عناصر الخطبة
1/ النصرة المطلوبة لمن؟ 2/المنافقون سبب رئيس لمصائب المسلمين 3/حقيقة الفتنة وموقف المنافقين في الشدائد 4/نصرة المسلم لأخيه من الواجبات الشرعية 5/موسى عليه السلام ينصر المظلوم 6/من صور مظاهرة المجرمين ومناصرتهماهداف الخطبة
اقتباس
نعم لن أكون ظهيرا لهم في نشر شائعاتهم ولا في الترويج لأفكارهم ولا في تكثير سوادهم. لن أكون ظهيرا للمجرمين بأن أقف بحياد تجاه الحق الواضح وشواهده البينة. لن أكون ظهيرا للمجرمين فأنصرهم بقلمي وكل مواقفي. لن أكون ظهيرا للمجرمين ولا معينا لهم ولا مشجعا لهم ولو بكلمة واحدة . لن أكون ظهيرا لهم مساندا ولا للحق معاندا. إن الانحياز لصف المصلحين هو المفهوم الآخر لهذه الآية؛ لأن...
الخطبة الأولى:
أود أن أتحدث إلى حضراتكم اليوم عن واجب النصرة؛ نعم واجب النصرة لقضايا الأمة وأحداثها, التفاعل الإيجابي مع آلامها ومصائبها.
النصرة المطلوبة ليست لشخص أو فرد وإنما لفكرة وقضية, النصرة لعزة أمة أراد لها بعض أبنائها الذلة والضعف, النصرة لقضية أمة أراد لها بعض أبنائها المتاجرة والبيع, النصرة لمنهج أمة أسسه محمد عليه الصلاة والسلام وبذل من أجله نفسه وجهده ودمه, النصرة لقضية أمة أرادت أن تستقل بغذائها ودوائها وسلاحها لتكون عزيزة معلية بين الأمم, النصرة التي تخاذل عنها بعض أبناء الأمة؛ بل سعوا مخذلين لهويتهم بائعين ولمنهج ربهم معرضين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) [النساء: 61].
ها هي الأحداث اليوم تكشف الوجوه القبيحة في الأمة, وتسقط البراقع الكاذبة للشخصيات التي طالما انتسبت لهذا الدين, وتحدثت باسمه وكانت محسوبة عليه, فلما استبان الأمر وحصص الحق أبى الله إلا أن يحق حقيقتها وينشر بين الملا رائحتها (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ) [الأنفال: 37].
إِنَّ هذه السلالة ومُنْذُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْنًا يَتَمَنَّوْنَ زَوَالَ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ، وَيَعْمَلُونَ عَلَى ذَلِكَ بِجِدٍّ وَنَشَاطٍ، وَمَكْرٍ وَكَيْدٍ وَخَدِيعَةٍ، وَيَخْلُفُ اللاَّحِقُونَ مِنْهُمُ السَّابِقِينَ فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدْفِ الَّذِي كَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا لَهُ، وَشَغَلُوا أَوْقَاتَهُمْ بِهِ، وَسَخَّرُوا كُلَّ مُمْكِنٍ لِأَجْلِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُبْقِي لَهُمْ مَا يَسُوءُهُمْ، وَيُخْرِجُ ضَغَائِنَهُمْ، لِتَنْقِيَةِ الصَّفِّ مِنْهُمْ، وَيَبْتَلِي عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِهِمْ: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ) [محمد: 29].
وَقَدْ دَلَّتْ أَزَمَاتُ المُسْلِمِينَ وَمَصَائِبُهُمْ فِي القَدِيمِ وَالحَدِيثِ عَلَى أَنَّ كَثِيرًا مِنَ المُنَافِقِينَ كَانوُا وَرَاءَهَا، أَوْ مُشَارِكِينَ فَاعِلِينَ فِيهَا، عِلاَوَةً عَلَى فَرَحِهِمْ بِهَا، وَاسْتِبْشَارِهِمْ بِكُلِّ غَمٍّ يُصِيبُ المُؤْمِنِينَ، وَأَمَلِهِمْ فِي اسْتِئْصَالِ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ؛ وَلِذَا قَالَوا فِي أُحُدٍ شَامِتِينَ: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) [آل عمران: 168]، أولم يكرروا هذه المقولة اليوم بصورة مختلفة؟، وَقَالُوا فِي الخَنْدَقِ: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا) [الأحزاب: 12]، وَفِي تَبُوكَ قَالَ قَائِلُهُمْ لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ (ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي) [التوبة: 49].
وَهَذِهِ المَقُولاَتُ النِّفَاقِيَّةُ تَتَجَدَّدُ عَبْرَ الزَّمَانِ، وَتَنْتَقِلُ مِنَ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، وَكَثِيرًا مَا نَسْمَعُهَا فِي الإِعْلاَم المَرْئِيِّ وَالمَسْمُوعِ، وَنَقْرَؤُهَا فِي الإِعْلاَمِ المَكْتُوبِ كُلَّمَا تَجَدَّدَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أَزْمَةٌ، أَوْ حَلَّتْ بِهِمْ مُصِيبَةٌ، أَوْ نَزَلَتْ بِهِمْ نَازِلَةٌ، يَعِدُونَ المُؤْمِنِينَ بِالفَنَاءِ والاضْمِحْلاَلِ عَلَى أَيْدِيهم، وَيُغْرُونَ الأَعْدَاءَ بِهِمْ، وَيُسَلِّطُونَهُمْ عَلَيْهِمْ بِأَسَالِيبَ مَاكِرَةٍ، وَتُهَمٍ جَاهِزَةٍ، تَحْتَ شِعَارَاتٍ زَائِفَةٍ، وَدَعَاوَى رَخِيصَةٍ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَرُدُّ مَكْرَهُمْ، وَيَقْلِبُ كَيْدَهُمْ عَلَيْهِمْ؛ فَلاَ يَزْدَادُ المُؤْمِنُونَ إِلاَّ قُوَّةً وَثَبَاتًا.
أبعدوا أنفسهم عن الوقوف في صف الحق ونصرته زعما منهم بأنها فتنة, والله ما هي بفتنة لمن تأمل التاريخ وتتبع أحداثه, ولمن تدبر في آيات القرآن الكريم ووقائع السيرة النبوية؛ بل إن ما يروجوه هو الفتنة.
الفتنة في تقليب الأمور, ونشر الشائعات الكاذبات, والتشفي بما يصيب الأمة, والفرح بالقضاء على خيرة شبابها ورجالها (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) [التوبة: 48]. نعم وهم كارهون.
ما كنا نظن أننا سنعيش لنرى من أبناء الأمة من يفرح بموت أخيه, ويستبشر بإحراقه ويتشفى بالتنكيل به؛ حتى أظهرت الأحداث اليوم ما أظهرت, وكشفت من مكنونات ضمائرهم ما كشفت.
ماتت الإنسانية بين جنبيهم, وأزهقت الرحمة من قلوبهم, وانتهت معاني الحياة في نفوسهم, وكل ما طفى على السطح من طباعهم ما كان إلا نتيجة لما يعتمل في صدورهم (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) [آل عمران: 118].
أيها الإخوة في الله: من وقف في صف الحق وابتهج للحقيقة وناضل من أجل الحقوق فإنما يقف لله, براءة للذمة ووثبة غيورة, وشهادة عز يفاخر بها أمام الله تعالى، ومن وقف في صف الباطل وتغنى بالنفاق وترديد عباراته فإنما يقف على نفسه (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38].
أيها الإخوة: مرت الأحداث على الأمة بصورة متسارعة, وشاهدَ العالمُ من خلالها كيف استهدَفت آلةُ الحرب والقتل والقمع والتعذيب والتنكيل الضعفةَ والعُزَّلَ والأبرياءَ والرُّضَّعَ والأطفالَ والشيوخَ والنساء, في صورٍ من الوحشية لا يجترئُ عليها إلا عديمُ الرحمة وفاقدُ العقل، إن تلك الأحداث تستوجِبُ اليقظَةَ والاعتبار، والتذكُّر والادِّكار، وما هي إلا محنٌ تُمتَحنُ بها القلوب، وتُبتلَى بها النفوس؛ ليعلمَ الله من يقِفُ مع المظلوم في وجه الظالم، وينصر الحقَّ في وجه الباطل، ويدفعُ بالسنة في وجه البدعة، ويصِلُ يدَه بأهل الإيمان والتوحيد في وجه أهل الشرك والخرافة والتنديد: ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) [الحديد: 25].
إن من حق المسلم على أخيه المسلم أن يُقاسِمه الهُمومَ والمكارِه، ويُشارِكه محنَته وبليَّته، ويعيشُ معه مُصابَه ورزِيَّته، لا يخونُه ولا يُسلِمه، ولا يترُكه ولا يخذُله؛ بل يحُوطه وينصُره ويعضِدُه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئٍ ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه" (رواه أبو داود، والطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي: إسنادُه حسن).
ونصرة المسلم لأخيه المسلم واجبة من الواجبات الشرعية، وحق من حقوقه عليه؛ ولكن للأسف الشديد أن كثيرًا من الناس لا يلقونَ للمستضعفين بالاً، لم يكلِّفوا أنفسهم متابعةَ أخبار إخوانهم، بل ولا السؤال عنهم، والدعاء لهم, وذلك كلُّه شيءٌ من حقِّ المسلم على أخيه المسلم.
تأملوا يارعاكم الله في قصص القرآن وأحداث التاريخ: إن أول عمل عام قام به نبي الله موسى -عليه السلام- هو نصرة المظلوم، في مشاجرة رآها نبي الله موسى فاستجاب للصريخ المستغيث، فأغاثه، ثم أعلن البراءة إلى الله من المجرمين.
فهما: صفتان رئيسيتان يسير بهما المؤمن إلى الله تعالى:
الأولى: نصرة المظلوم والقيام معه، والثانية البراءة من المجرمين وعدم مناصرتهم أو معاونتهم. قال الله تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) [سورة القصص:15]. (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) يقصد به القتل وسفك الدماء وتمزيق الأشلاء لأنه لم يكن مأموراً بقتله (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة القصص:16]. فلما غفر الله له ذلك، اتخذ موقفاً أساسياً من الظلم والظالمين، وأعلن انحيازه الكامل للمظلومين وللحق مهما كلفه ذلك، (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ) [سورة القصص:17].
نعم لن أكون ظهيرا لهم في نشر شائعاتهم ولا في الترويج لأفكارهم ولا في تكثير سوادهم. لن أكون ظهيرا للمجرمين بأن أقف بحياد تجاه الحق الواضح وشواهده البينة. لن أكون ظهيرا للمجرمين فأنصرهم بقلمي وكل مواقفي. لن أكون ظهيرا للمجرمين ولا معينا لهم ولا مشجعا لهم ولو بكلمة واحدة . لن أكون ظهيرا لهم مساندا ولا للحق معاندا.
إن الانحياز لصف المصلحين هو المفهوم الآخر لهذه الآية؛ لأن موسى -عليه السلام- إن لم يكن ظهيراً للمجرمين فلا بد أن يكون ظهيراً للمصلحين.
إن العالم اليوم يمر بأزمة التباعد عن المصلحين ووسمهم بالإرهاب وكل الصفات التي تباعد الناس عنهم.
إن علينا أن نقتدي بنبي الله بموسى -عليه السلام- وأن نراجع مسيرتنا ونتأكد من خطانا ونتأمل في: "الولاء للمؤمنين والمصلحين والبراءة من المجرمين والمفسدين".
لا يكفيك فقط ألا تكون مجرما, ولكن عليك أيضا ألا تكون ظهيرا وعونا للمجرمين والقتلة والفاسدين المفسدين. (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) [القصص: 17], قال أبو السعود: "فلن أكون معيناً لمن تؤدي معاونته إلى الجرم", وقال الشعرواي: "أي عهد الله عليَّ ألاَّ أكون مُعيناً للمجرمين"، قال سيد قطب: "فهو عهد مطلق ألا يقف في صف المجرمين ظهيراً ومعيناً، وهو براءة من الجريمة وأهلها في كل صورة من صورها." قال القرطبي: "ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من مشى مع مظلوم ليعينه على مظلمته؛ ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام، ومن مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه؛ أزل الله قدميه على الصراط يوم تدحض فيه الأقدام".
ويدخل في صور مظاهرة المجرمين ومناصرتهم كل ما من شأنه تدعيم الباطل بأية دعامة باللسان أو بالجنان، إذ واجب المؤمن النهي عن المنكر وتغييره، ومن مظاهرة المجرمين الصمت عن جرائمهم، وترك النكير عليهم، فإن من خذل الحق فقد نصر الباطل، وسكوت من يسكت على الظالمين جريمة شنعاء، وفعل ذميم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
إن الواجب الشرعي يتحدد في التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وخروج الأمة بكل طاقتها لتغيير المنكر، فتتشابك الأيادي يداً بيد، وتتضافر الجهود جهداً مع جهد، وتلتحم الجماهير في قوة السيل الجارف، والبحر المتلاطم من البشر لتقتلع الظلم، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة:2].
وإنك لتعجب كل العجب ممن ينكر على المظلوم مطالبته بحقه ورفع الظلم عنه ولا يطالب الظالم بالكف عن ظلمه.
إذا رأوا مظلوما يهب لتحطيم ذلك الباطل ولولوا ودهشوا, وسموا هذا المظلوم الذي يدفع الظلم سفاكا أو جبارا, كما قالوا لنبي الله موسى -عليه السلام- عندما هب للدفاع عن المظلومين ونصرتهم: (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ) [القصص: 19], وصبوا عليه لومهم ونقمتهم. ولم ينل الظالم الطاغي من نقمتهم ولومهم إلا القليل! ولم يجدوا للمظلوم عذرا.
أسأل الله أن يجعلنا على الخير أعوانا وللحق جندا وأنصارا اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
التعليقات