازاتها بالكثير من النقاط المضيئة ومواقف الفخر والسؤدد، وتخرَّج من معاهدها ومحاضنها التربوية العديد من القادة والأبطال والأفذاذ الذين حققوا أعظم الانتصارات في كل المجالات، وصار هؤلاء الأبطال من أهم علامات الدول البارزة مصدراً من مصادر قوتها وبقائها.
ومن الدول المثيرة للدهشة والعجب عبر التاريخ الإسلامي والتي نجحت في أن تؤسس لنفسها ملكاً فريداً، ومكانة مميزة وسط الأمم؛ دولة المماليك.
تلك الدولة العريقة القوية التي أسسها مجموعة من الجند الأرقاء الذين تحولوا إلى أحرار وقادة وسلاطين وحكام وأدباء وفقهاء وساسة من الطراز الرفيع، وشيدوا بسيوفهم وحميتهم للدين والأمة الإسلامية حضارة تحتاج لمن يعيد تقييم تجربتها بعيداً عن التأثير بالنظرة الاستشراقية لهذه الدولة العظيمة والتي ظلمتها كثيراً وحصرت إنجازاتها في المجال العسكري فقط.
وسوف نعرض في هذه المقالة إلى الأسلوب التربوي الفريد الذي اتبعه المماليك في تخريج الأبطال من مصانع الرجال، وأثر ذلك الأسلوب في قيام دولتهم والعالم الإسلامي في القرون الوسطى وما تلاها.
دولة المماليك حكمت مصر والشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية أكثر من قرنين ونصف القرن وبالتحديد من 1250 إلى 1517 م. ومن أبرز أبطالها ورجالاتها؛ سيف الدين قطز قاهر التتار، والظاهر بيبرس قاهر التتار والصليبيين، والمنصور قلاوون بطل معركة حمص الكبرى، والناصر محمد بن قلاوون بطل معركة شقحب، والأشرف صلاح الدين خليل الذي استعاد عكا وآخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام، والظاهر برقوق الذي تصدى لطموحات الطاغية تيمور لنك واستعاد ما احتله التتار في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد، والأشرف سيف الدين برسباي فاتح قبرص، وقايتباي صاحب القلعة ومرعب الصفويين، وآخرهم قنصوه الغوري وطومان باي.
فكيف ظهر هذا الجيل العظيم من القادة والأبطال؟! وكيف ظهرت هذه النوعية الخاصة من الرجال؛ بحيث أصبحوا سادة العالم القديم ورمز قوة الدولة الإسلامية؟! وكيف ظهر هذا الجيل الذي سحق التتار والصليبيين في آن واحد، وفي فترة وجيزة من الزمان.
أصل المماليك
المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق البيض الذين كانوا يشترون ويستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، وكان المصدر الرئيسي لجلب هؤلاء المماليك هو بلاد تركستان في وسط آسيا، وكان الأتراك يُعرفون بقوة الأجساد وإجادة القتال، وبدأ استقدامهم في العصر الأموي ثم العباسي، عن طريق الأسر في الحروب أو الشراء من تجار الرقيق، وبدأ الاعتماد عليهم في عهد الخليفة المأمون، ثم استكثَر منهم بصورة واضحة الخليفة المعتصم العباسي (218هـ - 227هـ) كبديل عن عنصري العرب والفرس، بسبب عصبية العرب وتحزبهم، وطموح الفرس باستعادة ملكهم القديم، وقد بنى لهم المعتصم مدينة سامراء شرقي دجلة سنة 221هـ؛ لتكون خاصة بهم، وقيل: إن عددهم وصل في عهده إلى سبعين ألفًا، وكان لهؤلاء الأتراك دور كبير في التاريخ منذ ذلك الحين.
رحلة المماليك من الخدمة إلى الحكم
وجود المماليك في الدول الإسلامية عبر التاريخ مرّ بثلاثة مراحل رئيسية، كان لاختلاف المنهج التربوي فيها دور حاسم في إيجابية أو سلبية هذا الوجود، حيث تدرج المنهج في النضوج والتكامل حتى وصل إلى أعلى صوره وقمة نضوجه في أواخر عصر الأيوبيين مما أّهل المماليك للانتقال من مرحلة القوة العسكرية وخدمة الخلفاء والسلاطين إلى مرحلة قيادة الدولة وتأسيس الكيان السياسي الذي استمر لأكثر من قرنين ونصف من الزمان.
المرحلة الأولى: المماليك في عصر الأمويين والعباسيين
ذكر المؤرخون أن أول من استقدم المماليك واستعملهم وهو "نصر بن سيار" والي الأمويين على خراسان، وذلك بعدما اشتعل الإقليم بالصراعات العصبية بين القيسية واليمانية، وشعر بتحركات العباسيين؛ فاشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل.
أما في العصر العباسي فكان الخليفة المعتصم العباسي (218 -227ه) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة من المماليك الأتراك وأحلهم مكان العرب والفرس، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك.
ولأن التركيز في هذه المرحلة كان على الاستفادة من القوة العسكرية للماليك؛ فلم يكن في هذه الفترة الإعداد التربوي والإيماني والأخلاقي اللازم ليلعب المماليك الدور الصحيح في نهضة الأمة ورعاية مصالحها فكان ضرهم أقرب من نفعهم، وسلبياتهم أكثر من إيجابياتهم.
فسرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة بعد وفاة الخليفة المعتصم العباسي، حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاءوا خلعوه وإن شاءوا قتلوه، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد مستمر ضد الخلفاء؛ فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وطمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العباسية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة، واستمر تدخل وسيطرة القادة العسكريين الأتراك في ازدياد حتى رأت الخلافة العباسية أن تستعين بقومية أخرى -الديلم البويهيين- وكان ذلك فاتحة شرور عظيمة على الخلافة العباسية وزيادة في وهنها وذهاب ريحها.
المرحلة الثانية: المماليك في عصر السلاجقة
الدولة السلجوقية دولة تركية الأصل قامت في بلاد ما وراء النهر ثم توسعت وورثت كل الدول القديمة في خراسان، ومازالت في علو شأن واتساع ملك حتى استطاعت أن تسدي خدمة كبرى للخلافة العباسية والعالم الإسلامي بالقضاء على الدولة البويهية الشيعية، وتعيد للخلافة العباسية هيبتها -بصورة رمزية- بعد أن داسها البويهيون بالأقدام.
ويعتبر الوزير الكبير نظام الملك أول من أسس نظاماً تربوياً لاستيعاب طاقة المماليك وتوجيهها للصالح العام وخدمة الدولة والدين، وقد وضع خلاصة تجربته في كتاب "سياسة نامة" والذي شرح فيه وظائف المماليك وكيفية إعدادهم وتهيئتهم نفسياً وبدنياً واقتصادياً لخدمة الدولة.
ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة.
وقد أسهمت هذه السياسة الحكيمة من الوزير نظام الملك في ظهور العديد من القيادات المملوكية الماهرة والتي عرفت باسم "الأتابكة" نسبة إلى الأتابك نظام الملك، وعلى رأس هؤلاء الأتابكة عماد الدين زنكي والذي أسس دولة محلية من رحم الخلافة العباسية ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة، وكان رائد الجهاد ضد الصليبيين وفاتح الرها، وبعد مقتل عماد الدين زنكي على يد الباطنية الخونة، خلفه ابنه نور الدين محمود الملقب بالشهيد أحد أعظم سلاطين الإسلام، وقد توسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن حدود دولته.
وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك حتى صاروا غالبية جيشه، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيون فأكثروا من المماليك واستخدموهم في الجيش.
المرحلة الثالثة: المماليك في آخر عصر الأيوبيين
حدث في عهد الأيوبيين نقلة كبيرة في الاعتماد على المماليك حيث صاروا القوة الأساسية الضاربة في الجيش وعماده ومعظم قادته، وكان مدة آخر سلاطين الأيوبيين في مصر "الصالح نجم الدين أيوب" بداية عهد جديد من مناهج إعداد وتربية المماليك، اتسم بالتكامل والاتقان والجدية والمؤسسية، لذلك لم يكن مستغرباً أن تقوم دولتهم ويعتلي أحد خريجي هذا المنهج التربوي سدة الحياة السياسية عقب وفاة نجم الدين أيوب.
وكما فعل المعتصم مع مماليكه فبنى لهم مدينة "سامرا" لتكون قاعدة لهم؛ فقد اتخذ الملك الصالح أيوب لمماليكه قاعدة في جزيرة الروضة تعرف قلعة الجزيرة أو قلعة الروضة، وجعلها مقراً لهم وشرع في حفر الأساس وبنائها سنة 637ه ولتطوير هذه الثكنات هدم الكثير من الدور والقصور والمساجد التي كانت في الجزيرة وأدخلت في نطاق القلعة مشيداً فيها مبان كثيرة منها ستين برجاً وأقام بها مسجداً وغرس بداخلها أنواعاً شتى من الأشجار، وشحنها بالسلاح وآلات الحرب وما يحتاج إليها من الغلال والأزواد والأقوات وقد أنفق السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب على عمارتها أموالاً كثيرة، وكان السلطان يقف بنفسه ويرتب ما يعمل بها، وقد عمل كل ذلك من أجل أن ينتقل من قلعة الجبال ويسكن مع مماليكه الذين عرفوا بعد ذلك باسم المماليك البحرية، وكان معظمهم من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمال البحر الأسود ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين.
منهج الإعداد والتربية والتعليم للمماليك
وضع السلطان الصالح أيوب منهجاً تربوياً فريداً لإعداد مماليكه، سار عليه فيما بعد كل سلاطين الدولة المملوكية، وينقسم إلى ثلاثة مراحل كما ذكر المؤرخون وعلى رأسهم المقريزي كبير مؤرخي الدولة المملوكية:
1 - المرحلة الأولى: تبتدئ من الصغر إلى سن البلوغ، وتركز على الجانب الروحي والديني ، حتى يترسخ حب الإسلام في نفوسهم، حيث كان المماليك يجلبون عادة صغاراً، ثم يوزعون على طباق القلعة حسب أجناسهم، تحت إشراف جهاز إداري محكم يتولى شئونه في التعليم والتدريب والإعداد العسكري وكان هذا الجهاز يتكون من الموظفين المختصين بشئون الجيش ويتقنون لسان هؤلاء المماليك، فأول ما يبدأ به المماليك في المرحلة الأولى تعليمهم ما يحتاجون إليه من القرآن الكريم، ولكل طائفة فقيه يأتيها كل يوم ويأخذ في تعليمها القرآن ومعرفة الخط والتمرين بآداب الشريعة الإسلامية، وملازمة الصلوات والأذكار ووظائف اليوم والليلة المتنوعة، وكانت الصلاة تؤدى في أوقاتها تحت المراقبة الدقيقة حتى تؤدى على وجهها الصحيح، وحتى تصبح عادة ثابتة عند المماليك من صغرهم.
2 - المرحلة الثانية: والهدف منها المزواجة بين الاعداد البدني والأخلاقي السلوكي، وهي التي تبتدئ بسن البلوغ حيث يشرع في تعليمه فنون الحرب من رمي السهام ولعب الرمح والضرب بالسيف وركوب الخيل، ويراعى في هذ المرحلة الأخذ بشدة، فلا يتسامح مع المملوك إذا أخطأ، فيعاقبه معلمه عقاباً قاسياً إذا بدا عليه الشذوذ في أخلاقه أو الانحراف عن المبادئ الدينية، ثم يقسمون إلى فرق يتولى كل منهم معلم في العلوم الرياضية والتدريبات العسكرية؛ فيتمرنون على فنون من الرياضة العنيفة مثل المصارعة والسباحة والمبارزة، ولعب الكرة راجلين وراكبين، وأما في أوقات الفراغ فإنهم يتركون إلى هواياتهم العملية أو الدينية أو الأدبية، ومن هنا ندرك السر في ظهور عدد من المماليك في صفوف الفقهاء والشعراء والكتاب البارزين.
وقد كان لهم خداماً وأكابر من النواب يفحصون الواحد منهم فحصاً شافياً ويؤخذونه أشد المؤاخذة ويناقشونه على تحركاته وسكناته؛ فإن عثر أحد مؤدبيه الذي يعلمه القرآن أو رأس النوبة الذي هو حاكم عليه على أنه اقترف ذنباً أو أحل برسم أو ترك أدباً من آداب الدين أو الدنيا قابله على ذلك بعقوبة شديدة بقدر جرمه فلذلك كانوا سادة يدبرون الممالك وقادة يجاهدون في سبيل الله وأهل سياسة يبالغون في إظهار الجميل ويردعون من جار أو تعدى.
وكان لتعليم المماليك نظام دقيق، فليس لهم أن يخرجوا من مقرهم، إطلاقاً، لا سيما ليلاً، وكان عليهم أن يذهبوا إلى الحمام يوماً في الأسبوع، ويكون أكلهم اللحم والأطعمة والفواكه والحلوى، لكن منذ عهد السلطان برقوق سمح للمماليك بالخروج من الطباق والمبيت خارجها في القاهرة، بحيث أصبحت فقط مكاناً لتعليمهم، ويلاحظ المقريزي أن ذلك جرَّ إلى نسيان تقاليد المماليك في التعليم بالطباق وأنهم أخلدوا إلى البطالة وانعكس ذلك بالسلب على الدولة.
3 – المرحلة الثالثة: وهي مرحلة انتقاء المواهب والكفاءات، وهي مرحلة ظهور المواهب العسكرية، ووضوح الاتجاهات والكفايات السياسية، وفي هذه المرحلة تعقد المبارزات بين المماليك، لمعرفة مقدار المهارة الفنية والعسكرية في صفوفهم، ثم يرسلون إلى ميادين القتال ليعرف بلاؤهم هناك، ثم يكافأ المبرزون منهم بمنحهم الحرية، وعتقهم من الرق، وقد يترقى فيها المملوك حتى يبلغ الإمارة، فيمنحه السلطان لقبها، ثم يترقى في سلكها، حتى يصل إل كبريات المناصب. والمملوك لا يحصل على الإمارة إلا بعد أن ينتقل من مرتبة إلى مرتبة، ولا يليها إلا وقد تهذبت أخلاقه وكثرت آدابه وامتزج بروح الإسلام وبرع في الشئون الحربية، بحيث من كان منهم من يصير من كثرة علمه في مرتبة فقيه أو أديب أو حاسب، لذلك كانوا سادة ومبرزون في شتى الميادين بحيث لم يحتاجوا لغيرهم في إدارة أي شأن من شئونهم.
ولعل كلمات السلطان برقوق التي ردّ بها على تهديدات تيمور لنك المغولي سنة 796 هـ تكشف عن مفهوم الدولة والأمة الواحدة عند المماليك فقد كتب له يقول: "إن خيولنا برقية، وسهامنا عربيَّة، وسيوفنا يمنيَّة، وليوثنا مصريَّة"؛ فارعوى تيمور لنك عن خطط الهجوم على المماليك.
وبفضل هذا المنهج التربوي المتكامل أجاد كثير من هؤلاء المماليك اللغةَ العربية إلى درجة عالية، حتى إنهم اشتغلوا بالعلم والأدب وقرضوا الشعر، قال المؤرخ ابن إياس عن السلطان المملوكي الظاهر جقمق: "كان فصيحا بالعربية متفقها، له مسائل في الفقه عويصة يرجع إليه فيها"، وقال عن السلطان الأشرف قايتباي: "كان له اشتغال بالعلم، كثير المطالعة، وكان متقشِّفًا فيه نزعة صوفيَّة". كما ظهر من أبناء المماليك عدد من العلماء والمؤرخين، منهم: أبو المحاسن بن تغري بردي صاحب كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، وابن دقماق صاحب كتاب: "الانتصار لواسطة عقد الأمصار"، وابن إياس صاحب كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور".
وعصر الدولة المملوكية كان عصر تدوين العلم ونضوج المذاهب الفقهية، كما كان عصر أساطين العلماء منهم على سبيل المثال النووي وابن دقيق العيد وابن تيمية والمزي والذهبي وابن كثير وابن القيم وابن جماعة والسبكي والبقاعي وابن حجر والسيوطي والسخاوي وغيرهم كثير.
وبفضل الله ثم هذه التربية المتميزة نبغ من بين هؤلاء من خلّد التاريخ بطولاتهم، وسجل على صفحاته أمجاداً عظيمة للمسلمين من تصديهم للمشروع المغولي والقضاء على الوجود الصليبي في ديار المسلمين، يقول المستشرق بروكلمان في شأنهم: "وعدت الاجيال التالية عصر بيبرس كما عدت عهدي الرشيد وصلاح الدين ـ أحد العصور الذهبية في الإسلام"؛ فالمماليك كانوا بحق أحد أبرز الدول الإسلامية في مجال إنتاج الأبطال واصطناع الرجال حتى تبوؤوا القمة السامقة في الحضارة الإسلامية عبر العصور.
التعليقات