اقتباس
حكم المشاركة في أعياد الميلاد العائلية
السؤال
عندي سؤال وهو عن الأعياد الميلاد.. فهل إذا كانت أختي أرادت فعل حفلة بسيطة عن بنتها بسبب ميلادها على مستوى الأسرة فقط دون دعوة لحضور الأقارب والجيران والأهل.. هل أشارك معهم وإذا لم أشارك معهم يكون في قلبهم شيء من الكره أو أنه يقولون انك متشدد وأن هذه فرحة بسيطة.. أفيدونا بارك الله فيكم؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الاحتفال بعيد الميلاد في إجابة السؤال رقم: 1319، والسؤال رقم: 2130.
ونزيد هنا أمرين:
الأول: إيضاح لإشكال فهمناه من السؤال، وهو توهم الأخ أن هذه الحفلة والتي سماها بسيطة قد لا يجري عليها حكم أعياد الميلاد فنقول:
عرف العلماء العيد فقالوا: هو اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد عائد إما بعود السنة، أو بعود الشهر، أو بعود الأسبوع.
وعليه، فالعيد هو ما احتوى ثلاثة أمور:
الأول: يوم عائد أي متكرر. إما سنوياً أو شهرياً أو أسبوعياً.
والثاني: اجتماع فيه.
والثالث: أعمال تتبع ذلك من عبادات أو عادات.
وعليه، فهذه الحفلة التي تقام من أجل الميلاد هي عيد تجري عليها أحكام عيد الميلاد، هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم.
الثاني: حكم المشاركة في مثل هذه الأعياد.
فنقول: الأصل أنه يجب على المسلم اجتناب أماكن المعصية إذا كان لا يقدر على تغيير المنكر.
فإن كان قادراً على التغيير ولو بلسانه، فله الحضور لقول الله سبحانه وتعالى: (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الأنعام:68-69).
أي: ولكن عليهم الذكرى، كما قاله بعض المفسرين، فينبغي للسائل أن يبين لأقاربه بالحسنى حكم الاحتفال بهذه الأعياد، وأن يطلعهم على هذه الفتوى.
وأن يكون حريصاً على هدايتهم، وإيصال الخير إليهم، فإن هم أصروا على ما هم عليه فارق منكرهم ذلك، ولا يبرر له الحضور دفع اتهامهم له بالتشدد، وما شاكل ذلك مما قد يقال.
والله أعلم.
التعليقات