عناصر الخطبة
1/كثرة نعم الله على العباد 2/من صور حفظ نعمة الطعام 3/الهدي النبوي في التعامل مع الطعام 4/ظاهرة هدر الطعام وانتشارها 5/من وسائل معالجة هدر الطعاماقتباس
إِهْدَارِ الطَّعَامِ مِنَ الظَّوَاهِرِ السَّيِّئَةِ الَّتِي انْتَشَرَتْ في مُجْتَمَعَاتِنَا، وَانْظُرُوا إلى تِلْكَ الْوَلائِمِ الَّتِي تَكْتَظُّ فِيهَا مَوَائِدُ الطَّعَامِ بِشَتَّى أَنْوَاعِ المَأْكُولاتِ وَالمَشْرُوبَاتِ، وَأَصْنَافِ التُّمُورِ، وَالَّتِي يَكُونُ مَآلُ بَاقِيهَا لِلْحَاوِيَاتِ، أو تُلْقَى عَلَى الأَرْصِفَةِ وَفِي الْبَاحَاتِ....
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ ذي الجودِ والإِنْعَامِ، والْجَلالِ والإِكْرَامِ، امْتَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِالأَمْنِ وَالطَّعَامِ، سُبحانَهُ الوليُّ فلا وليَّ من دونِهِ ولا واقٍ، الغنيُّ فلا تَنْفَدُ خزائِنُهُ عَلَى كثرةِ الإنفاقِ، سَخَّرَ لعبادِهِ مَا فِي الأرضِ والسّمَاواتِ، لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى والآخِرَةِ، إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ، وَأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ الواحدُ الحقُّ المبينُ، وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إمامُ الشَّاكِرِينَ، وَقُدْوَةُ المقتصدينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إلى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-؛ فَإِنَّ في تَقْوَاهُ النَّجَاةَ وَالْفَلاحَ في الدَّارَيْنِ؛ (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[البقرة: 189].
عِبَادَ اللهِ: امْتَنَّ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى عِبَادِهِ بِنِعَمٍ تَتْرَى، لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)[النحل: 18]، وَأَمَرَنَا -سُبْحَانَهُ- بِذِكْرِ هَذِهِ النِّعَمِ وَالتَّحَدُّثِ بِهَا، وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ -عزَّ وجَلَّ- بِهَا، وَهَذَا هُوَ سَبِيلُ حِفْظِهَا وَضَمَانُ بَقَائِهَا، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7].
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَمِنَ النِّعَمِ الَّتِي امْتنَّ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا عَلَى عِبَادِهِ نِعْمَة الطَّعَامِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[قريش: 4]، وَقَدْ اسْتَجَابَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- دَعْوَةَ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- بِقَوْلِهِ: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[البقرة: 126]، فَأَغْدَقَ عَلَيْنَا أَصْنَافًا مِنَ الْخَيْرَاتِ، وَأَنْوَاعًا مِنَ المَطْعُومَاتِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص: 57].
عِبَادَ اللهِ: وَأَوَّلُ صُوَرِ حِفْظ نِعْمَةِ الطَّعَامِ: الاقْتِصَادُ فِيهِ وَعَدَمُ إِهْدَارِهِ، فَقَد امْتَدَحَ اللهُ عِبَادَهُ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)[الفرقان: 67]، وَاسْتِشْعَارُ مَكَانَةِ هَذِه النِّعْمَةِ بِعَدَمِ الاسْتِهَانَةِ بَقَلِيلِهَا، فَمَنْ اسْتَهَانَ بِقَلِيلِ النِّعْمَةِ حُرِمَ كَثِيرَهَا، وَمَنْ أَهْدَرَ كَثِيرَهَا حُرِمَ دَوَامهَا، وَمَنْ أَلِفَ وُجُودهَا لَمْ يَأْمَنْ زَوَالهَا.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَقَدْ أَمَرَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالتَّوَسُّطِ وَالْقَصْدِ بِقَوْلِهِ: "والقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا"(أخرجه البخاري ومسلم)، وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِفْظُ النِّعْمَةِ وَإِكْرَامُهَا، وَعَدَمُ إِهْدَارِهَا، فَقَدْ مَرَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتَمْرَةٍ في الطَّرِيقِ فقالَ: "لَوْلا أنِّي أخافُ أنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُها"(أخرجه البخاري ومسلم)، وَهُوَ الْقَائِلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا وقَعَتْ لُقْمَةُ أحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْها، فَلْيُمِطْ ما كانَ بها مِن أذًى ولْيَأْكُلْها، ولا يَدَعْها لِلشَّيْطانِ"(أخرجه مسلم).
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُقْتَصِدًا في مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَمَسْكَنِهِ وَمَلْبَسِهِ، تَقُولُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "لقَدْ ماتَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما شَبِعَ مِن خُبْزٍ وزَيْتٍ في يَومٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ"(أخرجه مسلم)، وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ"(أخرجه البخاري ومسلم).
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَبَاحَهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِعِبَادِهِ، بِشَرْطِ عَدَمِ الإِسْرَافِ فِيهَا، أَوْ تَضْيِيعِهَا وَإِهْدَارِهَا، وَظَاهِرَةُ إِهْدَارِ الطَّعَامِ مِنَ الظَّوَاهِرِ السَّيِّئَةِ الَّتِي انْتَشَرَتْ في مُجْتَمَعَاتِنَا، وَانْظُرُوا إلى تِلْكَ الْوَلائِمِ الَّتِي تَكْتَظُّ فِيهَا مَوَائِدُ الطَّعَامِ بِشَتَّى أَنْوَاعِ المَأْكُولاتِ وَالمَشْرُوبَاتِ، وَأَصْنَافِ التُّمُورِ، وَالَّتِي يَكُونُ مَآلُ بَاقِيهَا لِلْحَاوِيَاتِ، أو تُلْقَى عَلَى الأَرْصِفَةِ وَفِي الْبَاحَاتِ -نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُذْلانِ-.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ ظَاهِرَة إِهْدَارِ الطَّعَامِ نَاقُوسُ خَطَرٍ، وَنَذِيرُ شَرٍّ، مَا ظَهَرَتْ في أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ إِلا أَعْقَبَهَا الْفَقْرُ، وَتَلاهَا الْجُوعُ، وَقَدْ أَظْهَرَتْ دِرَاسَةُ الْمَسْحِ الْمَيْدَانِي لِلْفَقْدِ وَالْهَدْرِ الْغِذَائِيِّ الَّتِي أَصْدَرَتْهَا الْهَيْئَةُ الْعَامَّةُ لِلأَمْنِ الْغِذَائِيِّ بِالمملَكَةِ، أَنَّ نِسْبَةَ الْفَقْدِ وَالْهَدْرِ مِنَ الطَّعَامِ بَلَغَتْ 33.1% وَبِتَكْلفَةٍ سَنَوِيَّةٍ تُقَدَّرُ بِنَحْوِ 40 مليار ريال، فَهَلْ هَكَذَا يَكُونُ حِفْظُ النِّعْمَةِ؟!.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: اَعْلَمُوا أَنَّ التَّغْيِيرَ وَالتَّبْدِيلَ سُنَّةٌ ثَابِتَةٌ، وَسُنَنُ اللهِ لا تُحَابِي أَحَدًا، فَمَنْ حَفِظَ نِعَمَ اللهِ حَفِظَهُ اللهُ، وَحَفِظَ عَلَيْهِ النِّعَم، وَمَنْ أَضَاعَ وَأَفْسَدَ وَأَهْدَرَ وَأَسْرَفَ فَقَدْ أَسَاءَ السَّبِيلَ، وَضَلَّ الطَّرِيقَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ النِّعَمَ الَّتِي يُسَاءُ اسْتِخْدَامُهَا، وَيُسْتَهَانُ بِهَا، غَيْرُ مَعْدُودَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الإِنْعَامِ، بَلْ هِيَ اسْتِدْرَاجٌ مِنَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، قَالَ الحسنُ البصريُّ: "مَنْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يَمْكُرُ بِهِ، فَلَا رَأْيَ لَهُ، وَمَنْ قَتَر عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يَنْظُرُ لَهُ، فَلَا رَأْيَ لَهُ".
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)[النحل: 112].
بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَأَحْسِنُوا جِوَارَ نِعْمَةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَحَصِّنُوهَا بِسِيَاجِ الشُّكْرِ، وَاعْلَمُوا -رَعَاكُم اللهُ- أَنَّ حُسْنَ اسْتِخْدَامِ النِّعَمِ، وَإِنْزَالَهَا مَنَازِلَهَا، دَلِيلٌ عَلَى الْفِقْهِ وَنُضْجِ الْعَقْلِ، وَأَنَّ إِهْدَارهَا وَإِتْلافَهَا عَلامَةٌ عَلَى السَّفَهِ وَقِلَّةِ الرَّأْيِ.
أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ ظَاهِرَةَ إِهْدَارِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَسْتَوْجِبُ مِنَّا وَقَفَةَ مُحَاسَبَةٍ مَعَ النَّفْسِ، وَإِعَادَةَ النَّظَرِ في النَّفَقَةِ وَالإِنْفَاقِ، وَطَرْحٍ لِلْحُلُولِ، وَتَعْرِيفٍ بِجَمْعِيَّاتِ حِفْظِ النِّعْمَةِ، وَمِنْ هَذِهِ الْجَمْعِيَّاتِ: جَمْعِيَّةُ (قُوت) المَعْنِيَّةِ بِحِفْظِ النِّعْمَةِ فِي مُحَافَظَتِنَا الْعَامِرَةِ، وَالتَّيِ حَمَلَتْ عَلَى عَاتِقِهَا هَذِه المهَمَّةَ الْعَظِيمَةَ، بالتَّعَاوُنِ مع البلديَّةِ عَنْ طَرِيقِ تَأْسِيسِ حَاوِيَاتٍ وَصَنَادِيقَ خَاصَّةٍ بِحِفْظِ الطَّعَام؛ لإيصَالِهِ لأَهْلِهِ، وَالانْتِفَاعِ بِهِ، وَتَأْلِيفِ فَرِيقٍ مِنَ المُتَطَوِّعِينَ وَعَرَبَات مُخَصَّصَة لاسْتِقْبَالِ الْفَائِضِ مِنْ أَطْعِمَةِ الْوَلائِمِ وَغَيْرِهَا، وَهَذِهِ الصُّورَةُ مِنْ أَعْظَمِ صُوَرِ شُكْرِ نِعَمِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَبِهَا يَعُمُّ الْخَيْرُ وَتَدُومُ النِّعَمُ.
وَكَذَا جَمْعِيَّةُ الْبِرِّ في مُحَافَظَتِنَا، وَالَّتِي تَسْتَقْبِلُ التُّمُورَ بِأَنْوَاعِهَا؛ لِتُسْتَثْمَرَ في مَصَارِفِ الْخَيْرِ، وَأَعْمَالِ الْبِرِّ، وَلا عُذْرَ لأَحَدٍ يَعْلَمُ بِنَشَاطِ هَذِهِ الْجَمْعِيَّاتِ المُبَارَكَةِ أَنْ يُلْقِي بِطَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ أَوْ تُمُورٍ في الطُّرُقَاتِ أَوْ الْحَاوِيَاتِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ أَمَامَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَنْ إِهْدَارِ النِّعَمِ، قَالَ -تَعَالَى-: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8].
فَاللهَ اللهَ فِي التَّحَدُّثِ بالنِّعَمِ، وأداءِ حَقِّهَا، واستخدامِهَا فيما يُرضي اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ-، والْحَذَر مِنْ إِهْدَارِهَا، أو الاسْتِهَانَةِ بِهَا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِهِ، وَتَحَوُّلُ عَافِيَتِهِ وَفُجَاءَة نِقْمَتِهِ، وَجَمِيع سَخَطِهِ.
اللَّهُمَّ إنِّا نَسْأَلُكَ الثَّباتَ في الأَمْرِ، وَالعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشدِ، وَنَسْألُكَ شُكْرَ نعمتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا، وَنَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لمَا تَعْلَمُ، إنّكَ أنتَ علّامُ الغيوبِ، اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيِّدًا وَظَهِيرًا اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ،، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ.
أَحْبَابِي: لاحَظْتُ كَمَا بَلَغَنِي في الْجُمُعَةِ المَاضيةِ أَنَّ بَعْضَ الأخْوَةِ حَضَرَ مُتَأَخِّرًا وَقَدْ رَكَعْنَا الرُّكُوعَ الثَّانِي مِنَ الصَّلاةِ، وَلَمْ يُدْرِكْ مَعَنَا إِلا السُّجُود، ثُمَّ قَامَ بَعْضُ المصَلِّينَ وَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ فَقَط، فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ فَلْيُعِد الصَّلاةَ -صَلاةَ الأسبوع الماضِي-؛ لأَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ ظُهْرًا إِذَا لَمْ يُدْرِك الرُّكُوعَ الثَّانِي مِنَ الصَّلاةِ، فَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيهَا ظُهْرًا، فَلْنَنْتَبِه وَلْنُنَبِّه غَيْرنا، بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]ز
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
التعليقات