عناصر الخطبة
1/ بين يدي قصة يوسف عليه السلام 2/شعور يوسف مع ربه وتقديره له 3/شعور يوسف مع نفسه 4/شعوره مع أهله وإخوانه 5/دعوة لتقدير الشعوراقتباس
إن يوسف -عليه السلام- كان محباً لله، ومخلصاً له، شديد اللجوء إليه -جل وعلا-، معترفاً له بالمنة والفضل، وفي نفس الوقت معترفاً بضعفه وعجزه وفقره، ولذلك أحبه الله ومدحه بمدح عظيم فقال: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24]،وآتاه العلم والحكمة، وحلاه بالإيمان والإحسان...
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) [يوسف:3]، نحمده تعالى ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ومن كل ذنوبنا وخطاينا نستغفره. والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: "الكَرِيمُ، ابْنُ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ، ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ" [البخاري (3390) ]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: فإن قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- قصة عجيبة، مليئة بالدروس والعبر، وفيها من الأحداث والمواعظ الشيء الكثير، ومن وقف معها وتأملها حق التأمل فسيسجل من الفوائد والفرائد الشيء الكثير، ومن الصعب في هذه الخطبة أن نقف مع كل ما فيها من الدروس والعبر، ولكنا نريد أن نقف وقفة واحدة مع هذا النبي الكريم في مشاعره الفياضة وشعوره الكبير مع ربه، وشعوره مع نفسه، وشعوره مع أهله.
إن شعوره -عليه السلام- مع ربه كان شعوراً عظيماً، شعوراً رقيقاً يدل على تعظيمه لربه، ومحبته له، وأنسه به، ولذلك تكررت منه كلمة "ربي" في السورة مرات كثيرة، فكل فضل كان ينسبه لربه، مما يدل على أنه كان كثير الذكر له، يقول: (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) [يوسف:23]، (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) [يوسف:37]، (إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) [يوسف:50]، (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) [يوسف:101]، فكان ذكره لربه دائماً وتذكره له في كل وقت وحين.
إن يوسف -عليه السلام- كان محباً لله، ومخلصاً له، شديد اللجوء إليه -جل وعلا-، معترفاً له بالمنة والفضل، وفي نفس الوقت معترفاً بضعفه وعجزه وفقره، ولذلك أحبه الله ومدحه بمدح عظيم فقال: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24]،وآتاه العلم والحكمة، وحلاه بالإيمان والإحسان فقال: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف : 22].
لقد ابتلي يوسف -عليه السلام- بفتنة عظيمة ومحنة شديدة من أعظم المحن وأكبر الفتن، إنها فتنة النساء، وكانت دواعي الفتنة متوفرة بالنسبة له، فقد حصلت له الفتنة من امرأة لها قدرها ووزنها فهي زوجة الملك، حيث كان بإمكانها أن تفعل به ما تشاء إن لم يطاوعها ويلبي طلبها، خاصة وأنه مملوك عندها عبد في مملكتها، ثم إنه شاب جميل حسن الشكل ولم يسبق له الزواج بعد، وكان يعيش في مصر غريباً لا يعرفه أحد، ولم يكن معروفاً في تلك البلاد، وهي التي دعته وطلبته وليس هو الذي راودها عن نفسها، ومع هذا كله ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) [يوسف : 23]، أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه، فاستعاذ بالله والتجأ إليه، واستشعر رقابته ومعيته جل جلاله وعز كماله، لأن شعوره مرتبط بربه -جل وعلا-.
وعندما طلب منه السجينان أن يفسر لهما رؤيتهما, لم يتشدق بنفسه بأنه مفسر الأحلام وعالم الرؤى، ولكنه استشعر حقيقة علمه ونسب ذلك العلم إلى الله فقال:( ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) [يوسف : 37]، ثم دعاهما إلى الله وأمرهما بتوحيده وطاعته وقال لهما: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف : 39].
وعندما عرفه إخوته (قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف : 90]، فالمن والفضل الذي أنا فيه ليس من كسبي ولا من كدي؛ وإنما هو من فضل الله -سبحانه وتعالى-.
ولما جاء إليه أهله ربط أمنهم وإقامتهم بالله، (وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) [يوسف : 99]، مع أنه هو الحاكم في تلك البلاد والأمن جزء من المسئولية الملقاة على عاتقه إلا أنه ربط أمنهم من المخاوف والمكارة بمشيئة الله وقدرته.
وحينما تحققت رؤياه وخروا له سجداً قال: (يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) [يوسف:100]، ولم يقل: قد تحققت، وإنما قال: (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) فنسب النعمة إلى الله. وقال: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) [يوسف:100]، والمعتاد أننا ندعي القدرة لأنفسنا، فيقول أحدنا: خرجت من السجن، نزلت من السجن، ولا يستحضر أن الله هو الذي أخرجه من السجن، أو من الأزمة الفلانية، أو من المرض الفلاني، أو نحو ذلك، ولكن يوسف -عليه السلام- حرص على أن ينسب الفضل والنعمة لله وحده، فقال: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ).
ولما جاء إليه أهله من فلسطين إلى مصر لم يقل لهم: وجئتم من البدو، وإنما قال: (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ). ثم يختم يوسف -عليه السلام- خطابه لأبيه بعد هذه السنين الطويلة بقوله: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:100]، (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف : 100]، فكان شعوره مرتبطاً بالله، مقدراً تقديراً كبيراً فضل الله عليه، ورحمته له، ونعمته به في كل المراحل والمواقف.
وأما شعوره مع نفسه فقد كان شعوراً مرهفا، فعندما اعترفت زوجة العزيز بأنها هي التي راودته وليس هو الذي راودها وقالت: (الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ) [يوسف:51]، فهنا لم يزكِ يوسف نفسه ولم يمدحها وإنما قال: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) [يوسف:53]، يقول أن الإنسان معرض للفتنة والبلاء، ومعرض للوقوع في المعصية إلا إذا رحم الله هذه النفس، وزكاها وطهرها وحفظها من الوقوع في الفتن، فإنها تصمد وتثبت أمام كل الفتن والمغريات.
ولما اتهمه إخوته كذباً وزوراً بالسرقة وقالوا (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) [يوسف:77]، لم يعنفهم ولم يأمر بسجنهم فيسجنوا، أو بضربهم فيضربوا، بل لو أمر بقتلهم لقتلوا، ومع ذلك كله أسرها يوسف في نفسه ولم يعمل معهم شيئاً من هذا!. وغاية ما عمله معهم أن قال لهم كلمة واحدة، (قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) [يوسف : 77]. فهل سمعتم تقديراً لمشاعر الآخرين مثل هذا التقدير الذي يحمله هذا النبي الكريم -عليه السلام-؟.
وها هو حين اعترف له إخوته بخطئهم في حقه وحقق الله -عز وجل- له رؤياه، وجعلها ربه حقاً، قال عما فعله إخوته في حقه: (وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) [يوسف:100]، ولم يقل: من بعد أن فعل إخوتي بي كذا وكذا، لأنه يعلم أن الشيطان هو العدو، ويعرف عداوة الشيطان للإنسان، فلذلك جعله نزغاً من الشيطان بينه وبين إخوته، فأي شعور أعظم من هذه الشعور؟ وأي قدر عال من المشاعر التي يحملها هذا النبي الكريم في نفسه.
وفي نهاية السورة يقول -عليه السلام-: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، فانظروا إلى تواضعه العظيم يقول لربه يارب توفني مسلماً وألحقني بالصالحين مع أنه أصلاً من الصالحين، فهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، ومع هذا يقول أنا لست صالحاً ولكن يارب، (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
عباد الله: تحدثنا عن تقدير يوسف للمشاعر، والشعور العظيم الذي كان يحمله -عليه الصلاة والسلام- في نفسه العظيمة، وقد تكلمنا عن شعوره مع ربه، وشعوره مع نفسه، ونكمل في هذه الخطبة الحديث عن شعوره مع أهله وإخوته.
أما شعوره مع أهله وتقديره لهم فإن هذا هو الأمر الأعجب، فقد حسده إخوته، وحقدوا عليه، وألقوه في البئر، وعومل معاملة الرقيق، وحيل بينه وبين أبيه وإخوته، وتغرب عن وطنه وعاش غريباً في بلد لا يعرفها، ولا يعرف أهلها ولا يعرفونه، وبيع في المزاد العلني كما يباع الرقيق، بل بيع بثمن بخس: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) [يوسف:20]، ومع هذا كله لما اعترف له إخوته بذنبهم وتعديهم عليه وقالوا له: (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:91-92]، فعفا عنهم وسامحهم ،ولم يقل لإخوانه أنتم فعلتم وفعلتم، وقلتم وذهبتم، وجئتم، وصدر منكم كذا أو كذا، وحصل منكم لي كذا وكذا وكذا، بل اعتبره كما سمعنا نزغاً من الشيطان، وكأنهم لا علاقة لهم بما فعلوا، وحمد الله على خروجه من السجن، فذكر الخروج من السجن ولم يذكر الخروج من الجب مطلقاً، مع أن الله أخرجه من الجب ومن السجن، حتى لا يشعرهم بأنهم أخطئوا أو أنه يوبخهم، فهذا تقدير عظيم لشعور الآخرين لا يستطيع حمله وتنفيذه إلا الخلص من الرجال.
وعندما قالوا له (أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) قال بأدب جم وتواضع عظيم:(أَنَا يُوسُفُ) ولم يقل: أنا العزيز يوسف، ولا أنا الملك يوسف، ولا أن الرئيس يوسف، إنما بكل تجرد وتواضع قال لهم: (أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي). وانظروا كذلك إلى إحسانه مع أهله عندما طلب مجيئهم إليه، وأحب أن ينقلهم من حياة البداوة إلى حياة الحضر والمدينة، وقال لإخوانه: (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) [يوسف : 93]، فأحب لهم حياة الحضر والمدينة على حياة البادية والريف.
عباد الله: هذا غيض من فيض، وجزء يسير من شيء كثير من المواقف التي تدل على تقدير يوسف -عليه السلام- للشعور، وما يحمله من مشاعر عالية وراقية تجاه الآخرين، ولا عجب في ذلك فإنه نسل النبوة، وابن الأنبياء، وتربية نبي الله يعقوب -عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم-.
فما علينا إلا نتأسى بهم، ونقتدي بهذا النبي الكريم نبي الله يوسف -عليه السلام-، وأن نحاول أن نغير من طباعنا ومشاعرنا وأحاسيسنا تجاه الآخرين، فنستشعر عظمة الله وتقديره لنقوم بحقه، ونقدر مشاعر الخلق ونقوم بحقوقهم علينا، فنكون محبوبين عند الله وعند خلقه، يقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا, ويعرف لعالمنا حقه " [صحيح الجامع (5443) ].
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل كريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
التعليقات