خطبة عيد الأضحى 1443هـ

الشيخ عبدالكريم الخنيفر

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/سلام عليكم 2/شأن التوحيد وعظمه 3/العيد فرصة للتسامح والعفو 4/شأن الجار وحقه 5/مكانة المرأة ووظيفتها في مجتمعها

اقتباس

احرِصْ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ عَلَى الِاجْتِهَادِ بالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ كحرصِكَ فِي رَمَضَانَ، بَلْ أَشَدُ. وتَذَكَّرْ أَنَّ صَلَاةَ الفَجْرِ مَثَلاً فِي أَوَّلِ ذِيْ الحِجَّةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الفَجْرِ في آخِرِ ذِيْ القَعْدَةِ...

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

 

الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنِا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له.

 

وأشهدُ ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم تسليما كثيرًا.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

سلام عليكم -أيها المسلمون-، تحيةٌ قالها اللهُ لنبيه إبراهيمَ -عليه الصلاة والسلام- حين فداه بذبحٍ عظيم: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الصافات:107-109].

 

فسلامٌ عليكم في هذا اليومِ المعظَّمِ يومِ الحجِ الأكبر، سلامٌ عليكم من اللهِ بإذنِ اللهِ وأنتم تقدِّمون بعد قليل أضاحيكم، وتتقربونَ بشعيرةٍ عظيمةٍ من شعائرِ اللِه فيها مقاصدُ كُبرى، أعظمُها تحقيقُ التوحيد لله بالقربانِ العظيمِ ذبحِ الأضحيةِ للهِ جل في علاه، (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2].

 

فتوحيدُ اللهِ حقُّ اللهِ علينا في هذهِ الحياة، بأن تكونَ كلُّ أعمالِنا لله، ننويها لله ونعلِّقها بالله ونقصدُ بها رضا الله: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام:162-163].

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيها المسلمون والمسلمات: لا يكونُ توحيدُ الله إلا بتعليقِ الأمرِ كلِّه بالله، فهو جل وعلا وحدَه النافعُ والضارُّ والمقدِّمُ والمؤخِّرُ والمسهِّلُ والمعسِّر، (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)[النساء:78]؛ فتعليقُ أيِّ شأنٍ من شؤونِ الحياةِ بغيرِ الله شركٌ، كما قال الرسولُ -صلى الله عليه وسلم-: "أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضلِ الله ورحمتِه، فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوءِ كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب".

 

فمن ظنَّ أن شيئا في هذا الكونِ كالأبراجِ وغيرِها تتحكمُ في أقدارِ الناسِ وأمزجتِهم فهو على خطرٍ عظيم، وقد ظَلَمَ ربَّه جل في عظمته وتقدس.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

عبادَ الله: إنَّ في العام مواعيدَ تكون فرصةً سانحةً ومناسِبةً مواتية، لتحسيِن العلاقاتِ وترميمِها، وردمِ الخلافاتِ التي تمسَّك فيها كلُّ طرفٍ بجانبه.

 

وإنَّ العيدَ لهو أفضلُ وقتٍ للصُلحِ وإيقافِ نزيفِ الخلاف، الآن.. أوانُ المغفرةِ عن الإساءةِ التي سبَّبت الفُرقة،

 

الآنَ.. وقتُ التعالي عن دَرَنِ الأخطاءِ القديمةِ إلى فضاءِ المسامحةِ والمحبة..

 

الآنَ.. تحضرُ النفسُ الكريمةُ ويغيبُ شحُّ النفس.

 

الآن.. فرصةُ نوالِ الخيريةِ التي منحها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المبادرَ بالسلام: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".

 

وما تدري لعل هذه الخيريةَ بمبادرتِك ومبادرتكِ بالصفحِ والاعتذار ترفعُ ترجتك في الجنة (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)[الشورى:40].

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

اللهم ألِّف بين قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا واجمعنا على المحبة والإخاء يا مؤلِّف القلوب.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، عباد الله،

 

العيدُ موعدٌ وضعه اللهُ -جل في علاه-، وتعظيمُ العيدِ من تعظيمِ الله، والسُّنةُ في العيدِ إظهارُ الفرحةِ والسرورِ وزرعُها في الناس، ولاسيما الأقاربِ صغارا وكبارا، وهذه الفرحةُ يجبُ ألا يشوبَها المنكراتُ التي نهى اللهُ ورسولُه عنها.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

وفي عيدِ الأضحى المباركِ فرصةٌ عظيمةٌ لتعزيزِ العلاقةِ بالجيران، تلكَ العلاقةُ التي ضعُفت أو تلاشت في كثير من أحيائنا، لكنَّ ديننا العظيمَ عظَّمَ من حقِّ الجارِ وحثَّ على وصلِه وبرِّه، فلنتهادى مع جيراننا لحومَ الأضاحي ولنعززْ من علاقتِنا بهم، فمكانةُ الجار عظيمةٌ في المجتمعِ المسلم، بيَّنها الله تبارك وتعالى في كتابه وحثَّ عليها نبيُنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيتها المرأة المسلمة: تاه العالمُ اليومَ في تحديدِ مكانةِ المرأةِ ووظيفتِها في مجتمعِها، فتحكَّمت في تلك الأممِ غرائزُهم الشهوانيةُ وأفكارُهم المنحرفة، فانحطَّت مكانتُها وضاعتْ وظيفتُها.

 

لكنَّ شرعنَا الحكيمَ قد ضَبَطَ تلكمُ المكانةَ ونظَّمَ وظيفةَ المرأةِ بميزانِ العدلِ الربَّاني.

 

فاقرأي في كتاب ربِّك وتأملي في سنةِ نبيِّك تجدي المكانةَ الحقيقيةَ والوظيفةَ الأساسيةَ التي وُضعتْ لكِ.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أختي المسلمة: إن تمسُّكَكِ بالسَّتْرِ والعفاف، في عالم يؤزُّ بإعلامه ومشاهيره أزًّا نحو التكشُّفِ والتعرِّي

 

إنَّ التزامَكِ هذا لكِ به أجورٌ مضاعفة بإذن الله؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم". فأبشري بالخير والتزمي شرعَ ربِّكِ تُهدي إلى عالي جنانه.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله...

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيها المسلمون: ضحُّوا تقبل الله أضحيتَكم، وكلوا منها وأهدوا أقرباءكم وجيرانكم، وأطعموا فقراءكم.

 

أعاد الله علينا وعليكم وعلى المسلمين هذا العيد بأحسن حال، ونحن إليه أقرب.

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المرفقات
iMXgWwVf5ZyOqC5sgvUV9xWygUehsg3lDwXKmNTV.pdf
00yzvRQCMZMs7OWFOCFcmbnWKH0LHsPtwPiivH5p.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life