عناصر الخطبة
1/ شكر الأعداء على إظهار عداوتهم؛ لتعريفنا بهم 2/ زوال تعجبنا لإثبات الأعداء لشهادة التاريخ عليهم 3/ دورهم في أحداث الشام والعراق 4/ الطائفية الحقة 5/ أين التقارب؟ 6/ من مؤامراتهم 7/ أخذ الحذْر.اهداف الخطبة
اقتباس
شكرا أيها الأعداء! إن خير الأعداء ما عرف المرءُ بـــهم للنجاة دربا وضيئا، كان الأمرُ من قبلُ خافيا علينا، ولم نكن نعلمُ عن مكنون عداوتكم وبغضائكم، حتى أعلنتموها لنا، فشكرا أيها الأعداء! شكرا لكم!.
الحمد لله، إلهِ كل من ملك..
وخالقِ الخلق العظيم والفلك..
الحمد له خالق الزمان والمكان والضياء والحلك..
وباسط الأرض ورافع السماء..
تقدس القدوس عن شبه وعن نديد.. له الدوام والبقاء..
والأمر أمر الله ليس فيه مشترك.
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له،
مَن لو سجدنا جَمِيعَاً بالجباه له *** عَلَى شبا الشوكِ والــمُحْمَى من الإِبَرِ
لمْ نبلُغِ العُشرَ مِنْ مِعشَارِ نِعْمَتِهِ *** وَلَا العُشَيْرَ ولاعُشْرَاً مِنَ العُشُرِ
لا إله إلا هو تبارك الله رب الصفو والكدر، وأشهد أن محمد بن عبدِ الله عبدُ اللهِ ورسولُهُ،
أجرى عليه الله من آلائِهِ *** نِعَمَاً بها أضحى شفيعَ سماءِ
هذا لواءُ الحمد معقودٌ بكفيه...
صلى عليه الله ما حيَّا الحَيَا *** أرضاً فأخْصَبَ مَحْلُهَا وَالْأَجْدَبُ
وصلى الله على آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
عُدَاتِي لَهُمْ فَضْلٌ عَلَيَّ وَمِنَّةٌ *** فَلَا أَذْهَبَ الرحمنُ عَنِّي الأعاديا
هُمُ بحَثُوا عنْ زلَّتي فاجْتَنَبْتُهَا *** وهُمْ راغَمُونِي فاكتَسَبْتُ الْمَعَالِيا
هُمُ يستبينونَ الهُدَى لِعَدُوِّهِمْ *** وقد كان مصروفَ المعالِمِ خَافِيا
شكرا أيها الأعداء! إذا كان الشيطانُ للإنسان عدوا مبينا، فإن قلم الحقيقة قد جف على أن عداوته ليست مبينة! يُلبسها الشيطانُ صورا مزخرفة، ثم يزفها لكل شيطان إنسي ينفذ عنه مهمة عداوته.
شكرا أيها الأعداء! إن أخف العداوات ضررا ما استوى ظاهرها مع باطنها، وأخفَّ الأعداء خطرا من استوى إسرارُ أمره ونجواه.
فإلى كل من كشف عداوته نهتف لنقول: شكرا أيها الأعداء! شكرا! فقد أوضحتم العداء، وأبنتم البغضاء، وشهرتم سيف الضغينة والفحشاء!.
وسلكتُمُ طُرُقَ العَدَاوةِ جَهْرةً *** فَعُيُونُكُمْ وضحَتْ بها الأقْذَاءُ!
شكرا أيها الأعداء! لم تكلفونا العناء كي نفتش عنكم، ونمحص أمركم، ونكشف شِرة عداوتكم، فقد أبنتم عن أنفسكم بأنفسكم، وصفحتم عن سركم بجهرتكم!.
شكرا أيها الأعداء! إن خير الأعداء ما عرف المرءُ بـــهم للنجاة دربا وضيئا، كان الأمرُ من قبلُ خافيا علينا، ولم نكن نعلمُ عن مكنون عداوتكم وبغضائكم، حتى أعلنتموها لنا، فشكرا أيها الأعداء! شكرا لكم!.
حتى وإن لم تتركوا سبيلا تعادوننا به إلا وسلكتموه، ولا حيلةً تحتالون بها إلا ركبتموها، فإننا رغم ذاك سنقول: شكرا لكم!.
أيها الأعداء: قرأنا قديما أخبارا متواترة عنكم، فلم نكن نرضى لأسماعنا أن تكون أذُنا، ولم نكن نرضى لقلوبنا أن تكون أسماعا! لقد كنا نعدها ضربا من الخيال والأقاصيصِ المولَّدة، وكنا نعدها من عبث القول وزوره، وكنا نعدها منافساتٍ بينكم وبين سواكـم، أحدثت هذا التشويه التاريخي لكم، ولكن؛ لما بلوناكم وخبرنا أمركم، صدقناها، فشكرا لكم أيها الأعداء!.
أيها الأعداء: لقد كنا نضحك ونحن نقرأ السرد التاريخي عنكم، وهو يحملنا عنكم
ضغائنَ تخبو حقبة ثم تُضرمُ *** ضغائنَ حقدٍ جاش من لونها الدمُ!
لقد كان يحدثنا التاريخ عنكم بكل ما حَملتموه وراء ظهوركم، فما نزيد على السخرية به ومنه، كان يحدثنا التاريخ عنكم أنكم همجيون، بربريون، رستميون، كِسرويون، مجوسيون، صفويون؛ فنتهمهم حينها ونقول: سامحك الله يا كاتب التاريخ! رفقا! إنهم، إنسٌ، ومما قلت هم برآءُ! ولكننا علمنا أخيرا أنكم لستم كذلك، فشكرا لكم أيها الأعداءُ!.
لقد كانت أفواهنا تعلوها الابتسامات الصفر، والتأريخ يحدثنا عن كل ضغائنكم علينا، فكنا نقول بأنفسنا: إن رياح السنين كفيلةٌ بأن تهيل التراب على كل عفن منسوب لكم، كنا -أيها الأعداء- نقول للتأريخ: سامحك الله! كفى تشويها لهم، كفى! إنهم إخواننا، لقد كانوا يحدثوننا دوما أن دينَهم الإسلام، وأن نبيَهم محمد بن عبد الله، فلم كلُّ هذه المضريات؟!
يا كاتبَ التاريخِ رِفْقَاً إِنَّهُمْ *** إنْسٌ وَمِمَّا قُلْتَ هُمْ بُرَآءُ!
أيها الأعداء: لقد كنا بسطاء، بُلهاء، حين كنا لا نقرأ جيدا ما كتبه التاريخ عنكم، كنا لا نعي كلَّ ما أقسم التاريخ لنا بأنه حقيقة، لقد كنا نعده هراء منفوخا في الهواء!
كطَاحُونَةٍ تطحَنُ الماءَ حيناً *** لقد ضُيِّعَ الطَّحْنُ والطَّاحِنُ
كنا نحمل قلوبا طيبة رضية مطمئنة، لم تكن لنا عيونٌ حمر، وقلوبٌ سود، كنا نفسر كلَ تلك الشعاراتِ التي أطلقتموها عن معاداة أمم الكفر أنها حماسٌ وغيرةٌ لهذا الدين الكريم، ولم نكن نعلمُ أنها شهدٌ، وتحت الشهد ثعبانٌ يمد لسانا. فشكرا لكم أيها الأعداء!.
لقد كنا نعجب من العالِم القحطاني المعافري الأندلسي ومن تحامله عليكم حين قال فيكم:
إنَّ الروافضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الحَصَى ***مِنْ كُلِّ إِنْسٍ ناطقٍ أو جانِ
لا تعتقِدْ دينَ الروافِضِ إنَّهُمْ *** أهل المُحال وحزبة الشيطان!
كنا نعجب منه ومن تحامله، لكن؛ ما أسرعَ ما زال العجب! حين خبرناكم بأيدي الحدثان، وميزان الزمان، وتقلب الملوان.
شكرا لكم أيها الأعداء: حتى وإن أجريتم الدماء، وأنتنم الغبراء، وأبدتم البيداء، وقتلتم البُرآء، واغتصبتم النساء، وأوقدتم للحرب نارا، كلما أطفأها الله أضرمتموها، سنقول شكرا! حتى وإن استحر القتل في أبنائنا، سنقولها! حتى ولو كان عدَّادُ اللَحظات يضيق عن حصر مئات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من الجرحى، وحتى وإن أظهرت الإحصائياتُ الأخيرة أن الأنفس العارجة للسماء في شامنا قد اقترب حاجزها نحو المائتي ألف، وأن الأنفسَ الجريحة تتخطى أضعافَ أضعاف ذلك.
كان يأخذنا العجب -أيها الأعداء- حين يُشهدنا التأريخ عليكم، فلقد كنا نقرأ قديما في مدوناتكم أن داودَ بنَ فرقدٍ قال: قلت لأبي عبد الله، ما تقول في قتل الناصب السني؟ قال: حلالُ الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء، لكيلا يشهد به عليك، فافعل.
إن الذين ترونهم إخوانَكُم *** يشفِي غليلَ صدورهم أن تُصْرَعُوا
فَضَلت عداوَتُهُم على أحلامِهِمْ *** وأبت ضبابُ صدورهم ما تَنزِعُ
لا تأمنوا قوماً يشبُّ صبيُّهم *** بين القوابل بالضغينة يرضع!
قومٌ إذا دمسَ الظلامُ عليهمُ *** حدجوا قنافذَ بالعداوة تمزَعُ!
لقد كان من أصول مذهبهم قتلُ الناصبي، لا لشيء سوى أنه رضي لنفسه أن ينتسب لهذه الأمة ولم يختر أن يكون من شيعتهم!.
لاتقولوا أيها الأصدقاء إن هذا تاريخُ أمم سلفت وغبرت، لاتقولوا! فإنهم ما أبقوا تاريخا لهم إلا وجغرفوه في كل مكان يستطيعون فيه أن يقلبوا على أصحابه ظهر المجن! يقول الخمينيُّ الهالك في كتاب الوسيلة في إباحة أخذ أموال أهل السنة: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلقِ الخمس به؛ بل الظاهر جواز ماله أين وجد، وبأي نحو كان".
لقد حفظ لنا التأريخ، وحفظت كلُّ منطقة جغرافية، أنه ما على وجه الأرض أمةٌ أكثرَ حقدا وحسدا على أمة الإسلام كأمة مجوس! إنها ليست طائفية، الطائفية الحقة حين يُسمعنا شيخ الرفض قديما نعمة الله الجزائري فيقول عنا: "إنا لم نجتمع معهم -يعني: أهل السنة- لا على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، إن ربَّهم الذي كان محمدا نبيه وخليفته أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبيّ نبينا.
الطائفية الحقة أن نكون نواما تكتنفنا أيدٍ تلطخت بالمتعة لتفعل بنا وتفعل، ثم يقالُ لنا: لا تنفخوا في نار الطائفية.
الطائفية الحقة أن يُضرب خدنا الأيمن، ثم نرضى أن ندير الأيسر حتى لا يقال طائفيون! الطائفية الحقة أن يقتل ألفُ رجل ومائةُ طفل خلال هذا الأسبوعِ المنصرم فقط، الطائفية الحقة أن نصحوَ كل يوم على مجزرة جديدة، ثم لا نزيد على الحوقلة والاسترجاع، ليُكتب عنا بعدُ أنا نصرناهم وحررنا نساءهم وأطفالهم باسترجاعنا!.
أنى لنا هذه الطائفية وقد صرنا نؤرخ أيامنا بتوقيت ساعة قصف المجازر، وصرنا نحدد أوطاننا بخارطة رسمتها المقابر، وصرنا نلون أعيادنا بلون لهيب دموع المحاجر!.
... *** ما عاد في قلبنا للصَّبْرِ مُتَّسَعُ
حسبي وحسبكِ ربُّ العرشِ يا رئة *** أنفاسُها الموت والأشلاء والمــُزَعُ
شكرا أيها الأعداء: حين استغفلتمونا، ونفذتم كلَّ مخططاتكم في ديارنا، وفعلتم بنا، ونحن نائمون، بالمنى حالمون، من الردى خائفون، مسلمون، مسلمون، مسلمون، أين كان الجُبن والخوف نكون!.
شكرا حين كشفتم كل مستويات الخور، وألبستمونا ثوب الطائفية، لتقولوا عنا للعالم إنا برآء منهم!
لقد صدقكم العالم، فاصبح معكم، وأصبح يقاتل عنكم، ويأخذ منكم، وا أسفاه! أما نحن فقد فهمناكم أخيرا: لقد فهمنا أخيرا، فشكرا أيها الأعداء!.
أستغفر الله لي ولكم من كل خطيئة فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألّا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: يقول صاحب كتاب "حتى لا ننخدع":" إن الحروب الصليبية التي قام به الصليبيون ضد الأمة ليست إلا حلقة من الحلقات المدبرة التي دبرها الرافضة ضدَّ الإسلام والمسلمين، كما يذكر ذلك ابنُ الأثيرِ وغيرُه من المؤرِّخين، وإقامةُ الدولة الفاطمية في مصر ومحاولاتُها تشويهَ صور السُنيين وإنزالُها العقاب على كل شخص ينكر معتقدات الشيعة". اهـ.
أيها الكريم: لن أحدثك عن زمن سلف، لا عفا الله عما سلف! سأحدثك عن زمنك،
خُذْ ما تَرَاهُ ودَعْ شيئاً سمعتَ بِهِ *** في طلعةِ الْبَدْرِ ما يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ!
يقول الدكتور عبد المنعم النمر في كتابه "المؤامرة على الكعبة، من القرامطة إلى الخميني": ولكننا -نحن العربَ السنّيين- لانفطن لهذا؛ بل ظَننَّا أن السنِين الطويلة قد تكفلت مع الإسلام بمحوه وإزالته...
فشاركنا الإيرانيين فرحتهم، واعتقدنا أن الخميني سيتجاوز أو ينسى مثلنا كلَّ هذه المسائل التأريخية، ويؤدي دورَه كزعيم إسلامي لأمة إسلامية يقودُ الصحوة الإسلامية منها، وذلك لصالح الإسلام والمسلمين جميعا، لا فرق بين فارسي وعربي، ولا بين شيعي وسني.
ولكن أظهرت الأحداثُ بعد ذلك أننا كنا غارقين في أحلام وردية، أو في بحر آمالنا مما لايزال بعضُ شبابنا ورجالِنا غارقين حتى آذانهم إلى الآن برغم كل الأحداث المزعجة. اهـ.
متى تستيقظون؟ فقد رماكم بأقصى مالديه الثعلبانُ!
سكتُّمْ والسكوت اليوم ذنبٌ *** يُساوِي ذنب من خدعوا وخانوا
هذه المخلوقات، آخرُ ما يمكن أن تفكر فيه هو حرمةُ الدماء والأموال والأعراض والبلدان، ولذلك رأينا وسنرى الخيانات في كل محلة ومقام، ومن أخذه العجب مما صنعوه وسيصنعوه، فلا يلومن إلا نفسه.
هذه المخلوقاتُ لن يهدهد أحلامها مسكِّنَاتُ الأُخُوَّة، ولا مُهَدِّئاتُ الألفة، هي تريد نفسها ونفسها ثم نفسها ثم نفسها، ولن تعترف بما سواها...
ولن تعجبَ من كل خيانة يُقام سُوقها حتى وهُم في أوطانهم الأصلية، ومع ولاة أمورنا! يقول شيخُ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في كتابه الفقهي المعتمد عندهم المعروف بـ "النهاية في مجرد الفقه والفتاوى": "ومن تولى ولاية من قبل ظالم في إقامة حد أو تنفيذ حكم فليعتقد أنه متول لذلك من جهة سلطان الحق، فليقم به على ما تقتضيه شريعة الإيمان، ومهما تمكن من إقامة حد على مخالف له فليُقمه فإنه من أعظم الجهاد". اهـ.
هذا هو موقفهم العدائي في حالة توليهم مركزا من المراكز في دولة غير شيعية، فما بالك بموقفهم في ظل دولة يحكمها مثلُ هذا الطوسيّ وأضرابُه؟ فأين التقارب؟ وهذي أنيابُهم السوداء قد حَفَرت آثارها في جسد الأمة؟ أين التقارب؟ ووشم جراحنا بادٍ على وجوههم، أين التقارب؛ وكل بيت في شامنا وعراقنا قد أنْبت نائحةً ثكلى، تقول لنا: لا تقاربوهم، فليس الذي خَبر الشر مثل الذي ما خبر.
عَصف الغدرُ بهم تحتَ الدجى *** في رُكامٌ من حُطامٍ ودماءِ
لهفَ أحشائي على تلك الصبايا!
وصغارٍ كالأزاهيرِ تَفَتَّحنَ لأنداءِ الصباح!.
أين التقارب؟
حدِّثوني عن التقاربِ إنِّي *** سأحدثكُمُ عَنِ البغْضَاءِ!
حدثوني إن شئتموا ففؤادي *** سيحدثكُمُ عَنِ الأشْقِيَاء
حدثوني عن التقارب؛ فإني لن أحدثكم عنه، ولن تحدثكم حروف عاطفتي، ستحدثكم حقائق الأرض، إن حدثتموني عن التقارب، فإني سأحدثكم: إن حفلاتِ الدم تُعْقَد أفراحها في كل مُقام بعراقنا المسلوب، حدثوني فإني سأحدثكم أن البارحة، البارحة فقط، تم فيه أكبرُ تجمع للرافضة في العالم، في يوم يسمونه بأربعينية الحسين -رضي الله عنه-، وقد تجمع فيه أكثرُ من عشرة ملايين شيعي، كلهم قد أتوا مشيا على الأقدام، في زيارتهم لمرقد سبط رسول الله.
ما هذا التجمع؟ إنه حقنة تحقن في نفس كل شيعي ليفرِّغها في جسد كل سني! وما الضربات التي في أجسادهم إلا بصمة وعد بأنهم سيثأرون ثأرهم المزعوم، ينفخون في ثأر الحسين -رضي الله عنه-، وهم الذين قتلوه!.
جاؤوا برأسِكَ يا ابن بنتِ مُحَمَّدٍ *** مُتَزَمِّلاً بدمائه تزميلا
فكأنما بك يا ابن بنت محمد *** قتلوا جهارا عامدين رسولا
وهذا العراق التأريخي الكبير يشهد أكبر مؤامرة تمت فيه منهم، وإن ارتبتم فاسألوا كل صخرة تفجرت غضبا، سائلو الصخور تجبكم أن ابن العلقمي ونصيرَ الدين الطوسي شهدوا قتل ألف ألفِ إنسان، في سقوط الدولة العباسية، وما هذه المؤامرةُ في عصرنا والتي نعيشها الآن، بأدنى من تلك!.
أيتها الأيدي الأثيمة..
عربدي ما شئتِ في ليلِ الجريمة..
وأحيلي كل شيء عندنا موتا ودقي في سلام الناس إسفينا..
غدا يأتيك سيف الله يستل من كل قلب مجوسي سمومه..
أيتها الأيدي الأثيمة..
منذ كم والنفايات تغطي وجهك الموبوء والأيام سكرى؟..
منذ كم وهواء الناس ممزوج بكم برا وبحرا؟..
تعب القنص من القنص وضاق القتل بالسفاح صدرا..
تعب القتل وما زلت تسنّين الردى نابا وظفرا..
مزقي الأطفال،
صبي حقدك المجنون في الأقداح خمرا..
إن بعد العسر يسرا..
إن سيف الله آتٍ..
إن سيف الله أدْرَى..
إن هذه الأمة الصفوية الرافضية لن يقر لها قرار، حتى تشنق آخر سني بأمعائه، إن هذه الأمة الصفوية لن تسكن لها عين حتى تجعل الحجر الأسود أحمر، وكساءَ الكعبة صفيحا تفصد به العروق،
لم يكن هذا الحديثُ بغريب علينا، ولم يكن هذا الحدث والحديث بغائب عن ولاة أمرنا، ولا نحن نسينا كلَّ أيرنة رافضية في بلدنا، وفي بلدان المسلمين، ولكن الحوادث قد يطرقن أسحارا.
يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم، ويا أيها الذين آمنوا ادعوا ربكم تضرعا وخفية، ولا يصدنكم كيد عدوكم، فأغيثوهم بالدعاء وبالمال!.
هذي النذارة والنذير هم هم..
ليت الأحبة يسمعون نذيرا
هذي النذارة فاسمعوها واسمعوا أنات أرملة، تضم صغيرا
هؤلاء الأعداء، وما صنعوه، كانت لأجله هذي النذارة، فشكرا أيها الأعداء!.
اللهم احفظنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، وما اختلف فيه الليل والنهار، اللهم احفظ بلادنا وبلادَ المسلمين من كل شر وسوء ومكروه، اللهم إنا ندرأ بك في نحور أعدائنا، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، ولا ترفع لهم ربنا راية، ولا تحقق لهم غاية، واجعلهم لمن بعدهم عبرة وآية.
اللهم صل وسلم على عبدك...
التعليقات