عناصر الخطبة
1/منزلة الصلاة في الإسلام 2/قصة فرض الصلاة 3/مراحل تشريع الصلاة 4/فضائل الصلاة.

اقتباس

الصَّلَاةُ أَعْظَمُ الْفَرَائِضِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ، وَهِيَ عَمُودُهُ الَّذِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهَا، وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَهَا، وَمَنْ ضَيَّعَهَا؛ فَقَدْ ضَيَّعَ دِينَهُ، وَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ..

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَا يُبْصِرُونَ مِنْ نِعَمِ اللهِ -تَعَالَى- إِلَّا النِّعَمَ الدُّنْيَوِيَّةَ الْحِسِّيَّةَ؛ كَالصِّحَّةِ، وَالْعَافِيَةِ، وَالْمَالِ، وَالْوَلَدِ، وَغَيْرِهَا، وَيَغْفُلُونَ عَنِ النِّعَمِ الدِّينِيَّةِ الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ -تَعَالَى- لَهُمْ، وَهَدَاهُمْ إِلَيْهَا، وَهِيَ أَعْظَمُ أَثَرًا عَلَى الْعِبَادِ، وَأَكْثَرُ نَفْعًا لَهُمْ؛ فَلَا يَرَوْنَ فِيهَا إِلَّا أَنَّهَا تَكَالِيفُ شَرْعِيَّةٌ، وَفَرَائِضُ رَبَّانِيَّةٌ يُؤْجَرُونَ عَلَى أَدَائِهَا، وَيُعَاقَبُونَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِيهَا، وَقَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُدْرِكُ الْمَعَانِيَ الْعَظِيمَةَ لِهَذِهِ الْفَرَائِضِ وَالْعِبَادَاتِ، وَأَثَرَهَا فِي صَلَاحِ قُلُوبِ الْعِبَادِ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَجَلِّ مَا افْتَرَضَهُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ؛ فَرِيضَةَ الصَّلَاةِ؛ فَهِيَ جَنَّةُ الدُّنْيَا الْمُوصِلَةُ إِلَى جَنَّةِ الْآخِرَةِ.

 

وَهِيَ أَعْظَمُ الْفَرَائِضِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ، وَهِيَ عَمُودُهُ الَّذِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهَا، وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَهَا، وَمَنْ ضَيَّعَهَا؛ فَقَدْ ضَيَّعَ دِينَهُ، وَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ.

 

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَكَانَةِ الصَّلَاة، وَعَظِيمِ مَنْزِلَتِهَا: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- بِهَا، وَهُمْ أَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ -تَعَالَى-، وَأَعْلَمُهُمْ بِهِ -سُبْحَانَهُ-.

 

وَأَمَّا فَرْضُ الصَّلَاةِ؛ فَقَدْ كَانَتْ مِنْ أَوَائِلِ الْأَعْمَالِ الَّتِي دُعِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِإِقَامَتِهَا، وَجَاءَ فِي بَعْضِ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ الْأَمْرُ بِهَا؛ كَمَا فِي سُورَةِ الرُّومِ؛ (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ)[الرُّوم:31].

 

بَلْ إِنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ وَهِيَ: (اقْرَأْ)، جَاءَ فِي تَكْمِلَتِهَا بَعْدَ نُزُولِ الْمُدَّثِّرِ؛ (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)[العلق:19]؛ فأَطْلَقَ -سُبْحَانَهُ- السُّجُودَ وَأَرَادَ الصَّلَاةَ؛ لِأَنَّ السُّجُودَ أَخَصُّ صِفَاتِهَا، وَرَبَطَ بَيْنَ السُّجُودِ وَالِاقْتِرَابِ مِنَ اللهِ -تَعَالَى-، وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ أَنَّ الصَّلَاةَ أَعْظَمُ قُرْبَةٍ إِلَى اللهِ -تَعَالَى-؛ إِذْ وَجَّهَ إِلَيْهَا رَسُولَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ، وَقَدْ دَلَّتْ سِيرَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي هُوَ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ صَلَاتَيْنِ: الْأُولَى: فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، وَالثَّانِيَةُ: فِي آخِرِهِ، قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ.

 

ثُمَّ كَانَ تَتْوِيجَ الصَّلَاةِ مَا وَقَعَ فِي الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ، لَمَّا صَعِدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى؛ فَأَخَذَ فَرِيضَةَ الصَّلَاةِ عَنْ رَبِّهِ -جَلَّ جَلَالُهُ- مُبَاشَرَةً بِلَا وَاسِطَةٍ، وَكَلَّفَهُ اللهُ -تَعَالَى- بِهَا خَمْسِينَ صَلَاةً، ثُمَّ خَفَّفَهَا لِتُصْبِحَ خَمْسًا فِي الْأَدَاءِ وَخَمْسِينَ فِي الْأَجْرِ وَالْمَثُوبَةِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَفَرَضَ اللهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ-: مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ لِي مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ-: فَرَاجِعْ رَبَّكَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ- فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ؛ فإن أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَكَانَتِ الصَّلَاةُ الرُّبَاعِيَّةُ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أُتِمَّتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ إِلَى أَرْبَعٍ، وَبَقِيَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: أَنَّهَا قَالَتْ: "فُرِضَتِ الصَّلاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ في الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ؛ فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ وَزِيدَ في صَلَاةِ الْحَضَرِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

 

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: "رُوِيَ أَنَّ الصَّلَاةَ أَوَّلَ مَا فُرِضَتْ كَانَتْ رَكْعَتَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَيْنِ بِالْعَشِيِّ، ثُمَّ فُرِضَتِ الْخَمْسُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَكَانَتْ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ؛ فَلَمَّا هَاجَرَ أُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ تُكْمَلُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، فَكَانُوا أَوَّلًا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا تَشَهُّدٌ، ثُمَّ أُمِرُوا بِالتَّشَهُّدِ؛ وَحُرِّمَ عَلَيْهِمُ الْكَلَامُ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ لَهُمْ أَذَانٌ، وَإِنَّمَا شُرِعَ الْأَذَانُ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ" اهـ.

 

هَذَا؛ وَقَدِ اسْتَقَرَّتْ صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ، وَلَا زَالَتْ كَذَلِكَ -بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى-، وَلَمْ يُنْقِصِ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا شَيْئًا، كَمَا لَمْ يَزِيدُوا فِيهَا شَيْئًا، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي هَيْئَتِهَا أَوْ عَدَدِهَا؛ فَهِيَ كَمَا فَرَضَهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ؛ فَالْحَمْدُ للهِ أَوَّلًا وَآخِرًا.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: فَإِنَّ الصَّلَاةَ لَمْ تَحْظَ بِهَذِهِ الْعِنَايَةِ؛ إِلَّا لِمَا لَهَا مِنَ الْفَضَائِلِ الْعَظِيمَةِ، وَالثِّمَارِ الْجَلِيلَةِ؛ فَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ وَثِمَارِهَا مَا يَلِي:

أَنَّهَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا" قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ وَثِمَارِهَا: أَنَّهَا تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].

 

وَمِنْ فَضَائِلِهَا: أَنَّهَا تُكَفِّرُ عَنْ صَاحِبِهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ؛ كَمَا جَاءَ حَدِيثُ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَمِنْ فَضَائِلِ إِقَامَةِ هَذِهِ الْعِبَادَةِ الْعَظِيمَةِ: أَنَّهَا نُورٌ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

وَمِنْ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-: أَنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ دُخُولِ الْجَنَّةِ، وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ؛ لِحَدِيثِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَقَالَ لِي: "سَلْ" فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: "أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟" قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

 

المرفقات
0sgPyvYsqaDbYnJrNwKb3yTWQt8pWf9hgchyiWjH.pdf
CzzVRhjibAwuECHkoi59JwOQoewPhKGlCdjGw0ow.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life