عناصر الخطبة
1/فريضة الحج والحكمة في ذلك 2/الحج يذكر المسلم بنعم الله 3/الحج يكفر الذنوب والخطايا 4/تلبية نداء الله للحج وفضل ذلك 5/الحج يذكر الخلف بالسلف ويربطهم بهماهداف الخطبة
اقتباس
عباد الله: إن الحج ركن من أركان الإسلام، كالصلاة، والزكاة، والصوم. فرض عليكم أداءه؛ لحكم عالية، ومقاصد سامية، ففيه: تعارف المسلمين على اختلاف شعوبهم، وطبقاتهم، وأوطانهم، في ذلك المؤتمر الإسلامي العام، موسم الحج الأعظم. فيا فوز من...
الخطبة الأولى:
الحمد الله الذي حمدا كثيرا طيبا مباركا كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، حيث جعل من مكة المكرمة حرما آمنا، وجعل حجه على المستطيع فرضا لازما، سبحانه وتعالى له الملك والثناء والمنة، ومنه تبارك وتعالى التوفيق والهداية والنعمة.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أمر بحج بيته الحرام المقدس.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله خير من حج واعتمر.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحابته، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله –تعالى-، واغتنموا الأعمال الصالحة.
واعلموا -رحمكم الله-: أن من أعظم حقوق الإسلام: حج بيت الله العتيق، قال الله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحـج:27].
عباد الله: إن الحج ركن من أركان الإسلام، كالصلاة، والزكاة، والصوم.
فرض عليكم أداءه؛ لحكم عالية، ومقاصد سامية، ففيه: تعارف المسلمين على اختلاف شعوبهم، وطبقاتهم، وأوطانهم، في ذلك المؤتمر الإسلامي العام، موسم الحج الأعظم.
فيا فوز من أدى هذا الركن العظيم بنية صادقة واخلاص.
عباد الله: إن في الحج تذكيرا بنعم الله علينا، حيث أخرج الله العبد من بطن أمه عاريا، لا يملك لنفسه شيئا، فحفظه ورزقه، وكساه وأغناه.
فكان جديرا بكل مسلم أن يعرف بعد ذلك حق إخوانه الفقراء المعوزين فيما أولاه الله -تعالى- وأعطاه.
وبذلك تتحقق دعوة أبينا إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-.
أيها المسلمون: إن في الحج تكفير الذنوب والخطايا، بما يفيض الله -تعالى- على الطائفين بالبيت الحرام، والواقفين بعرفات من الرحمة والمغفرة، وما ينالون من أجر كثير بإطعام الباسين الفقراء المحتاجين.
فلبوا -عباد الله-: نداء ربكم، فقد دعاكم إلى زيارة بيته المقدس، واعلموا أن في ذلك اختبارا لقوة إيمانكم، وحسن يقينكم، وإحياء لقلوبكم.
ثم اعلموا -رحمكم الله-: أن للحج أركانا وواجبات وآدابا، لا بد من العمل بها، فاجتهدوا في تكميل حجكم، وإرضاء ربكم.
فيجب على كل مسلم ومسلمة: أن ينتهز هذه الفرصة المباركة، وأن يبادر إلى أداء هذا الركن الأعظم، وأن يتذكر كيف نشأ الإسلام في هذه البقعة المقدسة، ثم انتشر، وكيف علا وظهر، بفضل الله ثم بفضل أتباعه الذين أخلصوا لدينهم، ونصروه، وآزروا نبيهم، حتى سلكوا خير الطرق، وأرشدوا الناس إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وفلاحهم.
ولو لم يكن في الحج سوى هذه الغاية التي تذكونا بأولئك الأسلاف لكفت أن تكون حافزا إلى تحقيق وحدتهم، واعتزاز دينهم، وربط أواصر المحبة، والأخوة الصادقة بينهم، وتعاونهم معا على البر والتقوى.
وفقني الله وإياكم لصالح الأعمال، وهدانا جميعا إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح.
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 96-97].
أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
التعليقات