عناصر الخطبة
1/ فوائد القصص القرآني 2/ خلاصة قصة بقرة بني إسرائيل 3/ دروس وعبر من قصة بقرة بني إسرائيل 4/ وجوب الأدب مع أنبياء الله ورسله 5/ السعادة الحقيقة في الدنيا والآخرة 6/ متابعة السنة المحمدية فريضة ربانية.اهداف الخطبة
اقتباس
القصص في القرآن لا ترد لمجرد التسلي بأحداثها، ولكنها ترد لتكون عبرة لمن بعدهم، وفي قصة البقرة يتضح لنا سوء الأدب من بني إسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام، وإن الذي يجب على هذه الأمة أن لا تتخلق بأخلاق بني إسرائيل في تعاملها مع نبيها صلى الله عليه وسلم. والذي يجب علينا أن لا نسيء الأدب مع رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لئلا يصيبنا ما أصاب بني إسرائيل.
إن الحمد لله..
أما بعد: عباد الله: إن الله عز وجل عندما يعرض علينا القصص في القرآن، لا يذكرها لمجرد التسلي بها، ولا يذكرها لمجرد التمتع بأحداثها التاريخية.
إن القصص في القرآن يا عباد الله إنما تُعرض علينا من أجل أخذ العبرة منها، والاستفادة من أحداثها في واقعنا المعاصر. واستخلاص الدروس منها لكي تكون لنا نبراسًا في الحياة.
عباد الله: سنمضي هذه الدقائق مع قصة البقرة التي جاء ذكرها في سورة البقرة وسنتعرف على أحداث القصة وما ذكر علماء التفسير في شأنها.
يقول الله عز وجل، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة: 67- 74].
خلاصة القصة يا عباد الله، أنه كان رجلاً من بني إسرائيل عقيمًا لا يولد له، وكان له مال كثير، وكان له ابن أخ وهو وارثه الوحيد. وكان هذا الرجل له بنت، فأراد ابن أخيه أن يتزوج من ابنة عمه فأبى أن يزوّجه، فغضب الفتى وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذنّ ماله، ولأنكحن ابنته، ولآكلن ديته، فقتله في تلك الليلة، ثم حمل جثته ووضعها على باب رجل منهم، ثم أصبح يدعيه عليهم، حتى تسلحوا وركب بعضهم على بعض.
فقال ذوو الرأي منهم والنهى: علام يقتل بعضكم بعضًا وهذا رسول الله فيكم؟! فرفعت القضية بعد ذلك إلى نبي الله موسى عليه السلام، فقال لهم نبيهم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) وكان هذا القول بهذه الصيغة يكفي للاستجابة والتنفيذ وهو إنما يأمرهم بأمر الله عز وجل، فماذا كان الجواب، لقد كان جوابهم سفاهة وسوء أدب، واتهامًا لنبيهم الكريم بأنه يهزأ بهم ويسخر منهم، (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) وكان رد موسى عليه السلام أن يستعيذ بالله، وأن يردهم برفق، وأن يبين لهم أن ما ظنوه به لا يليق إلا بجاهل: (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
وكان في هذا التوجيه كفاية لهم ليثوبوا إلى أنفسهم، وينفذوا أمر نبيهم، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم، فإذا هم يسألون: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) والسؤال بهذه الصيغة يوحي بأنهم ما يزالون في شكهم أن يكون موسى هازئًا فيما أمرهم به فهم أولاً يقولون (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) وكأنما هو ربه وحده، لا ربهم كذلك، وكأن المسألة لا تعنيهم هم، إنما تعني موسى وربه وهم كذلك يطلبون منه أن يدعو ربه ليبين لهم (مَا هِيَ) والسؤال عن الماهية في هذا المقام.
ولكن موسى عليه السلام يسلك طريقًا غير طريق السؤال، إنما يجيبهم كما ينبغي أن يجيب المعلم المربي (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) إنها بقرة لا هي عجوز ولا هي شابة، وسط بين ذلك، ثم يعقب على هذا البيان المجمل بنصيحة آمره حازمة (فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ).
ولقد كان في هذا كفاية لمن يريد الكفاية، وكان حسبهم وقد ردهم نبيهم إلى الجادة مرتين، أن يعمدوا إلى أية بقرة متوسطة السن فيخلصوا بها ذمتهم، وينفذوا بذبحها أمر ربهم، ولكن بنو إسرائيل تعودوا التعنت والتضييق على أنفسهم، ولقد راحوا يسألون (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا)، هكذا مرة أخرى (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) وقد شققوا الموضوع وطلبوا التفصيل فأتاهم الجواب: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) وهكذا ضيقوا على أنفسهم دائرة الاختيار - وكانوا في سعة من الأمر، فأصبحوا مكلفين أن يبحثوا لا عن بقرة متوسطة السن، بل لابد أن تكون مع ذلك (صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ). ولقد كان فيما تلكأوا كفاية ولكنهم يخصون في طريقهم، يعقدون الأمور، ويشددون على أنفسهم، فيشدد الله عليهم.
لقد عادوا مرة أخرى يسألون عن الماهية: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ) ويعتذرون عن هذا السؤال وعن ذلك التلكؤ بأن الأمر مشكل: (إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا) وكأنما استشعروا لجاجتهم هذه المرة.فهم يقولون: (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «لولا أن بني إسرائيل قالوا وإنا إن شاء الله لمهتدون لما أعطوا ولكن استثنوا».
يقول الله عز وجل بعد ذلك تتمة للقصة (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا) فقد تضاعفت عليهم الشروط، وضاق مجال الاختيار، فمع الشروط السابقة لا بد أن تكون هذه البقرة ليست مذللة بالحراثة ولا معدة للسقى، بل هي مكرمة مسلمة صحيحة لا عيب فيها (قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) سبحان الله، وكأن كل ما مضى ليس حقًا، أو كأنهم لم يستيقنوا أن ما جاءهم به هو الحق إلا للحظة: (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)؛ لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها لغلاء ثمنها لأنهم وجدوها عند رجل لم يبعها لهم إلا بملء جلدها ذهبًا.
ثم يعقب الله عز وجل بعد ذلك بقوله: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
وهنا نصل إلى الجانب الثاني من جوانب القصة: جانب دلالتها على قدرة الخالق، وحقيقة البعث، وطبيعة الموت والحياة، لقد كشف الله لقوم موسى عن الحكمة من ذبح البقرة، لقد كانوا قد قتلوا نفسًا منهم، ثم جعل كل فريق يدرأ عن نفسه التهمة ويلحقها بسواه، ولم يكن هناك شاهد، فأراد الله أن يظهر الحق على لسان القتيل ذاته، وكان ذبح البقرة وسيلة إلى إحيائه، وذلك بأن أمر الله عز وجل أن يؤخذ بعض من تلك البقرة ويضرب بها جثة الميت، فبعث فيه الحياة مرة أخرى بقدرة الله عز وجل ليخبر بنفسه عن قاتله.
لقد قام المقتول أمام الناس بعدما أحياه الله عز وجل مرة أخرى لكي يرى بني إسرائيل بعض معجزاته. فقام المقتول أمام الناس وقال: إن الذي قتلني هو هذا الرجل وأشار على قاتله. (كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله:
أما بعد: عباد الله: عرضنا لكم فيما مضى وبصورة مختصرة ما ورد من قصة البقرة في كتاب الله عز وجل. ولكن مع أن هذه القصة وقعت لبني إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام. فما الذي يمكن أن نستفيده نحن من هذه القصة. وكما ذكرت لكم من قبل أن القصص في القرآن لا يرد لمجرد التسلي بأحداثها، ولكنها ترد لتكون عبرة لمن بعدهم.
ففي قصة البقرة يتضح لنا سوء الأدب من بني إسرائيل مع نبي الله موسى عليه السلام، وتتضح هذه الصورة جلية واضحة في قول الله تعالى على لسانهم: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) وكأن الله عز وجل رب لموسى وحده وليس رب لهم. أي سفاهة هذا، وأية لا مبالاة بأنبياء الله عز وجل، ولكن ماذا كان مصير بني إسرائيل في النهاية، وماذا كان حالهم بعد أفعالهم وأعمالهم مع أنبيائهم، (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا) [آل عمران: 112].
فالذي يجب على هذه الأمة أن لا تتخلق بأخلاق بني إسرائيل في تعاملها مع نبيها صلى الله عليه وسلم. والذي يجب علينا أن لا نسيء الأدب مع رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لئلا يصيبنا ما أصاب بني إسرائيل.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف يكون إساءة الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إن إساءة الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بعدم اتباع أمره ونهيه، وعدم الاتباع والامتثال لسنته صلى الله عليه وسلم.
فاتقوا الله أيها المسلمون: كم من سُنة للرسول صلى الله عليه وسلم يضرب بها عرض الحائط في واقعنا. كم من سنة للرسول صلى الله عليه وسلم تذبح ليلاً ونهارًا من دون مبالاة. كم من الأوامر التي أمرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم خالفناه وكأن المأمور به غيرنا.
أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بلزوم الجمع والجماعات، فلا نكاد نرى إلا كبار السن في المساجد، نهانا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن اختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم والحال يزداد سوءً يومًا بعد يوم كما لا يخفى عليكم!!!
أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نكف أسماعنا وأبصارنا عن الحرام، فلا تكاد ترى من يطبق هذا الأمر إلا من رحم ربي.
فاتقوا الله أيها المسلمون، لا تسيئوا الأدب مع رسولكم بمخالفة أمره ونهيه كما أساء بنو إسرائيل قبلكم الأدب مع رسولهم بمخالفة أمره ونهيه فيحل بكم ما حل بغيركم. ليس بينكم وبين الله نسب. وسنة الله ماضية إلى يوم القيامة، (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 62].
وأمر آخر نحب أن نقف عليه. وهي أن بني إسرائيل عندما رفعت القضية لموسى عليه السلام وهي قضية الرجل المقتول، أمرهم موسى بذبح البقرة وبنو إسرائيل تعجبوا كل العجب من هذا الأمر، نقول له أن فلانًا قد قتل، ونريدك أن تخرج لنا القاتل، ويقول اذبحوا بقرة. قد يكون الأمر غريبًا وفيه شيء من العجب في بداية الأمر ولكن عندما تتضح القضية وهو أن هذا الأمر جاء من عند الله يزول الاشكال وتذهب الغرابة: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) ولم أمركم أنا. فكم من الأحكام والشرائع، التي شرعها لنا الله عز وجل في حياتنا وكم من السنن التي سنها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في تعاملنا، لا يطبقها الناس ولم يعملوا بها لأنهم يشعرون بأنها أمر غريب، أو هذا شيء عجيب.
أيها المسلمون: إن هذا الدين لا يؤخذ بالعقل، وإنما يؤخذ بالاتباع، فكل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم لابد من أخذه، ولابد من العمل به، سواء كان هذا الأمر غريبًا علينا، أو لم تقبله عقولنا، ألم يتعجب بنو إسرائيل عندما أُمروا بذبح بقرة لمعرفة القاتل، ولكنهم لم يستطيعوا معرفته إلا بعد أن نفذوا أمر الله عز وجل، ونحن لا تكون لنا السعادة الحقيقة في الدنيا والآخرة إلا بأخذ هذا الدين بكامله، سواء تعجبنا من بعض الأوامر والنواهي فيه، أم لم تقبل عقولنا بعض أحكامه.
ولنأخذ مثالاً على ذلك، ولنضرب هذا المثال في الصلاة. فكم من الناس يعجب ولا يتصور أن صلاة الجماعة واجبة في حق الرجال، وأنه قد ارتكب إثمًا عظيمًا يستحق عليه أشد العقوبة إن هو استمر يصلي مثل النساء في البيت.
وكم من الناس يعجب ولا يكاد عقله يتحمل أن تارك الصلاة كافر، كفرًا أكبر يخرج صاحبه من الملة، وأنه تطبق عليه أحكام المرتدين.
وكم من الناس يعجب أن وضع اليدين مثلاً على الصدر في الصلاة هي السنة الثابتة الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن عدم الأخذ به يكون مخالفة للسنة.
هذا مثال واحد على الصلاة، وإذا أردت أن تتبع تعجبات الناس في أمور العبادات الأخرى وفي أمور المعاملات والتي لا تقبلها عقولهم فلا تكاد تنتهي.
فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن.....
التعليقات
خالد عبدالحي
30-09-2020كيف يكون عقيما لا يولد له وعنده بنت؟!
زائر
26-07-2024جزاكم الله خيرا