عناصر الخطبة
1/ وقفة مع الآية ونزولها 2/حاجتنا إلى الصدع بالحق 3/حالنا مع الصدع بالحق 4/متطلبات الصدع 5/الصدع بمعنى الصراحة والوضوح.اقتباس
إن على المسلم أن يعتز بالحق، ويكشفه للناس ويعلنه لهم بكل جلاء ووضوح، فالحق أحق أن يتبع، ولا يجوز لنا أن نداهن، أو نجامل الناس في قول الحقيقة. فلماذا نجامل في الحق ونسكت عنه ولا نصدع به؟ ما الذي يجعل الإنسان يسكت عن قول الحق أو يداهن فيه؟ لماذا لا نقول للمخطئ أنت مخطئ...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102], (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1], (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد غ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله: يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر : 94]. إن هذه الآية يخاطب الله فيها رسوله -صلى الله عليه وسلم- يأمره فيها بأمر عظيم، غاب عنا اليوم، ألا وهو الصدع بالحق والجهر به، والإعلان عنه بكل صراحة ووضوح دون مجاملة أو مداهنة.
إن الصدع القوي النافذ بالحق هو أساس الدعوة، وعنوان المرحلة, وقد أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مرحلة مبكرة من عمر الإسلام، فقد استمر المسلمون ثلاث سنوات يخفون إسلامهم، ولا يجهرون بدعوتهم، وكانت تلك المرحلة تسمى" بالمرحلة السرية". ثم جاء الأمر بالجهر بالإسلام، والإعلان بالدعوة، عندما نزلت هذه الآية الكريمة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر : 94].
وبعد نزولها قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإنكار العلني على أهل الشرك وأعلن البراءة من الوثنية وأهلها، وذكّر الناس بالحقائق، وبينها لهم بكل جلاء ووضوح. فانفجرت مكة بمشاعر الغضب، وماجت بالغرابة والاستنكار، حين سمعوا صوتا يجهر بتضليلهم ويصرح بكفرهم وفساد معتقداتهم، فكان هذا الصدع بالحق كالصاعقة المدوية التي زلزلت الأجواء الهادئة، وحركت المياه الراكدة.
أيها المسلمون: إننا اليوم بحاجة ماسة إلى أن نصدع بالحق الذي نحمله، وأن نبينه للناس بكل صراحة، وننشر عقيدتنا بين العالمين بكل وضوح، ونبلغهم رسالة رب العالمين بلا مواربة ولا مداهنة، ونبين لهم مبادئ الإسلام ونهجه المتين، ونرد عنه شبهات الغالين وتحريفات المحرفين وتأويلات الجاهلين.
إن الإسلام لن ينتشر والدعوة لن تصل إلى الناس جميعاً إلا عبر الصدع الذي أمر الله به فقال: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) [الحجر : 94] والتصورات الخاطئة، والأفكار الضالة لن تنتهي ولن تزول وتحل محلها التصورات الصحيحة والأفكار المستقيمة إلا عبر الصدع بالحق ونشره.
فلنسأل أنفسنا وليسأل كل مسلم نفسه ما هو دوره في نشر هذا الدين العظيم؟ وهل صدع به وبينه للناس كما أمر الله بذلك؟ أم أننا لا نفكر في هذا، أو نرى أن هذا هو واجب المؤسسات التعليمية والمراكز الدينية ومكاتب الجاليات ولا علاقة لنا نحن به كأفراد.
عباد الله: ربما يعمل أحدنا مع كافر، أو يتعرف على الانترنت على شخص غير مسلم، أو يتعرض لموقف يتحتم عليه فيه نشر الدين وتبليغ الرسالة وإقامة الحجة، إلا أن كثيرا منا -وللأسف الشديد- يسكت ويخرس، ولا يهتم بكسب مثل هذه المواقف لصالح الإسلام والمسلمين، ورحم الله من قال: "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
عباد الله: إن الصدع بالحق ونشره بين العباد أجمعين يتطلب منا حركة دائبة، وهمة عالية، واستنهاض قوي لجميع الطاقات والقدرات التي بأيدينا؛ حتى نصل إلى مليارات البشر الذين يعبدون غير الله ولم تصلهم دعوة الإسلام بصوتها الصادع وحقيقتها الناصعة. وإذا فعلنا ذلك فإننا قادرون -بإذن الله- أن نوصل رسالة الإسلام إلى العالمين، ونخرج الناس من الظلمات إلى النور، وننقذهم من الجهل والعمى إلى نور الحق والهدى. يقول الله -سبحانه وتعالى-: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم : 1]، ويقول -جل وعلا-: (رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [الطلاق : 11].
أيها المسلمون: إن الصدع بالحق كما يكون بين المسلمين وبين الكفار فإنه يكون أيضاً بين المسلمين أنفسهم، فكم من مخالفات منتشرة بين المسلمين، وكم من منكرات ظاهرة، وكبائر رائجة تروج وتنتشر في أوساطنا -نحن المسلمين-. إن هذه الجرائر والكبائر لابد لها من صدع بالحق، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ولابد من صادعين يصدعون بالإنكار عليها ورد باطلها؛ حتى لا تنتشر وتستفحل في أوساط المجتمع، وتصبح أمراً مألوفاً يعتاده الناس. يقول النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ" [مسلم(49)]. ويقول الله -تبارك وتعالى-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران : 104].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأصلي وأسلم على خير البرية، وأزكى البشرية، صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
أيها المسلمون: تكلمنا في الخطبة الأولى عن الصدع بالحق والذي هو الجهر به، والإعلان بالدعوة ونشرها بين الناس، وفي هذه الوقفة نريد أن نتحدث عن الصدع بالحق بمعنى ترك المجاملة فيه، وعدم المواربة أو المداهنة في قوله.
قد يجهد الإنسان نفسه في الدعوة، ويجتهد في نشر الخير، لكن في دعوته غموض وخفاء، وليس فيها صدعاً بالحق، وتصريحاً به، ووضوحاً فيه.
إن الحق يجب أن ينشر كما هو، ويقال كما أنزله الله وقاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يجوز أبداً للمسلم أن يجامل على حساب الحق، أو يتكلم بالحق بصيغة رخوة تحمل من الباطل والتمويه ما تحمل.
إن أشد ما نعانيه اليوم هو: مجاملة الباطل، ومحاولة التلطف معه على حساب الحق، وعدم الصدع به كما أمر الله.
عباد الله: إن على المسلم أن يعتز بالحق، ويكشفه للناس ويعلنه لهم بكل جلاء ووضوح، فالحق أحق أن يتبع، ولا يجوز لنا أن نداهن، أو نجامل الناس في قول الحقيقة. فلماذا نجامل في الحق ونسكت عنه ولا نصدع به؟ ما الذي يجعل الإنسان يسكت عن قول الحق أو يداهن فيه؟ لماذا لا نقول للمخطئ أنت مخطئ ونقول لمن يمارس المنكر هذا منكر وننكر عليه، إنه الخوف أو المجاملة.
لقد وصل الحال ببعضهم إلى مداهنة الكفار، والاستحياء من مجرد تسميتهم كفارا، وعدم مجاهرة اليهود والنصارى بانحرافاتهم وعقائدهم الفاسدة، وملاينتهم في بعض الأمور، والتقارب معهم بحجة التقارب والتسامح بين الأديان.
إن الله -سبحانه وتعالى- سماهم كفاراً، وحكم بخلودهم في النار، وأمرنا بقتلهم وقتالهم وإرهابهم، وإعلان الحرب الشاملة عليهم، فلم الاستحياء من الصدع بهذه الحقائق والمسميات؟!. يقول الله -جل جلاله-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة : 73].
إنه قول واضح، وكلام صريح لا لبس فيه ولا مجاملة، فقد سماهم كفاراً، وأنكر عليهم عقيدة التثليث إنكاراً صريحاً، وأعلمهم بمصيرهم وجزاءهم في الآخرة بأن لهم العذاب الأليم، والنكال الشديد إن لم يكفوا عما يقولون، وينتهوا عن تلك المعتقدات الباطلة، والشركيات الفاسدة.
فأين نحن -اليوم- من هذا الصدع والتصريح، وبعضنا ربما أنكر أموراً معلومة من الدين بالضرورة؛ من أجل أن يجامل الكفار، وحتى لا يجاهرهم بمثل هذه الأمور.
عباد الله: لقد سمعنا من بعض المسلمين من ينكر الجهاد وأحكامه، وسمعنا من ينكر أحكام الردة، ويدعي أن من حق المسلم أن يتحول عن دين الإسلام إذا لم يقتنع به، وسمعنا من ينكر الحدود الإسلامية ويحاول إلغاءها وطمسها.
ورأينا كثيراً من المسلمين وخاصة من وجهائهم وخاصتهم، إذا دخلوا على مسؤول أو حاكم جاملوه، ولم يعلنوا له الحق وينكروا عليه الظلم والمنكر، ولم يصدعوا له بالقول الصريح في بيان أخطائه ومنكراته. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:"أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلاَ إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ" [أحمد (11143)]. ويقول -عليه الصلاة والسلام-: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ، فَنَهَاهُ وَأَمَرَهُ، فَقَتَلَهُ" [المعجم الأوسط (4079)].
بعضنا يشاهد من يعمل المنكر الواضح كترك الصلاة أو الاعتراف بممارسة الرذائل، وينكر عليه منكره، لكن المشكلة أنه ينكر عليه بإنكار بارد، ليس فيه صراحة واضحة وصدع ظاهر، وإنما يحاول أن يهون عليه المنكر، ويداريه في الجزم بحرمته والنهي عنه، مع أن تحريمه والنهي عنه قد جاء صريحاً في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: إن هناك فرق بين إنكار المنكر بالأسلوب الأفضل والطريقة الأحسن وبين المداهنة في الإنكار والمجاملة في قول الحق وعدم الصدع به.
فلنتقي الله، ولا نخشى إلا الله، ولنصدع بالحق كما أمر الله وكما امتثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر ربه حين أمره بالصدع به، فأعلن الحق وجهر به بكل وضوح وجلاء. روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) صَعِدَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا، قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)".
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فبدأ بنفسه، وثنى بالملائكة المسبحة بقدسه، وثلث بكم -أيها المؤمنون- من جنه وإنسه، فقال عز من قائل –كريم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56]
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم أعنا على قول الحق والجهر به، واجعلنا ممن لا يخشى سواك، ولا يخاف فيك لومة لائم.
التعليقات