اقتباس
وهكذا المسلم لا يدعي لنفسه الكمال، ولا يستغني بنفسه عن علم الآخرين وتجاربهم وخبراتهم ومهاراتهم؛ فهو يتيح للآخرين أن يقدموا ما عندهم من علم ومهارة ونصح وخبرة؛ ليكمل نفسه بهم ويلقح ما يملكه بما عندهم فيكمل وينضج...
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى صاحبته والتابعين؛ ثم أما بعد:
أيها الفضلاء: في رحلة سريعة نستعرض وإياكم في هذه الأسطر عن كائن الشجر والمسلم؛ من حيث جوانب الشبه بين كل منهما بشيء من الإجمال والتفصيل، والتشبيه الذي سنجريه بينهما ليس بدعاً من القول أو ضربا من العبث؛ بل هو محاكاة لما ورد في نصوص القرآن والسنة بهذا الخصوص؛ إذ القرآن الكريم هو أصل الفصاحة وعين البلاغة ورائد البيان المنزل من الحكيم المنان وقد سبقنا إلى ذلك والسنة مثله؛ وقدر وردت نصوص في الوحيين بينت عدداً من أوجه الشبه بين المسلم وبين الشجر؛ فمن أدلة ذلك:
1- يقول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)[إبراهيم: 24].
2- وفي السنة ما ورد من حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ..."(متفق عليه).
3- وجاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ..."(صحيح البخاري).
4- روى ابن حبان عن أبي رزين لقيط بن عامر -رضي الله عنه- مرفوعا: «مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً»(الألباني، السلسلة الصحيحة).
5- وعند البخاري، عن بن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؛ قال: بينا نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أُتِيَ بجُمَّار؛ فقال: «إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم».
6- ومن حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك"(الألباني صحيح الجامع).
7- وعن مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ؛ فَقَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ"(البخاري).
فتعالوا بنا -أيها القراء الكرام- نفتش وإياكم سوياً عن أوجه الشبه بين الشجرة وبين المسلم، سائلين الله -تعالى- أن يرزقنا وإياكم قوة الفهم وجمال البصيرة وحسن التأمل وفقه الاستنباط؛ فمن أوج الشبه ما يلي:
1. الشجر قوي عوده ثابت أصله: وهو الذي يقوم عليه ويرتكز، وبه يصير قويا أمام المتغيرات والعوامل البيئية، وهكذا المؤمن يقوم على أصل قوي وهو الإيمان وعليه يرتكز، فهو قوي بإيمانه ثابت بعقيدته، لا تؤثر فيه العوامل الزمانية والمكانية، ولا تغيره المادية ولا والسلطة ولا الفتن ولا المطامع الجاذبية.
2. ليس من صفات الشجر الاحتكار ولا يتسم بالأنانية: حيث تنبت أشجار أخرى عليه ومعه دون أن يحاربها أو يستنكرها... وهكذا المسلم لا يحتكر على غيره خيرا دنيويا أو أخرويا؛ بل يحب الخير للآخرين كما يحب ذلك لنفسه.
3. الشجر دائم التجديد: فهو يتخلى من أوراقه البالية وما يذهب رونقه ليستبدله بآخر... وهكذا المسلم لا يحب الركود ولا الجمود فهو يتجدد ويتطور، دائم التفقد لنفسه، ينظر لجوانب الخير ونقاط القوة فيها فينميها، ويشخص جوانب الشر ونقاط الضعف فيتخلى عنها.
4. الشجر دائم النفع: فلا ينقطع نفعه حتى يزول وينتهي، ولو كان يابسا أو ساقطا فهو يؤدي دوراً ويعطي نفعا... وهكذا المسلم ليس في حياته انقطاع ولا يعرف عطاؤه إجازة وليس التوقف من منهجه؛ فهو دائم السير مستمر العطاء في دنياً أو ديناً، وهو كذلك في حله وترحاله في صحته وسقمه في غناه وفقره، أو كان سجينا أو مبعدا؛ فنفعه لا ينقطع وعطاؤه لا يقف لنفسه ولغيره؛ فهو كالغيث أينما وقع نفع.
5. الشجرة الراسخة الكبيرة لا تؤثر فيها الضربات الخفيفة ولا المؤثرات الطفيفة: إلا إن هناك مؤثرات تؤثر في نموها وبقائها وتمحق خيرها وعطاءها مثل بعض الكوارث التي تمحي وجودها ... وهكذا المسلم إذا اشتد إيمانه وقويت عقيدته لا تجره الاستفزازات ولا تغلبه المؤثرات السلبية ولا العقبات والتحديات؛ بل يتغلب عليها ويقاومها ويجعل منها سلما لتحقيق الهدف وبلوغ الغاية، ولا يرده عن ذلك إلا الموت أو القيامة.
6. الشجر فوائده متعددة ومتنوعة لا تقتصر على أخشابه أو ثماره ولا على ظله؛ فكل شيء فيه ومنه يمنح الإنسان فائدة ويمد الأرض نفعا ... وهكذا المسلم كله خير، أخذه وعطاؤه وقوله وعمله وحركته وسكونه وحتى رائحته، وحتى صداقته وشراكته، وجواره ومصاهرته خير وعاقبته إلى خير.
7. الشجر لا يستغني بنفسه عن غيره: بل يستفيد من الآخرين ويسمح للآخرين بإكسابه ما لا يقدر عليه بنفسه؛ مثل التلقيح والسقاية والرعاية ... وهكذا المسلم لا يدعي لنفسه الكمال، ولا يستغني بنفسه عن علم الآخرين وتجاربهم وخبراتهم ومهاراتهم؛ فهو يتيح للآخرين أن يقدموا ما عندهم من علم ومهارة ونصح وخبرة؛ ليكمل نفسه بهم ويلقح ما يملكه بما عندهم فيكمل وينضج.
8. الشجر ولو رأيت ظاهره خشن ومظهره جاف؛ لكنه غضا طريا في داخله؛ فليس العبرة بالظواهر ... وهكذا المسلم لا يضيرك دماثة خلقته أو يبعدك عنه رقة أصله وعرقه أو ينفرك منه فقره ومسكنته، بل العبرة بصفاء قلبه وحسن نيته وجمال خلقه وسلوكه وصلاح عمله وسداد قوله.
9. الشجر لا يغرك صغر حجمه أو قصر قامته: فلو فتشت فيه لوجدت ما يبهرك ويسر ناظريك؛ فهو يحوي مضامين كثيرة وفوائد عديدة، فلو قلِّبت النظر وأمعنت التأمل في وجوده لربما رأيت حكما لم يدركها العباد بعد ... وهكذا المسلم لا يغرك صغر سنه ولا رقة عظمه أو نحالة جسده؛ بل العبرة بهمته وعزيمته وأهدافه ومقاصده، فربما لا تجدها في غني ولا تلمسها من سلطان.
10. الشجر لا ينتهي بسهولة ولا يجتث بيسر: بل يقاوم كثيراً ما لم يُزل بنية الاستئصال؛ فهو ينبت ويعيد نفسه من جديد، وهكذا العبد مهما حورب أو أبعد أو سجن فإن عطاءه يستمر ونفعه يدوم ما دامت الروح فيه؛ ذلك أنه يستمد نشاطه من ربه وإيمانه من إلهه.
11. الشجر منافعه قائمة وفوائده متنوعة في حياة الناس ومصالحهم: لا تقتصر على شيء دون آخر ... وهكذا المسلم متعدد النفع كثير العطاء للآخرين.
12. الشجر يستفيد ممن هو فوقه وممن هو دونه وممن هو مثله ... وهكذا المسلم الحكمة ضالته أنى وجدها، يأخذ الخير من كل الناس ممن أقل منه وممن هو أعلى منه ومن أقرانه، ولا يمنعه علو كعبه أو قدم سبقه أن يستفيد من غيره، ولا يستنكف أن يقبل الحق من غيره ولو ممن يخالفه.
13. الشجر بعض منه لا يقبل اللين ولا الانحراف؛ بينما بعضه الآخر يقبل الميول والمرونة ... وهكذا المسلم في عقيدته وثوابته لا يلين ولا يتنازل؛ بخلاف مسائل الفروع والسنن والمباحات فإنه يجد فيها مندوحة من ربه وسعة في دينه؛ فهو يشدد حيث يشدد الشرع وييسر حيث يسَّر.
14. الشجر لا يمتد أكثر من حجمه؛ فظله لا يزيد امتداده عن مثليه ... وهكذا المسلم لا يتشبع أكثر مما يعطى ولا يتكلف أكثر مما أمر؛ فلا يتجاوز الأمر أو يبالغ فيه، ولا يقترف النهي أو يمارسه إلا أن يشاء الله.
15. الشموخ في الشجر نادر ولحكمة، والأصل فيه الانحناء وهو دليل التواضع ... وهكذا المسلم لا يفخر إلا في مواضع أبيح له فيها مثل ظرف الحرب، ولكنه في عادته سهل هين قريب متواضع.
16. الشجر تذلل ليستفيد الآخرون من خيره؛ فلا ينأى بنفسه عن حاجة من يحتاجه ... وهكذا المسلم يعرض نفسه لخدمة الآخرين؛ فهنا يعطي وهنا يأخذ وهنا يعلم وهنا يساعد وهنا يرشد وهنا يصلح، ولا يتأفف عن خدمة الآخرين أو ينغلق عن نفعهم.
17. الشجر مهما زاد في طوله؛ إلا أنه لا ينسى فروعه وغصونه؛ فهي تمد فروعها وأوراقها وأغصانها بكل وسائل الحياة ... وهكذا المسلم دائم الصلة بالآخرين وخصوصا من لهم فضل عليه، ولا ينسى لكل ذي صاحب حق حقه، فكل من له به صلة أو قرابة، أو يربطه به رابط فلا يمنعه عنه حقه الذي كفله له شرع أو عرف، سواء كان قريبا أو رحما أو جارا أو غير ذلك.
18. الشجر فروعه تابعة لأصوله؛ فهو يتأثر به وليس العكس ... وهكذا المسلم إذا مس الأصل فلا خير في الفرع؛ فهو دائما ما يقدس الأصل والأساس، فإذا تأثرت أصوله وعقائده فلا قيمة لفروعه..
19. الشجر يشابه البشر؛ من حيث البداية والنهاية وما بينهما؛ فلكل منها سبب وجود ونشأة ومنفعة ونهاية؛ فإذا كان بداية الشجر بذرة، فإن أساس البشر نطفة، وإذا كان الشجر له عمر افتراضي ينتهي فيه؛ فكذلك البشر مهما طال عمره فلا بد من نهاية، وهكذا لكل منهما منافع وفوائد..
20. الشجر مخلوق لله يعبد الله ويسبح له؛ تسبيحا يدركه خالقها -سبحانه- ... وهكذا العبد المسلم يعبد الله ويحقق مراده من خلقه ومقصوده من وجوده ويسبح بحمده.
21. الشجر رقيق داخله وهو اللب قوي وسريع التأثر؛ وربما أفقده ذلك القطع أو الجرح حياته، بخلاف ظاهر الشجرة فهو يقاوم المتأثرات، وهكذا البشر تتحمل أبدانهم وجوارحهم الكثير؛ لكن قلوبهم لا تتحمل الإساءة والجرح والخدش، فما يصلها يؤذيها ونادر أن تتعافى من ذلك.
22. الشجرة يعجبك كل شيء فيها نبتها وفروعها ومنظرها وزهرها ورائحتها وظلها ... وهكذا المسلم يعجبك كل شيء فيه قوله وفعله سلوكه وعشرته عبادته ومظهره؛ فالإيمان الذي داخله والقرآن الذي يحمله يعكس على مظهره وظاهره وأخلاقه وسلوكه؛ فيعجب الناس به وينبهرون من طيب أفعاله وسلامة أقواله وحسن سلوكه ونقاء طبعه وطهارة بدنه وزكاوة رائحته.
23. الشجر في حاجة ماسة بداية حياتها إلى رعاية واهتمام أكثر منه في وسط حياتها وما بعد ذلك لما يقوى عودها ويصلب جذعها حيث تكون مقاومتها شديدة وتأثرها قليل مما يعرض لها، وهكذا العبد في طفولته ومراهقته وشبابه، وكذا في بداية طريقه إلى الله يكون أكثر احتياجا وأشد رعاية، يحتاج لتوجيه مستمر وإحاطة وقرب؛ كونه سريع التأثر وقريب الانهزام؛ بعكس لما يترسخ الإيمان في قلبه ويقوى عوده في الإسلام؛ فغالبا ما يصد الفتن ويرد الشبهات ويرفض المغريات ويتجاوز العقبات.
24. ظاهر الشجر يتأثر سلبا وإيجابا وموتا وحياة تبعا لباطنه ... وهكذا المسلم فالمهم صلاح باطنه؛ ومتى صلح باطنه كان ظاهره تبعا له، وحتى الموت فإذا فارقته الروح تعطل جسده وظاهره..
25. فروع الشجر يتأثر سلبا وإيجابا وموتا وحياتا تبعا لأصله؛ فلا حياة لفروعه ولا نفع ما لم تكن جذوره وأصوله ثابتة حية ... وكذا المسلم لا تنفع جوارحه إذا خرجت روحه، ولا تقبل سننه إذا اختلت عقائده، ولا ينفعه عمله ما لم تكن أصوله وثوابته راسخة ثابتة لا تتغير، وتفقد جوارحه الحركة والعمل إذا فقد روحه..
26. الشجر لا يؤذي أحدا ولا يبتدئ غيره بعدوان ما لم يصطدم به؛ خصوصا عمودها وجذعها ... وهكذا المسلم لا يعتدي على أحد، ما لم يكن غيره معتد عليه، وما لم يمس الآخر أصله وعقيدته وأما الفروع فهين فلا يعادي لأجلها.
27. الشجر فروعه وثماره وأوراقه تحمي أصوله وجذوعه وتظلها ... وهكذا المسلم فروعه تعمل على حماية أصوله وستر ثوابته من أن يصلها شيء من المؤثرات والقادحات.
28. الشجر نهى الإسلام عن إزالتها ما لم يكن فيها ضرر ... وهكذا المسلم حرم دمه وعرضه وماله ما لم يكن منه أذى، أو وقع منه ما يوجب قتله أو سجنه أو تغريمه.
29. الشجر لا يعيق من أراد الاستفادة منه ولا من احتاج إلى خيره ومنافعه ... وكذلك المسلم سهل لمن أراد الانتفاع به والاستفادة منه، ولا يمانع من أن يلتمس الآخرون منه نفعا أو يكتسبون خيرا.
30. الشجر لا يعرف التمييز ولا العنصرية؛ فيستفيد منه كل كائن حتى التربة التي نبت عليها وليس كائن دون آخر ... وهكذا المسلم الناس عنده سواسية يحسن للجميع لمن يعرف ومن لا يعرف وللقريب والبعيد والعدو الصديق.
31. الشجر بذره واحد ونبته واحد وأصله واحد لا يقبل أن يأتي من غير هذا؛ فهو وحيد المنبت والأصل ... وهكذا المسلم لا يقبل الخلط في دينه والابتداع فيه، فأصول عقيدته وشريعته يخرج من مشكاة واحدة.
32. الشجر له بيئته الخاصة لا يمكن أن ينبت في غيرها ولا ينمو ولا يثمر في غيرها إلا ما ندر، وإن نما يكون ضعيفا ... وهكذا المسلم لا يحيا حياة إيمانية سليمة في غير بيئة عقيدته ولا في غير أهل ملته، وعيشه في غيرها تسبب له ضعفا وفتورا وخللا وربما ردة وانتكاسة.
33. الشجر يتأثر نموه وإخراجه بما حوله من مؤثرات وعوامل بيئية ... وهكذا المسلم يتأثر بما حوله من البيئة إن كانت صالحة أو سيئة؛ لذا هو يحرص أن يكون من حوله متوافق مع مراد الله حتى يستعين بذلك على تحقيق الغاية التي من أجلها خلق، وغير ذلك يعني انحرافه عن هذه الغاية وجنوحه عن ذلك الصراط.
وإلى هنا -أيها الفضلاء الكرام- أكون قد وصلت إلى نهاية هذا الجمع المتواضع لأوجه الشبه بين الشجر والمسلم، راجيا الله تعالى أن أكون قد وفقت للصواب ونلت الأجر وعظيم الثواب.
والله ولي التوفيق والهادي إلى الصواب.
وصلى الله على محمد وصحبه والتابعين.
التعليقات