عناصر الخطبة
1/ أهم معالم رحلة الحج 2/ مبادئ سامية في خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع 3/ فضائل عشر ذي الحجة 4/ أبرز الأعمال المستحبة في العشر.اهداف الخطبة
اقتباس
كلما جاءَ شهرُ ذي الحجَّة، وهلَّت مواقيتُ الحجِّ، تألَّقَت صفحةٌ من تاريخ الإسلام، ووقفةٌ من وقفَات الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ومن أهم معالم رحلةِ الحج، إلى جانبِ أداءِ المناسكِ العِباديَّة: تلك المعاني الجامِعة، والمبادئ البلِيغَة، التي خاطَبَ بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المُسلمين في حجة الوداع. مبادِئُ سُكِبَت مع عباراتِها دموعُ الوداع، ومن أجلِ ذلك سُمِّيَت: "خطبة الوداع". وفيها حذَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الشِّرك، ذلك الداءُ الوَبيلُ الذي يَفتِكُ بالإنسانية، ويُحطِّمُ أصالَتَها،...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ للهِ الذي يسَّرَ الحجَّ إلى بيتِه الحرام، أحمدُه - سبحانه - على كلِّ خيرٍ وفضلٍ مِدرَار، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له إلهُ الأولين والآخرين ربُّ الأَنام، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه خيرُ من صلَّى وصامَ وحجَّ وقام، صلَّى الله عليه وعلى آلهِ وصحبِه، صلاةً دائمةً إلى يومِ الدين.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
كلما جاءَ شهرُ ذي الحجَّة، وهلَّت مواقيتُ الحجِّ، تألَّقَت صفحةٌ من تاريخ الإسلام، ووقفةٌ من وقفَات الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ومن أهم معالم رحلةِ الحج، إلى جانبِ أداءِ المناسكِ العِباديَّة: تلك المعاني الجامِعة، والمبادئ البلِيغَة، التي خاطَبَ بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المُسلمين في حجة الوداع. مبادِئُ سُكِبَت مع عباراتِها دموعُ الوداع، ومن أجلِ ذلك سُمِّيَت: "خطبة الوداع".
وفيها حذَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الشِّرك، ذلك الداءُ الوَبيلُ الذي يَفتِكُ بالإنسانية، ويُحطِّمُ أصالَتَها، قال الله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26].
ومن الشِّرك: ادّعاءُ عِلمِ الغيب، وتلَقِّي الوحيِ من السَّماء، والابتِداعُ، وتقديسُ الأفراد، واتِّخاذُ البشرِ وسائطَ عند الله، بهم تُقضَى الحاجات، وتُغفَرُ الزلاَّت.
وفي خُطبةِ الوداع، يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ دماءَكُمْ وأموالَكُم حرَامٌ عليكُمْ، كحُرْمَةِ يومِكُمْ هذَا، في شهرِكُم هذَا، في بلَدِكُم هذَا».
هذه مبادِئُ خالِدةٌ لحقوقِ الإنسان، فلِصِيانة الدماء قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ) [البقرة: 179]، ولِصِيانةِ الأموال قال تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) [المائدة: 38]، ولِصِيانة الأعراض قال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) [النور: 2]، هذا لغير المُحصَن، أما المُحصَن فعقوبَتُه الرَّجمُ حتى الموت.
يَبنِي الإسلامُ الأمنَ في نفسِ المسلم، ويَبنِي العلاقاتِ الكريمةَ بين الناس في روابطَ إيمانية، أُخُوَّةٌ في الله لها حقوقٌ وعليها مسؤوليَّات، أرحامٌ تُوصَل، برٌّ لوالدَين، حسنُ جِوَار، صُحبةٌ وسَكَنٌ وزواجٌ.
ومن مبادِئ حقوقِ الإنسانِ في الإسلام: أنه لا يجوزُ أن يُؤذَى إنسانٌ حضرةَ أخيه، ولا أن يُهانَ في غَيبَته، سواءٌ أكانَ الإيذاءُ للجسمِ أو للنفسِ، بالقولِ أو بالفعلِ، حرَّمَ الإسلامُ ضربَ الآخرين بغيرِ حقٍّ، ونهَى عن التنابُزِ والهمزِ واللمز، والسخرية والشَتم.
روى البخاريُّ أن رجُلاً حُدَّ مِرارًا في شُربِ الخمر، فأُتِيَ به يومًا، فأمرَ به فجُلِدَ، فقال رجلٌ من القوم: اللهم العَنْه، ما أكثرَ ما يُؤتَى به! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَلْعَنُوه، فواللهِ ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه».
كفَلَ الإسلامُ الاحترامَ للمسلمِ بعد مماته، ومن هنا أمَرَ بغَسلِه وتكفِينه، والصلاةِ عليه ودَفنِه، ونهَى عن كسرِ عظمِه، أو الاعتِداءِ على جُثَّتِه وإتلافِها.
روى البخاريُّ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تسُبُّوا الأمواتَ؛ فإنَّهم قد أفضَوْا إلى ما قدَّموا».
وقال - صلى الله عليه وسلم - في خُطبةِ الوداع: «ألا كلُّ شيء من أمرِ الجاهلية تحت قدمَيَّ موضوع».
لقد كانَت الدماءُ في الجاهليةِ رخيصةً، وكانت النفسُ الإنسانيةُ هيِّنةً، فجاء الإسلامُ ليضَعَ للحياةِ أُسُسًا تُحتَرمُ بها النفسُ الإنسانية، وتجعَلُ قتلَها دونَ مُبرِّرٍ جريمةً في حقِّ البشريَّة، قال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
لقد كانت العصبِيَّاتُ قبلَ البِعثة عميقةَ الجذور، قويَّةَ البُنيَان، فاستطاعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَجتَثَّ التمييزَ العُنصرِيَّ بكلِّ صُوَرِه وأشكالِه، من أرضٍ كانت تُحيِي ذِكرَه، وتهتِفُ بحمده، وتتفاخَرُ على أساسِه، فقال: «يا أيُّها النَّاسُ! ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ، ولا أحمرَ على أسود، ولا أسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوَى».
وحين كانت تتسلَّلُ إلى الصفِّ المسلمِ في إحدَى الغزوات بِذرةٌ غريبةٌ في مُجتمعٍ طاهِرٍ، قال الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يرعَى المسيرَة: «ما بالُ دعوَى الجاهلية؟!».
لم يرضَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - أن تظهرَ بينهم بوادِرُ التمييزِ العنصرِيِّ ولو كان في الألفاظِ، فهذا أبو ذَرٍّ يُعَيِّرُ رجُلاً بأمِّه، ويُنادِيه: يا ابنَ السوداء! فيغضَبُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: «أعيَّرتَه بأمِّه؟! إنكَ امرؤٌ فيكَ جاهلية». وهذا لا يسلِبُ أبا ذرٍّ فضلَه بإسلامه وجهاده.
ومن انبَرَى لإحياء العصبيَّات والهُتافِ بها، والتفاخُرِ على أساسِها، فيقول لهم الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -: «دعُوها فإنَّها مُنتِنة».
وفي خُطبةِ الوداع، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وأولُ رِبًا أضعُ: رِبانا رِبَا عباسِ بنِ عبدِ المطلبِ، فإنه موضوعٌ كلُّه».
حرّمَ الإسلامُ الرِّبَا لضَرَرِه، وكثرةِ مَفاسِدِه، فهو يُفسِدُ ضميرَ الفرد، ويُفسِدُ حياةَ الإنسانية بما يُشيعُ من الطمعِ، والشَّرَهِ، والأنانيةِ، يُمِيتُ روحَ الجماعةِ، ويُسبِّبُ العداوةَ ويزرَعُ الأحقادَ، قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275].
وفي خُطبة الوداع، يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «فاتَّقوا اللَّهَ في النِّساءِ، فإنَّكم أخذتُمُوهنَّ بأمانِ اللَّهِ».
لقد حَفِظَ الدينُ للمرأةِ حقوقَها، وكرَّمَها أمًّا وزوجةً وبِنتًا، جعَلَ جَسَدَها حُرمةً لا يجوز النظرُ من أجنبِيٍّ إليه، بعد أن كان للجميعِ حقًّا مُشاعًا، أعطاها حقَّ الإرثِ، وحقَّ العلمِ، سوَّى بينها وبين الرجلِ في الأجرِ والثوابِ، وفي التكاليفِ العِباديَّة.
وفي خُطبةِ الوداع، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ترَكتُ فيكم ما لن تضِلُّوا بعدَه إن اعتَصمتُم به: كتابَ الله».
كتابُ الله يهدِي للتي هي أقوَم، في شُؤونِ المُعاملات، والقضاء والحُكم، والمالِ والاقتصاد، والمعرفةِ والتربيةِ والتعليم، والأخلاق، والأمن والسلام، والرَّخاء الاقتصاديِّ، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف: 96]، وقال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10- 12].
وحين تخلَّى المسلمون عن هَدي القرآن، صارُوا شِيَعًا وأحزابًا، يضرِبُ بعضُهم رقابَ بعض، وهذا ما حذَّر منه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - في حجَّةِ الوداع، فقد قال في بعض خُطبِها: «لا تَرْجِعوا بعدِي كفارًا يضرِبُ بعضُكُم رقابَ بعضٍ».
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلَّ ذنبٍ، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الدَّاعِي إلى رِضوانِه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه.
أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله.
لله تعالى في بعضِ الأيامِ المباركةِ نفَحَاتٌ ينالُها المُوفَّقُون من عبادِ الله، ومن تلكَ الأيام: أيامُ عشرِ من ذي الحجَّة التي قال فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما العملُ في أيامٍ أفضلَ منها في هذه»، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرَجَ يُخاطِرُ بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ بشيءٍ».
هذه أيامُ العشرِ من ذي الحجَّة، مَيدانُ سِباقٍ في البرِّ والطاعة، والاجتِهادِ في الذِّكرِ والدعاءِ وتعظيمِ الله.
ومما هو مشرُوعٌ في هذه الأيام: الإكثارُ من صلاةِ النافلة، والتهليلِ والتكبيرِ والتحميدِ, وقراءةِ القرآن، والصدقةِ على الفقراءِ والمُحتاجِين، وإغاثةِ الملهُوفين، وبرِّ الوالدَين، وقيامِ الليل، إلى غيرِ ذلك.
ومن الأعمال: صومُ غير الحاجِّ ما تيسَّرَ له من أيامِ العشر، خاصَّةً يوم عرفة، لما في "صحيح مسلم" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أَحتسِبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه، والسنةَ التي بعده».
ومما يُشرَع: تكبيرُ الله وتعظيمُه، فالتكبيرُ المُطلَق يكونُ في جميعِ الأوقات، من ليلٍ أو نهارٍ إلى صلاةِ العيد، أما التكبيرُ المُقيَّد فهو الذي يكونُ بعد الصلوات المَكتوبة التي تُصلَّى في جماعةٍ، ويبدأُ لغيرِ الحاجِّ من فجر يوم عرفة، وللحاجِّ من ظُهر يوم النَّحر، ويستمِرُّ إلى صلاةِ عصرِ آخر أيام التشريق.
كما تُشرَعُ الأُضحِية، ومن أراد أن يُضحِّيَ ودخَلَ شهرُ ذو الحجَّة، فلا يأخُذ شيئًا من شَعره أو أظفَاره حتى يذبَحَ أُضحيته، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجَّةِ، وأراد أحدُكم أن يُضحِّي، فليُمسِك عن شَعرِهِ وأظفارِهِ».
ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريتِه، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ ونعوذُ بك من النار.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنَّا نسألك الهدىَ والتُّقىَ والعفافَ والغنىَ.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شَاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهين مُنِيبِين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، واسلُل سَخيمةَ قلوبِنا.
اللهم إنا نسألُك رضوانَك والجنةَ، ونعوذُ بك من سخطك ومن النار.
اللهم احفظ حُجَّاج بيتك الحرام، وجنِّبهم الشُّرُورَ والآثام، اللهم رُدَّهم إلى ديارهم سالمين غانِمِين مقبُولِين، اللهم اجعَله حجًّا مبرُورًا، وسَعيًا مشكُورًا، وذنبًا مغفُورًا، وعملاً صالِحًا مُتقبَّلاً مبرُورًا يا رب العالمين.
اللهم ابسُط علينا من برَكاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم ابسُط علينا من برَكاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءةِ نقمتِك، وجميعِ سخَطِك.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيراتِ، وتركَ المنكرات، وحُبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحَمَنا، وإذا أردتَّ بعبادك فتنةً فاقبِضنا إليك غير مَفتونين يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، واغفر لنا ولوالِدِينا يا رب العالمين.
اللهم اختِم لنا بخير، واجعَل عواقِبَ أمورنا إلى خيرٍ يا رب العالمين، اللهم أحسِن عاقِبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا ولا إلى أحدٍ من خلقِك طَرفةَ عينٍ برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّق إمامَنا وولِيَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكُروا الله يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.
التعليقات