عناصر الخطبة
1/ خوف النبي الكريم على أمته زهرة الدنيا 2/ أضرار الغنى 3/ كيف تُهلك الدنيا الأمة؟ 4/ شهادة التاريخ بسيادة المسلمين الدنيا لزهدهم فيها 5/ تخاذل المسلمين يضرهم ولا يضر الدين 6/ تحذير الله لنا من التثاقل لمغريات الأرضاهداف الخطبة
اقتباس
ألا ما أقَلَّهم وأذلَّهم! وما أعَزَّ الجهادَ وأعظَمَ رجالَه! بل ما أعظم العقيدةَ حينما تصنع أمة! هي تلكم القصة مختصَرة: العقيدة حينما تصنع من رجلٍ جيشاً، ومن فردٍ أمَّةً! وصدق الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى? تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَ?لِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ..
الحمد لله الذي جعل للإيمان في قلوب أهله طعما وحلاوة، وعلى وجوههم منه رضا ونداوة؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل للذين أحسنوا من عباده الحسنى وزيادة؛ وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلَّى اللهُ عليهِ وعَلى آله وصحبه وتابعيهم وسلَّم تسليما كثيرا.
عباد الله: عليكم بتقوى الله عزَّ وجل؛ فإنها أطيب ما أسررتم، وأحسن ما أظهرتم، وأعظم ماتزودتم لأنفسكم وادَّخرتم، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة:35].
عن عمرو بن عوف المزني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاءَ بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين". قالوا: أجل يا رسول الله. فقال: "فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم! ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم؛ فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم" رواه البخاري ومسلم.
إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو الرحيم الرؤوف بأمته لا يخشى عليها القلة وشظف العيش، ولكنه تخوف على أمته الغنى، والوفرة، والرخاء، وخفض العيش؛ وتلك من دلائل نبوته -عليه الصلاة والسلام-؛ فالمال، وإن كان من مظاهر القوة في الأمة، إلا أن وفرته في أيدي الناس لها مخاطرها التي تَخَوَّفَها الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- على أمته، وحذَّرَها منها.
الغنى له أضرار وخيمة تبدأ من داخل نفس الفرد ثم تمتد للأمة بأسرها، تتدرج من الرخاوة إلى الضعف إلى التفكك إلى الهلاك -والعياذ بالله- كما صرح بذلك محمد -صلى الله عليه وسلم-"فتهلككم كما أهلكتهم"، وإنما تُهلك الأمة بمالها ودنياها إذا قنعت بها، فصارت دنياها ومادياتها هي المعايير التي تحتكم إليها، وتقوِّم في ضوئها الناس والمواقف.
تهلك الأمة وتغرق في يمّ نعمها إذا عبدتها من دون الله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار! تعس عبد الدرهم!"، سماها عبودية، وثمة عبيد للمناصب، وعبيد للنساء، وعبيد للشهرة والأضواء؛ وروي عن الحسن البصري قوله: لكل أمة وثن يُعبد من دون الله، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم.
وتأمل في الحديث الذي قال فيه -عليه الصلاة والسلام-: "فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم"، أي: إن الهلاك يأتي نتيجةً مباشرةً للتنافس وما فيه من شحناء وتجفيف للعلاقات، وما يحمل عليه من رديء الأخلاق، كالحرص والكذب والغش والتدليس، إضافة إلى ما تستحوذ عليه المنافسة من استغراق كل هم الإنسان وتفكيره وسعيه وغضبه ورضاه، ويحمله على الشح والنكوص عن التضحية بالمال والوقت، فضلا عن التضحية بنفسه في سبيل الله، وسبيل دينه ودعوته.
وانظر في قول ربك -سبحانه وتعالى-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة:24].
قال السعدي -رحمه الله-: قل إن كان آباؤكم، ومثلهم الأمهات، وأبناؤكم وإخوانكم في النسب والعشيرة، وأزواجكم، وعشيرتكم أي قرابتكم عموما، وأموال اقترفتموها أي اكتسبتموها وتعبتم في تحصيلها، خصها بالذكر لأنها أرغب عند أهلها، وصاحبها أشد حرصا عليها ممن تأتيه الأموال من غير تعب ولا كدٍّ، وتجارة تخشون كسادها أي تخافون رخصها ونقصها وهذا شامل لجميع أنواع التجارات والمكاسب والأثمان والأواني والأسلحة والأمتعة والحبوب والحروث والأنعام وغير ذلك، ومساكن ترضونها: من حسنها وزخرفتها ولينها وموافقتها لأهوائكم.
فإن كانت هذه الأشياء أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فأنتم فَسَقَةٌ ظلَمة، فتربصوا: انتظروا ما يحل بكم من العقاب، حتى يأتي الله بأمره الذي لا مرد له، والله لا يهدي القوم الفاسقين الخارجين عن طاعته. اهـ.
انظر كيف فضحت هذه الآية النفوسَ وعرّتها، وسردت بالتفصيل كل الجواذب الصغيرة التي تقعد الفرد والجماعة عن نصرة مبادئ الأمة، والدعوة إلى دينها، والذود عن حرماتها ومقدساتها؛ إنها الدنيا ومكتسباتها ولا غير!.
وانظر كيف عد الله الاستئثار لتلك المكاسب فسقا وظلما وخروجا عن طاعة الله، وموجبا لعذاب ناجز من عنده، فسَّرَهُ كثيرٌ من العلماء بتسلط الأعداء وزحفهم على الأمة الثرية الخادرة السكرى بمكتسباتها الرخيصة، وألهتها أموالها عن دينها وقيمها، وشغلتها عن حراسة ثغورها، وعن الذود عن قيمها ومبادئها، وشغلتها بالعداوات البينية، والمنافسات الشرسة التي مزقت أواصر القربى؛ حتى صار العدوُّ أقربَ إلى بعضهم من بعض. قال عليه الصلاة والسلام -يشخص داء أمته-: " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم".
إنه تشخيص رباني دقيق يصف الداء والدواء، يصف العلة والشفاء، وصفا لا ينقصه بيان، تعلق بالدنيا ومتاعها وتنافس فيها؛ ثم ينتج عن ذلك الغفلة عن الجهاد وتركه، والانشغال عنه، واستثقاله، ثم تضعف الأمة وتهون على عدوها؛ ولا تسل بعد ذلك عن عذابات الذل والهوان، لا تسَل عما يصنعه العدو بأمة تركت سبب قُوَّتِها، ومصدر هيبتها، واستعبدتها دنياها، فصار العدو يضربها بسلاحه، أو يرشيها بماله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها"، قالوا: أوَمِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ الرهبةَ من صُدورِ عَدُوِّكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ في قلوبكم الوهن". قالوا وما الوهن يا رسول الله؟! قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت".
وهل تشكو أمة الإسلام داءا غير دنياها وإغراءاتها؟! هل تجد سببا لهوانها على عدوها غير الوهن الذي نخر قلوبها؟! هل عزت أمة الإسلام في صدرها الأول إلا حينما عمرت قلوب الطليعة الأولى، والركب الأسبق بالإيمان، وحبه، وتعشق التضحية بكل نفيس في سبيله؟!.
هل سادت أمة الإسلام إلا حينما استعلت على كل المحبوبات والمكتسبات، وصارت تبذلها رخيصة في سبيل العقيدة، والدفاع عنها، والدعوة إليها؟ حتى ضحى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بإرث الملوك، وجاد صهيب بتجارته وما في تحت يده، حتى قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بَخٍ بَخٍ! ربِحَ البيعُ أبا يحي"، وانسلَّ مصعب بن عمير من عش الثراء والنعومة والترف؛ ليتقلب بين أكف الغربة والفقر قياما بالدعوة والجهاد في سبيل الله.
هل عزت أمة الإسلام إلا حينما كان رجال كأمثال الصديق والفاروق وعثمان وابن عوف يخرجون بأرواحهم وأموالهم نصرة للدين، ورغبة فيما عند الله؟ استوى حب الله وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سويداء قلوبهم، وسرى في دمائهم، وملك عليهم كل مشاعرهم، فراحوا يركضون إلى الله يحملون على كواهلهم كل ما يملكون؛ غدوا إلى الله عِجالاً حتى يستطيل أحدهم لحظات يأكل فيها بضع تمرات، يغدو إلى ربه يرتجز:
رَكْضَاُ إِلَى اللهِ بِغَيْرِ زَادِ *** إِلَّا التُّقَى وَعَمَلُ المَعَـادِ
ذلك الجيل على قلته وقلة ذات يده كان كثيرا بإيمانه، قويا بسخائه، بكل محبب إلى نفسه في سبيل دينه.
واليوم لا علة تشكوها أمة الإسلام غير الوهن وحب الدنيا، ما أذل الأمة إلا تثاقلُها إلى الأرض، وإخلادها للدنيا، وشحُّها بالتضحيات؛ أما العدو فإنه -على قوته وكثرته وأحلافه وجيوشه- أضعف من أن ينال من أمة فيها بقايا جهاد! انظر كيف ترتعب أمم الكفر من ثلة عزلاء معزولة نهضت للجهاد ولا سلاح لديها غير قلوبها النابضة بحب الله وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والإيمان بوعدهما؟.
أحلاف ومؤتمرات، وقوات مشتركة، وإعلام مجند، وهيئات عالمية، واتفاقات دولية، تلاحق تلك الثلة، وتحذر العالم، وتنذره خطرها وقوتها! إذا أردتم أن تعرفوا عظمة الجهاد والتضحية في سبيل الله، إذا أردتم أن تعرفوا أثرهما في عزتكم وعزة أمتكم، إذا أردتم أن تروا هوان الكفار وضعفهم، وخورهم وذلتهم رغم ما يملكون أمام أية صيحة للجهاد مهما كانت ضعيفة خافتة، إذا أردتم أن تروا مجاهدا واحدا، أو قائدا فذا قد يحيل حياة دول الكفر إلى خوف ورعب حتى إذا مات قامت أممهم الخائفة المرعوبة تحتفل بالخلاص منه، إذا أردتم أن تروا ذلك فاسألوا التاريخ كيف دقت أجراس الكنائس وضربت الدفوف في أوروبا لثلاثة أيام متوالية حين سمعوا بنبأ محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وعمره لا يتجاوز خمسة وعشرين عاما، ومات وقد جاوز الثمانين! أكثر من نصف قرن وأمم الكفر قاصيها ودانيها تنتظر موت رجل واحد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
دول الصليب بتاريخها وقواتها وشعوبها تشمت بموت فرد جاهد في الله وأذلهم بسيف الله! ألا ما أقَلَّهم وأذلَّهم! وما أعَزَّ الجهادَ وأعظم رجاله! بل ما أعظم العقيدة حينما تصنع أمة! هي تلكم القصة مختصَرة: العقيدة حينما تصنع من رجل جيشا، ومن فرد أمة! وصدق الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الصف:10-11].
الخطبة الثانية:
واعلموا أن الله قد أنذرنا الأرض وما فيها من المغريات، وحذرنا التثاقل إليها، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التوبة:38-39].
مالكم كلما دعيتم إلى العمل لهذا الدين دعوة وجهادا، وعلما وتعلما، ثقُل عليكم، والتصقتم بالتراب وما فيه من المثقلات؟ إن لم تستجيبوا فسيعذبكم ربكم عذاباً أليماً بالذل والهوان والتمزق وتسلُّط العدو، ولَلآخرة أشد عذابا وأبقى؛ ثم إن نكوصكم عن نصرة الحق لا يضر الحق وإنما يضركم؛ لأن الله سيأتي بقوم غيركم خير منكم، يحملون الأمانة، وينهضون للجهاد.
إذا قعدتم عن الجهاد بالمال والنفس والكلمة والوقت والجاه وبكل ما تملكون؛ فسيبعث الله لنصرة دينه رجالا غيركم، لهم قلوب غير قلوبكم، ونفوس غير نفوسكم؛ فإذا استعظمتم المتاع الرخيص فسيجودون بأضعافه، وإذا خشي أحدكم من كلمة تقال له أو تهمة تلقى عليه فإنهم لن يخافوا على أرواحهم ودمائهم؛ إذا عزت على أحدكم وظيفته فسيبذلون الأهل والبلاد، والنفس والأولاد.
لا خوف على الدين، ولن تتوقف مسيرة الجهاد، الخوف علينا، والنقص فينا، والخسارة خسارتنا (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة:41-42].
أيها المؤمنون: خير لكم أن تنهضوا لنصرة دينكم؛ لأنه لا عزّ للحياة بدون هَبَّةٍ للجهاد في سبيل الله بكل ما يملك المرءُ، وإن كان الموت هو الذي يُخيف الناس، فإن الموت آتٍ لا محالة! ولكن الذين يُقْتَلون في سبيل الله أحياء!.
إذا خرج الذين يجاهدون في سبيل الله فعاشوا أو ماتوا فحسبهم قول ربهم: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:169-173].
التعليقات