ويكيبيديا الموسوعة الحرة
أولًا: حريق المسجد النبوي 654 هـ
حريق المسجد النبوي (654 هـ/ 1256 م) أحد أخطر الحرائق في التاريخ الإسلامي، اندلع في المسجد النبوي ليلة الجمعة الموافقة 1 رمضان 654 هـ / 28 سبتمبر 1256م، وأدى إلى انهيار سقف المسجد بالكامل، ودُمرت إثره محتويات تعود إلى عهد النبي محمد، وخلفائه الراشدين، وآثار للدولتين الأموية والعباسية، وكانت هذه الحادثة في عهد الخليفة العباسي المستعصم بالله، وفي الفترة التي سبقت سقوط الدولة العباسية على يد التتار، ويعود سببه إلى فتيل نار نسيه أحد خُدّام المسجد في المخزن، تسبب باشتعال المكان، إذ بدأ من المخزن ومحتوياته ممتدًا إلى بقية المسجد، وتزامن هذا الحريق مع فاجعة أخرى لأهل المدينة المنورة، حيث حدثت هزة أرضية أعقبها انفجار للحمم البركانية في حرة رهط الواقعة جنوب المدينة، وظلّت تتدفق لمدة 3 أشهر، وذكر المؤرخون أن هذه الحمم تنبأ بها الرسول محمد، وذُكرت في أحاديثه مسماة بـ (نار الحجاز).
حادثة الحريق:
حادثة الحريق
هو أول حريق في تاريخ المسجد النبوي، وهو الذي دمر شكل المسجد الأول الذي أسسه النبي محمد وخلفاؤه، وقعت هذه الحادثة في الأول من رمضان ليلة الجمعة عام 654هـ، بعد أن فرغ المصلون من صلاة التراويح، ويرجع سبب الحريق إلى أحد خادمي المسجد، واسمه أبوبكر بن أوحد، إذ ذهب إلى مخزن يقع غرب المسجد، وكان في يده نار تضيء له الطريق، راغبًا في استخراج قناديل ينير بها جنبات المسجد كما جرت العادة، وأثناء استخراجه لها نسي النار في المخزن وخرج، وما هي إلا لحظات حتى اشتعل المخزن وأكلت النار كل شيء حولها، ويُقال بأن أبوبكر بن أوحد حاول إطفاءها دون جدوى، ويُذكر أنه مات هناك، حيث وصلت النار إلى سقف المسجد وأسقطته، ثم اتجهت نحو جنوب المسجد، فنودي إلى أمير المدينة فحضر وهبّ الناس محاولين إطفاء النار، لكنهم عجزوا عن محاصرتها، حتى أتت على المسجد كله ولم تبق فيه خشبة واحدة، وذاب الرصاص من الأساطين فسقطت، وبقيت أعمدة المسجد قائمة تتمايل مع هبوب الريح، ولم ينج من هذا الحريق سوى قبة توضع فيها الذخائر كانت تتوسط المسجد، وغرفة النبي محمد وقبره وبقية القبور فيها، وقد وثّق هذا الحريق القطب قطب الدين القسطلاني في كتابه (عروة التوثيق في النار والحريق).
الخسائر
دمر الحريق الشكل الأول للمسجد النبوي الذي أسسه النبي محمد وخلفاؤه، إذ احترق المنبر النبوي، وجزء من سقف الغرفة النبوية، وكسوتها التي تضم إحدى عشرة ستارة، كما دمر تصاميم وزخارف ومحتويات تعود إلى الدولتين العباسية والأموية، منها الأبواب والخزائن وجميع الكتب التي حوتها مكتبة المسجد.
إعادة بناء المسجد النبوي
حين حدث الحريق -الذي يُعد الأول- عام 654هـ، تزامن ذلك مع هجوم التتار على مناطق نفوذ الدولة العباسية، والتي كانت تحت حكم المستعصم بالله، ورغم أنه بادر وأرسل الأموال لإعادة إعمار المسجد وإصلاحه إلا أن الإصلاحات لم تتم؛ حيث توفي الخليفة عام 656هـ، وسقطت بغداد على يد التتار، فتولى هذه المهمة المماليك في مصر، ورُمم المسجد عام 661هـ، بمساهمة من ملك اليمن المظفر الذي أرسل منبرا جديدا للمسجد عوضًا عن المنبر المحترق، وساهم الظاهر بيبرس بمقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المطوق للحجرات النبوية عام 665هـ، ثم بُنيت قبة فوق حجرة النبي من قبل السلطان المملوكي المنصور قلاوون عام 678هـ، ثم أمر السلطان محمد بن قلاوون ببناء مئذنة رابعة للمسجد عام 706هـ.
مراجع
"تقرير / المسجد النبوي يشهد 10 توسعات في تاريخه.. أكبرها في العهد السعودي وكالة الأنباء السعودية". www.spa.gov.sa. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
Sputnik. "أحداث منسية...يوم حرق مسجد الرسول". arabic.sputniknews.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2017-05-27. Retrieved 2019-06-17.
"قصة العامل الذي تسبب بحسن نيته في إحراق المسجد النبوي - بوابة المواطن". المواطن. مؤرشف من الأصل في 2019-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
عفيفي، وسيم (22 أبريل 2017). "تفاصيل أول حريق اندلع بالمسجد النبوي في التاريخ". تراثيات. مؤرشف من الأصل في 2018-09-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
FP40360. مؤرشف من الأصل في 2016-11-14.
"حادثة حريق المسجد النبوي قديماً - الدكتور فهد الوهبي". www.alwahbi.net. مؤرشف من الأصل في 2018-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
"ظهور نار الحجاز من علامات الساعة". www.quran-m.com. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
السمهودي/نور الدين أبو (1 يناير 2006). وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 1-2 ج1. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. ISBN:9782745138187. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
المنورة)، خالد الجابري (المدينة (29 يونيو 2015). "3 توسعات للمسجد النبوي و25 مليارا تعويضات مشروع الملك عبدالله". Okaz. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
ثانيًا: حريق المسجد النبوي 886 هـ
حريق المسجد النبوي (886 هـ / 1481م)، الحريق الثاني الذي أصاب المسجد النبوي، وكان بعد الحريق الأول بـ 200 عام، وقد حدث في 13 رمضان 886 هـ / 14 نوفمبر 1481 م، بسبب صاعقة رعدية أصابت هلال المنارة الجنوبية الشرقية من المسجد في يوم ماطر، شقّت المنارة وتوفي إثرها رئيس المؤذنين الذي صعد تلك الليلة ليُهلل كعادة المسلمين في ذلك الوقت، وكان للصاعقة لهب أصاب السقف ما بين المنارة والقبة وسُرعان ما أتت النار على السقف بأكمله، ومات في ذلك الحريق 17 شخصًا، منهم الشيخ شمس الدين محمد بن المسكين.
حادثة الحريق
وُصِف هذا الحريق بأوصاف كثيرة من قبل المؤرخين، منها أنه «كان كلجي بحر من نار ولها شعب في الجو»، وسببه أن سماء المدينة كانت مليئة بالغيوم والصواعق الرعدية، وانتشر المؤذنون على المنابر ليُهللوا كعادتهم في الأيام الماطرة، وحين صعد رئيس المؤذنين إلى المنارة الرئيسية ضربت إحدى الصواعق هلال المنارة، وكان لها لهب فشُقّت المنارة وسقط إثرها رئيس المؤذنين ميتًا، وانتشر اللهب فيما بين المنارة والقبة حتى وصل إلى السقف، ففتح خُدّام المسجد أبوابه قبل وقته المعتاد ونادوا بالحريق، فتجمّع الناس وحضر أمير المدينة، وحاولوا محاصرة النار التي اتجهت نحو شمال وغرب المسجد، فقاموا بهدّ جزء من السقف ليحول ذلك دون انتشارها، لكنها كانت أسرع من أن تقف عند ذلك الحد، وكان في سطح المسجد أشخاص حاصرتهم النار ففروا باتجاه الشمال، منهم من نجا ومنهم من سقط في الحريق فهلك، وقد كتب عن هذا الحريق الإمام السمهودي، وهو أحد الذين نجوا منه بأعجوبة.
الخسائر
مات في ذلك الحريق 17 شخصًا، منهم شمس الدين محمد بن المسكين، وعدد من خادمي المسجد ونائب خازن دار الحرم، وسقط نحو 120 أسطوانًا من أساطين المسجد، ودُمر السقف بشكل شبه كلي.
إعادة بناء المسجد النبوي
حدث الحريق في عهد الدولة المملوكية عام 886هـ، وكانت تحت حكم السلطان الأشرف قايتباي، أُرسل إليه بما حدث للمسجد النبوي آنذاك، فأرسل الأموال والبنائين والعدة اللازمة لإعادة إعمار المسجد، والذي استمر ترميمه حتى عام 888هـ، وأضيفت لمساحته السابقة نحو 120م2 لتصبح مساحته الإجمالية 9,010 م2، وبارتفاع للجدران يصل إلى 11م، ووصل عدد أروقته إلى 18 رواقًا، وأُغلق عدد من الأبواب التي كانت ضمن توسعة الدولة العباسية، ليقتصر المسجد على 4 أبواب فقط، واستحدثت نوافذ وشرفات في الجزء العلوي للمسجد، وأُضيفت له مئذنة خامسة.
مراجع
Sputnik. "أحداث منسية...يوم حرق مسجد الرسول". arabic.sputniknews.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2017-05-27. Retrieved 2019-06-17.
السمهودي/نور الدين أبو (1 يناير 2006). وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 1-2 ج1. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. ISBN:9782745138187. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
"حرائق المسجد النبوي الشريف". www.taibanet.net. مؤرشف من الأصل في 2018-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
"حادثة حريق المسجد النبوي قديماً - الدكتور فهد الوهبي". www.alwahbi.net. مؤرشف من الأصل في 2018-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
"«زي النهاردة»| حريق المسجد النبوي.. سقطت الصاعقة فانشق رأس المئذنة". www.tahrirnews.com. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
"المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة". www.amana-md.gov.sa. مؤرشف من الأصل في 2019-05-18. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
السمهودي/نور الدين أبو (1 يناير 2006). وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 1-2 ج1. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. ISBN:9782745138187. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
"عام / المسجد النبوي مكانة عظيمة .. وتوسعات جبّارة في العهد السعودي وكالة الأنباء السعودية". www.spa.gov.sa. مؤرشف من الأصل في 2019-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
"توسعات المسجد النبوي عبر التاريخ". archive.islamonline.net. مؤرشف من الأصل في 2019-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-17.
التعليقات