عناصر الخطبة
1/ وداع رمضان 2/ أقسام الناس بعد رمضان 3/ نماذج من مداومة الصالحين على الطاعات بعد رمضان 4/ الحث على صيام ست من شوالاهداف الخطبة
اقتباس
انقضى رمضان، ولكن؛ ماذا بعد رمضان؟ هل تخرَّجْنا من مدرسةِ رمضانَ بشهادة التقوى؟ هل اتخذنا من رمضانَ قاعدةً للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور، ومنطلقاً لترك المعاصي والذنوب؟ ماذا بقي في قلوبنا من أثر هذا الشهر الكريم؟ ماهي أحوالنا بعد رمضان؟.
أما بعد: فلقد دار الدهر دوره، ومحا الزمان أثره، وإذا برمضانَ الكريم يفارقنا فراقَ الحبيب لحبيبه، وما أشد فراق الأحبة!.
سُتِر السَّنَا وتحجَّبَتْ شمسُ الضُّحَى *** وتغيَّبَتْ بعد الشروق بدورُ
ومضى الذي أهوى وجرَّعَني الأسى ***وغدتْ بقلبيَ جذوةٌ وسعيرُ
يا ليتَه لمـــــَّا نَوى عَهْدَ النوى *** وافى العيونَ من الظلام نذيرُ
ناهيك ما فعلَتْ بماء حُشَاشَتِي *** نارٌ لها بين الضلوع زفيرُ
نعم! انقضى رمضان، ويا وَلهِي عليه! وتصرمت أيامه ولياليه، واللهُ يعلم كم من صحائفَ بُيضت، وكم من حسناتٍ كُتبت، وكم من ذنوب غُفرت، وكم من رقابٍ أُعتقت.
انقضى رمضان وخَفيت أنواره، وبَليت أستاره، وأفل نجمه بعد أن سطع، وأظلم ليله بعد أن لمع، فتفجرت المدامع، وأظلمت المساجد والجوامع، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون!.
يا لائمي في البكا زدني به كلَفاً *** واسمَعْ غريبَ أحاديثي وأشعاري
ما كان أحْسَنَنَا والشملُ مجتمعٌ *** مِنا المـــُصَلِّي ومنا القانتُ القاري
وفي التراويح للراحات جامعةٌ *** فيها المصابيحُ تزهو مثل أزهارِ
شهرٌ به يُعتِق الله العصاةَ وقد *** أشفوا على جُرُف من حصة النارِ
عباد الله: انقضى رمضان، ولكن؛ ماذا بعد رمضان؟ هل تخرَّجْنا من مدرسةِ رمضانَ بشهادة التقوى؟ هل اتخذنا من رمضانَ قاعدةً للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور، ومنطلقاً لترك المعاصي والذنوب؟ ماذا بقي في قلوبنا من أثر هذا الشهر الكريم؟ ماهي أحوالنا بعد رمضان؟.
لقد انقضى رمضان، وانقسم الناس بعده إلى ثلاثة أقسام:
أما القسم الأول فقومٌ كانوا على خير وطاعة، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم، وضاعفوا من جهدهم، وجعلوا رمضان غنيمة ربانية، ومنحة إلاهية، استكثروا من الخيرات، وتعرضوا للرحمات، وتداركوا ما فات، فما انقضى رمضان إلا وقد علت رتبهم عند الرحمن، وارتفعت درجاتهم في الجنات، وابتعدت ذواتهم عن النيران.
وأما القسم الثاني فقوم كانوا قبل رمضان في إعراضٍ وغفلة، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة والعبادة، صاموا و قاموا، قرؤوا القران، و تصدقوا، ودَمَعت عيونهم، وخشعت قلوبهم، ولكن؛ ما إن ولى رمضان حتى عادوا إلى ما كانوا عليه، عادوا إلى غفلتهم، عادوا إلى ذنوبهم. فلهؤلاء نقول: مَن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
عبد الله: يا من عدت إلى ذنوبك و معاصيك، إن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان.
عبد الله: كيف تعود إلى السيئات وقد طهرك الله منها؟ كيف تعود إلى المعاصي وقد محاها الله من صحيفتك؟ أيُعتِقُك الله من النار فتعودُ إليها؟ أيبيضُ الله صحيفتك من الأوزار وأنت تسوِّدُها؟!.
يا مَن اعتاد الصلاة مع جماعة المسلمين، كيف تعود إلى سبيل المنافقين؟ ويا مَن صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب، واصل مسيرتك وجدّ في الطلب، يا من صامت عينه في رمضان عن النظر المحرم، غضَّ طرفك ما بقيت، يورثِ الله قلبَك حلاوة الإيمان ما حييت.
ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع الحرام، من غيبة أو نميمة أو غناء، اتق الله، ولا تعد معصيته.
ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، إياك وأكل الربا! فإن آكله محارب لله ولرسوله، فهل تطيق ذلك؟!.
يا مَن كنت تصوم مع الصائمين، وتقوم مع القائمين، إياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا! وتذكر أخي: (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]، فغيِّر من حالك، وتُبْ من ذنوبك، وأقبل على ربك، فإنك -والله!- لا تدري متى تموت، لا تدري متى تغادر هذه الدنيا.
أما القسم الثالث فقومٌ دخل رمضان، وخرج رمضان، وحالهم كحالهم، لم يتغير منهم شيء، ولم يتبدل فيهم أمر، بل ربما زادت آثامهم، وعظمت ذنوبهم، واسودت صحائفهم، و"رَغِمَ أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له" رواه الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة.
أولئك هم الخاسرون حقا! وليس أمامهم إلا التوبةُ إلى ربهم، و تداركُ ما بقي من أعمارهم. قال الحسن البصري: "إن الله جعل رمضان مِضماراً لخلقه؛ يتسابقون فيه بطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا؛ فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون!".
أيها الصائم: لكل شيء علامة، وإن من علامات قبول العمل الصالح المواصلةَ فيه، والاستمرارَ عليه، وأن يكون حالُ العبد بعد العمل خيراً منه قبل العمل، فاحكم أنت على صيامك، هل هو مقبولٌ أم مردود؟.
ولئن انقضى رمضان، فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى الموت، قال تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، أي: الموت.
فلْنَقِفْ -أيها الأحبة- على بعض النماذج المشرقة التي سطرها أولياء الله في المداومة على العمل الصالح.
ها هو سيد العابدين وإمام المتقين -صلى الله عليه وسلم-، كان كما تقول عائشة -رضي الله عنها-: "إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً" رواه مسلم.
وكان يقول -كما في حديث عائشة المتفق عليه-: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ".
وانظر إلى الصحابة -رضي الله عنهم- كيف تلقوا هذا الهدي النبوي، وداوموا عليه، وطبقوه في شؤون حياتهم؛ ففي الصحيحين، عن عَلِي -رضي الله عنه- أَنَّ فَاطِمَةَ -رضي الله عنها- أَتَتْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ.
فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ: "عَلَى مَكَانِكُمَا"، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".
وفي زيادة عند أبي داود: قَالَ عَلِيٌّ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا لَيْلَةَ صِفِّينَ، فَإِنِّي ذَكَرْتُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقُلْتُهَا.
هكذا كانت محافظتهم على الأعمال الصالحة، حتى في أحلك الظروف، وأشد الأزمات.
وانظر إلى هذا الشابِ الأعزبِ من شباب الصحابة، كيف كان ثباته ومداومته على العمل الصالح، ففي الصحيحين، عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا أَعْزَبَ، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ.
فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ!" قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
وتمضي السنون، ولا يزال في الأمة در مكنون، فها هو السلطان العثماني محمد الفاتح يفتح القسطنطينية في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وقد روي أنهم أرادوا أن يصلوا ركعتين لله شكرا على هذا الفتح المبين، فأمر الخليفة محمد الفاتح أن لا يؤم الناسَ الا رجلٌ ما فاتته صلاُة الفجر في جماعة منذ أن عقِل.
بحثوا في الجيش، فلم يجدوا أحداً ينطبق عليه الشرط، لا من القضاةِ، ولا الوزراءِ ولا القادةِ، ولا بقيةِ الجيش، فتقدم السلطان محمد الفاتح فصلى بهم صلاة الشكر، ثم قال بعد الصلاة: أما وجدتم مَن فيه هذا الشرط من المسلمين؟ قالوا: لا، فقال: والله! لولا خوفي أن لا تقام الصلاة في يوم أعز الله فيه الإسلامَ وأهلَه لما أخبرتكم، فقد أحببت أن أُبقي هذا سراً بيني وبين خالقي، ووالله! ما فاتتني صلاة الفجرِ في جماعة منذ أن عقلت.
الله أكبر! هكذا والله تعلو الهمم، وتنتصر الأمم، وإذا خضع سلطان الأرض، نصر جبار السماوات والأرض.
وتمضي السنون، ولا يزال في الأمة در مكنون، لنقف على صفحات مضيئة من حياة العلماء العاملين، ومنهم إمام هذا العصر شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز طيب الله ثراه، وجعل جنة الفردوس مثواه، فقد ضربت مآثره أصقاع الدنيا بعلمه وعبادته وزهده وتواضعه، حتى كانت آخرُ ليلة في حياته، وهو طريح الفراش، يصارع المرض الشديد، ومع هذا كلِّه، لم يكن ليترك قيامَ الليل ومناجاتِه مولاه، فيدخل عليه ابنه أحمد بعد الساعة الواحدة ليلاً قبيل وفاته فإذا هو يقوم الليل على عادته -رحمه الله-.
عباد الله: ما أسرع ما تمضي بنا الأيام والسنون! وإن في سرعة انقضائها لعبرةً للمؤمنين.
رمضان، بالأمس القريب استقبلناه، وما أسرع ما ودعناه! صفحات الأيام تطوى، وساعات العمر تنقضي، فعلى العاقل اللبيب أن يتفكرَ في حاله ومآله، ويبادرَ بالتوبة والإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة، فالدنيا ظل زائل، وأيام قلائل، وإن المؤمن لا يهدَأ قلبُه، ولا يسكُن بالُه، حتى يضعَ قدمه في الجنة.
أعاننا الله وإياكم على الطاعات، وختم أعمارنا بالباقيات الصالحات، وجمعنا في أعالي الجنات، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوى.
عباد الله: لئن كنا ودعنا موسماً عظيماً من مواسم الطاعة والعبادة، فإن الله تعالى شرع لنا من النوافل والقربات ما تهنأ به نفوسنا، وتقر به عيوننا، ويزيد في أجورنا وقربنا من ربنا، كصيام الست من شوال، وقيام الليل، وصلاة الوتر، والمداومة على السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها، وقراءة القرآن الكريم، والمحافظة على الأوراد والأذكار.
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر".
فصيام الست من شوال سنّة مستحبّة، وفضله أنه يكمّل أجر صيام سنة كاملة، والحكمة من صيام الستّ أنها كالصلوات النوافل مع الفرائض، فهي ترقع ما شاب الصيام من نقص أو تقصير أو ذنب، كما أن في صيامها شكراً لله على توفيقه لصيام رمضان، وزيادةً في الخير، ودليلاً على حب الله وطاعته، وعلامةً على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبدٍ وفَّقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
ولا يلزم صيام الست بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حَسَب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، لكن المبادرة أفضل؛ لما فيها من استباق الخيرات، وعدم الوقوع في التسويف وعوارض الحياة.
واعلموا -عباد الله- أن من كان عليه قضاء من رمضان فعليه أن يصومه أولاً ثم يصومَ الست من شوال، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال"، والذي عليه قضاء من رمضان إنما صام بعض رمضان ولم يصم رمضان، كما أفتى بذلك أهل العلم.
كما أن من البدع التي نهى عنها أهل العلم قيام بعض الناس بصيام الست ابتداءً من اليوم الثاني إلى السابع، فإذا أفطروا في اليوم الثامن سموه (عيد الأبرار)، وهذا العيد بدعة محدثة لا يجوز اعتقادها، ويجب النهي عنها، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابِه.
فاتقوا الله -عباد الله- وقدموا لأنفسكم، وداوموا على طاعة ربكم، واعلموا أن للمداومة على العمل الصالح ثمرات وكرامات، ووسائل ومحفزات، أرجئها إلى خطبة قادمة بإذن الله تعالى.
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم...
التعليقات