عناصر الخطبة
1/أهمية عقيدة الولاء والبراء في الإسلام 2/أصناف الناس بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة والتعامل الشرعي مع كل صنف 3/استعدادات النصارى في لبنان ومصر لاستقبال عام20004م 4/هوس النصارى بمناسبة احتفالات الألفيةاهداف الخطبة
اقتباس
بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة بعد البعثة في مكة مقيماً بين أظهر المشركين من كفار قريش، وبعدها أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة، فهاجر وأقام بالمدينة دولة الإسلام، وبعدها انعزل أولياء الرحمن عن أولياء الشيطان، واستقل المسلمون استقلالاً كاملاً، فانقسم الناس بعدها في تلك الفترة إلى...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده …
أما بعد:
"عقيدة الولاء والبراء" من أهم قضايا المعتقد يراد تمييعه في ظل الاحتفالات بمناسبة الألفية القادمة.
ولا بد أن يكون لنا وقفة مع هذا الموضوع المهم، توضيحاً وتجليةً وإيراداً لبعض جوانبه التي قد تخفى على البعض منا، وقد يغلف بعضها ببعض الأغلفة الإعلامية التي قد تنطلي على البعض، خصوصاً ممن لا يرون بأساً بأن يقيم أمة اليهود أو أمة النصارى مناسباتهم كما يقيم المسلمون مناسباتهم.
الولاء والبراء والموالاة والمعاداة من العقائد الأساسية في هذا الدين، ومما تميزت به هذه الأمة.
وأما الأمم الكافرة، فلها شأن آخر تختلف عن الأمة الإسلامية، لكونها فسقت عن أمر الله، وتولت الشيطان.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله"[رواه الطبراني بسند حسن].
بل إن الإيمان لا يستكمل إلا بهما كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان"[رواه الامام أحمد].
بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة بعد البعثة في مكة مقيماً بين أظهر المشركين من كفار قريش، وبعدها أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة، فهاجر وأقام بالمدينة دولة الإسلام، وبعدها انعزل أولياء الرحمن عن أولياء الشيطان، واستقل المسلمون استقلالاً كاملاً، فانقسم الناس بعدها في تلك الفترة إلى ستة أقسام:
القسم الأول: المؤمنون الصادقون من المهاجرين والأنصار، الذين كانت تظلهم راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة.
القسم الثاني: الذين آمنوا ولم يهاجروا وبقوا في ديارهم خارج دولة المدينة.
القسم الثالث: المنافقون الذين كانوا في المدينة وما حولها.
القسم الرابع: اليهود، وكانوا مقيمين في المدينة.
القسم الخامس: النصارى، وكانوا بعيدين عن المدينة، مثل من كان منهم في نجران وفي الحبشة وفي الشام.
القسم السادس: المشركون من العرب وغيرهم.
فجاء القرآن الكريم يبين طبيعة العلاقة مع كل من هؤلاء، ومن له الولاية، ومن له العداوة، ومن يحب، ومن يبغض.
فأما القسم الأول: وهم المؤمنون الذين هاجروا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو ممن كان من أهل المدينة لكنه بذل من ماله في نصرة الإسلام في أول أمره، فقد قال الله -تعالى- عنهم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)[الأنفال: 72].
فجعل الله بينهم الولاية التامة.
وأما القسم الثاني: وهم المؤمنون الذين لم يهاجروا، فقد قال الله في حقهم: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[الأنفال: 72].
فهؤلاء ليس لهم نصيب في مغانم الغزوات ولا في خمسها إلا إذا حضروا القتال؛ فهذه الفئة لها ولاية لكن ولايتها ناقصة، فلو حصل بينهم وبين الكفار نزاع لوجبت نصرتها.
وأما القسم الثالث: وهم المنافقون؛ فإنهم يعاملون بحسب الظاهر منهم، لكن ينبغي الحذر منهم، فلهم من الموالاة بقدر ما يظهرون من الدين، ولهم من البراءة بقدر ما يظهر منهم من خبث.
ولهذا لما اعترض رجل على قسمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستُأذِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ضرب عنقه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا، لعله أن يكون يصلي" فقال خالد بن الوليد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه، ما ليس في قلبه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لم أؤمر أن أنقّب قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"[متفق عليه].
فأما من أظهر كفره من هؤلاء المنافقين، كما هو حال بعض المنافقين المعاصرين من خلال أقلامهم التي يكتبون أو مقالاتهم التي ينشرون، أو دخولهم في أحزاب علمانية، أو مذاهب كفرية، وظهر للمسلم شيء من ذلك، وثبت عنده، فالواجب عندئذٍ أن يجاهدوا، وأن يضيق عليهم، ولا يتركون يعيثون ويعبثون، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[التوبة: 73].
ولو حصل جهاد شرعي، وقتال للكفار، فإن هؤلاء المنافقين لا يمكنون من الخروج مع المسلمين؛ كما قال سبحانه: (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ)[التوبة: 83].
ويقاس على الجهاد كل أمر مهم فيه مصالح للمسلمين، فلا يجوز أن تعطى هذه المناصب لهؤلاء المنافقين، ولا أن يتولوا ما فيه مصلحة للمسلمين؛ لأنهم خونة، والأصل أن لا يؤتمنوا.
ومن مات منهم، فإنه لا يصلى عليه، ولا يشهد جنازته، قال الله -تعالى-: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ)[التوبة: 84].
الموالاة، إذاً منقطعة عن أمثال هؤلاء، والمعاداة واجبة في حقهم.
وأما القسم الرابع والخامس: وهما اليهود والنصارى؛ فقد أكثر القرآن الكريم من ذكرهم، وبين كثيراً من عقائدهم المنحرفة، وسلوكهم المعوج، وما تنطوي عليه ضمائرهم من الأحقاد تجاه المسلمين، ولا سيما اليهود الذين عايشهم المسلمون في الجاهلية، والإسلام في المدينة، وقد سالمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعاهدهم، ولكنهم نكثوا العهود؛ لأنهم خونة.
وقد بين الله -تعالى- في كتابه الكريم العلاقة معهم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: 51].
وقال سبحانه: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 64].
وقال جل وعز: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[العنكبوت: 46].
فالأصل في اليهود والنصارى المعاداة، وأنهم أهل حرب، ولا مودة بيننا وبينهم، حتى يسلموا.
ولو ماتوا وهم على عقائدهم الحالية، فهم كفار، حطب جهنم، خالدين مخلدين فيها أبداً.
فلا سلام معهم، ولا استسلام لهم.
وبناءً عليه، يُعلم خطورة مشاركتهم في أعيادهم واحتفالاتهم ومشابهتهم في بعض شئونهم، وأن هذا خدش في معتقد الشخص المشارك، وأنه على خطر عظيم، هذا، إن سلم من الكفر، قال رسول -صلى الله عليه وسلم -: "من تشبه بقوم فهو منهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)[المائدة: 51].
وأما القسم السادس: وهم المشركون؛ فهؤلاء يدخل فيهم جميع الكفار، عدا اليهود والنصارى، وهؤلاء قد شدد الإسلام في جانبهم، وضيق عليهم، حتى ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا تقبل منهم جزية، بل إما الإسلام أو القتال.
ومن ثم أصبحت العلاقة مع هؤلاء مبتورة، فلا مودة بيننا وبينهم، ولا صداقة ولا مناصرة، قال الله -تعالى-: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ)[آل عمران: 28].
وقال سبحانه: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)[المجادلة: 22].
وبناءً على ما تقدم ينبغي أن يعلم الآتي:
أولاً: وجوب محبة الله، واتباع مراده: وهذا أصل عظيم من أصول العقيدة، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)[البقرة: 165].
ثانياً: المرء مع من أحب: فمن أحب شيئاً تعلق به، وانساق وراءه ووالاه.
فمن أحب أهل العلم وأعجب بهم؛ فإنه يحاول محاكاتهم، وتتبع آثارهم.
ومن أحب الأثرياء والزعماء؛ فإنه يتشبه بهم، ويتمنى أن يلتحق بهم.
ومن أحب اليهود والنصارى والكفار والمشركين تأثر بهم، وتعلق بهم، وفعل مثل أفعالهم، وجاملهم وشاركهم وهنئهم، ولو هلك أحدهم عزّاهم، وربما مشى في جنائزهم -والعياذ بالله-، وكل هذا على حساب دينه.
ثالثاً: الحق والباطل ضدان: فلا يمكن أن يجتمع أتباع الحق وأتباع الباطل، أو أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، بل هما عدوان متنافران، لا لقاء بينهما ولا مصالحة ولا تنازلات، بل هو الصراع الدائم إلى يوم القيامة، وهذه سنة الله، بل شرعه الذي شرعه، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[هود: 118-119].
رابعاً: محبة الرحمن تقتضي بغض أتباع الشيطان: ومجاملة أو مشاركة أتباع الشيطان يكون على حساب محبة الرحمن: ولا خلاف بأن اليهود والنصارى من أتباع الشيطان، واجتماع المحبتين محال، فكما لا يصح أن يدين المسلم بدين غير الإسلام، فكذلك لا يصح أن يعطي ولاءه لغير أهل الإسلام، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[المائدة: 55].
وما أجمل تلك العبارة التي سطرها أبو الوفاء بن عقيل -رحمه الله- قائلاً: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف ب"لبيك" وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة".
نسأل الله -تعالى- العصمة، ونعوذ به من الخذلان.
بارك الله لي ولكم …
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه ...
أما بعد:
وبعد ما سمعتم شيئاً من أحكام الإسلام في قضية أساسية من قضايا المعتقد، وهي: الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين، لا بأس أن تسمع هذا الخبر، والذي نشر في الشرق الأوسط، وبخط عريض: لبنان 2000 يحوّل رصيفه البحري إلى حلبة رقص عملاقة!.
يقول الخبر: يشهد لبنان مع اقتراب الألفية الثالثة جهوداً للاحتفال بالمناسبة … فهي تجمع بين اطلالة القرن الحادي والعشرين، وشهر الصوم، وعيد الفطر المبارك، ويضم برنامج الاحتفال منصات للجهات المشاركة، تتصدرها منصة لبنان الذي بدأ باستعادة دوره على الساحة العالمية.
كما يتضمن البرنامج مهرجانات موسيقية، بمشاركة العديد من الفنانين اللبنانيين والعالميين.
كما ستنظم حفلات خاصة بالأطفال، وتقام حلبة رقص عملاقة، مع شاشات ضخمة لنقل احتفالات عيد رأس السنة إلى إنحاء العالم.
وتشارك مجموعة من وسائل الإعلام العالمية بنقل وقائع المهرجان منها الـ "سي إن إن".
كما سيوضع جهاز ليزر على إحدى القمم المواجهة لمدينة بيروت لينشر أشعته على ساحة المهرجان والبحر والعاصمة، إضافة إلى أربعة أجهزة ستقام في المكان عند تمام الساعة صفر من العام 2000، حينها يبدأ عرض راقص مذهل يبرز خلاله الراقصون، ويحمل زيّهم، شعار: لبنان 2000.
وسيتم نقل الاحتفال مباشرة إلى أنحاء العالم.
نذّكر فقط بأن بداية الألفية سيكون في العشر الأواخر من رمضان والمسلمون صائمون ومشغولون بالتراويح وقيام الليل وقراءة القرآن.
نكمل الخبر: وفي إطار لبنان 2000 تقام مباريات بين مجموعات من الفنانين في مجالات الغناء والموسيقى والرسم والنحت، ويضم مشروع الاحتفال قرية خاصة تقام على ساحة الحدث، وتتسع لحوالي 20 ألف شخص جهزت بسلسلة من المطاعم ووسائل التسلية.
إلى آخر هذا الخبر المخزي ديناً وخلقاً وولاءً.
خبر آخر منشور: كشفت مصر النقاب عن خططها للاحتفال بحلول الألفية الثالثة، حيث سيُنظّم احتفال وسط الأهرامات لمدة اثني عشرة ساعة، تقول الحكومة المصرية: أنه سيكون أضخم احتفال تشهده البلاد، وسوف يشتمل برنامج الاحتفال على أوبرا الكترونية خاصة من تأليف الموسيقار الفرنسي "جان ميشال" وستكون العلامة البارزة في الاحتفال إكساء هرم "خوفو" بالذهب.
وعبّر وزير الثقافة المصري "فاروق حسني" عن أمله في أن يساعد الحفل على تحسين صورة مصر في الخارج.
انتهى الخبر ولا تعليق.
ونشرت جريدة الحياة خبراً، يتضح لك من خلاله سخافة وسذاجة عقلية فئات من النصارى، فطوائف منهم يعتقدون أن نهاية العالم سيكون مع نهاية الألفية الثانية.
يقول الخبر: مسيحيون يؤمنون بزوال العالم في نهاية العام.
تفاصيل الخبر: ترتفع حمى الألفية بين الطوائف والمجموعات المسيحية الأمريكية التي ترى في نهاية الألفية الثانية نهاية للعالم بأسره، واتخذ مكتب التحقيقات الفدرالي والسلطات الإسرائيلية أقصى درجات الحذر من هذه المجموعات، وطردت الدولة العبرية حتى الآن نحو عشرين شخصاً في غالبيتهم من الأمريكيين، وذلك لترويجهم مثل هذه الخرافات.
وفي المقابل اسمع للخبر الآخر الذي نشرته "الاقتصادية" عن الهوس النصراني الأمريكي من جهة أخرى حول نفس المناسبة نهاية الألفية الثانية: ارتفعت أسعار العشاء في ليلة الألفية في مطاعم نيويورك الفاخرة ليصل سعر العشاء في أعلى ناطحات السحاب إلى ثلاثة آلاف دولار.
ويكلف أقل عشاء في ليلة الألفية ما يتراوح بين 500 و 900 دولار.
آخر الخبر: ورغم هذه الأسعار الفلكية يعتقد كثيرون أن استقبال الألفية الثالثة في احتفال باذخ في أعالي ناطحات السحاب التي تطل على مناظر خلابة يستحق إفراغ الجيوب.
أقول: إنه إفراغ للعقول قبل الجيوب، ولو كان للنصارى عقل صحيح لما عظموا الصليب، والصليب عندهم يرمز لما يعتقدون في عيسى -عليه السلام- حيث يزعمون أن اليهود قد صلبوه، وهذا من حماقتهم، إذ كيف يفتخر المرء ويعتز بما يرى أن له علاقة وارتباط بهلاك من يحبه، لكن هذه هي عقول القوم؟
وعلى أي حال؛ فأمر النصارى في شرائعهم؛ كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "إنه لا ينضبط لهم شريعة مطردة على مر الأزمان؛ لأنهم يجيزون لأحبارهم ورهبانهم شرع الشرائع ونسخها، فهم في كل مرة ينسخون أشياء ويشرعون أشياء من الإيجابات والتحريمات، وتأليف الاعتقادات، وغير ذلك"[انتهى].
وبهذا تعلم بأن دين النصارى الحالي عبارة عن خليط من زبالة عقول البشر، وضعه أناس من عند أنفسهم، وكلما جاءهم راهب غير وبدل من عند نفسه، وأدخل في الدين ما يعجبه، وحذف ما لا يسوغ له، وهذه الملايين من البشر من الأمم النصرانية كقطعان المواشي والبهائم تتّبع ولا تفكر، ولا تعمل عقولها، وهي الآن تريد أن تحتفل بعيد هذا خلاصته، ولا يستبعد أن يسافر بعض المسلمين ليشاركوا الأمم النصرانية الضالة في عيدهم هذا، وسيدفعون ثلاثة آلاف دولار مقابل وجبة عشاء، ربما لا يساوي في غير هذه المناسبة مائة دولار.
وما قيمة الثلاثة آلاف دولار، وهم قد دفعوا قبل ذلك عقيدتهم رخيصة في مقابل حضور مناسبة شركية؟!
اللهم لك الحمد على نعمك كلها أعظمها نعمة الإسلام.
اللهم وكما هديتنا للإسلام فثبتنا عليه.
اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، غير مبدلين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم رحمة اهد بها قلوبنا، واجمع بها شملنا، ولم بها شعثنا، ورد بها الفتن عنا.
اللهم أغثنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق.
اللهم بلغنا رمضان ...
اللهم صل على محمد ...
التعليقات