عناصر الخطبة
1/ حقيقة الرافضة وعدوانهم 2/ تجربة الإمام الشوكاني معهم في اليمن 3/ حقد الحوثيين على أهل السنة في اليمن 4/ إغاثة المكروبين واجب شرعي 5/ الحذر من الفرقة والانقسام والإشاعات.اهداف الخطبة
اقتباس
أعمل سلاحه في بلد الإيمان والحكمة فسفك الدماء البريئة، وأتلف أموالهم، وتقصد معالم الخير في أرضهم فهدم المساجد والمعاهد واستهدف علماء البلد والأئمة والدعاة والمصلحين، وساوم على الأعراض، وعثا في الأرض الفساد بكل ما تحمله الكلمة من غير مبالغة ولا ازدياد. ثم ها هو يرغي ويزبد على دول الجوار، ويتوعد في تصريحات متتابعة! وأعلن أن بلاد الحرمين مطمع له، ومن أمن العقاب أساء الأدب! هذه خلاصة ما تابعه الناس في الفترة العصيبة من أحوال اليمن حينما تحالف خبث العقيدة مع خيانة القيادة! قيادة قد لفظها شعبها لما أدركوا أنهم رجس عليهم من ربهم وغضب!...
الخطبة الأولى:
فموضوع اليوم لا يحتاج إلى طويل مقدمة، ولا تنميق عبارة، ولا تنظير مفوه في كلامه، فهو موضوع ينبئ عن نفسه، وحديث أحداثه تعرب عنه.
في ليلة مطيرة في أجواء ربيعية، والناس يعيشون معاني قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].
وقد أمضوا هزيعاً من ليلهم في نعمة أمن وإيمان، يتفيئون من فضل الله أشكالا وألواناً.
فمضت ليلتهم ليعيشوا صباحاً أجمل من ليلتهم أرض مرتوية، وأنفس مطمئنة.
ولكن ساء صباح المنذرين، بعد أن قامت الحجة على المعاندين، وإمهال الله بلغ أجله، (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم: 42] أمطر الله قوماً نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم، وهم بدؤكم أول مرة، أمطر الله عليهم مطر الحزم! فانظر كيف كان عاقبة المجرمين؟!
وسنة الله -عز وجل- أن يعجل عقوبته للظالمين!
أيها الإخوة: تلك ليلة وصبيحة من أعمل سلاحه في بلد الإيمان والحكمة فسفك الدماء البريئة، وأتلف أموالهم، وتقصد معالم الخير في أرضهم فهدم المساجد والمعاهد واستهدف علماء البلد والأئمة والدعاة والمصلحين، وساوم على الأعراض، وعثا في الأرض الفساد بكل ما تحمله الكلمة من غير مبالغة ولا ازدياد.
ثم ها هو يرغي ويزبد على دول الجوار، ويتوعد في تصريحات متتابعة!
وأعلن أن بلاد الحرمين مطمع له، ومن أمن العقاب أساء الأدب!
هذه خلاصة ما تابعه الناس في الفترة العصيبة من أحوال اليمن حينما تحالف خبث العقيدة مع خيانة القيادة!
قيادة قد لفظها شعبها لما أدركوا أنهم رجس عليهم من ربهم وغضب!
معاشر السامعين: هذه بعض أوصاف أقوام يجمعهم وصف الرافضة يدعون التشيع لأهل البيت، ولو خرج أهل البيت لم تطب نفوسهم إلا أن يقتلوهم قتل عاد وثمود إلا أن يتوبوا، لأنهم أساءوا إليهم أحياء وأمواتاً.
فربما تسموا بالاثنا عشرية، أو هم جعفرية، أو إسماعلية، أو زيدية، أو قل ما شئت كلها سبل حادت عن الصراط المستقيم (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].
نعم تفرقوا عن سبيل الله فخدموا الشيطان، سعوا في بث شرهم بما يسمى بتصدير الثورة.
تسمع بها؟ ما معناها؟
إن تصدير الثورة بالعربي المختصر القضاء على الزعامات السنية، وتحويل المنطقة إلى منطقة رافضية، والويل لمن يقف في وجهها.
وحتى لا يطول بنا الكلام نختصر بما يناسب المقام فحثالة من الحوثيين قبيلة يمنية تسكن في منطقة صعدة الجبلية الوعرة، قامت تلك القبيلة في السنوات القريبة بتمرد عسكري أدى إلى قتل آلاف من اليمنيين وتشريد ونزوح آلاف أخرى من بيوتهم ومناطق سكنهم، وإن نستشهد أحداُ عليهم فإن ابن بلدهم أدرى بهم!
فكيف إذا كان من العلماء المنصفين، يقول محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250- رحمه الله- وقد ولي القضاء وتنقل في بلاد اليمن يقول -بعد أن ذكر كلاماً طويلاً يبين فيه خيانة الرافضة محذراً منهم-: "وهكذا من ألقى مقاليد أمره إلى رافضي وان كان حقيرا فإنه لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له؛ لأنه عنده مباح الدم والمال وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة، وقد جربنا هذا تجريبا كثيرا فلم نجد رافضيا يخلص المودة لغير رافضي" اهـ أدب الطلب.
إذن ها هي التجربة تعود ثانية، والتاريخ يتكرر، وما فاجعة المسلمين في العراق والشام منكم ببعيد!!
والدول الراعية للسلام لسان حالهم وبعض مقالهم يقول: أحر ما عندكم هو أبرد ما عندي!! والله غالب على أمره!!
فأين المتعظون من الرؤساء ومن يدعون الثقافة والتنور والإنصاف؟
ومن أصدق من الله قيلا؟ وقد قال فيهم وفي غيرهم ما صدقه الواقع (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) [التوبة: 8].
نعم، لا نعاقب أحداً بذنب أحد، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
ولكننا لا نأمن مَن عقيدته أذية المسلمين، ومن أفضل قربهم قتل مسلم على غرة واستباحة ماله وعرضه، وما ظلمناهم ولكن هذا ما سطرته كتبهم.
فضلاً عما فيها من الكذب على أهل البيت وعموم الصحابي، وسب ولعن لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبدع وغلو، وفي كتاب الكافي وهو من أجل كتبهم وأعظمها : "إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة".
والحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى البيت العتيق، وأمثال هذه الخزعبلات والتهورات مشحونة بها كتب أسيادهم ومرجعياتهم.. فالحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
بعد كل هذا تلك ضربات جوية نصرة للمظلومين، وردعاً للمعتدين، وقياماً بواجب الدين (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) [الأنفال: 72].
تأتي هذه الضربات بالطلعات الجوية المباركة لتقطع الصمت، وتبدد الوجوم، وتشفي صدور قوم مؤمنين، وتذهب غيظ قلوبهم.
تأتي ليستبشر بها المؤمنون، ويقرءوا نصر الله من خلال ساعاتها الأولى (لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ) [آل عمران: 127]، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4- 5]
إذن افرحوا وتفاءلوا (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف: 13]، فتح للمستضعفين في بلاد اليمن من الرجال والنساء والولدان الذي لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون.
بل هو فتح لكل من يسعى لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ولم يعر عقله لقنوات التضليل، ولم يستجب لتلبيس من في قلوبهم حسد على هذا الدين القويم الذي رضيه الله للعالمين.
إذن حق على كل من أسلم وجهه لله أن يستبشر بمقدمات النصر وبوادر الفرج، وقد حصل ذلك ولله الحمد بما لا يسع الإنسان إخفاءه من العلماء في بياناتهم، والعامة على مستوى عالمي، ولكن من غير إعجاب بالكثرة المبارِكة لهذه الطلعات، من الدول والأفراد والمؤسسات والإعجاب قد يكون من أسباب الحرمان، قال الله عن قوم أعجبتهم كثرة (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة: 25]، هذا وهم مع نبيهم -صلى الله عليه وسلم-!!.
الخطبة الثانية:
تمر ساعات مجريات الأحداث علينا في هذا البلد وقد أسبع الله علينا نعمة الطمأنينة والأمن، والسكينة لم تغادر بيوتنا ولا قلوبنا وأمورنا على أتم حال، فاللهم لك الحمد.
فاحفظوا هذه النعمة بترك الشائعات نقلاً أو إنشاء، وكذا التكهنات السياسية، والتوقعات المستقبلية التي غالبها رخم بالغيب.
وإنما الأمر كله لله (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29]، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31].
وإن القرب والارتباط بالله واجب في كل وقت، ويتأكد التذكير به في أوقات أزمات الأمة، ومراحل التمحيص فيها فاصدقوا الله في سركم وعلنكم، وانظروا فيما خالف أمر ربكم فاجتبوه، أو نهاكم عنه فاتركوه، وإنما ينتصر علينا عدونا بذنوبنا، فليراجع نفسه من أخل في صلاته، أو تساهل في دخله، أو تورط بمشاهدات أو سماع أو لقاءات فإن الله يغار أن تنتهك محارمه ثم لا يأبه بمن خالفه وعصى أمره في أي وادٍ هلك.
بقيت كلمة لنا ولإخواننا أهل اليمن ممن هم بيننا جاورونا في بيوتنا، وشاركونا تجارتنا، وأسواقنا، ودرس أولادهم مع أولادنا، وجمعتنا بهم مجالس وتبادلنا معهم مصالح، وقبل هذا وأهم منه، جمعنا بهم دين رب العالمين واصطففنا معهم في بيوت الله مصلين.
هذه الرابطة القوية دون حلها أو العبث فيها مفاوز كبيرة يهلك فيها المفسدون، ويموت فيها بغيظهم الحاسدون.
فأنتم منا ونحن منكم، عدونا مشترك، يُؤذينا ما يُؤذيكم ، ويُفرِحنا ما يُفرحكم، والصبر خير معين لنا ولكم في هذه الدنيا، فاصبروا وصبِّروا من لكم بهم صلة واتصال، وعدوهم بالفرج، ووضحوا لهم ما قد يلتبس، أو يلبس على بعضهم، وأن أمرهم إلى خير حينما يتحد أهل السنة، وتجتمع الكلمة، ويعرف الصادق من ضده، والخائن من الأمين.
والله تعالى يقول: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 179]، (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].
فاللهم احفظنا بحفظك، وآمنا مما نخاف ونحذر، ومكن لولاة أمورنا.
اللهم أكشف لنا عدونا من الرافضة، واليهود والنصارى، والمنافقين.
اللهم لا تجعل لهم يدًا على مسلم.
اللهم انصر من بنصره نصر للدين واخذل من بخذلانه نصر للدين.
اللهم أيد جيوشنا بتأييد من عندك، وقوِّ رجال أمننا بالحق بقوة من عندك.
اللهم ثبتهم في مواقعهم، واجعل دائرة السوء على من تربص بهم.
اللهم اجمع كلمة أهل السنة على الحق وآلف بين قلوبنا في بلاد اليمن، وفي كل بلاد.
اللهم اجعلنا نجتمع في هذا الدنيا على طاعتك.
سلما على أوليائك، حرباً على أعدائك.
اللهم إنا نسألك نصراً لإخواننا في بلاد الشام...
التعليقات