عناصر الخطبة
1/ كيف يدخل شعب التاريخ؟ 2/ مداخل الشعوب والأمم للتاريخ 3/ سمات العرب وخصائصهم قبل الإسلام 4/ دور الإسلام في رفع مكانة العرب 5/ قيمة الأمة بلا دينها وبلا إسلامها.اهداف الخطبة
اقتباس
ولكن الواقع أن الشعوب التي كانوا يحكمونها لم تفتح صدرها لهم، ولم تحبهم قط، بل بقيت تنظر إليهم كمستعمرين وفاتحين، وحكام جبارين لا يدينون بمبدأ المساواة البشرية، ولا يحملون احتراماً للإنسانية، وقد كان الرومان أنفسهم يعتقدون أنهم خُلقوا ليسودوا ويحكموا، وأن الشعوب الأخرى خلقت لتطيع وتخدم، فكانت...
إن الحمد لله...
أما بعد: فكيف دخل العرب التاريخ؟ وهل فعلاً دخل العرب التاريخ؟ وإذا أرادت أمة من الأمم أن تدخل التاريخ، وتُذكر في صفحاتها، ويخلد ذكرها، فما هي الطرق والوسائل التي من خلالها يمكن لها أن تلج باب التاريخ؟ ولو قدر لأمة من الأمم أن تدخل وتُذكر في التاريخ، فهل يمكن أن يقدر لها وتخرج منه كما دخلت وتُنس بعد ما كانت تذكر؟
أم أن كل من دخل التاريخ لا يخرج منه؟ ومن سُطّر ذكره في صفحات التاريخ لا يمكن أن يمحى؟
أسئلة سريعة، نحاول الإجابة عنها في ثنايا هذه الخطبة. الذي أسأل الله - عز وجل - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا الجمع الذي أمامي جمعاً مرحوماً، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما، وأن لا يجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروما.
أيها المسلمون: إن دخول شعب في التاريخ ليس بالأمر اليسير أن يُذكر شعب أو أمة ويخلّد في التاريخ وتتناقل أخباره الأجيال، جيلاً بعد جيل، ليس بالأمر الهين، إنه حادث يحسب له حساب كبير؛ فقد تظل شعوب كثيرة غنية بالمواهب والطاقات، زاخرة بالحياة والنشاط، منطوية على نفسها، منعزلة عن العالم، مغمورة مطمورة قروناً كثيرة وآلافاً من السنين، لا يعيرها التاريخ اهتماماً ، ولا يلقي لها بالاً. والتاريخ كما يقال، صيرفي حاذق، لا يقبل إلا من وفى بشروطه، ورجح في ميزانه.
أيها الأخوة في الله: لابد أن نعلم جيداً كذلك بأن التاريخ جاد غير هازل، مشغول غير عاطل، التاريخ لا يجامل أحداً، ولا يفتح صدره ولا يفسح المجال لمن يريد أن يدخله إلا لمن أقنعه بصلاحيته وغنائه، أو أرغمه على الاهتمام بشأنه، بقوته وانتصاراته، وشق طريقه إلى الأمام، واحتل الصدارة أو الزعامة، في مصاف الشعوب والأمم، وعلى مسرح العالم.
يا جامعي حطب التاريخ في قلم *** لا تحرقون سوى الأيدي بلا حذر
هلا وعيتم دروس الأمس دامية *** هلا استجبتم لضم القوس للوتر
فالقلب إن يعرف الإيمان نبضته *** كان الجناحان ملئ السمع والبصر
أيها المسلمون: إذا استعرضنا التاريخ استعراضاً شاملاً وجدنا أن هناك مداخل ثلاثة تدخل منها الشعوب والأمم التاريخ، وتفرض على المؤرخين والمؤلفين التنويه بشأنها، وتدوين أخبارها، والاعتراف بفضلها، وتحجز لنفسها مكاناً خاصاً.
المدخل الأول: وهو مدخل عام واسع، دخل منه أكثر الشعوب والأمم التاريخ، وهو مدخل الغزو والفتح والاستيلاء والحكم، ولأضرب لهذا المدخل بمثلين ليتضح المقام.
المثال الأول: وهو خير مثال لهذا النوع من الدخول، وأعظمه شهرة، ألا وهو الروم. فقد استولوا في الزمن السابق بفروسيتهم النادرة، وقوتهم الحربية، وصلاحيتهم القيادية على رقعة واسعة من العالم القديم، ودخل الروم التاريخ، وأسسوا إمبراطورية من أكبر الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ، وعرفوا بقوة الإدارة والتنظيم وقيادة الجيوش وسن القوانين، وبقوا مدة طويلة يحكمون عدة شعوب وعدة ولايات في القارات الثلاث، أوربا وآسيا وأفريقيا. وضبطوا البلاد ضبطاً محكماً، وحكموا بيد من حديد.
ولكن الواقع أن الشعوب التي كانوا يحكمونها لم تفتح صدرها لهم، ولم تحبهم قط، بل بقيت تنظر إليهم كمستعمرين وفاتحين، وحكام جبارين لا يدينون بمبدأ المساواة البشرية، ولا يحملون احتراماً للإنسانية، وقد كان الرومان أنفسهم يعتقدون أنهم خُلقوا ليسودوا ويحكموا، وأن الشعوب الأخرى خلقت لتطيع وتخدم، فكانت الشعوب المحكومة تتحين الفرص للتخلص منهم، ثم ماذا حصل بعد ذلك؟
تسرب الوهن على مدى الأيام إلى الجهاز الإداري، والطبقة الحاكمة، واشتد تذمر المحكومين، فحدثت ثورات إثر ثورات وانتشرت الأطراف، وساد الاضطراب، فتحررت بلاد كثيرة واستقلت ولايات. واعتبر أهلها ذلك تحرراً من التسلط الأجنبي، والحكم الاستبدادي، وحسبت نفسها سعيدة منتصرة لما خرجت من حكمهم.
المثال الثاني: من الذين دخلوا التاريخ، وسطروا في صفحاته عن طريق الغزو والفتح والاستيلاء والحكم، هو الفاتح الشهير الذي نال من الشهرة العالمية قسطاً لم ينله فاتح آخر، ودرىّ له العالم، وهو (الإسكندر بن فيلبس المقدوني)، وقد نهض من أثينا يدوخ العالم، ويفتح البلاد، ويُخضع الشعوب والأمم، ويهدم العروش ويدوس التيجان، ويجعل القرى والمدن خاوية على عروشها، يسودها الظلام والوحشة وكان عمله مصداقاً لقول الله - عز وجل - في وصف الملوك: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) [سورة النمل: (34)].
ولكنه كان كعاصفة مرت بالبلاد والعباد، فاطفأت النيران وأخبت المصابيح وخلعت القلوب، وأرعبت النفوس، ثم هدأت وغابت، كلاشيء وعادت الشعوب والبلاد إلى ما كانت عليه، ولم تذكره الأمم المفتوحة بالخير، ولم تحفظ له يداً، فإنه لم ينهض في صالح العباد والبلاد، وإنما قام ليرضى شهوة الفتح والغزو ويثبت قوته الحربية وقيادته العسكرية، وكان كلاعب رياضي ماهر، همه الوحيد أن يثبت تفوقه على الأقران ويسجل الرقم القياسي، فكان ذلك.
أيها المسلمون: هذا هو الطريق الأول الذي من خلاله دخلت بعض الأمم التاريخ، لكنها خرجت منه كما دخلت. فإن الحكم والاستبداد والتنظيم والقوة مهما بلغت ومهما فعلت، فإنه لا يمكن أن يكتب لها البقاء والاستمرار؛ لأن القاعدة التي قامت عليها قاعدة غير سليمة، ولا صحيحة، فمصيرها الزوال والانهيار.
ولعل من الأمثلة الماثلة أمامنا وفي واقعنا الحالي، سقوط دولة الاتحاد السوفيتي، لو قيل قبل سنوات بأن دولة روسيا سوف تسقط وسيزول ذلك الهيلمان والصولجان لما صدق أحد، ولكان قائل مثل هذا الكلام، يعد من المجانين في أعراف الناس، لكن وقع ما أراده الله - عز وجل - رغم التخطيط والقوة والحكم والاستيلاء والبطش. فكما دخلت الشيوعية ودخل الرومان، ودخل الإسكندر المقدوني التاريخ، خرجوا منه جميعاً، ولم يعد لهم ذكر الآن.
أيها المسلمون: المدخل الثاني: الذي دخلت به بعض الشعوب التاريخ، وذكروا في صفحاته، عن طريق العبقرية الفنية، والذكاء الباهر، ووضع علوم جديدة، وقيادة العقل البشري. ومن أمثلة الشعوب التي دخلت التاريخ من هذا المدخل. اليونان. فإن اليونان استولت على مشاعر الأجيال وتفكيرها وثقافتها، وبقيت تقود العالم في ميدان العلم والفكر قروناً عديدة، فقد نبع في أرضها الخصبة فلاسفة ورياضيون وفلكيون وأطباء من الطراز الأول، ووضعوا قواعد وأسساً لعلوم جديدة، واخترعوا علوماً كثيرة تجلت فيها عبقريتهم، واستطاعت اليونان أن تكون زعيمة العلم والفكر، ورائد البحث، ورمز التنوير والابتكار والإبداع لمدة طويلة، وخضع لها العالم فكرياً وعلمياً يردد صداها، ويتغنى باسمها وعلمها.
لكن هذا المدخل في دخول التاريخ لا يستمر. فإن اليونان قد زال عرشها في هذا المجال، وذلك بأن لو ظهرت أمة من الأمم الأخرى وفاقت الأولى في العلم والفكر، فإن شمسها سوف يغيب، وهذا ما حصل لليونان عندما نشأت الأندلس الإسلامية، ونبغ علماء الإسلام في الشرق والغرب ينقضون كثيراً مما أبرمه العلماء الإغريق، ويزيدون في ثروة العالم والفكر الإنساني، ويقومون بتجارب جديدة في مجال العلوم التطبيقية والكيماوية والفلكية.
وأيضاً فإن الأندلس لم تستمر، فلما جاء عصر النهضة الفكرية العلمية الأوربية وقامت أوربا برحلة جديدة في ميدان العلم والتجربة، ففتحت فتوحاً في العلم والاكتشاف أزالت دهشة الفتح اليوناني وغير اليوناني، ولا شك بأن أوربا تسيطر الآن على زعامة العبقرية والعلم والبحث. وقد دخلت التاريخ عن طريق هذا المدخل من أوسع أبوابه.
أيها المسلمون: بقي الحديث عن المدخل الثالث والذي عن طريقه تدخل الأمم والشعوب التاريخ. وسوف يكون هذا في الخطبة الثانية ، بإذن الله - عز وجل -.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. واتباع سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
أما بعد: بقي أن نتحدث عن المدخل الثالث أو الطريق الثالث الذي من خلاله تدخل الأمم والشعوب التاريخ ، وهو المدخل الذي دخل منه العرب للتاريخ وهو أقوى مدخل وأعمقه، وأكثره خلوداً وبقاءً، ولا خطر عليه في مكان أو زمان مهما تغيرت الظروف والأوضاع، أو طال الأمد وبعد الزمان، وهو مدخل الرسالة والهداية، والرحمة للإنسانية، والخدمة المخلصة، المجردة عن الأغراض.
لقد بقى العرب قروناً وآلافاً من السنين، منطوين على أنفسهم، لا شأن لهم بالعالم، ولا شأن للعالم بهم، تتناساهم الشعوب والأمم حولهم، ويتجاهلهم التاريخ، لا قيمة لهم ولا وزن بين أمم الدنيا في تلك الأزمان.
وسبحان الله، وقد كانت فيهم كثيراً من الخصائص الطيبة، والأمور الحسنة، ومع ذلك لم يُذكروا في التاريخ. كانت لديهم طاقات عظيمة في مجال الغزو والحروب، فقد فاقوا كثيراً من الأمم حولهم في الفروسية والشجاعة، وصناعة الحرب، وكانت عندهم كثير من الأخلاق الفاضلة، وخصال المروءة التي لم تكن موجودة عند كثير من الأمم حولهم، وكانوا يحملون لغة ذات عبقرية لغوية، وثروة واسعة، وكانت عندهم قريحة شعرية تتدفق كالشلال، وتجري كالماء السلسال، وكانت لهم معلقات ومذهبات أولعوا بها، ولكن كل لذلك كان لا يكفيهم للدخول في التاريخ، واحتلال الصدارة أو الزعامة في منتدى العالم.
لقد عاشوا قروناً كثيرة في هذه العزلة، وفي هذا الانطواء، وفي هذا الخمود، وكان يمكن أن يعيشوا قروناً أخرى في هذا الوضع، ولكن الله أراد غير ذلك، فـ(بعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة آل عمران: (164)]، وأكرمهم بالإيمان به والتصديق له، والإخلاص لرسالته ودعوته، والتفاني في سبيلها، فتجردوا عن كل ما ينافيها، واستأنفوا حياة جديدة، وكأنما ولدوا في الإسلام ولادة جديدة. كانت الرسالة التي يحملونها رسالة التوحيد النقي والدين الخالص، ورسالة الطهر والأخلاق الفاضلة، ورسالة العدل والمساواة والرحمة والعطف، ورسالة العلم والعقل، وكانوا مخلصين في تبليغ هذه الرسالة، لا يتخذونها قنطرة للوصول إلى الحكم والاستيلاء على خيرات البلاد والعباد، كانوا لا يخرجون الناس من حكم الإنسان إلى حكم الإنسان ومن سيادة أمة إلى سيادة أمة أخرى، بل يخرجون الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا، إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
كانوا يدعون إلى الإسلام أولاً فإذا أبى القوم دعوهم إلى الجزية، فإن أبوا حاربوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
لقد جربت الأمم المفتوحة مثالاً جديداً للحكم لا عهد لها به، تتحكم فيه المعايير الخلقية، والمبادئ الفاضلة، وتسود فيه المساواة واحترام الإنسانية، كان الحكام يوفون بالعهد، لا يغدرون ولا يخونون شعوبهم، كان الحكام يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وينفذون حدود الله على الشريف والوضيع، والحاكم والمحكوم ويتناصحون بينهم.
لقد شاهدت الأمم طرازاً جديداً فريداً للإنسانية لم تشاهده من قبل، نزاهة نفس، وسمو نظر، وعلو همة، ورقة شعور، وقوة عاطفة، وسلامة ذوق، واستهانة بالزخارف والمظاهر الجوفاء، وتمرداً على المادة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ولعله جوابه أصبح واضحاً ومعروفاً، هل بقى العرب إلى الآن وفي وقتنا الحاضر، يذكرهم التاريخ، وينافسون الأمم والدول على الصدارة والزعامة؟ ومع الأسف الجواب لا، لقد أصبحوا في ذيل القافلة وفي هامش التاريخ لماذا؟ لأن أخلاقهم قد تغيرت وقامت فيهم الدعوة إلى القومية العربية، العلمانية، لقد أهملوا بل ترك بعضهم الرسالة والوحي، واحتضن دعوات وأفكار أخرى.
تجول في بلاد العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، ماذا تراك تشاهد؟ وماذا ترى؟ الغش بكل صوره وأشكاله، التحايل في البيع والشراء، اللامبالاة، وعدم الجدية في كثير من الوظائف والموظفين.
تشاهد هضم حقوق الإنسان، تشاهد العبودية لغير الله قد فرضتها كثير من الأنظمة، تشاهد الفقر والمجاعة والمرض والأوبئة بأحط درجاتها، تشاهد سحق إنسانية الإنسان، وإذابة شخصيته وإنزال كرامته، تشاهد الظلم في جميع المجالات وكل ما يخطر في بالك من الجرائم البشعة تجدها وبنسب مرتفعة.
ثم بعد ذلك تتساءل لماذا لا يذكر العرب بين أمم الأرض، وينافسوا على تصدر التاريخ؟.
نعم صحيح بأن الأمة الإسلامية كانت أمة عظيمة أكثر عشرات بل مئات السنين، كانت ترهبها الشرق والغرب، لكن كان ذلك عندما كانت تحكم بشرع الله، وتدين بدين الله، وعندما كانت أحكام الله هو المهيمن على الحاكم قبل المحكوم. عندها كان يردد الشاعر فيقول:
ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفاً لامعات *** غدات الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوماً *** رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يأخذنا ولي *** بطغيان ندون له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدى بأساً *** فما نفضي عن الظلم الجفونا
وكنا حين يرمينا أُناس *** نؤدبهم أباة قادرينا
لكن الآن ماذا حصل وماذا جرى؟
وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمتة سنينا
وأخيراً فلنعرف بأن العرب ما دخلوا التاريخ إلا عن طريق الرسالة والإسلام والدين والتمسك به، والدعوة إليه، والصبر على تكاليفه.
وأي فرد أو مجتمع أو دولة هذه صفاتها فهي التي سيذكرها التاريخ، ومن تنكب الطريق وصار ينحرف عن الجادة فليعلم بأن الشعارات المزورة الوهمية، لن تخدع الشعوب طويلاً وسيخرجون من التاريخ كما دخلوا فيه، ويبقى الإسلام وسيقيض الله له من يحمله.
أين المالئون بها الدنيا لكم *** زوروا التاريخ والكتبا
فلا خيول بني حمدان راقصة *** زهداً ولا المتنبي مالئٌ حلبا
وقبر خالد في حمص تلامسه *** فيرجف القبر من زواره غضبا
يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره *** فإن أسيافهم قد أصبحت خشبا
قال الله تعالى: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ) [سورة الروم: (3 - 4)].
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا...
التعليقات