عناصر الخطبة
1/ خطورة الكذب وقبحه 2/ أثر الكذب على الفرد والمجتمع 3/ أثر الإعلام سلباً وإيجاباًاهداف الخطبة
اقتباس
وفي هذه الآونة من أعقاب الزمن قد اشرأبت بأعناقها وذرت بقرنها شذوذات الأخبار وحثالات الأوابد الشرار عبر سماسرة الأكاذيب الملفقة والخيالات المزوقة المنمقة من قراصنة العقول ومروجي الإرهاب الفكري لابتزاز عقول البشر وأموال الناس في مآرب أدناس، وانخدع الأغمار بها على غير قياس.. يخبطون في مجاهل الأقوال الخوادع ويعتسفون في مطاوي البيد السخف البواقع..
الحمد الله، الحمد لله الصادق القيل.. خصنا بأفضل شريعة وأحسن تنزيل، أحمده -سبحانه- وأشكره.. وعد الصادقين بأعظم المثوبة ومزيد الفضل والتبجيل، وأوعد بالعذاب الوبيل أهل الأكاذيب والأضاليل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجو بها في دار الكرامة الظل الظليل، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله.. خير من أرسل بأزكى خصال وأسطع دليل، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه -بدور دجى الناس وأسد الغيل- ومن تبعهم بإحسان بأكرم الشيم وأقوم السبيل، وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد:
فياعباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله ذي العظمة والجلال ولزوم الصدق في الأقوال والأفعال ليتحقق لكم الخير والفلاح في الحال والمآل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].
وَإِذَا اتَّقَى اللهَ امْرؤٌ وأَطَاعَهُ *** فَيَدَاهُ بَيْنَ مَكَارِمٍ وَمَعَالِي
وَعَلَى التّقِي إِذَا تَرَسّخَ فِي التُّقَى *** تَاجَان تَاجُ سَكِيْنَةٍٍ وَجَلَالِ
أيها المسلمون: مع قمة السناء الباهر والألق الطاهر في مقاصد شريعتنا الغراء ومراميها.. إلا أنه -ومع شديد الأسف- ينبجس بين المسلمين بين الفينة والأخرى ظواهر خطيرة جديرة بالطرح والمعالجة.. وهناك أمرٌ مقلقٌ ملمٌّ وفادحٌ جللٌ مهم.. هو منكرٌ فاحشٌ في حقيقته علقمٌ في نتيجته.. خطره على الأفراد شديد وللمجتمعات مقوضٌ مبيد.. لا يستطن إلا النفوس العقيمة والأرواح السقيمة.. مشوهٌ لإشراقات الدين وجماليات الرسالة.
ولا أرى أنه بعد ذلك يخفى على شريف علمكم ولطيف فهمكم.. ذلكم -يارعاكم الله- هو الكذب وحبك الأقاويل وتلفيق الافتراءات والأضاليل، فكم أحقت باطلًا وأزهقت حقًّا وأورثت ضررا يفتك رتقا.. كيف وقد حذر المولى -سبحانه وتعالى- من ذلك في قوله -عز وجل-: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) [النحل:105].. وزجر عنه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في قوله: " كفى بالمرء كذبًا أن يحِّدث بكل ما سمع " أخرجه مسلم في صحيحه.
وَمَنْ يَجْعَل الْإِفْكَ الْعَظِيْمَ شِعَارَهُ *** تَجَرَّعَ كَأْسَ الْعَارِ طُوْلَ حَيَاتِه
وَنَادَى لِسَانُ الْحَقِّ ذَلِكَ مُكَذِّبُ *** جَزَاهُ عَلَى دَعْوَاهُ قَطْع لُهَاتِه
الكذب -ياعباد الله- عملٌ مرذول وصفةٌ ذميمةٌ من صفات النفاق وشعب الكفر -عياذًا بالله- الكذب دليلٌ على ضعة النفس ونزع الثقة وحقارة الشأن.. أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقا. وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كَذَّابا ".
وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَكَّرْتَ فِيْهِ*** بِأَذْهَبَ لِلْمُرُوْءَةِ وَالْجَمَال
مِنَ الْكَذِبِ الّذِي لَا خَيْرَ فِيْهِ *** وَأَبْعَد بِالْبَهَاءِ مِنَ الرّجَال
قال الإمام الماوردي -رحمه الله-: " والكذب جماع كل شرٍّ وأصل كل ذمٍّ لسوء عواقبه وخبث نتائجه ".. وقال الحسن -رحمه الله-: " الكذب جماع النفاق ".. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: " إياك أن تستعين بكذوب؛ فإنك إن تطع الكذوب تهلك ".
إِذَا مَا الْمَرْءُ أَخْطَأهُ ثَلَاثٌ *** فَبِعْهُ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ رَمَادِ
سَلَامَةُ صَدْرِهِ وَالصِّدْقُ مِنْهُ *** وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الْفُؤَادِ
معاشر المسلمين: يقابل ذلك -يارعاكم الله- فضيلة الصدق في النقول والأخبار، حيث يغرس الود والتراحم في القلوب ويثمر التآخي الذي لا يعتريه لغوبٌ ويتوجه بجزاء علام الغيوب ليجزي الله الصادقين بصدقهم.. قال ابن حبان البستي -رحمه الله-: " الصدق يرفع المرء في الدارين.. كما أن الكذب يهوي به في الحالين ".
كَمْ مِنْ حَسِيْبٍ كَرِيْمٍ كَانَ ذَا شَرَفٍ *** قَدْ شَانَهُ الْكَذِبُ وَسطَ الْحَي إِذَا عَمَدَا
وَآَخَر كَانَ صُعْلُوْكًا فَشَرّفَهُ *** صِدْقُ الْحَدِيْثِ وَقَوْل جَانِب الْأَمَدَا
وقال الشعبي -رحمه الله-: " عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك، واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك ".
وَإِذَا الأُمُورُ تَزَاوَجَتْ *** فَالصِّدْقُ أَكْرَمُهَا نِتَاجَا
وَالصّدْقُ يَعْقِدُ فَوْقَ رَأْسِ ***حَلِيْفِهِ بِالصّدْقِ تَاجَا
أيها المؤمنون: وفي هذه الآونة من أعقاب الزمن قد اشرأبت بأعناقها وذرت بقرنها شذوذات الأخبار وحثالات الأوابد الشرار عبر سماسرة الأكاذيب الملفقة والخيالات المزوقة المنمقة من قراصنة العقول ومروجي الإرهاب الفكري لابتزاز عقول البشر وأموال الناس في مآرب أدناس، وانخدع الأغمار بها على غير قياس.. يخبطون في مجاهل الأقوال الخوادع ويعتسفون في مطاوي البيد السخف البواقع؛ يرجون النضار العميم والنسب الجميم دون عقلٍ حارسٍ نقاد أو فؤادٍ زكيٍّ وقّاد..
فيالله.. وياحسرةً على عباد الله.. آلا من سوق للمؤمنين الغافلين الخسف والسراب؛ فقد انتبذ في الجرم والصفاقة مكانًا قصيّا، وأتى من البهت والغش أمرًا فريّا، فياويح هؤلاء وياشناعة جرم أولئك؛ فالويل كل الويل لهم (وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) [الجاثية:7].
إخوة الإيمان: إن الذين يهروعون حيال نبأة كل مارقٍ ويشخصون تلقاء هتفة كل ناعٍ ويسلمون مقادة عقولهم لكل نبأ أفّاكٍ ولكل وبيصٍ زائل، بل ويكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع لهم الذين ينكثون عرى مجتمعاتهم المتينة ويزرون بشموخ أمتهم السامية بالمطامع الكوالح والأهواء الخلة الأثيمة.. التي ما إن تنجلي حقائقها حتى يبدو الغر في همٍّ ناصبٍ وكدرٍ لازب:
سقَامُ الْإِفْكِ لَيْسَ لَهَا دَوَاءُ *** وَدَاءُ الْبُُهْتِ لَيْسَ لَهُ طَبِيْبُ
أمة الإسلام: إن إلغاء العقل وترك التثبت حيال الأخبار المتهافتة وتهميش إسبار التمحيص هو إذكاءٌ للهب الأباطيل الدخيلة على هذه الأمة الدراكة الألمعية.. التي لا يزكو فيها - بحمد الله- إلا أطيب الكنى وأشذى الطيوب.. والمسلم الحصيف الأحوذي ينشز بنفسه عن تلكم السفاسف والأغاليط التي لا تتقحم إلى عقول الدهماء والرعاع.
إنه العجب العجاب.. دجل وأكاذيب في قديم مكائن، بل هو -إي وربي- زورٌ أخطر في كمائن، بل لعل بعضهم يتعمد تجارة الوهم وترويج الأكاذيب في شهر معين ولون مبين، وكفى بذلك إزراءً وانهزامية..
فيا سبحان الله -عباد الله- أين النهى والألباب؟! أين الوعي والسداد واليقظة والرشاد؟! بل أين الهمم العالية والقلوب الواعية والنفوس الشماء السامية؟! أين مزاحمة الشهب في الآمال الجلائل التي تملأ الآفاق وترنو لها شوقًا الأنظار والأحداق في عالمٍ استحكمت فيه للدين غربة، وتطاول المنطيق وعلت راية الكذوب وتوارى بصدقه الصديق؟!.
وايم الحق.. إن الأمر في بعض جوانبه لأنزل رتبةً وأقل اعتبارًا من أن يناقش بحجةٍ أو يُتناول برأي.. لكنه التوارد لإبراء الذمة وكشف الزيوف والإسهام النابض بقضايا الأمة وواردات المجتمع، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين.
أحبتي الأكارم: أفكلما أكذوبةٌ عَفَتْ وباقعة دبت أهطع لها أقوامٌ في قرنٍ وهيام وسهومٍ يقتاد الأوهام.. خبروا -يارعاكم الله- أنَّى يستنيم المسلم الزكن لخداعٍ ويستكين لأطماع؟! وأنَّى يستجيب اللبيب الرشيد لأكاذيب الزماع فيعش سادرًا في أحلامٍ ورديةٍ عالها في آفاقٍ نرجسية؟! أما كفت وعظًا وكوت رمضًا أسهم الهم ومساهمات الوهم التي جرّت الخسائر والحزازات والغصص والندامات؟ ولكن ياليت قومنا يعلمون.. يقول -عليه الصلاة والسلام-: " لا تكونوا إمعة.. تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنِّوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا " أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
إخوة العقيدة: إن النسيج الاجتماعي المتراص الفريد يتعرض -عبر أكذوبات تقيمه وتخلخله- لامتحانٍ عسيرٍ جد عسير.. أخفق فيه الوعي المادي والنضج الثقافي للتسطيح الفكري الضحل لدى كثير من الفئام؛ وذلك ما يدعو -وبتضافر الجهود- إلى وقفةٍ إصلاحيةٍ مجونها صقل الفهوم وسحجها والسمو بها في معارج الوعي الراشد والاسترخاء المسدد كي لا تكون نهبةً لجلاوذة الترهات الصدئة ومفتَرَسًا سائغًا لأكذوبات الهراء الغث التي تهدر الإمكانات وتشعب الجهود والملكات، بل وتفسح المجال بعلم أو بغفلة لتسلم الانحرافات والموبقات، وحينئذ فالعزاء كل العزاء على شم المجتمعات وسابق الحضارات.
إخوة الإسلام: وذلك الصدق والاعتلاء على هدي الوحيين الشريفين مدرجة متينة لتأصيل الوعي المزدهر في الأمر والفكر البصير الناقد والرأي الحنك الراجح.. به سنصدر - بإذن الله- على رُبَا النهوض والكمال ومقومات السؤدد والجلال، وإبان ذلك قل يامحب وأنت على وثوقٍ وئيد: سيتحقق لأمتنا الشهود الحضاري العالمي والسبق في كل أفقٍ علمي ومعرفي، وما ذلك على الله بعزيز.
وبعد -أمة الصدق والأمانة- وما كل ما سبق وانتظم وزبر واستتم من محاسن الصدق ومساوئ الكذب إلا لما لهما من آثار وعواقب على الأفراد والمجتمعات.. فكم هي في تاريخنا المشرق الوضاء آثار الصدق ونماذج الصادقين.. فهذا نبي الله يوسف الصديق وذلكم هو نبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- الصادق الأمين القدوة العظمى والأسوة الحسنى.. بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم- في عظيم صدقه.. وها هو الصديق أبو بكر -رضي الله عنه-: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر:33]، وهؤلاء الثلاثة الذين خلفوا عن (غزوة تبوك) ما أنجاهم إلا صدقهم..
واليوم.. هيهات هيهات أن تنتظم شئون الأُمم ومسلك السبيل الأَمَم إلا بقدر إعلائها رايات الصدق والتزامه في كافة مجالاتها وميادينها وتربية النشء وبناء الأجيال عليها، وحينئذٍ ترتقي الأمة علياء عزها ومدارات مجدها
لَا يَأْلَفُ الْمَجْدَ إِلّا السّادةُ النُّجُبَا *** وَلَا الْمَعَالِي إلّا مَنْ لَهَا اتَّخَذَا
وبذلك تقطع الأمة على أعدائها نهز كيدها والإيضاع خلالها لتفريق شملها وإفساد ودها، وتسد القوى أمام الكذبة الأفاكين ممن يرهقون المجتمع غررا ويجعلونها نهبًا وغرضا.
ألا فاتقوا الله -عباد الله- واستمسكوا -يارعاكم الله- بالصدق في كل قضية، وتحروه في كل مسألةٍ جليةٍ وخبية لترسخ في المجتمع دعائمه وتشمخر في دنيا الواقع معالمه، والله - عز وجل- يقول: (... فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ) [محمد:21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين والمسلمات من جميع الذنوب والآثام والخطيئات؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه ولي المغفرة والرحمات.
الخطبة الثانية:
الحمد لله لا يقول إلا صدقا ولا يعد إلا حقا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. جعل الصدق من شيم الخلق الكريم وقواعده ومعالم المجتمع الفريد وفراقده.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله الصادق الأمين.. حذر من الكذب وروافده، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه دعاة الحق ومعاقده، و التابعين ومن تبعهم بإحسان في أول الأمر وبادئه وآخره وعائده.
أما بعد: فاتقوا الديان -عباد الرحمن-، والزموا الصدق فإنه مرقاةً للنعم، ولا تقربوا الكذب فإنه مرداة في النقم.
إخوة الإيمان: ولكي تعوج الأمة بالدواء وينحسم عضال الافتراءات الشنعاء فإنه لا بد من تقويم صعر الأفكة المحترفين ومقاضاة نسجة الأكاذيب والأفاكين وإشعال مجامر الوعي والتبصر لدى أجيال المسلمين.. ويحرز شرف السبق وغاية الفضل في ذلك المقام العظيم العلماء والدعاة ورجال الحسبة البناة وأصحاب الفكر النبلاء وحملة القلم الوجهاء.. مع التأكيد على تأصيل معاني الصدق في النفوس وفقه الكسب الحلال وخفض الأفكار الهزيلة البائسة المروجة للثراء العاجل والربح السريع.. زعموا.
هذا، وإن الأمر الذي لا يسأم تكراره ولا يمل إزجاؤه وإقراره تعميق الشعور والمسئولية بنموذجية وفرادة هذه الديار المباركة لكونها مهبط الرسالة ومثابة الأمن والسلام والنور الوضاء بالهداية والرحمة للعالمين، وأن لا مجال في ربوع العقيدة لطائف الكذب والافتراء ورواج الاستغفال والاستبزاز.. وإن المحافظة على أمنها الفكري والاجتماعي والاقتصادي من آكد الواجبات وأحسنها وآلق المثل وأمثلها..
يؤكد ذلك ويوطده الإعلام بكافة قنواته لما له من الأثر البليغ الزخار في صياغة الوعي الإسلامي والحس الاجتماعي في الأمم، كما له الحظ الوافر في وأد الأكاذيب وتفنيدها وطمس الافتراءات وتبديدها إن توج بالمنهج الشرعي الحكيم، وإلا كان الوسيلة الهدامة أين كان البناء شامخًا عتيدًا في عالمٍ طغى فيه الدجل الإعلامي عبر القنوات والفضائيات وتراديد شبكات المعلومات الذي يقلب الحقائق ويلبس على الرعاع؛ فيضع الرموز والأعلام ويرفع الرويبضة والأقزام ويغري بالرذيلة ويزري بالفضيلة..
فيالله! كم قلب من حقائق وأفسد من عقول مما يقتضي هبةً جادةً للصدق مع الله.. للصدق مع الله ثم الصدق مع النفس، والصدق في إصلاح أحوال الأمة في كافة مجالاتها، والله المستعان.
كلل الله الجهود بالتوفيق، وحقق الآمال ودفع الشرور والأوجال، وبارك المسالك وأتم النعم الجزال؛ إنه هو الكبير المتعال وهو ولي التوفيق والإفضال.
ألا وصلوا وسلموا رحمكم على أصدق الخليقة شيمةً وخلةً وأجملهم مهابةً وحلةً كما أمركم الباري في أقوم كتاب وأعظم ملة، فقال -تعالى- قولًا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]
اللهم فياربنا:
صَلِّ عَلَيْهِ بَعْدَدِ الرَّمْلِ مُتفقَا *** وَعَدَدِ نَبْتِ الثّرَى والوابلِ السّجمِ
عَلَيْهِ أَزْكَى صَلَاةٍ دَائِمًا أَبَدَا *** وَالَآَلِ والصّحْبِ فِي بَدْءٍ وَمُخْتَتَمِ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يارب العالمين.. اللهم وفقه وولي عهده ونائبه الثاني وإخوانه وأعوانه إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين وإلى ما فيه الخير للبلاد والعباد يامن له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
اللهم فرِّجْ هم المهمومين من المسلمين، ونفِّسْ كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعيننا من الخيانة وألستنا من الكذب، اللهم اسلك بنا سبيل الصادقين الأبرار وجنبنا طريق الكَذَبة الأشرار ياعزيز ياغفار.. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك أن تنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ياذا الجلال والإكرام.. اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين والصهاينة المحتلين، اللهم احفظ المسجد الأقصى من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
التعليقات