عناصر الخطبة
1/الكون شاهد على ربوبية الله ووحدانيته 2/حقيقة التفكر وأهميته 3/الحث على عبادة التفكر 4/صور من مظاهر عظمة الله في الكون 5/التفكر وسيلة لزيادة الإيماناقتباس
إن فيما أودع الله في مخلوقاته، ما يملأ القلوب إجلالاً لعظمة الخالق، وما يستنطق الأفواه بالتسبيح، وما يعلم به العاقل أنه لم يخلق عبثاً ولن يترك سُدى، فيثمر ذلك زيادة الإيمان وترسيخه في القلوب...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71].
عباد الله: إن الكون مليء بالبراهين الدالة على عظمة الخالق -سبحانه-، وكل ما في السموات وما في الأرض تدل على وحدانية وعظمة وقدرة من خلقها؛ فعظمة الله تتجلى أينما التفتت عيناك في ملكوته متأملاً.
فوا عجبا كيف يعصي الإله *** أم كيف يجحده جاحدُ؟!
ولله في كل تحريكةٍ *** وتسكينةٍ أبداً شاهد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحدُ
يسأل فرعون موسى -عليه السلام- مستكبراً، (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى)[طه: 49]، فيأتيه أقوى برهانٍ على ربوبية الله ووحدانيته، (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)[طه: 50].
أيها الإخوة: التفكر عبادة صامتة تتعلق بالقلب، وهي إعمال العقل في أسرار ومعاني الآيات الشرعية والكونية، عن طريق التأمل والتدبر وملاحظة وجه الكمال والجمال والجلال، ومشاهدة الدقة وحسن التنظيم والسنن الكونية والتماس الحكمة والعبرة من وراء ذلك.
أيها الناس: لقد حثنا ربنا على التفكر في مخلوقاته؛ فقال سبحانه: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الجاثية: 13]، ودعا الكفار للتفكر؛ ليتوصلوا إلى وحدانيته -تعالى-؛ فقال: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)[الأعراف: 185].
وكان -عليه الصلاة والسلام- يتفكر ويأمر بذلك بل ويلوم من لا يقوم به، قَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ لعائشة -رضي الله عنها-: "أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَت: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قَالَ: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)"(ابن حبان).
وقد اعتنى السلف بهذه العبادة الجليلة، وقد ورد أن عمر بن عبد العزيز قال: "الفكرة في نعم الله من أفضل العبادة"، وقال أبو سليمان الداراني: "إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة"، وقال الحسن البصري: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
أيها الإنسان: هذه عظمة الله تراها أمامك كما تراها في السماء؛ فإنك تراها في حبة رمل في الأرض، عظمة الله كما تراها في الإبل كيف خُلقت، وتراها -أيضا- في بيضة صغيرة تنفتح عن مخلوق لا حيلة له في فعل شيء؛ لولا لطف الله ورحمته وبديعَ ما صنع.
عظمة الله كما تراها في بردٍ زمهرير فإنك تراها في حر يصهر الحديد، عظمة الله تراها في الشتاءِ ببرده، والصيفِ بحره، والربيع باعتداله، والخريف بجفافه (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)[النمل:88]؛ فدعونا نؤمن ونتفكرُ ساعةً، دعونا نخرج من صخب الحياة ومثيراتها؛ لنسبح في ملكوت الله ونسبِّح له.
السموات من أعظم آيات البديع -سبحانه-، إبداع في علوها وارتفاعها وسعتها، وما فيها من المجرات والكواكب والنجوم ما لا يحصى ولا يعد، وما بينها من مسافات هائلة لا تكاد تدرك، وهي تسبح في هذا الفضاء في نظامٍ متناسقٍ عجيب معجز، خلقها في غاية الحسن والإتقان، لا خلل فيها ولا نقص؛ فسبحان الخالق (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ)[الملك: 3-4].
والقمر في السماء يبدو كالخيط الدقيق بأمر الله، ثم يتزايد نوره ويتكامل شيئاً فشيئاً، حتى ينتهي إلى كماله وتمامه، ثم يأخذ في النقصان حتى يعود إلى حالته الأولى؛ ليظهر من ذلك مواقيت العباد في معاشهم وعبادتهم، والشمس آية من آيات الله الباهرة، جعلها الله نورا للكون فسبحان من أنارها؛ فالقمر علامة الليل، والشمس علامة النهار، وكليهما من آيات الله الباهرة الشاهدة على عظمته سبحانه، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)[فصلت: 37]، وقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[يونس: 67].
وإذا نظرت إلى الأرض كيف خلقت؛ رأيتها من أعظم آيات فاطرها، قال تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ)[الذاريات: 20]، خلقها -سبحانه- فراشاً مهادا، وذللها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وأقواتهم ومعايشهم، قال -سبحانه-: (وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ)[الذاريات: 48].
وانظر إليها وهي هامدة ميتة، فيسوق الله لها الماء فتحيا من جديد؛ فتنبت الزرع والثمار من فواكه شتى، هذا حلو وهذا حامض، ذاك أحمر وهذا أصفر، ثمار مختلفة، وألوان متنوعة، تخرج من أرض واحدة، وقد سقت بماء واحد؛ فسبحان المولى العظيم القائل: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[الرعد: 4].
تأمل في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأحداث هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له شريك
وفي الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا يُحصى؛ فكم على هذه الأرض من بني آدم، ومع ذلك فألسنتهم مختلفة، وألوانهم مختلفة؛ فلا تجد شخصين متشابهين من جميع الوجوه! وكم فيها من الدواب والأنعام مختلفة الأشكال والألوان واللغات؛ فسبحان من أبدع خلقها، قال -سبحانه-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر:27-28].
والبحر مظهر من مظاهر إبداع الخالق -جلا وعلا-؛ فتأمل ما فيه من عجائب الحيوانات على اختلاف أجناسها وأشكالها ومقاديرها ومنافعها ومضارها وألوانها، وما من صنف من أصناف حيوان البر إلا وفي البحر أمثاله، وفيه أجناس لا يعهد لها نظير في البر.
وهل تأملت النحل وأعماله وما فيها من الآيات الباهرات، ألم ترَ أقراص شمعها السداسية في دقتها الحسابية وإتقان بنائها، الذي أدهش علماء الحساب! ما هي آلات الحساب والمقاييس التي سمحت لهذا المخلوق الصغير بالوصول إلى هذا العمل الهندسي المتقن الدقيق؟! إنه إلهام خالقها لها؛ كما قال عز من قائل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[النحل:68-69].
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
قل للمرير من الثمار مَنِ الذي *** بالمر من دون الثمار غذاك
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاك
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله من يا ليل حاك دجاك
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك
وإذا ترى الثعبانَ ينفث سمه *** فاسأله من ذا بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهدا وقل للشهد من حلاك
إن عظمة الخالق وعظمة أسمائه وصفاته، تتجلى في عظمة مخلوقاته، قال -سبحانه-: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[لقمان:10-11].
اللهم ارزقنا الإيمان واليقين، واجعلنا من عبادك المخلصين.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، والآل والصحب والتابعين أولى النهى، وبعد:
عباد الله: إن في الآيات التي أودعها الله في مخلوقاته ما يملأ القلوب إجلالاً لعظمة الخالق، وما يستنطق الأفواه بالتسبيح، وما يعلم به العاقل أنه لم يخلق عبثاً ولن يترك سُدى، فيثمر ذلك زيادة الإيمان ورسوخه في القلوب، قال باحث غربي: "إن النظام والقانون وذلك الإبداع الذي نلمسه في الكون حيثما اتجهت أبصارنا يستحيل أن يكون ذلك قد تم عن طريق المصادفة العمياء أو الخبطة العشواء؛ إنه لابد لكل ذلك من خالق مبدع عليم خبير أحاط بكل شيء علما وقدر كل شيء ثم هدى".
أيها الإنسان: إن الكون كله بكائناته جميعاً يسبح الله، ويثني عليه ويمجده؛ فسبحان من سبحت الكائنات بحمده؛ فملأ الكون تحميده! سبحه النبات جمعه وفريده والشجر عتيقه وجديده، سبحته الحيتان في البحار الزاخرات والوحوش في الفلوات، سبحت بحمده الكواكب والمجرات (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)[الإسراء:44].
هذي العجائبُ طالما أخذَتْ بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا
والله في كل العجائب مبدِع *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك
يا مدْرك الأبصار والأبصار لا *** تدري له ولكُنْهِه إدراكا
إنْ لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاكا
يا أيها الإنسان مهلاً مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟
فَاتَّقُوا اللهَ وَتَفَكَّرُوا في مَخلُوقَاتِهِ وَآيَاتِهِ، وَتَأَمَّلُوا دَلائِلَ عَظَمَتِهِ وَقُدرَتِهِ، وَشَوَاهِدَ وَحدَانِيَّتِهِ وَقُدرَتِهِ، وَلا تَكُونُوا مِنَ الغَافِلِينَ.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
التعليقات