إنها تطهر نفس المصلي , و تنهي صاحبها نهياً ذاتياً عن الفحشاء و المنكر على أساس الوازع الداخلي لا على أساس الرادع الخارجي، قال تعالى:
﴿ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾
( سورة العنكبوت: 45 )
أي أن ذكر الله أكبر ما فيها . . . هذا سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب، يريد أن يمتحن راعياً، يرعى غنمه في أطراف المدينة، قال له: يعني هذه الشاة و خذ ثمنها، قال: ليست لي، قال: قل لصاحبها ماتت، فلم يجبه، قال: و الله إني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، و لو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإن عنده صادق أمين و لكن أين الله ؟!! و هذه العفة عن المطامع ثمرة من ثمار الصلاة .
و فضلاً عن أن الصلاة طهور فهي نور المؤمن، كما قال صلى الله عليه و سلم .
قال تعالى:
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾
( سورة الأنعام : 122 )
إن هذا النور من ثمار الصلاة وبه تصح الؤية , ومتى صحت الؤية صح العمل .
وفضلا عن أن الصلاة نور وطهور إنها تبعث في النفس السرور , فالنفس لاتسع والقلب لايكمئن إلا بالاتصال بالله ... قال تعالى:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾
( سورة طه : 14)
وقال:
﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
( سورة الرعد : 28)
وكان النبي صلوات الله وسلامه عليه إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة وكان يقول:
(( ارحنا بها يا بلال ))
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه إذا حضر الصلاة فأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ورضي الله عن سيدنا سعد بن أبي وقاص إذ يقول:
(( ثلاثة أنا فيهن رجل .... وفيما سوى ذلك , فأنا واحد من الناس: من هذه الثلاث ما صليت صلاة , فشغلت نفسي بغيرها, حتى أقضيها و ....))
والحمد لله رب العالمين
التعليقات