المداومة على ألفاظ محددة في الخطبة:
إن المتتبع لكثير من خطباء المسلمين اليوم يكاد يجدهم متفقين على التزام بعض الألفاظ في الخطب، وقلَّ أن يتركوا هذا العادة ، حتى ربما ظن كثير من العامة أن مثل هذه الألفاظ تعد من شروط الخطبة أو من واجباتها، ومن أمثلة هذه الألفاظ :
أ . اختتام آخر الخطبة الأولى بآية ، وقبل أن يختم بهذه الآية يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، في حين إنه لا يستعيذ بالله في إيراد غيرها من الآيات .
ب . المواظبة على ختم الخطبة بقول بعضهم : أقول قولي هذا وأستغفر الله... الخ. وإن كان بعض أهل العلم يذكرها في كتبهم إلا أنه لا دليل على ما ذكروه .
ج . قول بعضهم في آخر الخطبة الثانية على سبيل الديمومة : عباد الله ، اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ... الخ .
وهناك ألفاظ أخرى كثيرة منها ما يتفق عليه كثير من خطباء العالم ، ومنها ما اتفق عليه خطباء أقطار معينة بحسب عرفهم وعادتهم في هذه الخطب.
وهذه الألفاظ قلَّ أن تختفي لدى كثير من الخطباء ، فالذي ينبغي للخطيب أن ينوِّع في مثل هذا ، لئلا يظن الناس أن هذا من الواجب، بل ترك السنة أحياناً إذا ظن بعض الناس من خلال المواظبة عليها أنها واجبة يكون مستحسنا ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" فإنه إذا ظن العامة أن المواظبة على قراءة السجدة والإنسان في فجر الجمعة من الواجب ؛ فإنه يستحب تركها أحياناً لإزالة هذا اللبس " . اهـ.
وقد قال ابن القيم رحمه الله في مثل هذا أيضاً : ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة ، يعني سورة السجدة دفعاً لتوهم الجاهلين اهـ
التعليقات