عناصر الخطبة
1/تأملات في عظمة الله تعالى 2/من معاني التكبير وأهدافه 3/تأملات في قصة الذبح والفداء 4/تعظيم الله تعالى وشرعه والرضا بحكمه.اقتباس
اللَّهُ أَكْبَرُ يتصاغرُ أمامَها الكبراءُ والعظماءُ، اللَّهُ أَكْبَرُ له الكبرياء.. لصلاتِنا نداءُنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وختامُ صيامِنا لرمضانَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وفاتَحةُ العشرِ اللَّهُ أَكْبَرُ، وعند ذبحِ ذبائحِنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وفي سفرِنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وعندَ رمي الجمراتِ، وفي أدبارِ الصلواتِ وفي الأيامِ المعلوماتِ اللَّهُ أَكْبَرُ.
الخطبة الأولى:
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كبيرا، والحمدُ للهِ كثيرا، وسبحانَ اللهِ بُكرة وأصيلاً.
اللَّهُ أَكْبَرُ مَا اشْتَاقَ قَلْبٌ لِبَيْتِ اللَّهِ وَفَكَّرَ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مَا تَاقَ مسلمٌ لمِنى وعرفاتٍ فَعَجَزَ عَنِ الْمَسِيرِ وَتَعَسَّرَ. اللَّهُ أَكْبَرُ مَا سَالَ دَمْعٌ عَلَى خُدُودِ الْمُخْبِتِينَ وَتَحَدَّرَ، اللَّهُ أَكْبَرُ ما ضحَّى مُضَحٍ وسمّى وكبَّر، اللَّهُ أَكْبَرُ وإن كادُوا لنا الأعداءُ فاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وإن مكَرَ الخُبثَاءُ فمكر اللَّهِ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ مِلْءُ سَمْعِي وَفَمِي *** اللَّهُ أَكْبَرُ رَجْعُهَا يُذْكِي دَمِي
اللَّهُ أَكْبَرُ وَإِلَيْهِ أَنْتَمِي *** لَا عِزَّ يَوْمًا لِلْعَدُوِّ الْمُجْرِمِ
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِّرِي يَا أُمَّتِي *** عُنْوَانُ صَوْتِي فِي الدُّنَا وَعَقِيدَتِي
اللَّهُ أَكْبَرُ فِي الرَّخَا وَالشِّدَّةِ *** اللَّهُ أَكْبَرُ مَجْدُ طَهَ سُنَّتِي
أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له مِن كلِّ شيءٍ هو أكبر، وأشهد أن مُحمداً عبدُه ورسولُهُ جبينُهُ أزهَر ووجهُهُ أنوَر وطلعتُه أغَر، اللهم صلِّ وسلِّم عليه لا وربي منه رجلٌ أطَهر.
يا أهلَ العيدِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إله إلا الله واللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ولله الحمد.
لصلاتِنا نداءُنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وختامُ صيامِنا لرمضانَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وفاتَحةُ العشرِ اللَّهُ أَكْبَرُ، وعند ذبحِ ذبائحِنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وفي سفرِنا اللَّهُ أَكْبَرُ، وعندَ رمي الجمراتِ، وفي أدبارِ الصلواتِ وفي الأيامِ المعلوماتِ اللَّهُ أَكْبَرُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ يتصاغرُ أمامَها الكبراءُ والعظماءُ، اللَّهُ أَكْبَرُ له الكبرياء (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الجاثية:36-37].
اللَّهُ أَكْبَرُ شرعُنا تريدِدُها، اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّتُنا عالٍ بها ضجِيجُنا، لماذا يا أهلَ العيد؟!
إنها تعلنُ للناس أنَّ اللَّهُ أَكْبَرُ فلا تضطرِبُوا، اللَّهُ أَكْبَرُ فلا ترتجفِوا، اللَّهُ أَكْبَرُ فلا تنحرِفُوا، اللَّهُ أَكْبَرُ فلا تتراجعُوا، اللَّهُ أَكْبَرُ فلا شيء يغلِبكُم، اللَّهُ أَكْبَرُ فلن يضيِّعكُم.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)[الإسراء:111]؛ فكبِّروهُ يا أهلَ العيد، كبِّروهُ فوقَ شهواتِكم، كبِّروهُ فوقَ أهوائِكم، كبِّروهُ فاللَّهُ أَكْبَرُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ أقامَها نبيُّ اللهِ الخليلُ إبراهيمُ -عليه الصلاةِ والسلامِ- في قصةٍ عظيمةٍ خلَّد اللهُ في القرانِ ذِكرَها (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)[الصافات:102-107].
فاضتْ بالعَبْرةِ عيناهُ *** أضناهُ الحُلُم وأشقاهُ
ويَهَمُّ الشيخُ لغايتهِ *** ويشُدُّ الابنَ بيمناهُ
بلغا في السعي نِهايتَه *** والشيخُ يُكابُد بلواهُ
لكنَّ الرؤيا لنبيٍ *** صدقٌ وقرارٌ يلقاهُ
والمشهدُ يبلغُ ذِرْوتَه *** وأشدَّ الأمرَ وأقساهُ
إذ تمرُقُ كلماتٌ عَجْلى *** ويقصُّ الوالدُ رؤياهُ
وأُمرتُ بذبحِك يا ولدي *** فانظُر في الأمرِ وعقباهُ
ويجيبُ الابنُ بلا فزعٍ *** افعَل ما تُؤْمر أبتاهُ
لَنْ أعصيَ لإلهي أمرًا *** من يَعْصِي يومًا مولاهُ؟
واستلَّ الوالدُ سكينًا *** واستسلم ابنٌ لِرَدَاهُ
ألقاهُ برفق لجبينٍ *** كي لا تَتَلَاقى عيناهُ
أرأيتم قلبًا أُبَويًا *** يتقبَّلُ أمرًا يأباهُ؟
أرأيتم ابنًا يَتَلَّقى *** أمرًا بالذبحِ ويرضاهُ؟
وتهزُّ الكونَ ضرَاعاتٌ *** ودعاءٌ يقبلهُ اللهُ
تتضرَّعُ للملأِ الأعلى *** أرضٌ وسماءٌ ومياهُ
ويقولُ الحقُّ ورحمتُه *** سبقت بفضلِ عطاياهُ
صدَّقْت الرُؤيا لا تحزن *** يا إبراهيمُ فديناهُ
الولدُ حبةُ القلبِ ولكنَّ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ جاءَ الأمرُ بذبحِ الابنِ وربِّي إنهُ البلاءُ الأمَرُّ، ولكنَّ اللَّهُ أَكْبَرُ قامَ بها أبو الحنفاءِ إبراهيم (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)[الصافات:109-111].
وللهِ ما أعظمَ ابنَهُ الذبيحَ إسماعيلُ جعلَ أمامَ عينيهِ اللَّهُ أَكْبَرُ، فللهِ انقيادُه، واللَّهُ أَكْبَرُ اعتقادُه، ما وربي هرَبَ ولا تجزَّعَ ولا تمرَّدَ كيفَ واللَّهُ أَكْبَرُ زادُه.
وللهِ أمُّ إسماعيلَ هاجَر، ما وربّي قلبٌ كقلبِ الأُم، ولدُها الوحيدُ يُقادُ للذبحِ غيرَ بعيد، فما وربي تعرَّضت ولا اعترضت، ولا وقفت ولا امتنعت؛ لأنَّ الذي أمرَ هو اللهُ واللَّهُ أَكْبَرُ.
صلواتُ اللهِ وسلامُهُ وبركاتُه عليكُم آلَ إبراهيم، صلواتُ اللهِ وسلامُهُ وبركاته عليكُم أهلَ البيتِ إنه حميدٌ مجيد.
اللَّهُ أَكْبَرُ هنا الإيمانُ يتبيَّن عند المحكَّاتِ والأزماتِ؛ فمِن النَّاسِ من هو عِندَ النِعمِ في ثباتٍ، وما إن تتبدَّى الفتنُ والابتلاءاتُ إلَّا وتظهرُ الانقلاباتُ والانحرافات: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)[الحج:11].
اللَّهُ أَكْبَرُ: للهِ إبراهيمُ وإسماعيلُ ثباتٌ عندَ الذبحِ وهو مسُّ الضراءِ وثباتٌ عندَ النِّعمِ بالشُكرِ عند بناءِ الكعبةِ الغراء.
اللَّهُ أَكْبَرُ تجلَّت في قصةِ إبراهيم أنَّ الصبرَ يعقبُهُ الظَّفرُ، وأنَّ معَ العُسرِ اليُسر، فلله صبرُهم أعقبَهم كبشاً فداءً وسُنةً ماضيةً بها إلى أن تقومَ الساعة.
اللَّهُ أَكْبَرُ على غايةِ البرِّ ومنتهاه، يقول الابن لأبيه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)[الصافات:102]، ولذا جاءت سُنّةُ الأضاحي في يومِكُم عظيمةٌ عند ربِّكم (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)[الحج:34].
اللَّهُ أَكْبَرُ: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)[الحج:37].
اللَّهُ أَكْبَرُ: كُلُوا من ضحاياكُم واهدُوا وتصدَّقوا: (فكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الحج:36].
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي القرآن ...
الخطبة الثانية:
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ
اللَّهُ أَكْبَرُ قولُوها بلا وجلٍ *** وزينُوا القلبَ من مغزَى معانِيها
اللَّهُ أَكْبَرُ ما أحلَى النداءَ بِها *** كأنَّه الريُّ في الأرواحِ يُحيها
أشهدُ أن لا إلهَ حقَّ غيرُه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُالله ورسولُه.
أَمَّا بَعْدُ: اللَّهُ أَكْبَرُ فلننحر مع ضحايانا أهواءَنا؛ فنجعلَها مُعظِمةً للهِ، فاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ من دُنيا نتشاحنُ فيها ونتقاطع، صِلُوا ما انقطَع، فاللَّهُ أَكْبَرُ على عيدٍ فيه الشملُ اجتمَع.
يا أُخَيّة: إنَّ مكرَ الأعداءِ عليكِ أكثَر، ولكنَّ وربِّي ما خابَ من كانَ مع اللهِ واللَّهُ أَكْبَرُ، لا تغرنَّكِ الدُّنيا ودعاةَ الاختلاط المحرَّم والسفُورِ وكشفَ العوراتِ والظهُورِ فمن تذكَّر اللَّهُ أَكْبَرُ خافَ من يعلمُ خائنةَ الأعينِ وما تُخفي الصُدُور.
اللهم صلِّ على محمدٍ...
التعليقات