عناصر الخطبة
1/تفضيل بعض الشهور على بعض 2/فضل شهر الله المحرم 3/من دروس قصة موسى مع فرعون 4/فضل صيام عاشوراء 5/التحذير من بدع عاشوراء.

اقتباس

إنَّ قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون مليئة بالعبر والدروس والعظات؛ لذلك كثر ورودها في القرآن الكريم, منها: أنَّه مهما استكبر المستكبرون, وظلموا وفسقوا وأفسدوا وكفروا بآيات الله وكذبوا بها, ومهما اتحدوا واجتمعوا وأجلبوا بخيلهم ورجلهم, ومهما اغتروا بقوتهم وما يملكونه؛ فإنَّ مصيرهم إلى الهزيمة والصغار, والذلة والبوار...

الخطبة الأولى:

 

الحمدلله الذي فضَّل بعض الشهور على بعض, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,  وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليماً.

 

أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون- واعتبروا بتصرُّمِ الأيام قرب آجالكم؛ فتزودوا بكثرة الطاعات قبل الممات.

 

معاشر المسلمين: إنَّ الله -تعالى- فضَّل بعض الشهور على بعض, ومن الشهور التي فضَّلها الله شهرُ الله المحرم؛ قال -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[التوبة: 36]؛ ومعنى قوله -تعالى-: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ): "هو ترك الطاعة وفعل المعصية"(تفسير السمعاني), وقال ابن زيد -رحمه الله-: "الظلم العمل بمعاصي الله، والترك لطاعته", وقال قتادة -رحمه الله-: "إنّ الظلم في الأشهر الحرم  أعظم خطيئةً ووِزْرًا، من الظلم فيما سواها"(تفسير الطبري), قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ"(أخرجه البخاري).

 

وهذا الشهر -يا عباد الله- هو أفضل الأشهر الحرم, قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "قال الحسن: إنَّ الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام, فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم, وكان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه"(ينظر لطائف المعارف لابن رجب).

 

عباد الله: لقد فضَّل الله صيام شهر المحرم وجعله في الفضل بعد فضل صيام رمضان؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ"(أخرجه مسلم).

 

معاشر المسلمين: في هذا الشهر المحرم نصر الله نبيه موسى -عليه الصلاة والسلام- في اليوم العاشر بمعجزة إلهية؛ بأن جعل البحر يبسا لموسى وقومه, وأغرق الطاغوت فرعون وقومه, ذلك أنَّ فرعون طغى في الأرض وعلا فيها, واستكبر هو وقومه وفسقوا, فقتَّلَ أبناء بني إسرائيل واستحيا نساءهم, وسامهم سوء العذاب؛ فأنجاهم الله من الطاغوت فرعون الذي ادَّعى الألوهية, وحاق بآل فرعون سوء العذاب, بأن غضب الله عليهم لعنادهم وتكذيبهم بآيات الله كلها؛ فأخذهم أخذ عزيز مقتدر, فأغرقهم في صبيحة واحدة, وجعلهم عبرة لمن بعدهم, قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى)[طه: 77 – 79], لما كذَّب آل فرعون بآيات الله أخذهم الله بسبب ذنوبهم؛ قال -تعالى-: (كدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال: 52].

 

معاشر المسلمين: إن نصر الله لموسى -عليه السلام- وإهلاك الله لفرعون وقومه من أعظم النعم التي امتنَّ الله بها على بني إسرائيل؛ قال -تعالى-: (يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى)[طه: 80], وقال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 6، 7].

 

أيها المؤمنون: إنَّ قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون مليئة بالعبر والدروس والعظات؛ لذلك كثر ورودها في القرآن الكريم, منها: أنَّه مهما استكبر المستكبرون, وظلموا وفسقوا وأفسدوا وكفروا بآيات الله وكذبوا بها, ومهما اتحدوا واجتمعوا وأجلبوا بخيلهم ورجلهم, ومهما اغتروا بقوتهم وما يملكونه؛ فإنَّ مصيرهم إلى الهزيمة والصغار, والذلة والبوار, وحلول العذاب في الدنيا والآخرة؛ كما هي حال المكذبين المعاندين أمثال فرعون وملئه ومن كان قبلهم.

 

ومن دروس هذه القصة: أهمية الصبر, فقد ابتلي قوم موسى -عليه السلام- بظلم فرعون وملئه لهم, وكان ابتلاء عظيماً, فرعون يُـقـتِّـلُ أبناء بني إسرائيل ويتَّخذُ من بناتهم خدَماً, في تعذيب مُهين لهم, فلمَّا اشتكوا حالهم إلى موسى -عليه الصلاة والسلام- أمرهم بالاستعانة بالله وبالتوكل عليه, وأمرهم بالصبر؛ (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 128، 129], فلَّما امثتل بنو إسرائيل لأمر موسى -عليه السلام- نصرهم الله على فرعون وملئه, ونجَّاهم من طغيانهم.

 

ومن الفوائد من هذه القصة: أنَّ موسى -عليه السلام- لمَّا رأى عناد واستكبار فرعون وملئه دعا عليهم فاستجاب الله دعاءه؛ (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[يونس: 88-89], "قال ابن جريج: يقولون: إنَّ فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة, وقال محمد بن علي بن الحسين: أربعين يوما"(تفسير ابن كثير).

 

ومن دروس هذه القصة: أنَّ الكفرة مهما حاولوا إطفاء نور الله فإنَّهم لن يستطيعوا, ومهما شنَّوا من حروب على الدين وأهله من سفك الدماء المعصومة, ومهما عملوا على تشريد المسلمين من أوطانهم فإنَّهم لن يقدروا على نزع الإسلام من قلوبهم, وأنَّه سيأتي يوم على الكفرة الظلمة الطغاة المعاندين يُهلكهم الله فيه بقوته وعظمته -سبحانه-.

 

ومن دروس هذه القصة: عدم اليأس عندما يتأخر النصر؛ فإنَّ الله ينصر من ينصره, قال -تعالى-: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7], وقال -تعالى-: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[الحج: 40].

 

معاشر المسلمين: يستحب صيام يوم عاشوراء, في الصحيحين أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لمَّا قدم المدينة رأى اليهود يصومونه, فسألهم عنه فقالوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

وقد ورد في فضل صيامه أنَّه يكفر السنة الماضية, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"(أخرجه مسلم), وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ, يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

معاشر المسلمين: إنَّ يوم عاشوراء يوم من أيام الله فصوموه وصوموا يوما قبله, وصوِّموا أبناءكم؛ في حديث الرُّبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- أنها قالت عن يوم عاشوراء: "فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدلله ينصر أولياءه, وينتقم لهم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله, صلوات ربي وسلامه عليه, وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون-.

 

معاشر المسلمين: قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-: "ذكر بعض أهل العلم أن صيام عاشوراء له ثلاث حالات: الحال الأولى: أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده, الحال الثانية: أن يفرده بالصوم, الحال الثالثة: أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده, وذكروا أنَّ الأكمل أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده، ثم أن يصوم التاسع والعاشر، ثم أن يصوم العاشر والحادي عشر، ثم أن يفرده بالصوم"(مجموع فتاوى ورسائل العثيمين).

 

عباد الله: من أهل الضلالة من أحدث في يوم عاشوراء بدعاً زيَّنها الشيطان لهم, قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا، وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ، وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ، وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَثْرَةُ الْكَذِبِ وَالْفِتَنِ فِي الدُّنْيَا, وَلَمْ يَعْرِفْ طَوَائِفُ الْإِسْلَامِ أَكْثَرَ كَذِبًا وَفِتَنًا وَمُعَاوَنَةً لِلْكُفَّارِ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، مِنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الضَّالَّةِ الْغَاوِيَةِ؛ فَإِنَّهُمْ شَرٌّ مِنْ الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ"(الفتاوى الكبرى لابن تيمية).

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]؛ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد.

 

اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وعن الصحابة والتابعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم انصر من نصر الدين, اللهم أصلح أحوال المسلمين, واحقن دماءهم وولِّ عليهم خيارهم, اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك, اللهم أصلح ولي أمرنا وولي عهده, وأعز بهما دينك, وأعلِ بهما كلمتك, واجعلهما مفاتيح خير مغاليق شر.

 

اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا, وأصلح شبابنا ونساءنا, واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين, اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا, وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا, واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير, والموت راحة لنا من كل شر.

 

اللهم انصر المرابطين على حدود بلادنا وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن, ثبت أقدامهم, وسدد رميهم, وعجِّل بانتصارهم, اللهم عليك بالحوثيين ومن يعاونهم, مزقهم وزلزلهم واشدد وطأتك عليهم, وصب عليهم غضبك وأليم عقابك الذي لا يرد عن القوم الظالمين, اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك, وخالف بين كلمتهم, وألق في قلوبهم الرعب, وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق, اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها, وزدها قوة وأمنا ورخاء وزدها تمسكا بالدين وشكرا.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 – 182]

 

 

المرفقات
فضل-شهر-الله-المحرم.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life