عناصر الخطبة
1/نظر الله إلى القلب والعمل 2/صلاح العمل بصلاح القلب 3/ صفات القلب الصالح 4/بعض أسباب قسوة القلب 5/رقة القلب منحة إلهية 6/بعض أسباب رقة القلباهداف الخطبة
اقتباس
إن القلوب اللينة الرقيقة الرحيمة الوجلة هي القلوب الصالحة القريبة من الله، التي تخشع إذا سمعت القرآن يُتلَى؛ فتنتفع بالذكرى، وتزداد من الهدى، وتشتمل على التقوى، وتلكم هي القلوب المرحومة التي تحرم أجسادها على النار، وتفتح لها أبواب الجنة، ونعم دار المتقين الأخيار.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله وطاعته، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].
أيها الإخوة المسلمون: إن القلب هو محل نظر الله من العبد، وبصلاحه تستقيم الجوارح، وتصلح الأعمال، وتسدد الأقوال؛ ففي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- قال: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم" [رواه مسلم]، وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال الرسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "ألا وإن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب"، فصلاح القلب أصل كل عمل صالح؛ لأنه أشرف ما في الإنسان، ومحل العلم منه والعرفان، فإذا صلح قلب المرء استنارت بصيرته، وطابت سريرته، وخلصت نيته، وعظمت في الله معرفته، وملأه تعظيم الله وهيبته، وخوفه ومحبته، ورجاؤه وخشيته؛ ولهذا بُعثت إليه الرسلُ من الرحمن، وخُوطب بالقرآن؛ لإخلاص التوحيد وتحقيق الإيمان، وإنما الجوارح أتباع للقلب يستخدمها استخدام الملوك للعبيد، فسبحان مقلّب القلوب ومودعها ما يشاء من الأسرار والغيوب، الذي يحول بين المرء وقلبه، ويعلم ما ينطوي عليه من طاعته وأسباب حبه؛ ولذا كانت أكثر يمين النبي -صلى الله عليه وسلمَ-: "لا، ومقلب القلوب" [رواه البخاري]، ومن مأثور دعائه: "اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك" [رواه مسلم]، وكان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
ولكن -أيها المسلمون-: ما صفات القلب الصالح؟
إن القلب الصالح هو الخاشع اللين الوجل عند ذكر الله، الرحيم الرقيق لعباد الله، وهو الموعود بكل خير من الله في دنياه وأخراه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [ الأنفال: 2 -4]، وفي صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- ذات يوم في خطبته: "وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال" [رواه مسلم].
عباد الله: إن القلوب اللينة الرقيقة الرحيمة الوجلة هي القلوب الصالحة القريبة من الله، التي تخشع إذا سمعت القرآن يُتلَى؛ فتنتفع بالذكرى، وتزداد من الهدى، وتشتمل على التقوى، وتلكم هي القلوب المرحومة التي تحرم أجسادها على النار، وتفتح لها أبواب الجنة، ونعم دار المتقين الأخيار.
ولذلك فإن أعظم داء يصيب القلب داء القسوة عافانا الله منه، ومن أعظم أسباب القسوة -بعد الجهل بالله -تبارك وتعالى-: الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها، وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها، والانسياق مع فتنها الزائلة ومحنها الحائلة، حتى تجد أهل القسوة غالبًا عندهم عناية بالدنيا، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم، وصلواتهم، بل يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات في سبيل بقاء هذه الدنيا لهم، ولذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتعامل مع هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية، بل هو عمارة للأرض، ولم يحُل سبحانه بيننا وبين الطيبات. ولكن رويدًا رويدًا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قُضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر. يأخذها برفق ورضاء عن الله -تبارك وتعالى- في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه، وسرعان ما توضع له البركة، ويكفى فتنة القسوة -نسأل الله العافية منها-. فالدنيا شُعب، ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه يلهج إلى ربه: رب نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعبًا ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله -عز وجل-، وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أي وادٍ من أودية الدنيا هلك -والعياذ بالله-.
ومن أسباب قسوة القلوب، بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب: الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته. ولذلك ما ألف الإنسان صحبة -لا خير في صحبتها- إلا قسا قلبه من ذكر الله -تبارك وتعالى-، ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى، جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدًا صالحًا مفلحًا قد جعل الآخرة نصب عينيه؛ لذلك فإن من اضطر إلى عشرة الأشرار وظيفة أو دراسة أو دعوة إلى الله فعليه أن يعاشرهم بحذر، وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين. تلك بعض أسباب القسوة.
فاتقوا الله -عباد الله- وتحروا ما يرقق قلوبكم ويحييها، واحذروا من كل ما من شأنه أن يظلم بصيرتها ويقسيها؛ فإنكم إلى ربكم منقلبون، وبأعمالكم مجزيون: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الشعراء: 227].
توبوا إلى الله واستغفروه، إنه يحب التوابين ويحب المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المتوحد في جلاله، المتفرد في سلطانه، جلَّ عن الشريك والند، وتنزه عن الصاحبة والولد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أحبتي في الله: إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تتسبب في العفو والغفران، وتكون حرزًا مكينًا وحصنًا حصينًا مكينًا من الغي والعصيان- بإذن الله تعالى-. فما رقَّ قلب لله -عز وجل- وانكسر لعظمته وجلاله، إلا كان صاحبه سابقًا إلى الخيرات مشمرًا في الطاعات، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر. وما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنًا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى. تجد صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله -عز وجل-؛ ما انتزعه داعي الشيطان إلا انكسر خوفًا وخشية للرحمن -سبحانه وتعالى-، ولا جاءه داع الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك -سبحانه وتعالى-.
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟ ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها؟ من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله -عز وجل-، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته؟ من هو؟ سبحانه لا إله إلا هو، "القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء"، فتجد العبد أقسى ما يكون قلبه، ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه.
حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله -تعالى- أن يصطفي ويجتبي صاحب ذلك القلب. فينقله بفضله من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظًّا جافيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه.
إذا بذلك القلب الذي كان جريئًا على حدود الله -عز وجل- وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرًا، يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.
أحبتي في الله: إنها النعمة التي لا يُحرم منها أحد إلا كان موعودًا بعذاب الله، قال سبحانه: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [الزمر: 22].
لذلك -أيها الإخوة المؤمنون- ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبه رقيقًا؟ ويسأل نفسه: كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟ فأكون حبيبًا لله عز وجل، وليًّا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى، ولذلك فإنه حتى من مَنَّ الله عليهم بالهداية من الأخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم، فالقلوب شأنها عجيب وحالها غريب. تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرقّ ما تكون لله -عز وجل- وداعي الله. لو سُئلت أن تنفق أموالها جميعًا لمحبة الله لبذلت، ولو سئلت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت.. إنها كانت تعيش لحظات ينفح فيها الله -عز وجل- تلك القلوب برحمته. بينما قد تمر بها لحظات يحس فيها المؤمن بجفاف في روحه، وقسوة قلبه -والعياذ بالله-.
وكما أن للقسوة أسبابًا، فللرقة أسباب، فلنبحث عن أسباب لين القلوب لنأخذ بها، ونسأل الله -تعالى- أن ينفعنا بها؛ ولعل أقربها وأكثرها أثرًا تلاوة القرآن واستماعه، طلبًا للهدى ورضا الله عنا، قال تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ) [الزمر: 23].
إذا صدئت منا القلوب بزلة *** فإن كتاب الله يصقلها صقلا
ومن أعظم ما يلين القلوب ويذهب قسوتها: ذكر الموت، وشهود الجنائز، وزيارة القبور، قال صلى الله عليه وسلمَ: "أكثروا ذكر هاذم اللذات" [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وجعل صلى الله عليه وسلمَ الصلاة على الجنازة وتشييعها إلى المقبرة من حقوق المسلم على أخيه؛ لما يترتب عليها من لين القلب، والتزهيد في الدنيا، وقال صلى الله عليه وسلمَ: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الموت" [رواه مسلم]، وفي رواية للترمذي: "فإنها تذكركم الآخرة".
فهناك سوف يرى المسلم -إذا ا تفكر وتأمل وتدبر- مصير الآباء والأمهات والإخوان والأخوات، والأصحاب والأحباب، والإخوان والخلان. يرى منازلهم ويتذكر أنه قريبًا سيكون بينهم، ويرى أنهم جيران قد انقطع التزاور بينهم، وأنه قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيمًا وجحيمًا. ويتذكر هذه المنازل ويقف على شفير قبر فيراه محفورًا جاهزًا لضم ابن آدم، فيهيئ نفسه كأنه صاحب ذلك القبر، ويسأل نفسه على ماذا سيغلق قبره؟ أيغلق على مطيع أم عاص؟ أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟ فلا إله إلا الله، هو العالِم بأحوالنا دون الناس، وهو الحكم العدل الذي يفصل بيننا، ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانكسر هيبة لله -تبارك وتعالى-، وأقبل على الله وإلى الله -تبارك وتعالى- إقبال صدق وإنابة وإخبات.
ومن أعظم ما يلين القلوب: كثرة ذكر الله، وحضور مجالس الذكر؛ فإنها تجلو عن القلوب صداها، وتذكرها بحقوق مولاها، وتحرضها على شكر نعماها، والتوبة إلى الله من خطاياها، قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ) [الرعد: 28-29].
ومن أعظم أسباب لين القلوب: زيارة المرضى، ومخالطة المساكين والفقراء والضعفاء، والاعتبار بحال أهل البلاء، ولهذا قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28]، وقال صلى الله عليه وسلمَ: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
ومن أعظم ما يلين القلوب: الاعتبار بما جرى ويجري على المكذبين من الماضين والمعاصرين من أنواع العقوبات وشديد الأخذات، قال تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 45 - 46].
معشر المؤمنين: وأسباب لين القلوب ورقتها كثيرة، وهي بحمد الله محبوبة ميسورة، ومن أهمها: أكل الحلال، والتقرب إلى الله بنوافل الأعمال، والإلحاح على الله بالدعاء، والعطف على المساكين والأيتام والضعفاء، والرحمة بالحيوان، ومجالسة أهل العلم والإيمان، وكل ذلك بحمد الله من أبواب الخير وخصال البر، من تحراها وجدها، ومن أخذ بها سعد بها.
ثم صلوا وسلموا على معلم الناس الخير سيدنا ونبينا محمد كما أمركم الله -جل وعلا- بذلك، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنّك يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات
زائر
13-04-2023ما شاء الله جزاكم الله خيرا كم من المسلمين انتفع بقل المادة والاقتباس منا