عناصر الخطبة
1/ حسمُ الإسلامِ والسلفِ للمستهزئين 2/ تطاول العلمانيين على ثوابت الدين 3/ أسباب نشوء ظاهرة الردة 4/ دور العلماء والدعاة والآباء في مَحوها 5/ وقفات مع ظاهرة الردةاهداف الخطبة
اقتباس
إنَّ ظاهرة الردة والنيل من الثوابت الشرعية والسخرية بأحكام الدين توجد في كل زمن وجيل؛ لكنها في عصرنا صارت موضة يتسابق إليها اللاهثون خلف سراب الشهرة القاتلة، ويتهافت إليها مراهقون ومراهقات ما قدروا الله حق قدره، وإنما هم ضحايا جهات مجهولة، ومنتديات مارقة، وسفارات مشبوهة، وشخصيات غامضة ..
الحمد لله الذي أتم علينا النعمة وأكمل لنا الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخِرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة المهتدين، وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وتمسكوا بحبل الله المتين، واعتصموا بالصراط المستقيم.
نقرأ في كتب السير أن قوما قالوا عن أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا اكذب ألسنة، ولا أكذب عند اللقاء. واعتذروا بقولهم: (إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) [التوبة:65]، فنزل فيهم قرآن يتلى إلى يوم الدين: (لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:66].
ونقرأ في كتب التأريخ قول ابن كثير رحمه الله في حوادثه سنة 726 هـ حيث ضربت عنق ناصر بن الشرف الهيشي على كفره واستهانته بآيات الله، وصحبته الزنادقة، وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام، وذلاً للزنادقة وأهل البدع. اهـ.
وقال ابن كثير: وقد شهدت قتله، وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية حاضراً يومئذ، وقد أتاه وقرّعه على ما كان يصدر منه قبل قتله، ثم ضربت عنقه، وأنا شاهد ذلك. اهـ.
ونقرأ في كتب التأريخ أن رجل يقال له ابن أخي عجب، وكان قد خرج يوما فأخذه المطر فقال: بدأ الخرَّازُ يرشُّ جلوده. تماما كما يُقال اليوم: صوت الله كصوت ذلك الفنان!.
وكان بعض الفقهاء، كأبي زيد صاحب الثمانية، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، قد توقفوا عن سفك دمه وأشاروا إلى أنه عبث من القول يكفى فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، تماما كما يقول بعض دعاتنا اليوم!.
فقال ابن حبيب: دمه في عنقي، أيشتم ربا عبدناه، ثم لا ننتصر له؟ إنا إذا لَعبيد سوء، وما نحن له بعابدين! وبكى.
ورفع المجلس إلى الأمير بها عبد الرحمن ابن الحكم الأموي، وكانت عجب عمة هذا المطلوب من أحب الزوجات لعبدالرحمن بن الحكم، وأعلم باختلاف الفقهاء، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي لتهمته بالمداهنة في هذه القصة، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم.
أقرأ هذا وأقف عجبا من هذا الموقف العظيم! فالرجل تلفَّظ بعبارة تقتضي استخفافا بالرب -جل جلاله-، وقد لا تكون صريحة في ذلك، والرجل لم يجاهر بهذه العبارة عبر إعلام مقروء او منطوق أو منثور، ومع ذلك فهذه العبارة في غاية النشاز والاشمئزاز في المجتمع الإسلامي آنذاك، فلم يقبلها فبالكلية؛ بل ونفر منها تماما حتى بلغت أهل العلم في قرطبة فاجتمعوا لها فحكموا على صاحبها.
وتتجلى روعة الموقف عندما يمضي عبدالرحمن بن الحكم حكم القتل على ابن أخي زوجته عجب وهي أحب زوجاته إليه، ولا يكتفي بذلك؛ بل ويعزل القاضي متهما له بالمداهنة، ويعاتب بقية الفقهاء!.
نقرأ هذا ونسمعه في زمن أصبح الاستهزاء بالله، والانتقاص من جلاله، والسخرية من رسوله، واللمز لشريعته ولدينه، أصبح أمرا مألوفا، وعبارة تعبر عن الحداثة، والرقي الفكري، والانفتاح، والتمدن!.
أقرأ هذا وأسمعه وأنا أرى فئة من صالحين جعلوا أنفسهم للخائنين خصيما، حينما كانت ردود أفعالهم: لعل له عذرا وأنت تلوم! ولربما كان الكلام مختلفا، أو الحساب مختَرَقا!.
إن هناك ظاهرة تتكرر كل حين في شكل موجات عاتية من الهجوم على ثوابت الأمة وعقائدها ومناهجها، وهي موجات وهجمات تتحد في غاياتها وإن كانت تختلف في أساليبها وفي أدواتها ورموزها.
في الآونة الأخيرة تطاول شرذمة من السفهاء على هذه الشريعة فوصفوا الأحكام الشرعية على المرتد بأنها استبداد وقسوة، ومناهضة للحرية الفكرية.
وتطاولوا على مقام الرب -جل جلال- باسم الثقافة والإبداع والأدب، فقام من يرد ذلك الإفك بضعف، وتأول متكلف، وانهزامية ظاهرة، فلا الإسلام نصروا، ولا السفهاء كسروا.
إنه؛ إذا كان الإيمان قولا واعتقادا وعملا فإن الردة أيضا قول وعمل واعتقاد، فقد تكون الردة قولا قلبيا كتكذيب الله -تعالى- في خبره، أو اعتقاد أن خالقا مع الله -عز وجل-، وقد تكون عملا قلبيا كبغض الله تعالى أو رسوله، أو الاستنكاف والاستكبار عن اتباعه.
وقد تكون الردة قولا باللسان، كسَبّ الله أو رسوله أو الاستهزاء بدينه، وقد تقع الردة بعمل ظاهر من أعمال الجوارح كالسجود لصنم، أو إهانة للمصحف.
إن الكيد العلماني النفاقي لم يعد قاصرا على الإفساد الأخلاقي ومحاولة إفساد الأسرة المسلمة بمعاول التغريب، والسعي لإسقاط رموز الدعوة وتشويه صورتهم، والنيل من القدوات والقادات، والسعي لفرض الأجندة الغربية على مجتمعات المسلمين.
لم يعد كيدهم قاصرا على تمييع أحكام الدين، والهجوم على مؤسساته، لم تكن الخطورة من هؤلاء كامنة فقط في تمييع شخصية الأمة والقضاء على تميزها القيمي وطابعها السلوكي، وإنما تعدى ذلك إلى ما هو أخطر.
لقد تعدى كيدهم إلى الكفر تحت مسمى الفكر، وباسم الحداثة أحدثوا في دين الله حدثا، ولعن الله من أوى محدثا! وباسم الإبداع والأدب والفنون سخروا من رب العالمين، واستهزؤوا بسيد المرسلين!.
إن ظاهرة الردة والنيل من الثوابت الشرعية والسخرية بأحكام الدين توجد في كل زمن وجيل؛ لكنها في عصرنا صارت موضة يتسابق إليها اللاهثون خلف سراب الشهرة القاتلة، ويتهافت إليها مراهقون ومراهقات ما قدروا الله حق قدره، وإنما هم ضحايا جهات مجهولة، ومنتديات مارقة، وسفارات مشبوهة، وشخصيات غامضة.
إنهم مراهقون نشؤوا في بلاد التوحيد، وتربوا على مناهجها ومبادئها؛ لكنهم نسوا الله فنسيهم!.
إن الردة التي سببها التطاول على الله عبر تغريدات سامجة، أو روايات هابطة او كتابات سخيفة، إنما تنشأ نتيجة الجهل بدين الله، وضعف التمسك بالمعتقد الصحيح عند الكثير من المسلمين، مما أوقعهم -بسبب جهلهم وضعف تمسكهم- في جملة من المكفرات.
ومن هنا يتأكد دور العلماء والدعاة في تبليغ دين الله، وترغيب الناس بالمعتقد الصحيح علما وعملا، والتحذير من الردة، وبيان أسبابها وأحكامها وعواقبها، والعناية بالتوحيد تقريرا والتزاما، وذكر أخبار المرتدين وأحوالهم، وما نالوه في الدنيا من العقوبات والمثلات، وما أعد لهم من العذاب المقيم في الدار الآخرة.
وأن يراعى في أثناء التحذير من الردة وأنواعها عوارض الأهلية عند الحكم على الأشخاص، كالجهل والتأويل والخطأ والإكراه ونحوه، فربما وقع البعض في غلو وإفراط بمجرد علمهم بجملة من أنواع الردة، فيحكمون بذلك على أشخاص بأعيانهم دون التفات إلى اجتماع الشروط وانتفاء الموانع.
هذه الردة والاستهانة بدين الله نشأت بسبب ظهور الإرجاء في ذلك الوقت، فإذا كان الإيمان عند طوائف من المرجئة هو التصديق فحسب، ففي المقابل سيكون الكفر أو الردة هو التكذيب فقط عند قوم آخرين، فلا يكون الشخص عندهم مرتداً عن دين الله إلا إذا كان مكذبا جاحدا، ولا يكون الشخص عند هؤلاء المرجئة مرتدا بمجرد الاستهزاء بالله ورسوله أو دينه، كما لا يكون الشخص عندهم مرتداً بمجرد سجوده للصنم أو إهانة المصحف!.
فالردة عندهم مجرد اعتقاد، فلا تقع الردة بقول أو عمل! ألا ذلك هو الضلال المبين!.
هذه الردة الحديثة تنشأ بسبب تنحية شرع الله -عز وجل- في كثير من بلاد المسلمين، فلا يخفى أن وجود الولاية الشرعية سبب في حفظ الدين، فحيث تقام الحدود -ومنها حد الردة- فلن يتطاول زنديق مارق على دين الله تعالى، لكن: "مَن أَمِن العقوبة أساء الأدب"، والله حسبنا، ونعم الوكيل!.
ورحم الله ابن العربي عندما وصف كفر غلاة الشيعة بأنه كفر بارد، لا تسخِّنُه إلا حرارة السيف.
الانحراف العقدي نتاج للقراءات الفكرية غير المنضبطة، والتي يخوضها بعض شبابنا دون قاعدة شرعية وأساس علمي. إن القراءة المنفتحة والتي لا يسبقها تأسيس عقدي وبناء إيماني وفكري إنما تنشئ جيلا انهزاميا متأثرا بثقافة الغرب، وتنشئ جيلا متعالما يتزبّب قبل أن يتحصرم، ويتطاول على الكبار، ويتقمص شخصية العظماء، ويلبس لبوس العلماء، ويردد في زهو وعجب واعتداد بالرأي: نحن رجال وهُم رجال، وهُم يرون، وأنا أرى!.
إن القراءة المنفتحة في الكتب الفكرية المشبوهة بحجة الإطلاع وسعة الأفق دون تحصيل شرعي وفكري أورث فئة من الصغار تبغي الصعود إلى قمة الشهرة بسلم التعالم المنقود، فوصفت نفسها بالتنوير، ووصفت غيرها بالظلامية والجمود والتحجير.
الانحراف العقدي ينشأ حينما نلقي بأبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا في مستنقع الكفر والإلحاد والإفساد عبر بوابة الابتعاث، ليواجهوا تيارا جارفا من التغريب والشهوات والشبهات، وهم لم يتسلحوا بعلمِ شرعي، ولم يتدرعوا بحصن من العبادة، فكيف يا قومنا! تلقونهم في اليم مكتوفين، ثم تقولون: إياكم إياكم أن تبتلوا بالماء!.
والانحراف في العقيدة يحصل مع الهزيمة النفسية، والافتتان بالشهوات، والإعجاب بها، والإعجاب بما لدى الكافرين من إتقان لأعمال الحياة الدنيا، ومهارتهم فيها، مع عجز المسلمين عن ذلك، فظنوا مَن قدر على تلك الأعمال أنه على الحق، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق! وهذا جهل فاحش، وضلال مبين، فأولئك: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:7]، وأكثرهم قال الله عنهم: لا يعلمون، ولا يعقلون.
وأخيرا: إن تقصير بعض علمائنا ودعاتنا تجاه هذا الانحراف الخطير كان سببا مساعدا في ظهوره واستفحاله، فلو أن علماءنا ودعاتنا قاموا بواجب التبليغ لدين الله -تعالى- وإظهار عقيدة التوحيد والتحذير من الردة وأنواعها ووسائلها، لما كان لمظاهر الكفر أن تنتشر كما هي عليها الآن.
إن الناظر إلى إخواننا من الدعاة والعلماء يرى تواكلاً وكسلا، وتحميلا للتبعات والمسؤوليات على الآخرين، وتلاوماً فيما بينهم.
ألا فليجتهد الجميع في الحرص على ما ينفع، وأن نسعى في تبليغ ديننا والتحذير مما يضاده ويناقضه، ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه كان للمستغفرين غفارا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله، أمام ما نشهده من انحرافات فكرية وسقطات عقدية وموجة عاتية من التشكيك بالثوابت والمسلمات، وأمام ما نراه من مظاهر الارتداد عن الدين، فإنني أقف وقفات سريعة:
أولا: قد يقول قائل: لماذا هذا التهويل؟ وإنما هم فئة نادرة، وإن هذه الفئة من الكتاب والأدباء والشعراء والروائيين والمفكرين لا تخاطب إلا فئة محدودة من الناس، وتأثيرهم بالتالي سيكون محدودا.
أقول: إن هذه الشريحة التي يخاطبها هؤلاء أكبر مما نتصور، فقصائد الشعر قد ترددها الملايين في شكل أغنية بعد تلحينها، ورواية الأدب قد تشاهدها الجماهير في مسرحية بعد تمثيلها، وقصة الكاتب قد تتعايش معها الجموع الغفيرة أمام الشاشات في شكل أفلام بعد إخراجها، بغض النظر عن حكم هذه.
ثم إن كثيرا من هؤلاء المفسدين يتربعون على قمم الأهرامات الإعلامية، ويتتبع الناس كلمتهم وأعمدتهم في الدوريات التي تقذف المطابع بالملايين منها.
وثانيا: لا نظن أن الظواهر الشاذة جدا في المجتمعات الإسلامية، مثل ظاهرة الغلو في التكفير التي تفتك بالشباب، لا نظنها إلا نتيجة مباشرة لاستمرار ذلك التيار الفاسد، فالذين يغالون في التكفير قد أصابهم هؤلاء بصدمة أفقدتهم الصواب حتى لم يصدقوا أن مجتمعا ينشر فيه مثل هذا الكفر يمكن أن يكون مجتمعا مسلما!.
وكذلك؛ فإن ظواهر الغلو في الكفر من الشباب ليست إلا تعبيرا عن التمرد العملي المطلق في مواساة ومحاذاة التمرد الفكري المطلق.
وثالثا: إذا كان هذا التيار الإلحادي لا يزال مستمرا فإن مسؤولية المواجهة لابد أن تستمر وتتضاعف، ولكن على عاتق من؟ إنها -بطبيعة الحال- موزعة ومتنوعة؛ ولكنها تتركز بشكل خاص على من استرعاهم الله أمور المسلمين، فعليهم تقع بالأساس أمام الله تعالى، ثم أمام الناس.
وأخيرا: همسة حارة وصادقة في أذن الذين نذروا أنفسهم لتعقب سقطات الدعاة وطلاب العلم، أقول لهم: أما يستحق أعداء عقيدتنا وعقيدتكم هؤلاء أن تفرغوا لكم جزءا من أوقاتكم الثمينة لكشفهم والتحذير منهم؟ أم ما زلتم مصرين أن خطر بعض الدعاة على الإسلام أشد من هؤلاء؟.
وختاما: أيها الآباء والأولياء، كونوا أذناً واعية، وأعيناً متابعة، وقلوبا مدركة، وانظروا إلى أبنائكم وبناتكم: مَن يصادقون؟ وماذا يقرؤون؟ وأي المنتديات يتابعون؟ أجيبوا عن أسئلتهم، وناقشوا أفكارهم، ولا تجعلوهم حائرين أمام سيل الشكوك والشبهات.
علموهم نواقض الإسلام، ولقنوهم محاسن الدين، وساعدوهم في اختيار ما يقرؤون وما يتابعون، علموهم دين الله، وأنه دين الاستسلام لله، والخضوع لأمر الله، والانقياد لشريعة الله، وأنَّ مَن ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
بصِّروهم بكيد المنافقين، حذروهم مجالس المارقين والمتميعين، واغرزوا فيهم الشعور بالاعتزاز بالدين، والفخر بالانتساب لشريعة رب العالمين.
أسأل الله -جل جلاله- أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يكفينا وذريتنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
التعليقات