عناصر الخطبة
1/ تعريفٌ بكتاب الحيدة والاعتذار ومؤلفه 2/ تعريف المناظرة وتأصيلها وبيان فوائدها 3/ خروج الشيخ عبد العزيز الكناني لبغداد ابتغاء المناظرة 4/ صدحه بالجامع بعدم خلق القرآن 5/ حواره مع وزير المأمون وتحديد موعد المناظرة 6/ دخوله متهيباً دار الخلافة لمناظرة بشر المريسياقتباس
ولقوَّةِ هذا المناظرة وروعتها، ولقوة ذكاء الشيخ عبد العزيز، وحسن استنباطه للأدلة القرآنية وتوظيفها بشكل رائع ومتقن، مما جعل الباطل المنتفش يزهق ويتهاوى أمامه بشكل نهائي؛ لهذا، فسأستعين بالله، وأنقل لكم تفاصيل هذه المناظرة الكبرى. ومع أنني سأختصر بما لا يخل بأصل المناظرة، فإن الأمر سيستغرق عدة خطب بإذن الله...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ خالق كلِّ شيء وهاديهِ، ورازق كلِّ حيٍ وكافيهِ، وجامعِ الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيهِ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، كلُّ فوزٍ فلديه، كلُّ خيرٍ بيديه، نشكُرُ اللهَ عليه، فهو منهُ وإليه.
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، حامِلُ لواءِ الحقِّ ومُعلِيه، ومُعلِّمِ الهُدى وداعِيه، ومؤسس مجد الأُمَّةِ وبانيه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه، وسلم تسليمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
أما بعد: فإن كتاب الحيدة والاعتذار لمؤلفة الشيخ عبد العزيز بن يحيى الكناني -رحمه الله- كتابٌ قيمٌ ورائع جداً في بابه، وهو حكايةٌ وسردٌ لمناظرة كبرى وقعت بين الشيخ عبد العزيز الكناني -رحمه الله- وبين زعيم القول بخلق القرآن بشر المريسي، بين يدي الخليفة العباسي المأمون في قصر خلافته، وبحضور خلق كثير جداً، والتي انتهت بانتصار الحق انتصاراً عجيباً مدوياً.
وإن كان هناك من يشكك في صحة الكتاب، فإن جمهوراً من العلماء الكبار ذكروا المؤلف وأثنوا عليه خيراً، وأثبتوا إليه المناظرة والكتاب، ومن ذلك ما ذكره ابن النديم في الفهرست، قال: عبد العزيز الكناني من طبقة الحارث، كان متكلماً مقدماً، وزاهداً عابداً، وله في الكلام والزهد كتب، وتوفي وله من الكتب كتاب "الحيدة" فيما جرى بينه وبين بشر المريسي.
وقال مثل ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، والذهبي في العبر، وابن كثير في طبقات الشافعية، وأبو إسحاق الشيرازي. وقال عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب: قدم بغداد في أيام المأمون، وجرت بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن، وهو صاحب كتاب "الحيدة"، وكان من أهل العلم والفضل، وله مصنفات عدة، وكان ممن تفقه للشافعي واشتهر بصحبته.
ولقوَّةِ هذه المناظرة وروعتها، ولقوة ذكاء الشيخ الكناني، وحسن استنباطه للأدلة القرآنية وتوظيفها بشكل عجيب ومتقن، ولغير ذلك من الفوائد الكثيرة، فسأستعين بالله -عز وجل- في نقل تفاصيل هذه المناظرة الكبرى إلى سلسلة خطب، في كل أسبوعٍ خطبة، فربما تصل إلى ست أو سبع خطب، علماً بأني سأختصر بالقدر الذي لا يخل بأصل المناظرة، وأتصرف تصرفاً يسيراً في بعض عبارات الكتاب؛ لتوافق الأسلوب الخطابي، وليسهل فهمها على السامع. فأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل في هذا الجهد المتواضع علماً نافعاً مباركاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، وأن يجعله لوجهه -تبارك وتعالى- خالصاً؛ إنه أكرم مسؤول، وخير مأمول.
أما بعد: فقد اقتضت حكمة الله -تعالى- أن يتباين الناس في مستويات إدراكهـم وتفكيرهم، ولعل هذا هو ما أفـضى إلى الخـلاف والتنازع بينهم، وظهور الآراء والمذاهب المختلفة؛ قال -تعالى-: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود:118-119]. ولعل هذا هو السبب في ظهور مجموعة متنوعة من وسائل تبيين الحق والدعوة إليه، ولعل من أشهر وأقوى تلك الأساليب والوسائل، أسلوب الحوار والمناظرات.
والمناظرة هي نقاش وجدال يعقد بين متحدثين أو أكثر، حول قضية خلافية معينة، في جلسة عامة يديرها حكم أو لجنةٌ خاصة، تُقدَّم فيها حجج مُتَعارضة لينصر كل طرف رأيه وما يذهب إليه، وتنتهي غالباً بترجيح كفَّة أحد الأطراف، والمناظرة وسيلة فعالة للتعلم والفهم وتبادل المعارف والمعلومات بأسلوب مقنع وجذاب.
ومن أروع فوائد المناظرة إظهار الحق بدليله، وكشف الباطل وفضح عواره، وتبيين زيفه وفساده وتناقضه. ومن فوائدها -أيضا- أنها تكشف مدعي العلم على حقيقتهم، وتجليهم للجميع؛ خصوصاً لمن اغتر بهم، وخُدع بزخرف كلامهم، وبهرج قولهم.
ومن فوائدها -أيضا- أنها تبين قوة هذا الدين ومتانته، وأنه ما شادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه، وتبين -كذلك- مدى قوةِ وروعةِ ما في القرآن والسنة من أدلةٍ دامغةٍ، وحججٍ قاطعةٍ، وبراهين حاسمةٍ، تجعلُ الحقَ يعلو ولا يعلى عليه.
كما أن من فوائد المناظرة توضيحُ أن الحق بحاجةٍ ماسةٍ إلى القوي الأمين، والذكي الفطين، الذي يعرف كيف يُجلِّي الحق ويظهره حتى يرجِعَ إليه من يطلبهُ بصدق، ويعرف من أين تؤتي كتف الباطلِ فيحمِلَ عليه حتى يُزهِقهُ ويبينَ بطلانهُ؛ ليهلك من هلك عن بينه، ويحيا من حَيّ عن بينه.
وقد أشاد القرآن بهذا الأسلوب في كثير من الآيات والمواطن، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [العنكبوت:46]، وقوله -تعالى-: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].
وكذلك كل ما ذكره الله -تبارك وتعالى- عن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- من حوارات ومناظرات مع أقوامهم، وما ذكره الله -تبارك- من حجج وبراهين في الرد على المشركين واليهود والنصارى، وكذا ما حصل مع إبليس اللعين.
ومن أدلة السنة ما حدث من مناظرة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- ونصارى نجران، كما في سورة آل عمران.
وقد وقعت للصحابة وغيرهم من السلف مناظرات كثيرة على مر العصور، اشتهر منها مناظرة ابن عباس -رضي اله عنهما- للخوارج، والتي رجع بسببها أكثر من ثلثهم للحق.
ومن أشهر المناظرات وأكبرها وأعظمها مناظرة العلامة الشيخ عبد العزيز بن يحيى بن مسلم الكناني، وهو من تلاميذ الإمام الشافعي -رحمه الله- وتوفي سنة أربعين ومائتين للهجرة، والملقب بالغول؛ لدمامته وقبحه.
وقد جرت هذه المناظرة القوية بينه وبين زعيم القول بخلق القرآن، بشر المريسي، وذلك في دار الخلافة، بين يدي الخليفة العباسي المأمون، وبحضور خلق كثير جداً، واستمرت من صلاة الفجر إلى قرابة العصر، وكانت في إبطال القول بخلق القرآن، وقد انتصر فيها الحق انتصاراً عجيباً مدوياً، وقد ألف الشيخ عبد العزيز الكناني بعدها كتاباً قيماً سرد فيه معظم ما جرى في هذه المناظرة الكبرى من حوارات ونقاشات، أسماه كتاب: "الحيدة والاعتذار".
ولقوَّةِ هذا المناظرة وروعتها، ولقوة ذكاء الشيخ عبد العزيز، وحسن استنباطه للأدلة القرآنية وتوظيفها بشكل رائع ومتقن، مما جعل الباطل المنتفش يزهق ويتهاوى أمامه بشكل نهائي؛ لهذا، فسأستعين بالله وأنقل لكم تفاصيل هذه المناظرة الكبرى.
ومع أنني سأختصر بما لا يخل بأصل المناظرة، فإن الأمر سيستغرق عدة خطب بإذن الله، فأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل في هذا الجهد المتواضع، من العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعله خالصاً لوجهه -تبارك وتعالى-؛ إنه أكرم مسؤول، وخير مأمول.
قال الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني: بلغني وأنا بمكة ما قد أظهره بشر بن غياث المريسي ببغداد من القول بخلق القرآن، ودعوته الناس إلى هذا المذهب الباطل، وخوف الناس وفزعهم من مناظرته، وإحجامهم عن الرد عليه بما يكسر قوله، ويدحض حجته، فأزعجني ذلك وأقلقني، وأطال همي وغمي، فخرجت من مكة حتى قدمت بغداد، فشاهدت من شناعة الأمر وفظاعته أضعاف ما كان يصل إلي وأنا بمكة، ففزعت إلى ربي أدعوه وأسأله إرشادي وتسديدي، وتوفيقي وإعانتي، والأخذ بيدي، وأن يفتح لفهم كتابه قلبي، وأن يُطلق لشرح بيانه لساني.
واستقر رأيي على أن أُظهر نفسي، وأصدع بقولي على رؤوس الخلائق، وأن يكون ذلك في المسجد الجامع الكبير بالرصافة، وفي يوم الجمعة، وأيقنت أنهم لن يقدموا على قتلي أو عقوبتي إلا بعد مناظرتي والسماع مني، ولم ألجأ لمشاورة أحد، بل جعلت أستر أمري، وأخفي خبري عن الناس جمعياً؛ خوفاً من أن يشيع خبري، فاُقتل قبل أن يُسمع كلامي.
وكان الناس قد مُنعوا من الحديث والفتوى والتدريس في المساجد وسائر الأماكن، إلا جماعة بشر المريسي، ومن كان موافقاً لهم على مذهبهم الباطل بالقول بخلق القرآن، فقد كانوا يقعدون للناس ويجتمعون إليهم ليعلموهم الكفر والضلال.
وكان كل من أظهر مخالفتهم وذم مذهبهم، جاؤوا به بقوة السلطان، فإن وافقهم ودخل في كفرهم وأجابهم إلى ما يدعونه إليه، وإلا سجنوه وعذبوه، ونكلوا به، وعرضوه على السيف، وكم من قتيل لهم لم يُعلم به، وكم ممن خاف فأجابهم واتبعهم على قولهم الباطل؛ إيثاراً للسلامة.
قال عبد العزيز: فلما كانت الجمعة التي اعتزمت فيها إظهار نفسي، دخلت مسجد الرصافة، وصليت بأول صفٍ من صفوف العامة، فلما سلم الإمام من صلاة الجمعة، وثبتُ واقفاً، وناديت بأعلى صوتي: يا بني، وكنت قد أوقفته عند الأسطوانة الأخرى، فقلت له: يا بني، ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله غيرُ مخلوق، قال عبد العزيز: فلما سمع الناس كلامنا، هربوا على وجوههم يستبقون الأبواب، وأتى أصحاب السلطان والشرط، فاحتملوني وابني حتى أوقفوني بين يدي وزير المأمون عمرو بن مسعدة، وكان قد حضر الجمعة، فلما نظر إلى وجهي، قال: أمجنون أنت؟ قلت: لا. قال: أفمظلوم أنت؟ قلت: لا، فقال لرجاله: مروا بهما إلى منزلي.
قال عبد العزيز: فحُملنا على أيدي الرجال يتعادون بنا سحباً شديداً، يمنة ويسرة، حتى وصلنا إلى دار الوزير، فلما صرنا بين يديه، أقبل علي فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل مكة، فقال: ما حملك على ما فعلت بنفسك؟ قلت: طلب القربة إلى الله -عز وجل-، والمناظرة لأجله. قال: فهلا فعلت ذلك سراً، ومن غير إظهار مخالفة أمير المؤمنين؟ فما أظنك إلا طالباً للشهرة أو متكسباً للمال! قلت: إنما أردت الوصول لأمير المؤمنين والمناظرة بين يديه ليس إلا. فقال: أوتفعل ذلك؟ قلت: نعم؛ ولذلك غامرت بنفسي. فقال الوزير: وإن كان غير ذلك. فقلت له: إن تكلمت في شيء غير هذا، فدمي حلال لأمير المؤمنين.
قال عبد العزيز: فوثب الوزير حتى دخل على أمير المؤمنين، ثم رجع بعد ساعة، فلما أدخلت عليه، قال لي: قد أخبرت أمير المؤمنين بخبرك وما تريد، وقد أمر -أطال الله بقاءه- بإجابتك إلى ما سألت في يوم الاثنين الآتي، وستكون المناظرة في مجلسه بدار الخلافة. فأكثرت حمد الله على ذلك، وشكرته، ودعوت لأمير المؤمنين وللوزير.
قال عبد العزيز: فلما كان يوم الاثنين، وحين فرغت من صلاة الفجر، إذ برسول الوزير قد جاء ومعه خلق كثير من الفرسان والرجال، فحملوني مكرماً على دابة، حتى صاروا بي على باب قصر أمير المؤمنين، فأوقفوني حتى جاء الوزير، فلما أُدخلت عليه أجلسني ثم قال لي: أما زلت مقيماً على رأيك أم أنك قد رجعت عنه؟ فقلت: بل والله لقد ازددت بتوفيق الله بصيرة في أمري، فقال لي: أيها الرجل، لقد حملت نفسك على أمرٍ عظيم، ولئن قامت عليك الحجة فما جزاؤك إلا السيف، فبادر أمرك قبل أن لا تنفعك الندامة، ولا يُقبل منك عذرٌ، وسأشفع لك عند أمير المؤمنين ليصفح عن جرمك إن أظهرت الرجوع والندم على ما كان منك. فقلت له: أعزك الله! ما ندمت ولا تراجعت، وإني لأرجو الله أن يوفقني ويعينني على إظهار الحق ونصره، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل.
فقام الوزير وقال: قد حرصت على إنقاذك جهدي، ولكنك تأبي إلا سفك دمك، قوموا فأدخلوه...
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده اللذين اصطفى.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وكونوا من أهل الحق وأنصاره.
يقول الشيخ عبد العزيز بن يحي الكناني -رحمه الله-: ثم أُمر بي فأخرجت إلى الدهليز الأول، ومعي جماعة موكلون بي، وكان قد دُعي للحضور جموع الفقهاء والقضاة والعلماء وسائر المتكلمين والمناظرين، كما أُمر كبار القادة والأمراء والأعيان أن يحضروا في السلاح، كل ذلك ليرهبوني بهم.
فلما اجتمع الناس وملؤوا المكان عن آخرة أُذن لي بالدخول، فلم أزل أُنقل من دهليز إلى دهليز، ومن ديوان إلى ديوان، حتى صرت إلى حاجب الستر الذي على باب صحن الإيوان، إيوان الخليفة، فلما رآني الحاجب أمر بي فأدخلت إلى حجرته، ودخل معي فقال لي: إن احتجت لأن تجدد طهورك؟ فقلت: لا حاجة لي بذلك، فقال: إذن؛ فصل ركعتين قبل أن تدخل، فصليت أربع ركعات، ودعوت الله، وتضرعت إليه، فلما فرغت، أمر الحاجب من كان عنده فخرج، ثم دنا مني فهامسني قائلاً: يا هذا، إن أمير المؤمنين بشر مثلك، وكذلك كل من يناظرك إنما هم بشر مثلك، فلا تتهيبهم، واجمع فهمك وعقلك لمناظرتهم، ولا تدعن شيئاً مما تحسنه أو تحتاج أن تتكلم به خوفاً من أحد، وتوكل على الله، واستعن به، وقم فادخل على بركة الله. فقلت له: جزاك الله خيرا؛ فقد أديت النصيحة، وسكنت الروعة.
فلما فُتح الستر، أخذ الرجال بيدي وعضدي وجعلوا يتعادون بي عدواً عنيفاً، وأيديهم في ظهري وعنقي، فجعلت أسمع أمير المؤمنين وهو يصيح فيهم: خلوا عنه! خلوا عنه! وكثر الضجيج من الحُجاب والقادة بمثل ذلك، فخُلي عني.
وقد كاد عقلي أن يتغير من شدة الجزع، وعظيم ما رأيت من كثرة السلاح والرجال، فقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله في حياتي، أممٌ كثيرة قد انبسطت الشمس عليهم، وملؤوا الصحن صفوفا، وما زال الحاجب يقربني لجهة الخليفة حتى انتهى بي إلى الموضع المعد لي، فسلمت على أمير المؤمنين. فرد علي السلام، وقال: اجلس، فجلست.
هذا ما تيسر ذكره اليوم، وسنكمل بإذن الله في خطبة قادمة.
التعليقات