اقتباس
المُتعةُ في حياةِ المُسلم رَحبةُ المعنى، واسِعةُ المفهوم، تنشَأُ مِن أهدافٍ سامِية، وترتبِطُ برِسالةِ الدين وأخلاقِه وآدابِه؛ بل إن المُتعةَ وسِيلةٌ لتأدِيةِ الرِّسالة، وليسَت غايةً تُطلَبُ لِذاتِها، وإلا أصابَت بالمُيُوعة والوَهَن والانحِراف. المُتعةُ في حياةِ المُسلم لا تحُدُّها زينةُ الحياة الدنيا، ولا تقتَصِرُ عليها؛ بل هي مُمتدَّةٌ إلى نعيم الجنَّة الذي يُنسِي كلَّ تعبٍ ومرارةٍ في الدنيا، ولهذا كلما تذوَّقَ المُسلم شيئًا مِن نعيمِ الدنيا ومُتَعها، تبادَرَت إلى ذِهنه مُتعةُ الجنة ونعيمُ الآخرة، فحَثَّ الخُطَى شوقًا إليها، وطمعًا في بُلوغِ اعلَى درجاتِها؛...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله القائلُ: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [الرعد: 26]، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على نِعمٍ أغدَقَ بها حتى الإشباع، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له فمَن تقرَّبَ إليه شِبرًا تقرَّبَ إليه قَدرَ ذِراع، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أرسَى حقوقَ الإنسان في خُطبة حجَّة الوداع، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الذين حفِظَ الله بهم الدينَ مِن الزَّيغ والضَّياع.
أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
جعلَ الله الأرضَ للإنسان مِهادًا وفِراشًا، وجعلَ له فيها مُستقرًّا ومتاعًا إلى حينٍ، وبارَكَ فيها وقدَّرَ فيها أقواتَها، سخَّر له ما في السماواتِ والأرض، وسخَّرَ الليلَ والنهارَ، والشمسَ والقمرَ، وسائرَ مخلوقاتِه لمنافِعِ العبادِ وأنواعِ مصالِحِهم.
ومِن حِكَم تسخير المنافِعِ: تمكينُ المُسلم مِن الاستِمتاعِ بما أحلَّه الله، فيُمتِّعُ المرءُ نفسَه بطيِّباتِ الحياةِ ومتاعِها.
قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «فإن لجسَدِك عليه حقًّا، وإن لعينِك عليك حقًّا، وإن لزوجِك عليك حقًّا، وإن لزَورِك عليك حقًّا».
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 32].
وقد دعا -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى إظهار ما في دينِ الله مِن فُسحةٍ لمُتَع الحياة التي ترفعُ طاقةَ النفس، وتُحفِّزُها للعمل. فحين شاهَدَ النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- الحبشَةَ يلعَبُون قال: «لِتعلَمَ يهودُ أن في دينِنا فُسحة».
ويقولُ عليُّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-: "إن القلوبَ تمَلُّ كما تمَلُّ الأبدان، فابتَغُوا لها طرائِفَ الحِكَم".
ويقولُ أيضًا: "روِّحُوا القلوبَ ساعةً بعد ساعةٍ؛ فإن القلبَ إذا أُكرِهَ عمِي".
ويقولُ أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "إنِّي لأستَجِمُّ قلبِي باللَّهو المُباح ليكُون أقوَى لي على الحقِّ".
ورسولُنا الكريمُ -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «يا حنظَلَة! ساعةً وساعة».
قال عُمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-: "كان القومُ يضحَكُون، والإيمانُ في قلوبِهم أرسَى مِن الجِبال".
فهذا الترويحُ والاستِمتاعُ لا يُضعِفُ إيمانَهم، ولا يُفسِدُ أخلاقَهم، ولا يتعدَّى على أوقاتِ الصلاةِ وذِكرِ الله وقِراءةِ القرآن.
استِمتاعُ المُسلم بما سخَّره الله مِن المنافِعِ والخيراتِ يُبنَى على مبدأ التوازُن، ويُغذَّى بالاعتِدال، فتعيشُ الفِطرةُ فِطرتَها، وتستمتِعُ بما أباحَ الله، مع إشاعةِ السُّرور والبهجَةِ، خاصَّةً في مُناسبات الأعياد والأعراس.
يُثابُ المرءُ ويُؤجَرُ حين يُمارِسُ مُتَع الحياةِ في إطار الشرع وقواعِدِ الدين؛ قال رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «وفي بُضعِ أحدِكم صدقَة». قالوا: يا رسولَ الله! أيأتِي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال: «أرأيتُم لو وضعَها في حرامٍ، أكانَ عليه فيها وِزر؟ فكذلك إذا وضعَها في الحلالِ كان له أجرٌ».
وقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «حُبِّبَ إليَّ مِن الدُّنيا النساءُ والطِّيبُ، وجُعِلَت قُرَّةُ عينِي في الصلاةِ».
طِيبُ الحياةِ ومُتعَتُها مِن صُور تقديمِ ثوابِ الله لعبادِه المُؤمنين، قال الله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [يونس: 98].
وكلما زادَ قُربُ العبدِ مِن مولاه عاشَ مُتعةَ الحياة وتلذَّذَ بها؛ فالمُتعةُ ثمرةُ العمل الصالِح؛ قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
وأعظمُ جالِبٍ للمُتعة: لُزومُ الاستِغفار الذي به تتحقَّقُ الخيراتُ والبركات، ويُدفَعُ به البلاء، ويُدَرُّ الرِّزقُ، ونُسقَى مِن بركاتِ السماء، وتُخرَجُ لنا بركاتُ الأرض، ونُمَدُّ بأموالٍ وبنِين؛ قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10- 12].
المُتعةُ في حياةِ المُسلم رَحبةُ المعنى، واسِعةُ المفهوم، تنشَأُ مِن أهدافٍ سامِية، وترتبِطُ برِسالةِ الدين وأخلاقِه وآدابِه؛ بل إن المُتعةَ وسِيلةٌ لتأدِيةِ الرِّسالة، وليسَت غايةً تُطلَبُ لِذاتِها، وإلا أصابَت بالمُيُوعة والوَهَن والانحِراف.
المُتعةُ في حياةِ المُسلم لا تحُدُّها زينةُ الحياة الدنيا، ولا تقتَصِرُ عليها؛ بل هي مُمتدَّةٌ إلى نعيم الجنَّة الذي يُنسِي كلَّ تعبٍ ومرارةٍ في الدنيا، فالمُسلمُ يُدرِكُ أن هذه الحياة الدنيا مهما طالَت فهي إلى زوالٍ، وأن متاعَها مهما عظُم فإنه قليلٌ ومُؤقَّتٌ؛ قال الله تعالى: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ) [النساء: 77]، وقال: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) [الرعد: 26].
ولهذا كلما تذوَّقَ المُسلم شيئًا مِن نعيمِ الدنيا ومُتَعها، تبادَرَت إلى ذِهنه مُتعةُ الجنة ونعيمُ الآخرة، فحَثَّ الخُطَى شوقًا إليها، وطمعًا في بُلوغِ اعلَى درجاتِها؛ قال الله تعالى: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الشورى: 36].
الإيمانُ بالله، التوكُّلُ عليه، الصَّفحُ والعفوُ والتسامُحُ، غَرسُ الفرحة في نُفوسِ الضُّعفاء وقلوبِهم، ورسمها في عيونِهم وعلى وجوهِهم، السعيُ في حوائِجِ الناس مُتعةٌ وأيُّ مُتعةٍ.
جاء رجُلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: يا رسولَ الله! أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: «سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلمٍ، أو تكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَينًا، أو تطرُدُ عنه جُوعًا».
ومِن مُتعةِ الدُّنيا: مُتعةُ البَنِين والإخوة والأخوَات؛ فوُجودُهم أُنسٌ، وصلاحُهم غنيمةٌ، هم زِينةُ الحياة الدُّنيا وبهجَتُها، وكمالُ السعادة وأساسُها، وتزدادُ المُتعةُ مُتعةً بتقاسُمِك الفرحة مع إخوانِك ومَن حولَك، تفرَحُ لفرَحِهم وبهم، وتأنَسُ لسُرورِهم ولهم، وتتشارَكُ معهم لذَّةَ البهجةِ والفرحَةِ.
وتزهُو المُتعةُ بالنفسِ حين يُحقِّقُ المرءُ إنجازًا، ويعملُ نجاحًا، ويقطِفُ ثمرةَ تفوُّقٍ، كما يعيشُ أجَلَّ مُتعةٍ بعد الفراغِ مِن العبادة؛ فيفرَحُ في الصِّيامِ عند فِطرِه، وبالصلاةِ بعد أدائِها، وفي الحجِّ بعد أداءِ النُّسُك.
وتتعمَّقُ المُتعةُ في حياةِ المُسلم بالرِّضا بالقضاء والقدَر، واليقينِ بالله تعالى في كل ما حكَمَ وأمَرَ.
قال ابنُ مسعُودٍ -رضي الله عنه-: "إن الله بقِسطِه وعدلِه جعلَ الرَّوحَ والفرَحَ في اليقينِ والرِّضا، وجعلَ الهمَّ والحُزنَ في الشكِّ".
وقال عُمرُ بن عبد العزيز - رحمه الله -: "أصبَحتُ وما لي سُرورٌ إلا في مواضِعِ القضاءِ والقدَرِ".
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه مِن الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه وليُّ المُتقين، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.
أما بعد: فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله.
العاقلُ - عباد الله - يُقدِّرُ مُتعَ الدنيا بقَدرها، فلا يَغِيبُ عن ذِهنِه في أي حالٍ موعُودُ الله مهما بلَغَت زخارِفُ الحياة وراجَت؛ قال الله تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].
والعاقلُ يحذَرُ المُتعَ الزائِفةَ التي تُورِثُ الحسرةَ والنَّدامةَ؛ فالمعصِيةُ عاقِبتُها ذُلٌّ وهمٌّ وألَمٌ، وما زالَت عن أحدٍ نِعمةٌ إلا بشُؤمِ المعصِية؛ قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد: 11].
وأيُّ حسرةٍ أشدُّ مِن مُتعةٍ تُورِثُ غضبَ الله وسخَطَه؟! قال الله تعالى: (ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [غافر: 75، 76].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسولِ الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على مُحمدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّته، كما صلَّيتَ على إبراهيم وأزواجِه وذُرِّيَّته، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّته، كما باركتَ على إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصحبِ الكرامِ، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحَم الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكُفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا، وسائِرَ بلاد المُسلمين.
اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم مَن أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، ووحِّد صُفوفَهم، واجمَع كلِمَتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم كُن للمُسلمين المُستضعَفين في كل مكانٍ، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، اللهم إنهم مظلُومون فانتصِر لهم، اللهم إنهم مظلُومون فانتصِر لهم يا قويُّ يا عزيز.
اللهم إنا نسألك الجنةَ وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ، ونعوذُ بك من النار وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ.
اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا وما لم نعلَم.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه وجوامِعَه، وأوَّلَه وآخرَه، وظاهِرَه وباطِنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.
اللهم اغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أعلنَّا وما أسرَرنا، وما أنت أعلمُ به منَّا، انت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ، لا إله إلا أنت.
اللهم إنك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على مَن بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنِيبِين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حَوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، واسلُل سخيمَةَ قُلوبِنا، اللهم إنا نعوذُ بك مِن زوالِ نِعمتِك، وتحوُّل عافِيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سخَطِك.
اللهم ابسُط علينا مِن بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم بارِك لنا في أعمارِنا وأعمالِنا وأزواجِنا وذُرِّيَّاتِنا وأموالِنا وأهلِينا، واجعَلنا مُبارَكين أينما كُنَّا.
اللهم وفِّق إمامَنا لِما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهدِه لِما تُحبُّ وترضَى، وارزُقهم البِطانةَ الصالِحةَ يا رب العالمين.
اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرَنا، واختِم لنا بخيرٍ يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكُروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعُون.
التعليقات