الهجرة في القرآن الكريم

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2024-07-03 - 1445/12/27
التصنيفات:

 

 

د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

 

أول المهاجرين إلى الله:

ما أعظمها من كلمات قالها نبي الله أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ [العنكبوت: 26]، كلمات من نور بيَّنت في إيجاز واف أن الهجرة الحقيقية إنما تكون إلى الله، كلمات وردت في سياق حوار إبراهيم مع قومه، وبعد أن نجاه الله من النار، أعلن سيدنا إبراهيم الهجرة إلى الله.

 

يقول تعالى: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 24 - 27].

 

من أول المهاجرين إلى الله؟

1- نبي الله لوط أول من صدق إبراهيم حينما رأى النار عليه بردًا وسلامًا، قال ابن إسحاق: آمن لوط بإبراهيم وكان ابن أخته، وآمنت به سارة وكانت بنت عمه، واختلف المفسرون في من قال: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ أهو إبراهيم أم لوط، فقال النخعي وقتادة: إنه إبراهيم عليه السلام، وقال الكلبي: إبراهيم أول من هاجر من أرض الكفر، هاجر من أرض حران إلى أرض فلسطين، وقيل الذي قال: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ هو لوط عليه السلام.

 

2- (إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط)، ذكر البيهقي عن قتادة قال: أول من هاجر إلى الله عز وجل بأهله عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ قال قتادة: سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة يعني أنس بن مالك يقول: خرج عثمان بن عفان ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم، فقدمت امرأة من قريش: رأيت ختنك ومعه امرأته، قال: (على أي حال رأيتهما)، قالت: رأيته وقد حمل امرأته على حمار وهو يسوقه، فقال صلى الله عليه وسلم: (صحبهما الله؛ إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط).

 

المهاجر في القرآن:

المهاجر في القرآن: هو من هاجر إلى الله، وقد ذكرت الكلمة بصيغة المفرد والجمع لتشير إلى:

أ- المفرد المذكر في قوله تعالى: ﴿ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾ [العنكبوت: 26].

ب- ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100].

 

وقد اختلف فيمن كان هذا المهاجر الذي نزلت فيه تلك الآية: أهو ضمرة بن جندب، أو جندب بن ضمرة، أو ضمرة بن العيص، أو العيص بن ضمرة بن زنباع، أو حبيب بن ضمرة، وذكر أبو عمر أنه خالد بن حزام بن خويلد، ابن أخي خديجة، وأنه هاجر إلى أرض الحبشة، فنهشته حية في الطريق قبل أن يبلغ أرض الحبشة، فنزلت فيه الآية، والله أعلم.

 

وقد قسم العلماء الذهاب في الأرض إلى قسمين: هربًا وطلبًا، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام: الهجرة وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، والخروج من أرض البدعة، والخروج من أرض غلب عليها الحرام، والفرار من الأذية في البدن، وخوف المرض في البلاد الوخمة، والخروج منها إلى أرض النزهة، والسادس خوف الأذية في المال.

 

أما قسم الطلب، فينقسم إلى قسمين: طلب دين وطلب دنيا، فأما طلب الدين فيتعدد بتعدُّد أنواعه إلى تسعة أقسام: سفر العبرة، وسفر الحج، وسفر الجهاد، وله أحكامه، وسفر المعاش، وسفر التجارة والكسب الزائد عن القوت، وطلب العلم، وقصد البقاع، والثغور للرباط بها، وتكثير سوادها للذب عنها، وأخيرًا زيارة الإخوان في الله تعالى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زار رجل أخًا له في قرية، فأرصد الله له ملكًا على مدرجته، فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)؛ رواه مسلم وغيره، ومن الجدير بالذكر أن للعلماء آراءً مختلفة حول ما سبق ذكره.

 

ب- صيغة جمع المؤنث السالم في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 10].

 

قبل أن يجف مداد صلح الحديبية الذي ينص على أن من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل مكة رده إليهم، جاءت سعيدة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب، والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية بعد، فأقبل زوجها وكان كافرًا، فقال: يا محمد، اردد عليّ امرأتي؛ فإنك شرطت ذلك! وهذه طينة الكتاب لم تجف بعدُ، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقيل: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وقيل: إن التي جاءت الرسول هي أميمة بنت بشر، والأكثر من أقوال أهل العلم أنها أم كلثوم بنت عقبة.

 

والامتحان كان كما قال ابن عباس: أن تستحلف بالله أنها ما خرجت من بغض زوجها، ولا رغبة من أرض إلى أرض، ولا عشقًا لرجل منا، بل حبًّا لله ورسوله، فإذا حلفت بالله الذي لا إله هو على ذلك، أعطى النبي زوجها مهرها، وما أنفق عليها ولم يردها، وكانت الممتحنة تتم أيضًا بأن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وقالت عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن إلا بالآية التي قال الله فيها: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ [الممتحنة: 12].

 

أ‌- صيغة جمع المذكر السالم في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

والأنصار اسم إسلامي سماه الله في القرآن، ومن هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأوائل من غير خلاف بين العلماء، وأفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة، ثم البدريون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، والمعروف عن طريقة أهل الحديث أن كل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من أصحابه، والتابعي من صحب الصحابي، أو سمع من الصحابي، أو يلقاه وإن لم توجد الصحبة العرفية، وأكبر التابعين الفقهاء السبعة من أهل المدينة، وهم سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وعبدالله بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار.

 

﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117].

قال ابن عرفة: سُمِّي جيش تبوك جيش العسرة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الغزو في حماة القيظ، فغلظ عليهم وعسر، وكان إبان ابتياع الثمرة، قال: وإنما ضرب المثل بجيش العسرة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يغز قبله في عدد مثله؛ لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ويوم أحد سبعمائة ويوم خيبر ألفًا وخمسمائة، ويوم الفتح عشرة آلاف، ويوم حنين اثني عشر ألفًا، وكان جيشه في غزوة تبوك ثلاثين ألفًا وزيادة، وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب، وأقام بتبوك شعبان وأيامًا من رمضان، وبث سراياه وصالَح أقوامًا على الجزية.

 

وساعة العسرة جميع أوقات غزوة تبوك، وقيل: أشد الساعات التي مرت بالجيش في تلك الغزاة، ومن مشاهد ساعة العسرة:

1- عسرة الظهر وعسرة الزاد وعسرة الماء:

• كانت العسرة من المسلمين يخرجون على بعير يتعقبونه بينهم.

• وكان زادهم التمر المتسوس والشعير المتغير والإهالة المنتنة.

• وكان النفر يخرجون ما معهم من التمرات، فإذا بلغ الجوع من أحدهم أخذ التمرة فلاكَها، حتى يجد طعمها، ثم يعطيها صاحبه حتى يشرب عليها جرعة من ماء، وهكذا حتى تأتي على آخرهم، فلا يبقى من التمرة إلا النواة.

 

3- كانت الرقاب يظن أنها ستنقطع من العطش، حتى إن الرجل لينحر بعيرة، فيعصر فرثه، ويجعل ما بقي على كبده.

4- كان قوم من الصحابة يبكون حسى تبوك (ما تنشفه الأرض من الرمل)، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر عنه الرمل، فتستخرجه، وهو الاحتساء.

 

من معجزات الرسول في ساعة العسرة: روى أبو هريرة وأبو سعيد قالا: كنا مع الرسول في غزوة تبوك، فأصاب الناس مجاعة، وقالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا، فأكلنا وادَّهنَّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (افعلوا)، فجاء عمر، وقال: يا رسول الله، إن فعلوا قل الظهر، ولكن ادْعُهم بفضل أزوادهم، فادعُ الله عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، قال: (نعم) ثم دعا بنطع فبسط، ثم دعا بفضل الأزواد، فجعل الرجل يجيء بكف الذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير؛ قال أبو هريرة: فحزرته، فإذا هو قدر ربضة العنز، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، ثم قال: (خذوا في أوعيتكم)، فأخذوا في أوعيتهم حتى - والذي لا إله إلا هو - ما بقي في العسكر وعاء إلا ملؤوه، وأكل القوم حتى شبِعوا، وفضلت فضلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة).

 

﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].

 

ويتضح قدر المهاجرين في تلك الآية، فالمشهور أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، ومسطح بن أثاثة، وذلك أنه كان ابن خالته، وكان من المهاجرين البدريين المساكين، وهو مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبدالمطلب بن عبد مناف، وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه لمسكنته وقرابته، فلما وقع أمر الإفك وقال فيه مسطح ما قال، حلف أبو بكر ألا ينفق عليه ولا ينفعه بنافعة أبدًا، فجاء مسطح فاعتذر، وقال: إنما كنت أغشى مجالس حسان، فأسمع ولا أقول، فقال له أبو بكر: لقد ضحكت وشاركت فيما قيل، ومر على يمينه، فنزلت الآية: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾ [الأحزاب: 6].

قيل: أراد بالمؤمنين الأنصار، وبالمهاجرين قريشًا، وفي الآية بيَّن الله تعالى أن القرابة أولى من الحلف، فتركت الوراثة بالحلف، وورثوا بالقرابة.

﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8]؛ أي الفيء والغنائم ﴿ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ ﴾.

 

ب‌- صيغة الفعل الماضي (هاجر) في قوله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

 

ت‌- صيغة الفعل الماضي (هاجروا) في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 218].

﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الأنفال: 72].

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 74].

﴿ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75].

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [التوبة: 20].

﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 41].

﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الحج: 58].

التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life