عناصر الخطبة
1/بيان فضائل عشر ذي الحجة 2/ ذكر استحباب التكبير فيها 3/ بيان آداب المضحياهداف الخطبة
ترغيب الناس لاستغلال أيام عشر ذي الحجة / تعليم الناس آداب المضحياقتباس
واعلموا أنكم في شهر عظيم، وعشر مباركة، عشر ذي الحجة، تعظم فيها الشعائر، والواجبات. نسبت إليها أشهر الحج الثلاثة ؛ لما يقع فيها من الشعائر والعبادات. والحج الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وأشهر الحج، هي: شوال و...
الحمد لله مصرف الأيام والشهور بعضها على بعض، موقظ القلوب الغافلة بالتذكير والوعظ، المتفرد بتصريف الأحوال، وشارع السنة والفرض، المطلع على خلقه، فلا تعزب عنه مثقال ذرة في السماوات، أو في الأرض. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة أرجو أن تنجي قائلها المصدق بها، والعامل بها، من النار يوم القيامة والعرض.
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب الآيات والمعجزات، والمقام المحمود والحوض، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، الذين بادروا بالأعمال الصالحة؛ فنالوا الكرامة والحظ، وسلم تسليماً كثيراً، إلى يوم البعث، والمجازاة، على النفل والفرض.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتقربوا إليه بالعمل الصالح، كما يحبه ويرضاه، واجتنبوا ما يسخطه ويأباه، واعلموا أنكم في شهر عظيم، وعشر مباركة، عشر ذي الحجة، تعظم فيها الشعائر، والواجبات. نسبت إليها أشهر الحج الثلاثة ؛ لما يقع فيها من الشعائر والعبادات. والحج الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وأشهر الحج، هي: شوال وذو العقدة، وذو الحجة.
قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197]، وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى) البقرة: 203].
والأيام المعدودات هي: أيام التشريق، ولها فضل عظيم عند الله.
وقال تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج: من الآية28]، والأيام المعلومات المذكورة في سورة الحج، هي: عشر ذي الحجة. وقد أقسم بها الرب سبحانه في قوله: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [ الفجر: 1-2].
ولهذا فضل عظيم عند الله، فهي أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، كما أشار إلى ذلك، في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله، منه في هذه الأيام، أيام العشر". قالوا: " ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله؟ قال:" ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه، وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
وفيها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، وهو يوم عرفه، وأخرج الترمذي، وابن ماجة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعدل صيام سنة".
وروي في فضلها أحاديث كثيرة.
نسأل الله الكريم من فضله وكرمه، فهن أيام مفضلات، لها عند الله مكانة عظيمة، وشرف كبير؛ لما يقع فيها من أعمال الحج، والتجمع الكبير، لعباد الله في المشاعر العظام، فاغتنموا فضلها.
عباد الله رحمكم الله، احذروا الموانع والقواطع، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل،ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سعلة الله الجنة"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
يا عباد الله هذه أوقات مضاعفة الحسنات، هذه أوقات إجابة الدعوات، هذه أوقات الإفاضات، هذه أوقات الاستقالة من الخطايا والسيئات، هذه أيام الاعتذار، والتوبة الصادقة إلى الله، ورفع الحوائج والشكايات، إلى رب الأرض والسماوات، هذه مواسم الأرباح عند ذوي التجارات.
فعليكم عباد الله بالعمل الصالح، والابتعاد عن المآثم والمحرمات، وأكثروا في هذه العشر المباركة من التسبيح، والتكبير، والتهليل ،والتحميد، والصلاة، والصدقة، والصيام، وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
كان ابن عمر، وأبي هريرة رضي الله عنهم، يخرجان إلى السوق، في أيام العشر، فيكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما.
ويدخل وقت التكبير المطلق، من دخول العشر المباركة، إلى انقضاء صلاة العيد.
ومن أراد أن يضحي، أو يضحى له، فلا يأخذن من شعره، ولا من ظفره شيئاً أيام العشر؛ لما روي مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي". وليحصل من العبد التذلل والخشوع لله، وحتى تنال أجزاؤه كلها الأجر من الله عز وجل، وتكون شعثة، وتكون بعيدة عن الترفُّه، ويكون شبيهاً بالمحرم الذي ترك شعوره، وأظافره طاعة لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
التعليقات