عناصر الخطبة
1/أهمية الطاعات واغتنام الأوقات بها 2/ عبادات مشروعة لتقوية التوحيد 3/ عبادات شرعت لإكمال نقص الفريضة 4/ الوصية بالاستمرار على الطاعاتاهداف الخطبة
الحث على اغتنام أوقات الطاعات / التنبيه إلى حكمة مشروعية الطاعاتاقتباس
شرع الله أنواعاً من العبادات؛ لتقوية التوحيد؛ ولتكون باباً لتقوية صلة العبد بربه؛ ولتعطيه زاداً من الإيمان, يزداد به ثباتاً, والتزاماً لطاعته. فشرع الله الصلاة, وجعلها لزاماً على العبد, في حالة حضره وسفره, في عسره ويسره, في صحته ومرضه, في ليله ونهاره، وكذلك الصوم، والحج، والزكاة.
فالعبادات جاءت؛ لتطهير النفوس من اللهو, وطاعة الشيطان. وأعطى الله العباد سلاحاً, يقاتلون به هذا العدو المبين.
الحمد لله غافر الذنب, وقابل التوب, شديد العقاب, ذي الطول, لا إله إلا هو, إليه المصير. خلق السموات والأرض بالحق, وسخر الشمس والقمر, كل يجري لأجل مسمى, وهو السميع البصير. وأشكره سبحانه أنعم علينا نعماً ظاهرة وباطنة, ونحن في غفلة وسكرة.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له, ولا مثيل ولا شبيه ولا نظير، منَّ علينا بالإسلام، وأكرمنا بالتوحيد، فنرجوه أن يتقبل منا ومنكم، ومن جميع المسلمين. وأن يرفع درجاتنا في جنات النعيم, إنه على كل شيء قدير.
وأشهد أن نبينا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله, وخليله الذي جاهد المشركين والكفار, حتى سطع نور الإيمان، والله على كل شيء قدير، وقرر قواعد الدين, ووضح الصراط المستقيم، وهو البشير النذير. صلى الله عليه وعلى آله, وأصحابه الذين مشوا على منهجه، وكل واحد منهم, على شريعته إلى الله يسير.
أما بعد:
فيا أيها الناس, اتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وهو سبحانه بكم خبير وبصير، خلقكم لتعبدوه، وأمركم أن توحدوه وتطيعوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم, في كل وقت وحين، ووعد من أطاعه وأطاع رسوله بالجنات والخير الكثير، وتوعد من عصاه وعصى رسوله وأطاع عدوه إبليس وأعوانه بعذاب السعير.
وأمركم بالاستمرار على تقواه وطاعته, حتى انتهاء هذا العمر القصير، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. ونهاكم عن التأخر والارتداد عن الدين, فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [آل عمران:149]، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54].
فعليكم عباد الله, بالتقرب إلى الله بطاعته في كل زمان ومكان, ولا تكون العبادة مقصورة على وقت من الأوقات, كما قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, آمراً له بالاستمرار على الطاعة, والأمة تابعة لنبيها: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]،أي: الموت، الذي لا شك فيه أنه آتٍ إليك, وأنت لا تدري متى يهجم عليك؟ فاغتنم طاعة الله في حياتك, قبل فواتها.
ولذا شرع الله أنواعاً من العبادات على عباده؛ لتقوية التوحيد؛ لتكون باباً لتقوية صلة العبد بربه؛ ولتعطيه زاداً من الإيمان, يزداد به ثباتاً, والتزاماً لطاعته.
فشرع الله الصلاة, وجعلها لزاماً على العبد, في حالة حضره وسفره, في عسره ويسره, في صحته ومرضه, في ليله ونهاره, فقال: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طـه: 14]. وقال: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طـه: 132].
وفرض الزكاة في المال، وفرض عليهم الحج فقال: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ) [آل عمران: 97]، وهكذا جميع العبادات.
فالمسلم يستسلم لأمر الله, لا يكون تبعاً لهواه, إن شاء عبد ربه, وإن شاء عصاه. لا يا عباد الله، ما هكذا المسلم. إن هذا الدين الإسلامي, يريد بناء مجتمع مسلم ,مستسلم لأمر الله في جميع ما يفعل, وجميع ما يترك, دون تردد, أو ارتياب, أو شك, أو استهزاء, (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ) [الأنعام: من الآيتان 162،163].
هناك عبادات فرضت؛ لتقوية الفريضة، وسد الخلل. كصيام ستة أيام من شوال, وصيام الاثنين, والخميس, وثلاثة أيام من كل شهر, وصيام تسع ذي الحجة, وصيام يوم عاشوراء، وصيام شهرين, في بعض الكفارات؛ لربط صلة المسلم بربه, وعبادته, وتعوِّدِه عليها.
فالعبادات جاءت؛ لتطهير النفوس من اللهو, وطاعة الشيطان. وأعطى الله العباد سلاحاً, يقاتلون به هذا العدو المبين، فقال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [فصلت:36].
فعليكم عباد الله, بالاستمرار على طاعة الله, والتمسك بالتوحيد, والتوبة المتكررة من الذنوب, والآثام, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس, توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإني أتوب في اليوم, مائة مرة" وفي لفظ: "أكثر من سبعين مرة".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم:8].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
التعليقات
زائر
12-09-2023جزاكم الله خيرا على هذه الخطبة