عناصر الخطبة
1/مكانة الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان 2/ثمرات الإيمان باليوم الآخر3/وسائل تحقيق ثمرات الإيمان باليوم الآخر.اقتباس
ومن الثمرات العظيمة للإيمان باليوم الآخر أنه يبعث في نفس المؤمن الطمأنينة والراحة، وذلك لعلمه أنَّ كل نفس ستجد ما عملت حاضراً عند ربٍ عدلٍ كريم، وتمتلئ روحه ونفسه بالسلام والسكينة، فينشغل بالآخرة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
معاشر المؤمنين: إن الرحلةَ إلى الدار الآخرة، ومفارقةَ الحياة الدنيا هي أولى محطات الآخرة؛ محطةِ الانتقال من دار الفناء إلى دار الخلود والبقاء، وقد كتب ربنا تعالى هذه الرحلة على جميع بني آدم، فقال: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)[الرحمن:26-27].
هذه الرحلة التي يجمع الله فيها الخلائق جميعاً في يومٍ عظيم؛ يومِ الحساب والجزاء، يومٍ يجازى فيه المؤمن على إحسانه، والمسيء على جرمه وإساءته.
ولقد وردت النصوص المستفيضة في كتاب الله وفي سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- تقرر عقيدة الإيمان باليوم الآخر، وتبين أنه ركن من أركان الإيمان، لا يتم إيمان عبد إلا به.
كما وردت الأخبار التي تحث إلى ترسيخ تلك العقيدة في النفوس؛ لما لذلك الإيمان من الآثار والثمرات العظيمة في حياة المؤمن وأخلاقه، وعلاقته بمولاه، وشريعة ربه وخالقه، وعلاقته بالآخرين، وتعامله معهم.
أيها المؤمنون: إن للإيمان واليقين باليوم الآخر وأخباره آثاراً ظاهرةً وثماراً مباركةً؛ حتماً تظهر في قلب العبد، وعلى لسانه وجوارحه، بل وفي حياته كلها، ومن تلك الثمرات:
أنَّ الإيمان باليوم الآخر تحقيقٌ لركن من أركان الإيمان؛ فالإيمان بالله تعالى لا يتحقق إلا بالإيمان بهذا اليوم؛ ولذلك فإن الله تعالى قرن بين الإيمان به مع الإيمان باليوم الآخر في آيات كُثر، قال تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ)[التوبة:29]؛ فعدَّ -سبحانه وتعالى- الإيمان بهذا الركن العظيم من الإيمان به تعالى، حيث أوجب تعالى قتال من لا يؤمن باليوم الآخر كوجوب قتال من لا يؤمن به تعالى، قال -عز وجلَّ-: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[النساء:59]، وفي صحيح مسلم " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره".
وحين يكون العبد مؤمناً بهذا الركن العظيم فإن ذلك يبعث فيه روحَ الإخلاص لله تعالى، ومتابعةَ نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وهذه ثمرة عظيمة أيضاً من ثمار الإيمان بهذا اليوم؛ فالمؤمن باليوم الآخر حريص أشدَّ الحرص على أن يلقى الله تعالى بعمل صالح مقبول، ولا يكون العمل مقبولاً إلا حينما يبتغي المؤمنُ به وجهَ الله تعالى، ويكون في عمله ذلك متابعاً لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)[الكهف: 110]؛ أي فمن كان يؤمل حسن لقاء ربه، أو يخاف سوء لقائه في ذلك اليوم فليعمل عملا صالحا -يرتضيه الله- ولا يشرك بعبادة ربه أحداً؛ أي لا يرائي بعمله أحداً، بل يعمله خالصاً لوجه الله تعالى؛ فمن فعل ذلك فقد جمع بين الإخلاص والمتابعة، وكان إلى القبول أقرب، وأما من خالف ذلك فقد خسر دنياه وأخراه، وفاته القرب من خالقه ومولاه.
إخوة الإيمان: ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر أنَّ اليقين بهذا اليوم يفتح للعبد باب الخوف والرجاء؛ فهما جناحا المؤمن في السير إلى ربه تعالى، وإذا خلا القلب من الخوف والرجاء حصل فيه من الفساد والخراب الشيء الكثير؛ وذلك أن المؤمن إذا تذكر ما في اليوم الآخر من العقاب والخزي للعصاة والمجرمين فإنَّ ذلك يبعث في قلبه الخوف والخشية، فينزجر عن الوقوع فيما حرم الله تعالى، وفي المقابل حين يتذكر ما عند الله من الخير والنعيم المقيم في جنة عرضها السموات والأرض، ويتذكر قول النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"؛ فإن ذلك يبعثه على العمل كما يبعثه على الرجاء، وحسن الظن بالله تعالى.
ومن الثمرات العظيمة للإيمان باليوم الآخر: أنه يبعث في نفس المؤمن الطمأنينة والراحة، وذلك لعلمه أنَّ كل نفس ستجد ما عملت حاضراً عند ربٍ عدلٍ كريم، وتمتلئ روحه ونفسه بالسلام والسكينة، فينشغل بالآخرة، ولا تذهب نفسه على الدنيا حسرات، ولا تنقطع لهثاً وراء الدنيا الفانية، ولا يأكل قلبَه الحسدُ والغلُ والتنافسُ عليها؛ فهو موقن بأن الحساب الختامي ليس في هذه الدنيا، بل هو هناك في الحياة الأخرى، حيث العدالة المطلقة مضمونة بين يدي الملك العدل، قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء: 47]، وما إن يفقد العبد هذه المعاني حتى يخيم على قلبه الهم والتعاسة، وينشأ لديه الخوف والقلق.
عباد الله: كما أنَّ الإيمان باليوم الآخر يجعل صاحبه يتحمل ما يجده في هذه الدنيا من اللأواء والمشاق، وإن لنا في سيرة سيدِ الخلق لأسوةً حسنة؛ فقد أوذي -عليه الصلاة والسلام- أشد الإيذاء، بل وأخرج من بلده، فصبر واحتسب؛ لأنه يعلم أنَّ القرار والخلود ليس في هذه الفانية، بل تحت القطوف الدانية، وكان يقول لأصحابه اصبروا، ويذكرهم باليوم الآخر، فقد قال للأنصار: "إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"(رواه البخاري).
وهذا عمار وأبوه ياسر وأمه سمية، عذبوا أشد العذاب في رمضاء مكة، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرهم باليوم الآخر ويقول لهم حين يمر بهم: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة". (رواه الحاكم والطبراني)، فلم تكن ضربات عصا من الجلد والجريد لتصدهم عن إيمانهم بالله واليوم الآخر الراسخ كالجبال الشامخات، فمات ياسر في القيد محتسباً، وقتلت سمية بطعنةِ رمح أسفل بطنها، فما كان ذلك الرمح ليزعزع اليقين الراسخ في سويداء قلبها.
سميةُ لا تبالي حين تَلَقى *** عذابَ النُّكل يومًا أو تلينا
وتأبى أن تردِّدَ ما أرادوا *** وكانت في عِدَاد الصابرينا
إخوة الدين: وإن من ثمرات الإيمان باليوم الآخر: حلول الأمن والاستقرار، والمحبة والألفة بين الخلق، ذلك أنَّ المجتمع الذي تسوده معاني الإيمانِ بالله، واليقين باليوم الآخر لا ريبَ في أنه مجتمع تسوده الألفة والوئام ويعمه الأمن والسلام؛ لأنَّ أهله يخافون الله تعالى، ويخافون يوم الحساب قال تعالى: (اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ)[غافر:17].
ومن الثمرات أيضاً: قِصَرُ الأمل عند العبد، واستعداده بالعمل الصالح للقاء الله، والوقوف بين يديه؛ فهذا الخليفة العباسي هارون الرشيد، خرج يوماً في رحلة للصيد فمرّ على رجل يُدعى بهلول كان قد اعتزل الناس وعاش منفرداً، فقال له هارون الرشيد: عظني يا بُهلول، فقال بهلول: يا أمير المؤمنين، أين آباؤك وأجدادك؟ فقال هارون الرشيد: قد ماتوا، قال: فأين قصورهم العالية؟ قال: تلك قصورهم، قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم، فقال بُهلول: تلك قصورهم، وهذه قبورهم؛ فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت، زدني يا بهلول، فقال:
أمَّا قصورك في الدنيا فواسعة *** فليت قبرك بعد الموت يتسع
فبكى هارون وقال: زدني، فقال: يا أمير المؤمنين: قد ولاك الله فلا يرى منك تقصيراً ولا تفريطاً، فزاد بكاؤه، وقال: زدني يا بهلول، فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى *** وعُمرت السنين فكان ماذا؟
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ *** وتُسأل بعده عن كل هذا؟
قال: بلى، ثم رجع هارون الرشيد، ولم يكمل تلك الرحلة، وانطرح على فراشه مريضاً، ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت.
معاشر المؤمنين: إنَّ اسشعار معية الله تعالى ومراقبته لمن الثمار العظيمة للإيمان باليوم الآخر؛ فإن اليقين باليوم الآخر يجعل المؤمن مراقباً لله تعالى في كل أحواله، كيف لا وهو يعلم أنّه سيقف بين الله، فيكلمه ليس بينه وبين خالقه ترجمان، وإذا ما نظرنا في سير السابقين فإننا نرى هذا المعنى يتجلى في أبهى صوره.
فهذا يوسف -عليه السلام-، تهيأت له كل أسباب المعصية، وتزينت له حبائل الغواية، في قصر جميل وغرف أنيقة مهيأة، ولا أحد من الخلق يراه، ولا أحدَ من الناس سيحاسبه؛ لأن مَنْ أمر بذلك سيدة من سادات القصر؛ فما كان من صاحب الإيمان الكبير، صاحب التقوى والمراقبة النبيِ المخلَص إلا أن قطع حبائل الغواية ورمى بشراك المعصية قائلاً: (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)[يوسف: 23].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، أما بعد:
معاشر المسلمين إنَّ ثمراتِ الإيمانِ الآخرِ لا تكاد تحصى، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة مستفيضة، وما ذكرناه إنما هو غيض من فيض، وحين يعرف المرء هذه الثمرات؛ فإنه لن يألوَ جهداً، ولن يدخر وسعاً في تحصيلها، والسعي للوصول إليها، وإن لتلك الثمرات وسائل وأسباب؛ فمن أخذ بها جنى تلك الثمار، ومن أهملها وغفل عنها، فقد حرمها، ومن أهم تلك الأسباب والوسائل التي تحقق للعبد الوصول إليها ما يلي:
التصديق بوعد الله ووعيده؛ فإنَّ مَن صدق بوعد الله ووعيده كان إلى الله أقرب، وله أخشى، ومنه أخوف، ثم قاده ذلك التصديق إلى فعل الأعمال الصالحة؛ لتحقيق تلك الثمرات، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم "أنَّ من شهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء".
ومن وسائل وأسباب جني تلكم الثمار: قراءة القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)[ص: 27]؛ فهو المعين الصافي والحبل المتين لجني تلكم الثمرات، وقد وردت آيات كثيرة تهدي القلوب إلى اليقين والإيمان بيوم المعاد، كما أن قراءة سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأسباب العظيمة -كذلك- لتحقيق تلكم الثمرات؛ ففي سنة نبينا الكثير من الشواهد التي تحمل القلوب على الإيمان بما أعده الله لعباده الموقنين بيوم البعث والنشور.
وإن من الوسائل المفضية إلى تحصيل تلك الثمار: المحافظة على الفرائض؛ فإنها تزيد قلب المؤمن تعلقاً بالله وباليوم الآخر وترشده إلى العمل الصالح، كما أن الإكثار من النوافل له الأثر البالغ في السعي الحثيث للوصول إلى جنة عرضها السماوات والأرض، تلكم الجنة التي هي غاية ثمرات الإيمان باليوم الآخر؛ فالمكثر من النوافل قريب من الله محبوب لديه؛ كما جاء في الحديث القدسي "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ"(رواه مسلم).
إخوة الإسلام: البعد كل البعد عن المعاصي كبيرها وصغيرها، دقيقها وجليلها؛ لأنَّ المعاصي تسقط العبد من عين الله عز وجل، وتحرق الإيمان في قلب صاحبها.
وصلُّوا وسلموا على خير البرية كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
التعليقات