عناصر الخطبة
1/ حكم توبة من سب الله ورسوله 2/ لا رأفة في حدود الله 3/ تعريف اليقين وأهميته 4/ أكبر معزز لليقين في القلب 5/ مفتاح الشك الذي يتسلل الشيطان منه إلى عقل المسلم وقلبه 6/ الوساوس الشيطانية توقع الإنسان في الشك والحيرة 7/ ضرورة مجاهدة سراق القوانين 8/ اليقين أساس في حياة الأمة 9/ وسائل طرد الشك واحتضان اليقين 10/ الشك مصيبة واليقين نجاة 11/ مقام اليقين ومقام الشكاهداف الخطبة
اقتباس
إن اليقين هو العلم المستودع في القلب، لا ينتابه التشكيك ولا الريب، وهو من الإيمان الجازم بمنزلة الروح من الجسد، لا يكتمل إيمان إلا باليقين، لذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اليقين الإيمان كله" ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدع ضلالة، وكل ضلالة في النار.
كان كلامنا الماضي عن مصادر تفريخ ظاهرة الشك والفكر الإلحادي في عدد من شباب وفتيات بلادنا بلاد التوحيد بلاد الحرمين الشريفين.. وربما بقيت مسألة ينبغي معرفة جوابها قبل أن نبدأ موضوع اليوم، إذا استمرأ مسلمٌ سبّ النبي صلى الله عليه وسلم أو كرر التنقص منه فلما خشي على نفسه أعلن توبته فهل تقبل توبته أم لا؟
أولاً: يجب أن ندرك أن هذا النوع من السب هو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء سواء فعل ذلك جادًّا أم هازلاً.
وكذلك اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحًا، وندم على ما فعل أن هذه التوبة إذا كانت نصوحة فسوف تنفعه يوم القيامة بلا شك.
فالله تعالى يغفر للتائب الصادق مهما كان جرمه، ولكنهم اختلفوا في إسقاط توبته في الحد، أن التوبة هل تسقط الحد أم لا في الدنيا؟
وكلّ له أدلته، وليس المقام هنا مقام بسط كي نفصّل في أقوال المذاهب والعلماء لكن أقول للذين يتباكون على من تاب من سب الله تعالى وانتقاص نبيه صلى الله عليه وسلم ويقولون: خلاص تاب!!
أقول لهم: هناك حالات تفوّض فيها توبة الضال، أو الفاسق إلى الله تعالى، يعني ما بينه وبين ربه لا دخل لنا فيه، ولكن توبته تلك لا تُسقط عنه العقوبة الدنيوية، سواء كانت جريمته عقدية أو كانت تتعلق بحقوق البشر كحد السحر على سبيل المثال، فالساحر يُقتل حتى لو تاب، وحد القذف، وحد القتل العمد، وحد السرقة، وحد الزنا...
هذه العقوبات الدنيوية كلها لا ترتفع بالتوبة، العقوبات، فنقول خلاص تاب انتهى !!! لا.. لابد من النظر فيما يترتب من عقوبة دنيوية ثم بعد ذلك نكل توبته إلى الله تعالى .
الثبات العاطفي على المعتدي على دين الله وشرعه إذا أظهر توبته انفعال خاطئ ينم عن جهل شرعي بل هو سمة يرفضها القرآن ذاته، ألم يقل الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور: 2] لا رأفة في حدود الله حتى لو تاب، فالتوبة شيء وحماية جاه جناب الدين شيء آخر.
فلا محل للتباكي في هذا المقام أبدًا، وإلا لأصبح دين الله ومقام رسوله لعبة يعبث بها المتطاولون متى شاءوا، فإذا قبض عليهم قالوا: تبنا خلاص !!
الحاصل نعود إن مرجع الحكم في هذه الردة هو القضاء الشرعي النزيه فهو الذي يفضل في هذا الشأن، أسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين .
معاشر الإخوة: كيف نحفظ إيماننا وإيمان أولادنا ..كيف ؟ في ظل ما نراه حولنا من فتن وشهوات، كيف نترك الشك ونحتضن اليقين ؟
في صحيح الترغيب عن أبي فراس قال: قال صلى الله عليه وسلم: "سلوني عما شئتم" فنادى رجل يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال " إقام الصلاة وإيتاء الزكاة "، قال: فما الإيمان؟ قال " الإخلاص" قال: "فما اليقين ؟ قال "التصديق".
الرجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اليقين لأهميته، اليقين له أكثر من تعريف قيل هو استقرار العلم وثباته، فلا ينقلب ولا يحول ولا يتغير في القلب، وقيل: هو طمأنينة القلب والتصديق بالغيب بإزالة كل شك وريب.
وعماد التعريف: أن اليقين هو العلم المستودع في القلب لا ينتابه التشكيك ولا الريب، وهو من الإيمان الجازم بمنزلة الروح من الجسد، لا يكتمل إيمان إلا باليقين، لذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اليقين الإيمان كله".
ودليلنا الرئيس إلى اليقين هو كتاب الله تعالى، ليس بتلاوته فحسب، بل بالتأمل في حقيقته، وسكون القلب إلى خطابه فهو كلام الرب عز وجل حقيقة.
ولذلك ذكر أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان إذا جاء يقرأ القرآن يبكي، ويقول: "كلام ربي كلام ربي"، يستشعر حقيقة ما يقرأ، وعِظَم ما يبلغ من كلام شريف على لسانه: "إنه كلام ربي".
والله تعالى يؤكد على صدق القرآن بأنه كلامه الذي لا يعتريه شك أبداً، وبالتالي يريدنا أن ننظر إلى القرآن إلى كلامه جل وعلا بقلوبنا قبل أعيننا.
نريد أن نوقن به يقينًا مستقرًّا ثابتًا، وبذلك يكتمل الانتفاع بالقرآن، قال تعالى وهو يقسم قسمًا عجيبًا عظيمًا (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة: 75 - 80].
قال سبحانه مؤكدًا على اليقين بالقرآن (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ *وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) [الحاقة: 48- 51] حق اليقين أي منتهى العلم.
فالقرآن أكبر معزز لليقين في القلب ولذلك وصف بالنور والروح، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 58].
ووصف بالهدى والشفاء قال سبحانه: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].
وكل هذه الصفات لو لاحظتم تتعلق في المقام الأول بالقلب موطن اليقين، فإذا لان القلب تأثر بالقرآن فأصبح القرآن له نورًا وروحًا وهدى وشفاء، وإذا قسا القرآن وتعثر عمي عن الآيات وتبلد فيه الإحساس فلا يتأثر بتلاوته ولا يستيقن بهدايته.
فحتى نحمي اليقين ونحتضنه ينبغي أن نربط قلوبنا وقلوب أهلينا وأولادنا بالقرآن، وأن نتعامل معه ببساطة وسهولة، وأن نجمع قلوبنا عليه حقًّا، وأن نبتعد عن الفلسفة والفلاسفة الذين يطلون علينا من خلال الفضائيات، ويملئون شبكات التواصل بهذيانهم الذي يعجب كثيرًا من الشباب المسلمين والفتيات المسلمات مع الأسف، فأكثر الشباب يستثيره كل غريب وجديد، ولكنهم لا يدركون الخطر.
فيجب أن نحثهم على الحذر والبعد عن الفلاسفة ومنافساتهم، فإن الفلسفة كما ذكر العلماء مفتاح الشك الذي يتسلل الشيطان منه إلى عقل المسلم وقلبه، الإغراق في تفاصيل مسائل الغيب والبحث في دقائقه وخوض العقل فيما لم يخلق له أمر محظور، لأنه يتعب العقل ويفتح عليه وساوس الشيطان.
في سنن أبو داود بإسناد صحيح، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله! إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إليَّ من أن أتكلم به، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
لا يستطيع أن يتكلم لأنه مؤمن لكن تأتيه هذه الخواطر من الشيطان، الفطرة خطرات وأفكار على المؤمن في الأمور الغيبية دون قصد منه يعلم أنه محض وساوس شيطانية لتوقعه في الشك والحيرة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر فقال: "فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله" ينبغي الالتجاء إلى الله تعالى حتى يذهب تلك الوسوسة.
يا من ألوذ به فيما أؤمله *** ومن أعوذ به مما أحذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره *** ولا يهيضون عظمًا أنت جابره
ولقد تاب عدد من أكابر الفلاسفة في تاريخ الإسلام تابوا، فرجعوا إلى بساطة النص القرآني بعد أن استيقظت قلوبهم، وفطنوا أنهم قد أضاعوا حياتهم في كلام فلسفي طويل ضار لا نفع فيه كأبي حامد الغزالي الذي وصف ابن كثير آخر حياته وتركه للفلسفة بقوله " ثم عاد إلى بلده طوس فأقام بها وابتنى رباطًا واتخذ دارًا حسنة، وغرس فيها بستانًا أنيقًا، وأقبل على تلاوة القرآن، وحفظ الأحاديث الصحيحة".
وكالفخر الغازي الذي قال في كتابه "أقسام اللذات"، قال:" لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق القرآن".
وكان يردد:
نهايـة إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
فكم قد رأينا من رجال ودولة *** فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبالٍ قد علت شرفاتها *** رجال فزالوا والجبالُ جبالُ
يقول عنه الذهبي رحمه الله: "وقد بدت من سواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه تُوفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر".
أيها الإخوة: حتى نستيقن بالقرآن يجب أن نجاهد سراق اليقين، وهم أربعة: شياطين الإنس وشياطين الجن والنفس والهوى، وهذا الجهاد سباق مشاع يتنافس فيه جميع الناس وهو متروك لجهد الإنسان وإصراره وإرادته وعزيمته، فالخائف الوجل الذي يدعو الله الثبات ليل نهار ويبذل لثبات قلبه الأسباب ليس كالغافل اللاهي الذي يخشى الفتن لا يستويان، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
نعم إن جهاد سراق اليقين متاح للجميع دون تفريق فهل من مشمر ؟!
اليقين أيها الإخوة أساس في حياة الأمة، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ضرورته بقوله في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: "ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين".
وفي صحيح الجامع عن أبي بكر قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار، واسألوا الله اليقين والمعافاة فإنه لم يؤتى أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة" اليقين أولاً.
وفي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر قال: "كلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لأصحابه "اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا"، فاليقين يهون المصائب؛ لأن الموقن يحسن الظن بالله تعالى ولو صادفته الابتلاءات والمصائب فيصبر ويحتسب ويكسب منازل الصابرين .
أسأل الله تعالى أن يرزقنا اليقين، وأستغفر الله فاستغفروه إنه غفور رحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد ذكرنا في وسائل طرد الشك واحتضان اليقين ذكرنا ربط القلب بالقرآن ربطًا إيمانيًّا، والبعد عن مواطن الشك ومروجيه من الفلاسفة والمرجفين.
ومن الوسائل كذلك العلم، ولا يتمكن كل مسلم من التفرغ للعلم الشرعي، ولكن المقصود إذا طرأت عليه خطرات ما وللنفس منها شيء، فإنه يبادر إلى سؤال طلبة العلم حتى يزيل ما يجد ويطمئن من جديد ويقول: آمنت بالله .
معاشر الأخوة: الشك مصيبة واليقين نجاة، والمؤمن يرى ذلك بوضوح متى؟ عند نزع الروح، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الميت يحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا، قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان"، قال: "ويقولون ذلك حتى يعرج بها إلى السماء يستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقولون فلان فيقال: مرحبًا بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، ويقال لها ذلك حتى تنتهي إلى التي فيها الله تعالى ذكره".
وإذا كان الرجل السوء قال: "اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم غساق، وآخر من شكله أزواج.
فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقولون: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنه لن تفتح لكي أبواب السماء، فترسل بين السماء والأرض فتصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع فيقال فيما كنت؟ فيقول: في الإسلام، فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من قبل الله فآمنا وصدقنا، فيقال: هل رأيت الله؟ فيقول: لا ينبغي لأحدٍ أن يراه، فتفرج له فرجة قِبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعض، فيقال: انظر ما وقاك الله، ثم تفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال هذا مقعدك .. ثم يقال وهو الشاهد " على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله.. نسأل الله من فضله".
ويجلس الرجل السوء في قبره ثم يقال: فيما كنت؟ فيقول: ما أدري، فيقال من هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون، فيفرج فرجة إلى الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال: انظر ماذا صرف الله عنك، ثم تفرج فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا فيقال هذا مقعدك، ثم يقال: على شك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله .. ثم يعذب". أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح.
فذلك مقام اليقين وهذا مقام الشك ..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..
التعليقات