عناصر الخطبة
1/ كثرة الفتن في زماننا هذا 2/ صنائع المعروف منجاة من الفتن والمصائب 3/فضل بذل المعروف ومنزلته 4/ قصص في بذل المعروف 5/ وقوف المملكة بجانب أشقائها اليمنييناهداف الخطبة
اقتباس
إنَّ فعل الخير، وبذل المعروف، وإسداءه للخلق، لهو من أحبِّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ويقي به الله -تعالى- عبده من مصارع السُّوء في الدُّنيا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء" رواه البيهقي، وصححه الألباني.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الكريم المنان، أفاض على عباده المؤمنين بالبرِّ والإنعام، وأرشدهم إلى طرق البذل والإحسان، وحبَّبَ إليهم السعي في حاجات الخلق وتفريج الهموم والكربات.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبد الله ورسوله، أكرم الخلق وأفضلهم براً وإحساناً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].
عباد الله: لقد أصاب المسلمين في زماننا هذا كثير من الفتن والمحن والابتلاءات، واشتدت عليهم الهموم والغموم ، وأصبح المسلم في بعض البلاد الإسلامية لا يأمن على نفسه، وأهله، وماله، وصدق نبينا -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ" رواه أحمد. وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلاَ الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ" رواه مسلم.
ونحن -ولله الحمد والمنة- في بلاد الحرمين الشريفين نعيش في أمن وأمان، واجتماع كلمة، ووحدة صف، ورغد عيش، وصدق الله -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُون) [العنكبوت:67]، فعلينا أن نشكر المسدي لهذه النعم ، وأن نستعين بها على عبادتنا لربنا، وأن نستجيب لأمره، وأن ننتهي عما نهانا عنه، وأن ننفق في سبيله ما يرضى به عنا، ويصرف عنا مصارع السوء، وشدائد الأيام.
عباد الله: إن أي مسلم يعيش في هذه الدنيا يبحث عن طريق الأمن والأمان والحفظ من الآفات، والخلاص من مسببات الهلاك والفناء، وليس له في ذلك بعد الله مخرج. وقد أمر ربنا -جل وعلا- بفعل الخير، وبذل المعروف، في كثير من آيات كتابه، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77]، وقال أيضاً: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195].
وقد أوصانا نبينا -صلى الله عليه وسلم- بهذا العمل العظيم كي نقوم به، وننال -بفضل الله تعالى- أثره في حياتنا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة" رواه الحاكم، وصحَّحه الألباني. وفي روايةٍ: "صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء، والصَّدقة خفيا تطفئ غضب الرَّبِّ، وصلة الرَّحم زيادة في العمر، وكلُّ معروفٍ صدقةٌ، وأهل المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدُّنيا هم أهل المنكر في الآخرة" رواه الطبراني، وصحَّحه الألباني.
فصنائع المعروف وبذل الخير للناس طريق النجاة والخلاص من مصارع السوء، فكم من مسلم نجاه الله من مواقف عصيبة، وشداد كئيبة، بسبب فعله للخير، وكم من مسلم حفظ الله عليه ماله من الضياع والسرقة والتلف بسبب إحسانه، وكم من مسلم كشف الله عنه ضره، وعافاه من مرضه بسبب معروفه للناس، وكم من مسلم حفظ الله عليه أولاده وأهله من المهلكات بسبب نفعه للناس.
ومن أعظم صفات المعروف بذل الندى، والسعي في حاجات المسلمين، ومد يد العون لكل محتاج ضعيف، والشفاعة لمن ليس له سند بعد الله ولا ظهير، وغير ذلك من الأعمال كثير. ووعد -جل وعلا- عبده المؤمن بكل معروف يبذله لإخوانه أنه سيجازيه عليه، بتفريج همومه وتيسير أموره في الدنيا، والعطاء الواسع الجزيل في الآخرة.
قال ابن عبد ربه: أشرف ملابس الدُّنيا وأزين حللها وأجلبها لحمدٍ، وأدفعها لذمٍ، وأسترها لعيبٍ، كرمُ طبيعةٍ يتحلى بها السّمح السّريّ، والجواد السَّخيّ، ولو لم يكن في الكرام إلا أنَّه صفةٌ من صفات الله -تعالى- تسمَّى بها، فهو الكريم -عزَّ وجلَّ-، ومن كان كريمًا من خلقه فقد تسمَّى باسمه، واحتذى على صفته. اهـ.
عباد الله: إنَّ فعل الخير، وبذل المعروف، وإسداءه للخلق، لهو من أحبِّ الأعمال إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ويقي به الله -تعالى- عبده من مصارع السُّوء في الدُّنيا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء" رواه البيهقي، وصححه الألباني. واسألوا -إن شئتم- أهل الإحسان والمعروف ليخبروكم عن السعادة والراحة التي يتقلبون فيها، وعطاء الله لهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وعن ابن عمر أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله -عز وجل- أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً"، في مسجد المدينة! رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة.
قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "في كلِّ شيءٍ سرفٌ، إلا في إتيان مكرمةٍ، أو اصطناع معروفٍ، أو إظهار مروءةٍ". وقد قيل: "اصنع المعروف إلى كلِّ أحدٍ، فإن كان من أهله فقد وضعته في موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت أهله". وقيل أيضاً: "حصاد من يزرع المعروف في الدُّنيا اغتباط في الآخرة".
أيها المؤمنون والمؤمنات: والقصص في بذل المعروف كثيرة جدا، امتلأت بها كتب السير والتاريخ، وهي تعبر عن أهمية صنع المعروف وإسدائه.
ومن ذلك: قصة رجل معروف، قال: خرجت في فصل الربيع، وإذا بي أرى إبلي سماناً، يكاد الربيع أن يفجّر الحليب من ثديها، وكلما اقترب الحوار-ابن الناقة- من أمه درّت عليه، وانهال الحليب منها؛ لكثرة الخير والبركة، فنظرت إلى ناقة من نياقي ابنها خلفها، وتذكّرت جاراً لي له بنيّات سبع، فقير الحال، فقلت: والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري! والله يقول: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران:92]، وأحب حلالي هذه الناقة.يقول: فأخذتها وابنها، وطرقت الباب على الجار، وقلت: خذها هدية مني لك، فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها، وينتظر وليدها يكبر ليبيعه، وجاءه منها خير عظيم. فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض، وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء في الدحول -والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية أو أقبية مائية تحت الأرض، له فتحات فوق الأرض يعرفها البدو-. يقول: فدخلت في هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب -وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون-، فتاه تحت الأرض، ولم يعرف الخروج.
وانتظر أبناؤه يوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا، قالوا: لعل ثعباناً لدغه ومات، أو لعله تاه تحت الأرض وهلك، فذهبوا إلى البيت وقسّموا المال بينهم، وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير، فذهبوا إليه وقالوا له: أعد الناقة خيراً لك، وخذ هذا الجمل مكانها، وإلا سنسحبها عنوة الآن، ولن نعطيك شيئاً. قال: أشتكيكم إلى أبيكم. قالوا: اشتك إليه، فإنه قد مات! قال: مات؟! كيف مات؟ وأين مات؟ ولِم لم أعلم بذلك؟ قالوا: دخل دحلاً في الصحراء ولم يخرج. قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل، ثم خذوا الناقة، وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم.
فذهبوا به، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ، ذهب وأحضر حبلاً، وأشعل شمعة، ثم ربط نفسه خارج الدحل، ونزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها يحبو، وأماكن فيها يزحف، وأماكن يتدحرج، ويشم رائحة الرطوبة تقترب، وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء، فأخذ يزحف تجاه الأنين في الظلام، ويتلمس الأرض، فوقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل، فوضع يده على أنفاسه، فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام وجرّه، وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس، ثم أخرجه معه خارج الدحل، ومرس له التمر وسقاه، وحمله على ظهره، وجاء به إلى داره.
ودبت الحياة في الرجل من جديد -وأولاده لا يعلمون-، فقال: أخبرني بالله عليك: أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت؟! قال: سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت، وتشعّبت بي الطرق، فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه، وأخذت أشرب منه، ولكن الجوع لا يرحم، فالماء لا يكفي. يقول: وبعد ثلاثة أيام، وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ، وبينما أنا مستلق على قفاي، قد أسلمت وفوضت أمري إلى الله، وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي. يقول: فاعتدلت في جلستي، وإذا بإناء في الظلام لا أراه، يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم. ولكنه منذ يومين انقطع، ما أدري ما سبب انقطاعه! يقول: فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت. ظنّ أولادك أنك مت، وجاؤوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها، والمسلم في ظل صدقته. (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله يغفر لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضلهِ وإحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الداعي إلى جنتهِ ورضوانِه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجِه إلى يومِ الدِّين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وأملوا وسددوا وقاربوا، وأبشروا بعطاء الله لكم كلما حرصتم على بذل الخير وصناعة المعروف!.
ومن القصص في هذا الباب ما ذكره الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- عن قصة امرأة كان لها ولد مسافر للدراسة، وكانت امرأة فقيرة لكنها جوادة كريمة محبة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، فينما هي ذات يوم على عشائها الذي لا تملك غيره إذا بطارق يطرق عليها الباب ففتحته، فإذا هو مسكين يسأل طعاماً، فقامت إلى عشائها فأعطته إياه، وذهب هو ليشبع وباتت وهي جائعة؛ لكن محتسبة عند الله الأجر، ألم الجوع في بطنها لكن فرحة السعادة في قلبها أن سدت جوعة لمسلم.
مضت الأيام والليالي، وقدم ابنها من سفره وأخذ يحدثها عن سفره، فذكر لها من أعجب ما حدث له أن أسداً اعتدى عليه في إحدى الغابات حتى صار بين يديه، فجاءه رجل عليه ثياب بيض فأنقذه. فسأله: من أنت؟ قال: لقمة بلقمة! فتعجبت! ماذا يريد بهذا الكلام؟ فسألته أمه: متى حدث هذا الكلام؟ فأخبرها، فإذا هو نفس اليوم الذي سدت به لقمة ذلك الجائع، لقمة الجائع أنقذت ولدها أن يكون لقمة لأسد مفترس! فيا سبحان الله! هكذا هي صنائع المعروف، تقي مصارع السوء.
فينبغي على المسلم أن يكون محسناً إلى إخوانه، نافعاً لهم، معطاءً كريماً عن طيب نفس وإخلاص قلب، فمن وفق لذلك نال خيري الدنيا والآخرة.
عباد الله: ومن نعم الله -تعالى- على بلادنا، المملكة العربية السعودية، حرسها الله، أن وفقها للوقوف بجانب أشقائها في اليمن؛ استجابة لنداء الأخوة الإيمانية، كما في قوله -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير) [الأنفال:72]، ومنعاً لهؤلاء المعتدين الظالمين من الحوثيين وغيرهم من التسلط عليها، واحتلالها وسلب خيراتها، وهذا الموقف يحمد ويشكر لولاة أمرنا الذين حرصوا على سلامة اليمن الشقيق، والله -جل وعلا- لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ومن نظر إلى ما نحن فيه من الأمن والأمان والسلامة والإسلام عرف أنه بسبب تمسكنا بدين الله -تعالى- ونصرته، ونصرة الأشقاء المضطهدين في كل مكان.
أسأل الله -تعالى- أن يبارك في الجهود، وأن يحفظ علينا ولاة أمرنا وعلماءنا وجنودنا المرابطين على حدود بلادنا الذين يحرسون الدين، والمقدسات، والأعراض، والأموال، من اعتداء المعتدين، وأن يسلمهم من كل سوء ومكروه.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، فقد أمركم الله بذلك فقال -جل من قائل عليماً-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].
التعليقات