عناصر الخطبة
1/ كثرة المال نعمة يسأل عنها العبد يوم القيامة 2/ من الواجبات المهمة في سياسة المال 3/ خطورة المبالغة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية 4/ مفاسد الإسراف والتبذير في الحفلات الاجتماعية 5/ النعم لا تدوم إلا بالشكر 6/ البطر أسرع طريق لزوال النعم 7/ التكريم بالأسلوب المشروع لا حرج فيه.اهداف الخطبة
اقتباس
إن من المظاهر التي تستدعي منا الوقوف عندها والسعي لتجنب مفاسدها وأخطارها: ما نشاهده ونسمع عنه هذه الأيام من المبالغة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية حتى أصبح لكل مناسبة حفلة، فهناك حفلات لتوديع العروس عزوبية، وحفلات أخرى لتوديع الموظفين والموظفات وتوديع المتقاعدين، وتوديع الطلاب وحفلات الزواج وما يندرج تحتها فهذه حفلة للخطوبة، وأخرى للشبكة وثالثة حفلة للعرس.. ومن هذه الحفلات التي صار لها رواج هذه الأيام ويصاحبها مفاسد عديدة: ما يسمى بحفلات التخرج أو حفلات النجاح، والتي لم تعد قاصرة على مرحلة معينة تبدأ من غير مبالغة تبدأ مع الإنسان من مرحلة الروضة إلى المرحلة الجامعية، أقول هذا والله من غير مبالغة بل هو الواقع!
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]،
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعملوا رحمكم الله لآخرتكم وخذوا من حياتكم لموتكم ومن صحتكم لمرضكم، ومن فراغكم لشغلكم ومن فقركم لغناكم، استثمروا جميع ما أنعم الله به عليكم من النعم المادية والمعنوية استثمروها بما يقربكم من مولاكم ويرفع درجاتكم عند مليككم، فإن هذا هو والله ما يبقى لكم بعد مغادرة هذه الدنيا. أعانني الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أيها الإخوة المسلمون: إن من النعم الوفيرة التي حبانا الله إياها: وفرة المال في أيدي كثير من الناس على تفاوت في ذلك بينهم، وهي والله نعمة ومسئولية يحاسب عليها العبد يوم القيامة من جملة ما يحاسب عنه ويسأل عنه يوم يوقف بين يديه -عز وجل-: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع"، وذكر منها "وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه".
ألا وإن من القيام بالمسئولية تجاه نعمة المال من الآباء والأزواج والأولياء اتباع ما أرشد إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) [النساء:5].
فقد نهى الله -عز وجل- في هذه الآية الأولياء أن يؤتوا أموالهم من لا يحسن التصرف فيها إما لعدم عقله كالمجنون والمعتوه ونحوهما، وإما لعدم رشده كالصغير وغير الرشيد حتى ولو كان كبيرا؛ وذلك لأن في إعطاء هؤلاء الأموال إفسادا للمال وإتلافا له، والله -عز وجل- المنعم بالمال جعل الأموال قياما لعباده في دينهم ودنياهم.
وهؤلاء السفهاء لا يحسنون القيام عليها وحفظها، فأمر الله -عز وجل- الأولياء ألا تسلم الأموال لمن لا يحسن التصرف فيها ممن هم تحت رعاية الإنسان وولايته، وإنما يرزقهم مما أنعم الله به عليه وعليهم من المال ويكسوهم منه، ويبذل منه ما يتعلق بضروراتهم وحجاتهم الدينية والدنيوية.
ثم تأملوا قول الله -عز وجل- في الآية السابقة (وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا)، وذلك فيما إذا طلب السفهاء دفع أموالهم إليهم، فعلى الأولياء أن يقولوا لهم قولا معروفا بأن يَعِدُوهم أنهم سيدفعونها إليهم بعد رشدهم، ويتلطفوا معهم في الأقوال جبرا لخواطرهم.
وإذا كان هذا التوجيه القرآني متعلقا بأموال السفهاء أنفسهم فهو أيضا متعلق بمال الإنسان نفسه من باب أولى.
إن من الواجبات المهمة في سياسة المال: السعي إلى ترشيد استعماله بالسعي إلى التوجيهات القرآنية من غير إسراف ولا تبذير يقول الله تعالى (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) [الإسراء:29]، ويقول تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) [الإسراء:27].
وفي الوقت الذي ينهى فيه الآباء والأولياء عن التوسع في إعطاء الأموال من هم تحت ولاتهم من الزوجات والأولاد؛ فإن من الرشد في استعمال المال إعطاء من هم تحت ولاية المرء من زوجة وأولاد وبنات إعطائهم ما يكفي حاجاتهم ويبعدهم عن النظر إلى ما في أيدي الآخرين، وإشباع رغباتهم المشروعة بما لا يدفع إلى الطرف والإسراف والتبذير وحتى لا يشعر بالنقص بالنظر إلى الآخرين وتلك معادلة وإن بدت في أول الأمر مهمة صعبة لكنها عند الآباء والأولياء الراشدين مهم ميسرة بإذن الله -عز وجل- يتوخى الأب والولي فيها ما يرضي ربه وقبل كل شيء استعمال المال، ثم ما يحقق مصلحة أهله وولد سعيا لتحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد والشرور المتوقعة.
أيها الإخوة في الله: إن من المظاهر التي تستدعي منا الوقوف عندها والسعي لتجنب مفاسدها وأخطارها: ما نشاهده ونسمع عنه هذه الأيام من المبالغة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية حتى أصبح لكل مناسبة حفلة، فهناك حفلات لتوديع العروس عزوبية، وحفلات أخرى لتوديع الموظفين والموظفات وتوديع المتقاعدين، وتوديع الطلاب وحفلات الزواج وما يندرج تحتها فهذه حفلة للخطوبة، وأخرى للشبكة وثالثة حفلة للعرس وحفلة الزوارة كما يقولون، وما يتبعها من حفلات الولادة ومرور عام أو أكثر على الزواج ونحو ذلك من الحفلات التي أحدثها الناس وبالغوا فيها.
ومن هذه الحفلات التي صار لها رواج هذه الأيام ويصاحبها مفاسد عديدة ما يسمى بحفلات التخرج أو حفلات النجاح، والتي لم تعد قاصرة على مرحلة معينة تبدأ من غير مبالغة تبدأ مع الإنسان من مرحلة الروضة إلى المرحلة الجامعية، أقول هذا والله من غير مبالغة بل هو الواقع!
بل أحيانا في المرحلة الأولى هناك حفلة للتخرج من الصف الأول الابتدائي وحفلة العام الذي يليه للتخرج من الصف الثاني، وهكذا في كل مرحلة سواء من جانب الأبناء أو البنات، ولو اقتصر الأمر على حفلة تخرج لهان الخطب، ولكن لننظر ما يصاحب هذه الحفلات من المخالفات والتي يأتي في مقدمتها الإسراف والتبذير في اللباس من جهة وبخاصة عند الطالبات حيث يجعل لحفل التخرج لباس معين وقد يكلف الأسرة ما لا تستطيعه وبخاصة ما يكون للأب أكثر من طالبة في تلك المدرسة ومصير ذلك اللباس للرمي والإتلاف.
وقد يتجاوز الأمر ذلك إلى استئجار قاعات أو استراحات لإقامة حفلات التخرج فيها وما يصاحب ذلك من ترتيبات وإجراءات تكلف مبالغ مالية باهظة، فهذا مبلغ لاستئجار القاعة في الفندق أو الاستراحة، وأخرى للمصمم ومصممات الحفل وثالثة للاستئجار مغنين أو مغنيات، ورابعة للهدايا والجوائز العامة والخاصة وخامسة للزهور والورود والحلويات، وسادسة للأطعمة والأكلات والبوفيات المفتوحة، وغير ذلك من صور الإسراف المقيت والتبذير الصارخ ووالله إن العاقل ليحزن بعد انتهاء تلك الحفلات من صور تلك النعم المرمية والمهانة، المرمية في النفايات والتي يطأها الناس بأقدامهم والأطعمة التي لم يُأكل عشر عشرها.
وقد يحصل هذا في المدارس أحيانا هذا إن سلمت تلك الحفلات المقامة والاستراحات والقاعات بعيدا عن أعين المدرسين والمدرسات، إن سلمت من مظاهر العري الصارخ في لباس الطالبات تخرج الواحدة من بيت أبويها في كامل الستر، ثم إذا وصلت لقاعة الحفل تجردت من مظاهر الستر والحياء وظهرت بشكل آخر منافٍ لذلك كله.
ولهذا يعمد أولئك إلى منع اصطحاب الأمهات مع الطالبات وأحيانا تصاحب تلك الحفلات مجون ورقص وخلاعة على نغمات الموسيقى، وكلمات الأغاني الساقطة وحركات يخجل الإنسان عن ذكرها.
لقد أحسنت وزارة التعليم في تعاميم صريحة بمنع إقامة حفلات التخرج في مدارس البنين والبنات، ولكن للأسف الشديد يحصل شيء من التساهل والتجاوز من بعض المديرين والمديرات والمدرسين والمدرسات في تطبيق هذه التعاميم، وقد يتحايلون عليها، وهذا نوع من تضييع الأمانة والخيانة في المسئولية وإدخال الحرج والمشقة على كثير من الأسر.
وبإمكان المدرسة أن تكرم الناجحين والمتفوقين من طلابها وطالباتها بغير هذا الأسلوب من حفلات التخرج تجنبا لتلك الإشكاليات والمفاسد.
وأما الأهالي فالواجب عليهم عظيم في الحد من هذه التجاوزات الخطيرة، وعدم السماح لأبنائهم وبناتهم بإقامة تلك الحفلات وما يصاحبها من مفاسد ومخالفات شرعية بعيدا عن أعين الوالدين .
لنتذكر أيها الإخوة في الله مجتمعات عديدة حُرمت نعمة المال، يتمنى الواحد في تلك المجتمعات يتمنى والله كسرة خبز يابسة يطعم فيها أولاده وأسرته، يتمنى قطعة قماش بالية تقيه أولاده شدة البرد أو أشعة الشمس وأنتم تتقلبون في هذه النعم الوفيرة والخيرات المتتابعة، أهكذا يكون شكر النعم في أمور لا تبني مجدا ولا تحقق عزا ولا ترفع رأسا.
إن النعم لا تدوم إلا بالشكر، واستعمالها فيما يرضي الله -عز وجل-، وأما الإسراف والتبذير والبطر فهو أسرع طريق لزوال هذه النعم وفرارها، ونعوذ بالله أيها الإخوة في الله نعوذ بالله أن نكون ممن بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار.
نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا ووحدتنا وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة وأن يوزعنا شكر نعمه وآلائه.
أعوذ بالله من الشيطان: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل:112].
بارك الله لي ولكن في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المنعم المتفضل وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، نحمده سبحانه على نعمه الغزار وخيره المدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تعظيما لشأنه، وأن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله : اتقوا الله -عز وجل- حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واحذروا المعاصي كلها صغيرها وكبيرها؛ فإن أقدامكم ضعيفة على النار لا تقوى، رزقني الله وإياكم ومنَّ عليَّ وعليكم بهداه، وهيأ لنا من الأسباب ما ننال به رضاه؛ إن ربي سميع مجيب.
أيها الإخوة في الله: لا يفهم مما تقدم المنع من تكريم الآباء والأسر لأبنائها وبناتها بل التكريم للناجحين والمتفوقين من الأبناء والبنات في مختلف مراحل التعليم أسلوب تربوي لتحفيز الهمم وتشجيع المتفوقين، وإيجاد جو من التنافس المشروع بين أبناء الأسرة، فلا مانع أن يكون هناك حفل عائلي يدخل السرور والبهجة على الأولاد من البنين والبنات يكرم فيها المتفوقون، ويشاد فيه بالمتميزين.
ولا ينبغي أن ينحصر التكريم في مجال التفوق الدراسي، بل يمكن أن تكون هناك جوائز للمحافظين على الصلوات من الصغار تشجيعًا لهم، والمحافظات على اللباس الساتر في المناسبات والأفراح من الصاغرات، وتكريم حفاظ القرآن والسنة وتكريم للأبناء المتميزين في برهم بوالديهم وصلة أرحامهم والمحافظين على المشاركات الاجتماعية الأسرية، وتكريم الأبناء والبنات المتميزين في خدمة والديهم وأسرهم.
وهكذا من ألوان التكريم وصوره وقد تكون الهدية شهادة من الأسرة تقدر فيها جهود المتميزين في المجالات المختلفة، وقد تكون هدية مادية معقولة تتناسب والأسرة من غير مبالغة في الإسراف، وقد تكون رحلة مميزة يعد بها الأب لأبنائه وبناته في الإجازات الصيفية ونحو ذلك من صور التكريم.
ولا شك أن لهذا التكريم بالأسلوب المشروع فائدته التربوية في التشجيع على الأخلاق الكريمة والقيم والفضائل وعلى الإبداع، وهو من أعظم المجالات التي يجب أن تستثمر فيها الأسر لما يترتب على ذلك من فوائد عديدة دنيوية وأخروية.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا جميعا لمرضاته، وأن يجنبنا أسباب غضبه وسخطه إن ربي سميع مجيب.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صل وسلم وبارك...
التعليقات