القضية الفلسطينية

ناصر بن محمد الأحمد

2015-02-17 - 1436/04/28
عناصر الخطبة
1/استمرار مأساة الشعب الفلسطيني 2/انكشاف عورة الدول الغربية وجمعيات حقوق الإنسان 3/حقيقية الصراع بين المسلمين واليهود كما يصوره الشرع والتاريخ 4/وجوب الدفاع عن القدس وفلسطين 5/التبشير بالنصر6/دعم ومساندة الدول الغربية للمحتلين الصهاينة 7/خذلان الأنظمة العربية للشعب الفلسطيني 8/بعض واجبات المسلمين تجاه القضية الفلسطينية
اهداف الخطبة

اقتباس

إن قضيتنا مع اليهود قضية تاريخية، والمسألة مسألة شرعية، والقضية قضية عقائدية، اليهود لا يمكن مسالمتهم أبدًا، وليس لهم عهد ولا ميثاق، رغم أنف الذين يريدون أن يعقدوا معهم عهدًا وميثاقًا، فهم يهود مثلهم، اليهود لا يؤمن شرهم، اليهود لا يؤمن مكرهم، اليهود خلق نجس ورجس شيطاني، اليهود أعوان إبليس، اليهود سبب شقاء البشرية، مع...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

عباد الله: إن قلب المسلم ليتقطع وهو يتابع أخبار المسلمين في فلسطين، حتى إنه في بعض الأحيان يكاد يعزم على عدم متابعة الأخبار، لا يكاد يغيب شمس أي يوم إلاّ والقتلى بالعشرات، والوحشية اليهودية تعدت كبار السن، فوصلت الأطفال، ولعل العالم كله رأى منظر تلك الطفلة، والتي لا يتجاوز عمرها أربعة أشهر، وقد قتلت بالرصاص، ناهيك عن مدرسة للأطفال، وقد قصفت والعالم كله شرقيه وغربيه يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه.

 

لقد انكشفت عورة الدول الغربية، وبانت سوأتها، عندما ادعت حماية حقوق الإنسان، وهي تتفرج على ما يحصل على أرض الإسراء راضية بذلك، بل داعمة لكل ما يحصل من وحشية وإجرام، بل إن دولة اليهود تمارس اليوم أنواعًا من الاستفزاز، الاستفزاز لجميع المسلمين على مرأى ومسمع من العالم كله، وبمباركة من الصليبين الغربيين، وفي مقدمتهم دولة عاد.

 

أيها المسلمون: إن أمة يهود أمة ملعونة في كتاب الله وعلى لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هذه الأمة الملعونة هي التي تعتدي اليوم على مقدسات المسلمين، وعلى دمائهم وبيوتهم، وأولادهم،

 

إن قضيتنا مع اليهود قضية تاريخية، والمسألة مسألة شرعية، والقضية قضية عقائدية، اليهود لا يمكن مسالمتهم أبدًا، وليس لهم عهد ولا ميثاق، رغم أنف الذين يريدون أن يعقدوا معهم عهدًا وميثاقًا، فهم يهود مثلهم، اليهود لا يؤمن شرهم، اليهود لا يؤمن مكرهم، اليهود خلق نجس ورجس شيطاني، اليهود أعوان إبليس، اليهود سبب شقاء البشرية، مع غيرهم من ألوان الكفر والشرك في الأرض، يقودهم إبليس إلى جهنم وبئس المصير، اليهود أعداؤنا، كرههم في قلوبنا، جهادهم عبادتنا وقربتنا إلى الله، اليهود كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)[البقرة: 217].

 

هؤلاء الذين أظهر الله مكرهم، أظهر الله بغضهم، كشف الله سترهم وشرهم، أثبتت الأحداث وما تزال تثبت كل يوم استمرار عداوة اليهود للمسلمين، وكلما قارب السلم المزعوم على الانعقاد يجري الله حدثًا، فتتفجر الانتفاضة من جديد.

 

أيها المسلمون: يجب أن يُعلم، ويقال بصراحة: إن هذه الأمة لم تُمكّن أصلاً إلى اليوم من مواجهة اليهود، اليهود لم يواجهوا إلى الآن أمة الجهاد، ولم يمكّن لكثير من الذين تسيل دموعهم شوقًا إلى الجهاد في سبيل الله، لم يمكنوا من إظهار حقيقة جبن اليهود وأعوانهم.

 

لا بد للأمة أن تعلم: أن الهزائم المتكررة المعاصرة التي حصلت للمسلمين المستضعفين على يد اليهود كانت هزائم أنظمة، وليست هزائم شعوب، كانت هزائم لرايات جاهلية، ولم تكن الرايات التي رفعت في يوم من الأيام في مواجهة دولة ما يسمى بإسرائيل رايات إسلامية، وإنما كانت رايات جاهلية إما قومية أو ناصرية أو بعثية، وأحسن أحوالها أنها علمانية، وحينما تُرفع الرايات الإسلامية الصحيحة -بإذن الله تعالى- سينكشف حقيقة اليهود، وسيدخلون في جحورهم كما دخلت الشيوعية، ودخل الروس في جحورهم، عندما واجهوا رايات إسلامية صحيحة في أرض أفغانستان من قبل، واليوم على أرض الشيشان الصامدة.

 

أيها المسلمون: إن بيت المقدس والأرض المباركة في خطر عظيم، والعمل من أجل إنقاذها وتطهيرها فريضة شرعية، وواجب ديني، يستنهض عزم أبناء الأمة، وبذل كل الجهود والوسائل لإحقاق الحق، ونصرة القضية.

 

إن قضية فلسطين هي أم القضايا، بل إن فلسطين هي المؤشر على القوة العالمية المهيمنة عبر التاريخ البشري، فالذي يحكم فلسطين هو الذي يحكم العالم، فيوم حكم الرومان فلسطين حكموا العالم، ويوم حكم المسلمون فلسطين حكموا العالم، ويوم حكم اليهود فلسطين حكموا العالم عبر الولايات المتحدة الأمريكية، ويوم يعود المسلمون ليحكموا فلسطين، وهو يوم قادم لا نشك في ذلك بخبر الصادق المصدوق، فسيحكمون العالم: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولن يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله".

 

أيها المسلمون: إن النصر قادم لا محالة بنا أو بغيرنا: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة: 33].

 

ودين الله منصور بنا أو بغيرنا: (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[التوبة: 39].

 

والحق سيعلو على أيدينا أو أيدي غيرنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ)[المائدة: 54].

 

والباطل سيزهق بجهودنا أو بجهود غيرنا: (هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[محمد: 38].

 

ولكن لماذا لا يطلب المسلم الخير لنفسه؟ لماذا لا يكون لبنة في طريق النصر وسهمًا من سهام الحق وأداة لإزهاق الباطل؟

 

عباد الله: ينبغي أن نعلم: بأن وجود اليهود الآن على الأراضي المقدسة، إنما هو بحبل من الله وحبل من الناس، كما قال الله -سبحانه-: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ)[آل عمران: 112].

 

وحبل الله -جل وتعالى-هو قدره النافذ، وحكمته البالغة، ومشيئته بأن يكون لليهود وجود على هذه البقعة من الأرض.

 

أما الحبل من الناس، فهي بعض الحبال البشرية التي تمكن لليهود، فمنها:

 

1- الحبل الأوروبي: فقد كان لأوروبا دور كبير في تمكين اليهود على أرض فلسطين منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث قضوا على الخلافة الإسلامية في تركيا، وقسَّم اتفاقية سايكس بيكو البلاد إلى دول وأقطار مستعمرة، وتعهدت إنجلترا بإقامة وطن يهودي على أرض فلسطين، فأصدر وزير خارجيتهم بلفور وعده المشؤوم لليهود، وامتد الحبل الإنجليزي واشتد، حتى أقام اليهود ما يسمى بدولة إسرائيل، وما زال هذا الحبل ممتداً إضافة إلى حبال الدول الأوروبية الأخرى.

 

2- الحبل الأمريكي: عمل اليهود على تأمين حبال أخرى لهم بجانب الحبل الأوروبي خشية ضعفه أو انقطاعه؛ لمعرفتهم بعجزهم بدون هذه الحبال، فأوجدوا الحبل الأمريكي الذي يمدهم بكل شيء، ويتعامل معهم وكأنهم ولاية أمريكية، والدعم الأمريكي اليوم لليهود واضح كالشمس لا يحتاج إلى برهان، فها هي صحفهم تنشر مقدار الأموال والميزانيات الضخمة التي تخصصها أمريكا سنوياً لدولة ما يسمى بإسرائيل.

 

ويكفيك أن تعرف وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 48م أعلن الرئيس الأمريكي في وقتها "هاري ترومان" اعترافه بهذه الدولة الوليدة قبل أن تطلب منه إسرائيل ذلك رسمياً، ثم بادرت الولايات المتحدة بتقديم منحة مالية لإسرائيل قدرها مئة مليون دولار، وهي تعادل ميزانية مصر والعراق ودول بلاد الشام مجتمعة في ذلك الوقت، ناهيك عن أحدث الأسلحة الأمريكية التي تزود بها إسرائيل أولاً بأول.

 

3- الحبل الروسي: إن الشيوعية صناعة يهودية، وأيدي اليهود في روسيا ودول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق واضحة، وقد تمثل هذا الحبل في اعترافهم بإسرائيل، وبقدوم مئات الآلاف من اليهود من تلك البلاد للاستيطان في فلسطين المحتلة.

 

4- الحبل العربي: ويتمثل بحالة الانهزامية التي تسود العالم العربي، وبهرولة الكثيرين نحو الاستسلام لليهود، والجلوس معهم على موائد مفاوضات ما يسمى بالسلام، ولا ندري ما هو هذا السلام الذي يريدون؟ هل هو سلام من طرف واحد؟

 

ندع الجواب لهم، لكن الذي نعلمه ونعتقده: أن جميع هذه الحبال ستتقطع -بإذن الله- في يوم من الأيام، وسيعود المسلمون إلى دينهم، وسينتصرون على اليهود ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)[المعارج: 6 - 7].

 

أيها المسلمون: سؤال يرد على النفس دائماً لا نجد له جواباً: هذه الأسلحة الضخمة الموجودة عند جميع الدول الإسلامية والعربية، هذه الطائرات القديمة والحديثة، وهذه الصواريخ وهذه الترسانات، وهذه الأعداد الضخمة من الجيوش والرجال وما يخصص لها سنوياً من ميزانيات هذه الدول، وتكون في أحايين كثيرة على حساب أمور ضرورية عند بعض الشعوب، ناهيك التدريبات اليومية لهؤلاء الرجال وهذه الجيوش، والدورات التي تعقد لهم، وبين آونة وأخرى نسمع بمناورات بين دولة وأخرى، السؤال: لمن يعد كل هذا؟ هذه الأسلحة تجهز لمن؟ وهذه الجيوش تدرب لمن؟ فإذا لم تستخدم ضد اليهود فلمن أعدت؟ وإذا لم توجه لليهود وفي أصعب الظروف التي تمر بالأمة فلمن أعدت؟ هذه الترسانات إذا لم تستخدم ضد دولة ما يسمى بإسرائيل، ومن يعاضدها من الدول النصرانية المشركة الحاقدة، فلمن تجهّز هذه الأسلحة ومتى ستستخدم؟

 

"إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

 

وصدق الشاعر حين قال:

 

السيف أصدق إنباءً من الكتب ***  في حده الحد بين الجد واللعب

 

وقديمًا قيل: "إذا لم تنفع الكتب تعينت الكتائب".

 

فاللهم ابعث للدين ناصرًا، اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك الزيغ والعناد، وانشر رحمتك على العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.

 

بارك الله...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله...

 

أما بعد:

 

أيها الإخوة في الله: إن قضية فلسطين أصبحت من القضايا، ومع كل أسف الكلام فيها متكرر، والناس قد ملت من الكلام، والشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها لا تملك إلا الحديث والتعبير عما يدور في خاطرها، لكن ثمة أمور يمكن أن نساهم فيه جميعاً، وأن نقدم شيئاً لإخواننا في فلسطين أو لغيرهم في أية قضية أخرى نوجزها في النقاط التالية:

 

أولاً: نشر الوعي العقدي في الأمة قاطبة، والعقيدة الصحيحة على كافة المستويات، لا سيما عقيدة الولاء والبراء، وأن نعلنها إسلامية.

 

نعلنها -أيها الإخوة- أنها معركة إسلامية، وأن نعلم أن كل ما يحصل مع ما يسمى بإسرائيل، فإنه لم يمثَّل فيه الإسلام، ولم نسمع فيه، قال الله، ولا قال رسوله، أو أن القدس إسلامية.

 

نعم، إن القضية إسلامية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، ولا العرب وحدهم، ولا المسلمين المعاصرين فقط، بل هي قضية إسلامية تهم كل المسلمين إلى قيام الساعة، وهذه قضية يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

ثانيًا: يجب توحيد صفوف أهل السنة والجماعة في جميع أنحاء العالم على منهج صحيح واضح، هو منهج السلف الصالح النقي الخالي من الشوائب.

 

ثالثًا: التنبه الشديد لمسألة التطبيع مع اليهود، وأكذوبة السلام، وإحياء الآيات والأحاديث.

 

نعم، لا بد أن نحيي الآيات والأحاديث التي تبين موقف المسلم من اليهود والنصارى، وتبين خبث اليهود وخبث النصارى، وهذا الدور يمكن أن يقوم به كل العلماء، وطلاب العلم، وشباب الصحوة دون استثناء.

 

رابعًا: يجب أن نبعث التفاؤل في الأمة، وأن نذكرها بوعد الله -تبارك وتعالى-، حتى لا يدب اليأس إلى قلوب الكثيرين.

 

خامسًا: يجب علينا أن ننشِّط الدعوة إلى الله في كل مكان، وأن نرصد خطط الأعداء وحركات المتآمرين، وهذه أيضاً يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

سادسًا: الوقوف الحقيقي بكل قوة مع الشعب الفلسطيني المقهور المظلوم الذي صودرت حريته داخل أرضه، وأن نمده إمدادًا متواصلاً بالدعوة إلى الله، والكتب والمال، وجميع المساعدات، وكل ما يحتاجه في جهاده مع اليهود، وأن نحرص على إبقائه شوكة في حلق اليهود في الأرض المحتلة، وأن نسعى في زيادة عدده، وهذا ما يفقد إسرائيل توازنها البشري والسياسي والمعنوي.

 

إن الغرب الفجار يتبرعون لإخوانهم اليهود في إسرائيل بمئات المليارات، فأين نحن عن الفلسطينيين -والله المستعان-؟

 

وهذه أيضاً يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

سابعاً: يجب علينا محاربة الترف ومحاربة الإسراف والفراغ الذي تعيشه هذه الأمة، وأن نحشد كل طاقاتنا لمواجهة هذا العدو الحقود.

 

إن المعركة -يا عباد الله- ليست معركة غالب مغلوب، ولكنها معركة وجود أو عدم.

 

ثامناً: لا بد من إعادة الفريضة الغائبة فريضة الجهاد في سبيل الله، لا بد أن نمتثل قوله تبارك وتعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)[الأنفال: 60].

 

لا بد من التربية الجهادية، لا بد أن يعلم كل أحد ينتمي إلى الإسلام أن العزة لهذه الأمة مربوطة بالجهاد في سبيل الله، ولا بد أن نحفِّظ أنفسنا ونساءنا وأطفالنا وشيوخنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم"[رواه أبو داود عن ابن عمر -رضي الله عنهما-].

 

وقد أثبتت التجارب أن اليهود لا ينصاعون لعهد، ولا ينقادون لميثاق، وأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يرجع إلا بالقوة، إنه لا حل لقضية فلسطين إلا بإعلان الجهاد الإسلامي، وهو كما قلنا لم يحصل إلى الآن، والأمة بانتظاره: (قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)[الإسراء: 51].

 

غضَّ المفاوضَ صوته فتكلمي *** بلسان نار يا كتائب أو دم

لم يفهم المحتل من خطبائنا *** فلتُفهمي المحتل ما لم يفهم

ما أيد الحق المضاع كمنطقٍ *** تدلي به شفة السلاح الأبكم

تتحرر الأوطان بالدم وحده *** إن الخطابة رأس مال المعدم

بثوا له الأشواك إن يمشي وإن *** يشرب فشربوا ماءه بالعلقم

دعوه إن يلفظ يعش فزعاً وإن *** يرقد بغارات الكتائب يحلم

حتى يظن النار حشو رغيفه *** فإذا تناوله تفجر في الفم

 

تاسعاً: الدعاء، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: "وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم، بدعائهم".

 

الدعاء سلاح المؤمن: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[النمل: 62].

 

والآيات والأحاديث في فضله وأهميته كثيرة، فندعو لإخواننا المسلمين، وندعو على عدونا، وندعو لدين الله بالتمكين، وهذه أيضاً يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

عاشراً: دراسة تاريخ القدس وتدريسه في المساجد والحلق؛ لأن الدراسة المنهجية في المدارس لا تكفي، فيجب معرفة القضية المعرفة التفصيلية، وربطها بجذورها الإسلامية، وعدم جعلها قضية خاصة بالفلسطينيين وحدهم، ولا بالغرب وحدهم، بل هي قضية المسلمين جميعًا.

 

الحادي عشر: دراسة أسباب البلاء ومعرفة مكمن الخطر، ونقاط الضعف فينا، ومن أين أوتينا، فتشخيص الداء أعظم معين على صرف الدواء، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.

 

الثاني عشر: تجديد الولاء والبراء في نفوس الأمة، وصرف الولاء في المسلمين والبراء من الكافرين، واستبانة سبيل المجرمين: (وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)[الأنعام: 55].

 

وهذه أيضاً يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

الثالث عشر: تحديث النفس بالغزو: "من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".

 

"إن بالمدينة لأقوامًا ما سرتم مسيرًا أو قاطعتم واديًا إلا شاركوكم في الأجر، حبسهم العذر".

 

وهذه أيضاً يمكن أن يشارك فيها الجميع.

 

الرابع عشر: يجب على الأمة المسلمة ضرب اقتصاد عدوها بسحب أرصدتها منه، وهي الأرصدة التي أهينت الأمة المسلمة بسببها، فكم تدخل عدونا وفرض سياسته الماكرة على دول مسلمة فقيرة بفعل الضغط المالي الذي يمارسه عليها عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي يهيمن عليه الغرب، ومن سار في فلكهم، ويُدعم أكثره بكل أسف من أموال الدول الإسلامية الغنية، فأموال المسلمين تعطى لعدوهم ليسيطر ويتدخل في سياسات دول مسلمة أخرى، ويفرض عليهم ما يريد، فمتى يكون صندوق النقد الإسلامي أو الدولي بأيدي المسلمين؟

 

اللهم رحمة...

 

 

المرفقات
القضية الفلسطينية.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life