في الحج ذكريات

ناصر بن محمد الأحمد

2011-02-08 - 1432/03/05
التصنيفات: التربية الحج
عناصر الخطبة
1/ دعوة إلى الحجاج 2/ جهاد الرسول مع أهله في بداية دعوته 3/ موقفان من مواقف الدعوة في جنبات بيت الله الحرام 4/ دعوة للتأمل في الحج والحفاظ على البيت الحرام 5/ قوافل الحجاج في عرفة تبتهل بالدعاء
اهداف الخطبة

اقتباس

ها نحن اليوم في أيامٍ عظيمة، تتجلى فيها الرحمة، وتزداد فيها النفحات، فيا مريدًا الخير أقبل، ويا مترددًا في التوبة اعزم، وولِّ وجهك شطر المسجد الحرام، حيث انبثق النور، وسال وادي الرحمة يتدفَّق على العالمين، يحمل معه البشرى، وينشر اليقين، معلنًا استسلامه للملك الحق المبين. يجول بخاطره وهو ينظر إلى ثرى مكة، فيرى خيال الحبيب ..

 

 

 

 

إن الحمد لله...

ها نحن اليوم في أيامٍ عظيمة، تتجلى فيها الرحمة، وتزداد فيها النفحات، فيا مريدًا الخير أقبل، ويا مترددًا في التوبة اعزم، وولِّ وجهك شطر المسجد الحرام، حيث انبثق النور، وسال وادي الرحمة يتدفَّق على العالمين، يحمل معه البشرى، وينشر اليقين، معلنًا استسلامه للملك الحق المبين. يجول بخاطره وهو ينظر إلى ثرى مكة، فيرى خيال الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطو خطواته الأولى هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، ففي المشاعر ذكريات، وفي رُبَى الحرم جِهادٌ وصبر وتضحيات، وألَم ومقاطعة وجوار، ودموع ساخنات، قرحت خُدود المتقين، من نفوس خاشعات.

قف -أيها المسلم- وانظر عبر نافذة التاريخ إلى محمد بن عبدالله، وقد أنْزَل الله تعالى عليه قوله: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214]، فأتى - صلى الله عليه وسلم - الصفا فصعد عليه، ثم نادى: (يا صباحاه)، فاجتمع إليه الناس بين رجل يجيء إليه وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، صدقتموني؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)، فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر هذا اليوم! أما دعوتنا إلا لهذا؟ فأنزل الله: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [المسد: 1]، رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والتِّرمذي والنسائي.

هجمةٌ شرسة منَ العشيرة والأقربين، تلقي حممها، وتنفخ شررها في وجه الدعوة، وحاملها، خير مِن وطأ الأرض، وخيرَ خلقِ الله أجمعين - صلى الله عليه وسلم - يأتيهم حاملاً إليهم البُشرى بتوحيد رب العالمين، والنذارة من عذابه الأليم، فيقال له: تبًّا لك سائر هذا اليوم! فيا عجبًا مِن قومٍ يقابلون من يدعوهم إلى النجاة فيدعونه إلى الجحيم!

أيها المسلم، في صحن الحرم، وأنت تركع ركعتي الطواف، تأمل وتذكر حبيبك - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي ربه في جنبات بيته ويصلي، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، فقال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلا جَزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القَوْم، وهو عقبة بن أبي معيط، فجاء به، فنظر، حتى إذا سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه على ظهره بين كتفيه، قال عبد الله بن مسعود راوي الحديث: وأنا أنظر، لا أغني عنه شيئًا، لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون، ويحيل بعضهم على بعض - أي: يتمايل بعضهم على بعض مَرَحًا وبَطرًا - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ، لا يرفع رأسه حتى جاءتْه فاطمة فطرحتْه عنْ ظهْرِه، فرفع رأسه، ثم قال: اللهم عليك بقريش، ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم، وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مُستجابة، ثم سمى: (اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعدَّ السابع فلم نحفظه، فوالذي نفسي بيده، لقد رأيت الذين عدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرعى في القليب، قليب بدر؛ رواه البخاري.

هذان موقفان من مواقف الدعوة في جنبات بيت الله الحرام، في صحنه وعلى ظهر الصفا، تأملوا كيف كان عنت المعاندين وصلفهم وقوة استهزائهم، ثم اقلب صفحات الزمن سنين عددًا، مليئة بالحزن والجهد والدعوة والكفاح المرير والغزوات وفَقْد الأحباب وبسالة الأصحاب وهجرة الأوطان، ولا يغب عن ذهنك: ثاني اثنين إذ هما في الغار، ثم من المدينة النبوية، عُد إلى نفس المكان، إلى صحن المسجد الحرام، ومحمد بن عبدالله نفسه - صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس ضعيفًا، ولا وحيدًا هذه المرة، بل حوله عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار، في يوم الفتح الأعظم، حين أعزَّ اللهُ دينه ونصر رسوله، ومنه بدأ تاريخ البلد الحرام إسلاميًا، أمنًا ومنارة للهدى؛ فاستبشر أهل السماء، وضربت أطناب العزة على مناكب الجوزاء، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وأشرقت الأرض بيوم الفَتْح ضياء وابتهاجًا، وعلتْ راية الحق في كبد السماء سرًاجا وهاجًا، وهطل غيث الهداية وحيا يقطر في القلوب ثجَّاجًا، فارتوت أكباد العطاش إلى الهدى والنور، وتبسمت شفاه المؤمنين بيوم البعث والنشور، فأقبل ابن عبد المطلب - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فدخل المسجد وأقبل على الحجر الأسود فاستلمه، ثم طاف بالبيت العتيق، وفي يده قوس، وحول البيت ثلاثمائة صنم، فجعل يطعنها بالقوس ويتلو: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81]، ويتلو: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) [سبأ: 49]، والأصنام تتساقَط على وجوهها، وكان يطوف على راحلته، وبعد طوافه دخل الكعبة، وصلى فيها ثم دار في البيت وكبر في نواحيه، ثم فتح الباب، وقريش كلها قد ملأت المسجد ينتظرون ماذا يصنع، فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، وتكلم فيهم، ثم قال: (يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟)، فقالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: (فإني أقول مثل ما قال يوسف لإخوته: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) [يوسف: 92]، اذهبوا فأنتم الطلقاء).

معاشر حجاج هذا العام وكل عام: وأنتم تطوفون بالبيت تذكَّرُوا كم بذل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - ليصبح البيت كما أراده الله مثابة للناس وأمنًا، وتأمَّلوا كلمة التوحيد التي رفعها حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - مدوية في آفاق الحرم توحد الله، وتقر له أنه أنجَزَ وعده، ونصَر عبده، وهزَم الأحزاب وحده، وهي الشهادة التي يكررها كل حاج أو معتمر يطوف بالصفا والمروة، لتعلن للتاريخ أن مقولة أبي لهب: تبًّا لك سائر هذا اليوم، عادت إليه، وانقلب تأثيرها عليه، فعاد محمد وأصحابه بعد أن كانوا أذلة، عادوا أعزة فاتحين، مُهللين مُكَبِّرين، وللحي القيوم موحدين، قد فتحوا البلاد، وقلوب العباد، وخضع للحق الحاضر والباد.
فمشاعر مكة وفجاجها ذكريات تلك السيرة، ومناسك الحج وشعائره إقرار لمنهج تلك السيرة، توحيد وتضحية، وفداء وجهاد، وصبر وبذل، وذكر وتسامح، وتكاتُف وتعظيم لحرمات الله ولشعائر الله وإعلام بتقوى القلوب.
وفي الفتح خاطب نبينا - صلى الله عليه وسلم - قريشًا فقال لها: (يا معشر قريش، إنَّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].
ففي الحج يتبيَّن هذا المنهج، إذ تنمحي فيه فوارق الأجناس والأوطان، وتنصهر الأمة على صعيد واحد، تعلن شعار التوحيد تهليلاً وتكبيرًا، بقلوب تحنُّ إلى البيت كما تحنُّ الحمائم إلى أوْكارِها، وهي تتخيل طيف إبراهيم مودعًا فلذة كبده وهو لم يزل رضيعًا مع أمه، بين جبال مكة السوداء، ويرفع كفيه داعيًا مناجيًا: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37]، سبحان الله! لو رأى إبراهيم هذه الجموع تتزاحم لتصل إلى البيت مِن كل فج عميق وهم يحجزون عنه حتى لا يقتتلوا، ملايين ينفقون من أموالهم الذي جمعوه سنين طوالاً لتراه، ولتستلم الحجر وتطوف به! وتتخذ من مقام إبراهيم مصلّى! لو رأى إبراهيم البيت وهو معمور في كل لحظة من لحظات اليوم، معمور بالطائفين والقائمين والعاكفين والركع السجود، لو رأى إبراهيم البيت ومصابيح الأنوار تضيء ليله حتى كأنه نهار، والناس فيه لا تنقطع منه رِجْل داخل إليه أو خارج منه، لو رأى إبراهيم البيت بمنائره المتعددة، وصوت التوحيد يجلجل فيها خَمْس مرات، منقولاً إلى أصقاع الدنيا كلها، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

عباد الله، هذه نفحات من ذكريات البيت العتيق، في الطواف لنا ذكرى، وفي السعي لنا ذكريات، ينبغي أن نحييها في نفوسنا لنقيم الشعائر بقلوب حاضرة، واثقة بِنَصْر الله مهما تكالبت الأعداء، ومهما أظلمت السماء، فظلمتها عما قريب ستنجلي، وسيطلع الفجر مشرقًا كعادته مؤذنًا بيوم جديد أشبه ما يكون بيوم الفتح، فتح القلوب لتفقه الحق وتعقِله، وفتح الآذان لتسمعه، والأعين لتبصره، وقيادة الجوارح لتتبعه.
وتأملوا وقد حانت الصلاة، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً - رضي الله عنه - أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتّاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتّاب: لقد أكرم الله أُسيدا ألاَّ يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، وقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأَخبَرت عني هذه الحصباء، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: قد علمت الذي قلتم، ثم ذكره لهم، فقال الحارث وعتّاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد معنا فنقول: أخبرك.
فيا مَن شهدتم أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور: 63، 64]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه...
أما بعدُ، فيا أيها المسلمون، قوافل المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها قد توجهتْ إلى مكة، آمين البيت الحرام يبتغون فضلاً مِنْ ربهم ورضوانًا، بالدعاء لهم عجيج، وبالبكاء لهم نشيج، يلبون فتهتز المشاعر، ويدعون فتثار المشاعر، لربهم يذكرون، وبحمده يمجِّدون، ولفضله ونعمته يشكرون، في مشهد مهيب ومنظر بهيج، ولو لم يَرِدْ في فضل الحج إلا قوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)؛ أخرجاه من حديث أبي هريرة، لو لم يكن إلا هذا الحديث لكَفَى به مشوقًا للبيت الحرام، ومعينًا على السباق مع الأيام، للتعرُّض للنفحات وتنـزل الرحمات، والعتق من النيران، واستمع - يا رعاك الله - إلى قول نبيك - صلى الله عليه وسلم -: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)؛ أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ولهذا فما رؤي الشيطان أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة، لما يرى من تنـزل الرحمة، وتجاوز الله تعالى عن الذنوب العظام، ومغفرة الكبير من الآثام، إلا ما رؤي يوم بدر.

قال ابن المبارك - رحمه الله -: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان، فالتفت إليَّ، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم، ونظر الفضيل بن عياض إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفه، فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقًا - يعني سدس الدرهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله، للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق.
وَإِنِّي لَأَدْعُو اللهَ أَسْأَلُ عَفْوَه ** وَأَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْفُو وَيَغْفِرُ
لَئِنْ أَعْظَمَ الناسُ الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا ** وَإِنْ عَظُمَتْ فِي رَحْمَةِ اللهِ تَصْغُرُ
فمَن رزقه الله الوقوف بعرفة فليُري الله منه خيرًا، بدمع غزير وقلب منيب، ومن حرم الوقوف مع الواقفين، فلا يُحرمنَّ الصيام مع الصائمين فصومه تطوعًا يكفر ذنوب سنتين سنة ماضية وسنة مقبلة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما مِن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام)؛ يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة فما منها عوض ولا لها قيمة، المبادرة المبادرة بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل، قبل أن يندم المفرِّط على ما فعل، قبل أن يسأل الرجعة ليعمل صالحًا فلا يجاب إلى ما سأل، قبل أن يحول الموت بين المؤمّل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء مرتهنًا في حفرته بما قدم من عمل.
اللهم...
 

   

 

المرفقات
في الحج ذكريات.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life