عناصر الخطبة
1/ مصائب ومآسي أهل الشام في أرض سوريا 2/ صور من بشاعة الوضع في سوريا 3/ حقد النظام النصيري البعثي الرافضي الشرير على أهل السنة 4/ تاريخ الروافض يطفح بالغدر ويقطر خيانة ودمًا 5/ الصبر العظيم والثبات الكبير لأهل سوريا في مواجهة الطغيان 6/ أعظم ثمرة يقدمها العالم اليوم للثورة السورية 7/ واجب كل مسلم غيور تجاه إخوانه في سوريااهداف الخطبة
اقتباس
إن الوضع في سوريا يعصر القلب ألمًا، فالنصيريون الحاقدون أسفروا عن وجه حقدهم، وكشروا عن أنياب غدرهم، واجتمعوا وجمّعوا كلابهم وشبيحتهم يعاونهم في ذلك الروافض الحاقدون في لبنان وإيران الرافضية فساموا أهل السنة سوء العذاب، وسفكوا دماء أهلها الأبرياء العُزّل يسطون على البيوت ليل نهار فيقتلون ويختطفون وينهبون ويسلبون ويعبثون بالأعراض والحرمات حتى أصبح الشعب ما بين مقتول أو مُهَجَّر، أو مستضعف خائف ..
لقد أصيب أهل الشام في أرض سوريا الأبية بمصاب جلل، وكرب عظيم، وامتحان كبير أصابهم الذل والإذلال، والتسلط والامتهان، والظلم والطغيان، فقُتل الأحرار وسُبيت الحرائر، وانتُهكت الأعراض، وهُدمت المنازل على أهلها، وديست كرامة الناس، ونُقلت صور الإجرام في أبشع مناظرها؛ حيث الحصار الخانق، والرصاص المباشر، والضرب بالمدفعيات والمدرعات، والإهانة بالقول واللسان، والدوس والركل بالأقدام، والضرب بأعقاب البنادق، وإرغام الضعفاء الأحرار الموحدين على أن يقولوا: لا إله إلا بشار، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
وقاموا بضرب المساجد بالمدافع وهدموها، وأغلقوا أبوابها ومنعوا الصلاة فيها، ولم تمنع الصلاة في أرض الشام على مر التاريخ إلا مرتين: مرة في عهد التتار والأخرى في عهد النصيري الرافضي الحقير الجزار ابن الجزار كلب الشرق وذنب الغرب بشار أذله الله وأخزاه.
إن الوضع في سوريا يعصر القلب ألمًا، ويفت الأكباد فتًا، فالنصيريون الحاقدون قد أسفروا عن وجه حقدهم، وكشروا عن أنياب غدرهم، واجتمعوا وجمّعوا كلابهم وشبيحتهم وساند بعضهم بعضًا يعاونهم في ذلك الروافض الحاقدون في لبنان وإيران الرافضية والصين وروسيا النفعية، فساموا أهل السنة سوء العذاب، وسفكوا دماء أهلها الأبرياء العُزّل يسطون على البيوت ليل نهار فيقتلون ويختطفون وينهبون ويسلبون ويعبثون بالأعراض والحرمات وينتهكون حتى أصبح الشعب ما بين مقتول أو مُهَجَّر، أو مستضعف خائف، أو مأسور مقهور في سجونهم السرية والعلنية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنه النظام النصيري البعثي الرافضي الشرير الذي حارب الإسلام والمسلمين في سوريا وخارجها، وحمى حدود إسرائيل قرابة أربعين عامًا، وشارك أمريكا في حربها ضد الإسلام، وقام بمجازر بشعة في حماة وحمص ودرعا، ونهب ثروات سوريا وسرق خيراتها، وحكم أهلها بالحديد والنار، ولم يسلم من رصاص كفره طفل رضيع ولا شيخ كبير ولا امرأة ضعيفة وها هو اليوم يواصل شره ويمضي في مخططه والحفاظ على سلطته حتى ولو أدى ذلك إلى ذبح الشعب بأكمله.
فالروافض الروافض يا أهل السنة احذروهم، واحذروا مكرهم وشرهم، فمعظم من يقوم بهذه الجرائم في سوريا هم منهم، فلم يكتفِ حزب اللات اللبناني، والذي يسمي نفسه زورًا وبهتانًا بحزب الله، لم يكتفِ هذا الحزب بجرائمه في لبنان، فأرسل قناصيه ومجرميه إلى سوريا ليشاركوا إخوانهم النصيريين هناك في إذلال أهل السنة، وجيّشوا جيش الدجال المسمى بجيش المهدي في العراق الذي لم يكتفِ بجرائمه في حق أهل السنة في العراق، فأرسل مليشياته لنصرة كلب النصيرية ليرتووا من دماء أهل السنة، وفي كل بقعة من البقاع أضرموا النار، وأشعلوا الفتنة فهاهي البحرين تضطرم وها هو القطيف يشتعل، وها هم الحوثيون هنا في اليمن يحاصرون ويهددون ويقتلون ويتوعدون، وهاهم أبناء المتعة يستولون على الكويت شيئًا فشيئًا عبر السيطرة على المناصب، ويسيطر حزب اللات على مقاليد الحكم ومؤسسات الدولة في لبنان ويرزح أهل السنة تحت وطأة المجوس في إيران وخاصة في الأحواز ذات الغالبية السنية.
ووالله الذي لا إله إلا هو إن لم ننتبه لخطرهم ونحذر من شرهم وإذا بقيت حكوماتنا تتفرج عليهم؛ فسيأتي اليوم الذي نراهم فيه يبيعوننا أهل السنة في سوق النخاسة المجوسية، وسنسمع منهم ألفاظ الشرك وسب الصحابة والطعن في أعراض أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [غافر: 44].
فجزى الله أهل السنة في الشام عامة وفي سوريا خاصة عنا خيرًا على صمودهم وثباتهم واستبسالهم ووقوفهم في وجه هذا المد الطائفي، والزحف النصيري الرافضي، رغم القتل الممنهج الذي تقوم به عصابات الرافضة والنصيرية، إلا أننا رأينا في أهلنا في سوريا هذا الصبر العظيم والثبات الكبير وكأن الله سبحانه وتعالى يربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم ويمدهم ويواسيهم فتحولت هتافاتهم من "نريد حماية دولية" إلى "ما لنا غيرك يا الله " "ولن نركع إلا لله " " ولبيك يا الله " " ولا ناصر إلا الله " ولا إله إلا الله والله أكبر"، فهذا التحول الإيماني سيجعلهم تحت عناية الله وحمايته إن شاء الله، بل كلما زاد النظام بطشًا كلما ازدادوا صمودًا، وكل يوم نسمع عن انشقاقات داخل الجيش النظامي السوري.
وإن أعظم ثمرة يقدمها العالم اليوم للثورة السورية هو تباطؤه في مد يد العون لأهلها، فتباطؤه هذا سيعسكر الأمة بطريقة ذاتية ويجيشها بطريقة إجبارية، ويدفعها دفعًا للفزعة لسلاحها لكي تدافع عن دينها وعرضها ونفسها بإذن الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ستكون أجناد مجندة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن، فقال ابن حوالة: خِرْ لي يا رسول الله – أي اختر لي – فقال: عليك بجند الشام، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله».
ويقول عليه الصلاة والسلام: «بينا أنا نائمٌ رأيتُ عمود الكتاب احتُمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان -حين تقع الفتن- بالشام».
يقول الله سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 39- 40].
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن الواجب على كل مسلم غيور أن يهتم لقضية إخوانه في سوريا، وأن يشاركهم همومهم وأحزانهم، ويحزن لما أصابهم وما نزل بهم من البلاء، وأعظم ما يقدمه المرء لهم هو الدعاء، سواء كان الدعاء العام بالقنوت في الصلوات، أو الدعاء الخاص في السجود وفي جوف الليل في الثلث الأخير، وفي أدبار الصلوات وغيرها حتى يرفع الله عنهم هذه النازلة ويزيل هذه الغمة.
وكل واحد منا عليه أن ينشر قضيتهم ويتفاعل معهم، فالإعلامي عبر وسيلته وصاحب الصحيفة من صحيفته، والخطيب من منبره، والإمام من محرابه، والكاتب بقلمه، والشاعر بقصيدته، والمحامي بدفاعه عنهم، فتثار قضيتهم، ويحمل الناس همهم ويشاركوهم في مصابهم ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
على الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر والمجموعات والمنتديات أن يتواصلوا معهم ويثبتوهم ويبثوا فيهم روح التفاؤل؛ فإنهم اليوم بأشد الحاجة إلى إخوانهم، ليسمعوا منهم كلمة طيبة ولمسة حانية وإحساس صادق من إخوانهم في الدين والعقيدة؛ لأنهم يخوضون اليوم معركة الإسلام في أرض الشام ضد أعداء الإسلام، معركة العدالة ضد الظلم، معركة الحرية ضد القهر معركة الاستقلال من التبعية، ومعركة الطهر من الفساد يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) [النساء: 75].
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «يا طوبى للشام! يا طوبى للشام! يا طوبى للشام! (وفي إحدى الروايات لأهل الشام) قالوا: يا رسول، وبم ذلك؟ قال: «تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام».
التعليقات