عناصر الخطبة
1/خطورة تأخير الصلاة عن وقتها 2/تعظيم قدر الصلاة 3/الوعيد الشديد في إخراج الصلاة عن وقتها 4/تحريم الجمع بين الصلاتين بدون عذر.اقتباس
اعْزَمُوا عَلَى الصَّرَامَةِ فِي أَمْرِ الصَّلَاةِ، فَلَيْسَ التَّرْكُ خِيارًا مُتَاحًا لِأَحَدٍ، فَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ لَهُ عَقْلٌ، لَا تَسْقُطُ عَنِ العَاجِزِ وَالمَرِيضِ وَمَنْ هُوَ فِي الحَرْبِ إِلَّا الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ فَقَطْ، لَا يُسْقِطُهَا شَيْءٌ عَنِ المُكَلَّفِ إِلَّا هَذَيْنِ. وَهِيَ أَوَّلُ مَا سَتُسْأَلُ عَنْهُ، فَلِمَاذَا التَّفْرِيطُ وَالتَّكَاسُلُ؟!
الخطبة الأولى:
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِله إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى أَثَرِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تُمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
أَحِبَّتِي فِي اللهِ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المُنْكَرَاتِ وَأَشَدِّ الآثَامِ تَأْخِيرَ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا المَفْرُوضِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، وَالتَّسَاهُلَ فِي ذَلِكَ، فَلَا يُصَلِّيَ الفَجْرَ إِلَّا بَعْدَ خُرُوجِ وَقْتِهَا وَهُوَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا يُصَلِّيَ الظُّهْرَ إِلَّا بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ العَصْرِ، وَلَا يُصَلِّيَ العَصْرَ إِلَّا بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، إِنَّهَا الصَّلَاةُ يَا عِبَادَ اللهِ.
الصَّلَاةُ الصَّلَاةُ .. رُكْنُ الدِّينِ وَعَمُودُهُ، "لَا دِينَ لِمَنْ لَا صَلَاةَ لَهُ"، و"لَا حَظَّ فِي الإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ"، و"لَيْسَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالكُفْرِ وَالشِّرْكِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ"، و"مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ"، و"كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَرَونَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ".
هَذِهِ كُلُّهَا أَخْبَارٌ وَزَوَاجِرُ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ صَادِقًا فَلْيَتَفَقَّدْ نَفْسَهُ فِي صَلَاتِهِ وَصِلَتِهِ مَعَ رَبِّهِ. وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سُوَاهَا أَضْيَعُ، إِنَّهَا آخِرُ مَا يَفْقِدُ العَبْدُ مِنْ دِينِهِ، فَلَيْسَ بَعْدَ ضَيَاعِهَا وَالتَّفْرِيطِ فِيهَا إِسْلَامٌ. هِيَ أَوَّلُ مُا يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ سَائِرُ العَمَلِ، وَإِنْ رُدَّتْ رُدَّ سَائِرُ العَمَلِ.
وَهِيَ أَوَّلُ مَا فُرِضَ بَعْدَ التَّوْحِيدِ، وَهِيَ آخَرُ مَا أَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّتَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ المَوْتِ مُنَادِيًا: "الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ". قال -تعالى-: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ)[مريم:59-60].
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "لَيْسَ مَعْنَى أَضَاعُوهَا تَرَكُوهَا بِالْكُلِّيَّةِ, وَلَكِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ أَوْقَاتِهَا". وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ إِمَامُ التَّابِعِينَ: "هُوَ أَنْ لَا يُصَلَّيَ الظُّهْرَ حَتَّى تَأْتِي العَصْرُ، وَلَا يُصَلِّيَ العَصْرَ إِلَى المَغْرِبِ، وَلَا يُصَلِّيَ المَغْرِبَ إِلَى العِشَاءِ، وَلَا يُصَلِّيَ العِشَاءَ إِلَى الفَجْرِ، وَلَا يُصَلِّيَ الفَجْرَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ". فَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ وَلَمْ يَتُبْ أَوْعَدَهُ اللهُ بِغَيٍّ، وَهُوَ وَادٍ فِي جَهَنَّمِ بَعِيدٌ قَعْرُهُ شَدِيدٌ عِقَابُهُ.
وَقَالَ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[المنافقون: 9]، قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: "المُرَادُ بِذِكْرِ اللهِ الصَّلَوُاتُ الخَمْسِ. فَمَنِ اشْتَغَلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا بِمَالِهِ كَبَيْعِهِ أَوْ صَنْعَتِهِ أَوْ وَلَدِهِ كَانَ مِنَ الخَاسِرِينَ".
وَلِهَذَا قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ".
وَعَنْ مُصَعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ: (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون)[الماعون:5]، أَيُّنَا لَا يَسْهُو وَأَيُّنَا لَا يُحَدِثُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّهُ إِضَاعَةُ الوَقْتِ. وَجَاءَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانِ فِي "صَحِيحِهِ" أَنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ".
قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: إِنَّمَا حُشِرَ مَعَ هَؤُلَاءِ لِأَنَّهُ إِنِ اشْتَغَلَ عَنِ الصَّلَاةِ بِمَالِهِ أَشْبَهَ قَارُونَ فَيُحْشَرُ مَعَهُ، أَوْ بِمُلْكِهِ أَشْبَهَ فِرْعَوْنَ فَيُحْشَرُ مَعَهُ، أَوْ بِوَزَارَتِهِ أَشْبَهَ هَامَانَ فَيُحْشَرُ مَعَهُ، أَوْ بِتِجَارَتِهِ أَشْبَهَ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ تَاجِرَ كُفَّارِ مَكَّةَ فَيُحْشَرُ مَعَهُ.
وَرَوَى الشَّيْخَانُ أَنَّ الرَّسُولَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ". زَادَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "صَحِيحِهِ": قَالَ مَالِكُ: تَفْسِيرُهُ ذَهَابُ الوَقْتِ، وَلَيْسَ تَرْكُهَا.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ سَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ فِي حَدِيثِ رُؤْيَاهِ الطَّوْيلِ، وَفِيهِ: "رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَالَا لِيَ: انْطَلِقْ .. فَمَرَّا بِي عَلَى رَجُلٍ في يَدَهِ صَخْرَةٌ يَضْرِبُ بِهَا رَأْسَ رَجُلٍ فَيَنْثُرُ دِمَاغَهُ، فَتَعُودُ الصَّخْرَةُ فِي يَدِهِ وَيَعُودُ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، قَالَ: فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ فَقَالَا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَامُونَ عَنِ الصَّلَاةِ". وَفِي روَايَةٍ لِلْبَزَّارِ: "قَالَ: "يَا جِبْرِيل: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ثَقُلَتْ رُؤوسُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ".
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)[إبراهيم:40].
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفعَنِي وَإيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمُدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ تَعظيمًا لشانِهِ، وأشْهَدُ أنَّ محمدًا عبْدُه ورسُولُه الدَّاعِي إِلى جنَّتِه ورِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ علَيْه وعَلى آلِه وأصحابِه وأعوانهِ.
أمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الإِخْوَةُ فِي اللهِ: إِنَّ مِمَّا ابْتُلِيَ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ وَالفَتَيَاتِ جَمْعَ الصَّلَاتَيْنِ وَالاعْتِيَادَ عَلَيْهِ بَسَبَبِ النَّوْمِ، وَهَذَا أَمْرٌ مُحَرَّمٌ وَتَفْرِيطٌ عَظِيمٌ، يُخْشَى عَلَى صَاحِبِهِ مِنْ سُوءِ الخَاتِمَةِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ. فَقَدْ رَوى التِّرْمِذِيُّ فِي "جَامِعِهِ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الكَبَائِرِ".
فَالأَمْرُ خَطِيرٌ جِدًّا، وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا التَّفْرِيطِ فِي أَعْظَمِ العِبَادَاتِ أُجُورًا بَعْدَ التَّوْحِيدِ، فَأَجْرُ الصَّلَاةِ أَعْظَمُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصَّوْمِ وَالعُمْرَةِ وَالحَجِّ، والمُحَافِظُونَ عَلَى الصَّلَاةِ نَائِلُونَ لِلْأُجُورِ وَالدَّرَجَاتِ العَالِيَةِ، فَهُمْ مَا بَيْنِ رِفْعَةِ دَرَجَاتٍ وَتَكْفِيرِ سَيِّئَاتٍ.
جَاءَ فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَرَأيتُمْ لَوْ أَنَّ نَهرًا بِبَابِ أحَدِكُم يَغتَسِلُ مِنهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ؟" قَالُوا: لَا يَبقَى مِنْ دَرَنِهِ شيءٌ. قَالَ: "فَذَلكَ مَثَلُ الصَّلواتِ الخَمْسِ يمْحُو اللهُ بِهنَّ الخَطَايَا". قَالَ النَّوَوِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَقَوْلُهُ: "عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ" إِشَارَةٌ إِلَى سُهُولَتِهِ وَقُرْبِ تَنَاوُلِهِ".
وَجَاءَ فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ .. مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ".
وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ" مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ".
فَنِدَاءٌ لِكُلِّ نَفْسٍ.. اعْزَمُوا عَلَى الصَّرَامَةِ فِي أَمْرِ الصَّلَاةِ، فَلَيْسَ التَّرْكُ خِيارًا مُتَاحًا لِأَحَدٍ، فَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ لَهُ عَقْلٌ، لَا تَسْقُطُ عَنِ العَاجِزِ وَالمَرِيضِ وَمَنْ هُوَ فِي الحَرْبِ إِلَّا الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ فَقَطْ، لَا يُسْقِطُهَا شَيْءٌ عَنِ المُكَلَّفِ إِلَّا هَذَيْنِ.
وَهِيَ أَوَّلُ مَا سَتُسْأَلُ عَنْهُ، فَلِمَاذَا التَّفْرِيطُ وَالتَّكَاسُلُ؟!
وَاللهِ إِنَّهُ لَمِنْ أَشَدِّ الحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ أَنْ يَتَذَكَّرَ المَرْءُ بَعْدَ كِبَرِهِ أَنَّهُ تَهَاوَنَ فِي أَمْرِ الصَّلَاةِ وَفَاتَهُ بَعْضُهَا أَوْ أَخَّرَهَا عَنْ وَقْتِهَا تَهَاونًا، أَوْ بِسَبَبِ النَّوْمِ المُعْتَادِ المُسْتَدِيمِ بِسَبَبِ تَقْصِيرِهِ فِي أَسْبَابِ اليَقَظَةِ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مُقِيمِي الصَّلَاةِ وَذُرِّيَاتِنَا، وَأَعِنَّا عَلَى أَنْفُسِنَا فِي أَمْرِهَا عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنَّا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ.
التعليقات