عناصر الخطبة
1/حرمة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم 2/خطر الاستهانة بدماء المسلمين وبعض صور ذلك 3/خطر ترويع المسلم 4/حرمة مال المسلم وبعض صور أخذه بغير حق 5/خطر الشرك وبعض صوره 6/خطر الخصام والشحناء بين المسلمين 7/خطر بغض أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- والواجب نحوهماهداف الخطبة
اقتباس
إذا كانت الشريعة قد أتت بالنهي عن قتل البهيمة بغير حق، فكيف بقتل المؤمن الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! كيف يصل بنا الحال إلى أن يستهين بعضنا بقتل أخيه المؤمن! وإنا لله وإنا إليه راجعون؟! يقول صلوات الله وسلامه عليه: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض؛ اشتركوا في دم مؤمن؛ لأكبهم الله في النار". أين ألقاهم الله -عز وجل-؟
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الواسع العظيم، الجواد البر الرحيم، خلق كل شيء فقدره، وأنزل الشرع فيسره، وهو الحكيم العليم، بدأ الخلق وأنهاه، وسير الفلك وأجراه: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)[يس:38-40].
أحمده سبحانه وتعالى على ما أولى وهدى، وأشكره على ما وهب وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العلي الأعلى، الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، وهو بكل شيء عليم.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى على العالمين، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر أفضل الصديقين، وعلى عمر المعروف بالقوة في الدين، وعلى عثمان المقتول ظلما بأيدي المجرمين، وعلى علي أقربهم منه صلى الله عليه وسلم نسبا على اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ما فاحت الأزهار، وما تناغمت الأطيار، وما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد:
أيها المسلمون الأخيار الأطهار: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ما قل وكفى خير مما كثر وألهى: (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ)[الأنعام: 134].
يا أيها المسلمون -عباد الله-: بيان هام بأن "كل المسلم على المسلم حرام" هذا هو عنوان خطبتنا في هذا اليوم، من أيام الله -جل وعلا-.
عباد الله: نحن بدورنا ننبه على هذا الأمر العظيم الذي هو حرمة الدماء والأعراض؛ كما صح في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه-، وهو بمثابة بيان هام لأمة الإسلام!.
ما أحوج الأمة إلى أن تراجع كلمات هذا الحديث، ومعانيه، في كل وقت وفي كل حين، في كل زمان وفي كل مكان.
اسمع إلى ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض".
تأمل!.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يحقره، ولا يكذبه ولا يخذله".
هذا بيان هام من الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأمة الإسلام في كل زمان ومكان، من أجل أن تجتمع كلمتهم، ومن أجل أن لا يدخل الشيطان بينهم، ومن أجل أن تراعى حقوق المؤمنين الذين هم عند الله -عز وجل- حرمتهم أعظم من حرمة الكعبة المشرفة.
"لا تحاسدوا" أي لا يحسد بعضكم بعضا.
"لا تناجشوا" أي لا تتعاملوا بالمعاملات المحرمة في البيع والشراء، لا تتعاملوا بالنجش.
"لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره".
ثم أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صدره، وقال: "التقوى ها هنا" ثلاث مرات: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
يعني لا يجوز للمسلم أن يحقر أخاه المسلم، فإن فعل ذلك فإنه قد وقع في الشر: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
وهذا بيت القصيد في هذا الحديث، هذا هو المعنى الذي سوف نقف معه -بإذن الله تبارك وتعالى-.
"كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
لا يحل لمسلم أن يعتدي على مال أخيه المسلم.
لا يحل لمسلم أن يعتدي على نفس أخيه المسلم بالقتل.
لا يحل لمسلم أن يعتدي على عرض أخيه المسلم؛ كما سنبين -بإذن الله تبارك وتعالى-.
نعيش -كما ذكرنا- حالة من الغفلة، فبدلا من أن يصلح الناس قلوبهم؛ البعض أدخل في قلبه نية قتل أخيه المسلم -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم-.
ولا شك أن هذا من قتال الفتنة الذي ينبغي على المسلم أن يحذره.
تأملوا -عباد الله-: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
البعض قد يستهين بأن يعتدي على أخيه المسلم، يغضب غضبة يقتل أخاه المسلم، ويحسب ذلك هينا، فاسمع ماذا قال الله -جل وعلا-، قال سبحانه وتعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93].
فالمسلم لا يقدم على قتل أخيه المسلم بغير وجه حق.
تأمل: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93].
وقد وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، وخطب في الناس، ووقف يوم عيد الأضحى في حجة الوداع، وخطب في الناس، ووقف في ثاني أيام التشريق في حجة الوداع فخطب صلى الله عليه وسلم في الناس.
فكانت من المعاني التي تكررت في هذه الثلاث مواقف: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
فقتل المؤمن لا يظن البعض أنه أمر هين.
عباد الله: اسمعوا إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق".
نحتاج -والله- نحن إلى أن نتدبر في مثل هذه النصوص: "لزوال الدنيا" الدنيا تخرب بما فيها، ومن فيها ولا يقتل مؤمن واحد؛ يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
لا مانع من أن يعبر الإنسان عن رأيه بدون عنف، وبدون أن يشهر سلاحه في وجه أخيه المسلم.
أما أن يتعدى الأمر إلى أن يشهر السلاح، فقد وقع المسلم في أمر عظيم، والله: "لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".
إذا كانت الشريعة قد أتت بالنهي عن قتل البهيمة بغير حق، فكيف بقتل المؤمن الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! كيف يصل بنا الحال إلى أن يستهين بعضنا بقتل أخيه المؤمن! وإنا لله وإنا إليه راجعون؟!.
يقول صلوات الله وسلامه عليه: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار".
أين ألقاهم الله -عز وجل-؟
على وجوههم في النار.
الأمر -عباد الله-: ليس هينا: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النــور: 15].
لهذا نحن نوجه هذا النداء للجميع: أن يحذروا سفك الدماء، وأن يعظموا حرمات المسلمين: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) [الحـج: 30].
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].
قال صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
لا يجوز للمسلم أن يعتدي على أخيه المسلم، بل اسمع لهذا الحديث من الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي صح عنه: أن أصحابه كانوا يسيرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما".
من أجل أنه أخذ منه حبلا وهو نائم.
ترويع المسلم لا يجوز ولو بأدنى شيء؛ كما صح في الحديث الآخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: نهى العبد أن يأخذ متاع أخيه لاعبا أو جادا، فقال: "لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لا عبا أو جادا".
يعني قد يأخذ الإنسان عصا من أخيه على سبيل المزاح، لا يقصد السرقة، إنما يقصد أن يدخل الضرر، والأذى على أخيه، هو لا يقصد أن يسرقها، وإنما هذا الأمر يؤدي إلى أذية المسلم والإضرار به، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الأمر، وقال: "من أخذ عصى أخيه فليردها إليه".
فكيف -عباد الله-: بمن يفكر أن يعتدي على أخيه المسلم، أي كان هذا المسلم مؤيدا أو معارضا في هذين الفريقين الذي تكشف عنهما؛ أهل بلادنا في هذه الأيام.
الأمر يحتاج -عباد الله-: إلى مراجعة حقيقية -عباد الله-، فإن الذي بيده مقاليد السماوات والأرض هو: الله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)[الأعراف: 96].
وكما قالوا: "أعمالكم عمالكم".
"كيفما تكونوا يولى عليكم".
إذا كان الإنسان يرى ظلما في الحاكم، أو غيره، فليبدأ أولا أن يراجع نفسه، وليتب إلى الله –عز وجل-، ولا بأس بعد ذلك أن يطلب في حدود التعبير عن الرأي الذي يبتعد عن العنف.
أما أن يتجه الجميع ناحية العنف، سواء كان مؤيدا أو معارضا، وتكون خطابات التكفير والترويع، وتكون خطابات؛ كأننا في ساحة حرب عالمية، فإن هذا -والله- لا ينبغي بين أبناء وطن يشهدون: أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله -صلى الله وسلم على نبينا محمد-.
"المسلم أخو المسلم" لا يحل لمسلم أن يروع أخاه المسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" البعض قد يعتدي كذلك على مال المسلم، يعتدي على مال أخيه المسلم بأن يأخذ ماله على وجه السرقة، أو على وجه الغصب، أو أن يتعامل معه بالربا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولا شك أن من يفعل ذلك قد تعدى تعديا عظيما جدا.
أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمن يأكل الربا، من يتعامل بالربا، فقال: "الربا اثنان وسبعون بابا" من أبواب الوزر والإثم: "أدناها مثل إتيان الرجل أمه"-والعياذ بالله- "وأربى الربا" أي أعلى الربا: "استطالة الرجل في عرض أخيه" أي أن يعتدي العبد على عرض أخيه المسلم بالكذب، بالغيبة، بالنميمة، أن يعتدي على ماله، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن التعدي على المال، ثم أخبر كذلك عن التعدي على العرض.
فنحن نحتاج -عباد الله-: أن نصلح ما بيننا وبين الله -سبحانه وتعالى-، وأن نطهر قلوبنا من الشحناء والبغضاء والحقد والحسد.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها المسلمون -عباد الله-: صنفان لا يغفر لهما:
الصنف الأول: من أتى بالشرك.
الشرك -عباد الله-: أن تجعل لله -عز وجل- ندا، وهو خلقك.
أن تجعل لله -عز وجل- شريكا له في العبادة، تخافه ترجوه من دون الله، قال الله -جل وعلا-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)[المائدة: 72].
والبعض قد يقول: هل يوجد شرك في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، نحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ونصوم ونصلي، فهل من الممكن أن يقع الشرك بيننا؟
قد سأل الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل".
انظر على سبيل المثال النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أيها الناس إياكم وشرك السرائر" قالوا : يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه".
وحتى يقولون عنه: أنه مصل وخاشع لله -عز وجل-.
وقس على ذلك من يتصدق أمام الناس، حتى يقول عنه الناس أنه جواد كريم.
وقس على ذلك من يعلم الناس العلم، ويدعو إلى الله، ولكنه يفعل ذلك إنما يفعله لأجل أن يقال عنه: أنه عالم، وأنه داعية، وأنه شيخ.
وقع في هذا الرياء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لذلك نقول -عباد الله-: المسلم يحذر الشرك وصغيره، ولا يتأتى له ذلك إلا إذا تعلم دين الله -جل وعلا-: القرآن الكريم، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك بأن نقرأها، ونتدبرها، ونعمل بما فيها، عندها نعصم من الشرك -بإذن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه-.
أما الصنف الثاني الذي لا يغفر له في ليلة النصف من شعبان إذا ما اطلع الله عليهم: هم أصحاب الشحناء.
المشاحن الذي في قلبه بغضاء وشحناء لأخيه المسلم.
المشاحن الذي في قلبه حقد وحسد على أخيه المسلم -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم-.
الذي بينه وبين أخيه المسلم خصام وهجران، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذى يبدأ بالسلام".
يَمُوتُ الْفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ *** وَلَيْسَ يَمُوتُ الْمَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ
فَعَثْرَتُهُ مِنْ فِيهِ تَرْمِي بِرَأْسِهِ *** وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَى عَلَى مَهْلِ
من الشحناء المانعة كذلك: الذي في قلبه مرض بغضاء؛ لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن هذا داخل ضمن الشحناء التي تمنع من مغفرة الذنوب، في ليلة النصف من شعبان.
لذا نقول: الواجب على المسلم: أن يتقرب إلى الله –عز وجل- بحب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أن يترضى عليهم، وأن يسير على منهجهم، وأن يدعو الناس إلى الاقتداء بهم؛ لأنهم قوم رضي الله -عز وجل- عنهم، ورضوا عنه، وقد قال عز وجل عنهم: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)[آل عمران: 110].
من الشحناء كذلك: صاحب البدعة الذي هو مقيم عليها، من ضمن المشاحنين كذلك الذي لا يغفر الله -تبارك وتعالى- لهم، إذا ما اطلع عليهم في ليلة النصف من شعبان.
هذه بعض التنبيهات -عباد الله-.
نسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول، فيتبعون أحسنه...
التعليقات