اقتباس
ومن فضائل هذا اليوم الأغر يوم الجمعة أنه اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي أنزل الله -عز وجل- في حقه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة سورة كاملة سميت بسورة الجمعة..
يوم الجمعة نعمة ربانية ومنحة إلهية لهذه الأمة المرحومة بإذن الله، والتي كرمها الله -سبحانه وتعالى- وجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وان لم تكن أمة الاسلام تتصف بهاتين الصفتين إضافة لإيمانها بالله -سبحانه وتعالى- فلا تنطبق عليها تسمية أمة الاسلام، لأنّ من شروط حملها لهذا الاسم العظيم يجب أن تتصف بتلك الصفات؛ كما في قوله -تعالى- في سورة آل عمران110 (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ... لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
فالله -تبارك وتعالى- أخبر عن هذه الأمة المحمدية بأنها خير الأمم، وأنفع الناس للناس، وقال الامام أحمد -رحمه الله-: قام رجل الى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر فقال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ فقال: "خير الناس أقراهم وأتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وناهيهم عن المنكر وأوصلهم للرحم".
هذه هي صفات الأمة الاسلامية الحقة، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال عن هذه الآية الكريمة: هم الذين هاجروا مع رسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى المدينة، والصحيح أنها عامة في جميع الأمة الاسلامية كل قرن بحسبه، وخير قرونها، القرن الذي ولد وبعث فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً... وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).
وفي مسند أحمد والترمذي في حديث مشهور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله -عزوجل-".
وانما حازت هذه الأمة بهذه الفضائل وهذه الكرامات بفضل نبيها محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ فكان لها السبق في الخيرات، ذلك أنه صلوات ربي وسلامه عليه أشرف خلق الله -عزوجل- وأكرم الرسل على الله -سبحانه وتعالى-؛ لذا فقد بعث -صلى الله عليه وسلم- على شرع كامل عظيم لم يعطه لنبي قبله ولا لرسول من الرسل -صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين-.
وكما في الحديث الصيح عنه -صلى الله عليه وسلم-: "جعلت أمتي خير الأمم"، وأخرج الامام أحمد -رحمه الله- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عرضت عليّ الأمم بالموسم فرأيت أمتي، ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملئوا السهل والجبل، فقال: أرضيت يا محمد؟ فقلت: نعم! قال: فانّ مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، وهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.. فقام عكاشة بن محصن -رضي الله عنه-: فقال: يا رسول الله! أدع الله أن يجعلني منهم.. فقال: أنت منهم.. فقام رجل فقال: أدع الله أن يجعلني منهم.. فقال: سبقك بها عكاشة".
ومن فضائل هذا اليوم الأغر يوم الجمعة
أنه اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي أنزل الله -عز وجل- في حقه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة سورة كاملة سميت بسورة الجمعة
أنه عيد المسلمين الأسبوعي؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنه-ما- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "إنّ هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين؛ فمن جاء الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فليمسّ منه، عليكم بالسواك".
وأنه أعظم الأيام عند الله -عز وجل- لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يومي الأضحى والفطر كما مرّ في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجزء الأول.
وأنّ صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة من أفضل الصلوات في «مسند البَزَّار» عن ابن عمر -رضي الله عنه-ما- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضل الصَّلَوَاتِ عنْد اللَّه: صَلاَةُ الصبحِ يوم الْجمعة فِي جَماعة".
وأنه خير الأيام لقوله -عليه الصلاة والسلام- بحديث رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "خير الأيام طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة الا في يوم الجمعة".
وأن فيها ساعة مباركة لقوله -عليه الصلاة والسلام- من حديث رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها رجل مسلم قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا الا أعطاه".
وأنّ الأيام ما بين الجمعة والأخرى كفارة لما بينهنّ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر".
وأنّ الغسل فيه يسلّ الخطايا انسلالا، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ الغسل يوم الجمعة ليسلّ الخطايا من أصول الشعر انسلالا، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "غسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه".
وأن فيها من النور ما بين مكانه إلى مكة إذا قرأ سورة الكهف في يومها لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين.. وفي رواية: وغفر له ما بين الجمعتين".
وأن الصدقة يوم الجمعة خير من يوم سواها لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "الصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام".
وأنّ الصلاة على النبي معروضة عليه -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم الفضيل وليلته؛ فعن أوس بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: إنّ أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة، فانّ صلاتكم معروضة علي، فقال رجل يا رسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت (بليت) قال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".
نكتفي بهذا القدر من أحاديث فضائل يوم الجمعة وليلتها، إذ العبرة في أن نستغل هذا اليوم الفضيل وليلته في الطاعة ما أمكننا لأنه سيد الأيام وأعظمها عند الله -عز وجل-.
نفعنا الله واياكم بكتاب الله الكريم وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وآخر دعونا أن الحمد لله -رب العالمين-.
التعليقات