عناصر الخطبة
1/تخطيط الأعداء لضرب الإسلام وإضعافه وبعض وسائلهم في ذلك 2/بعض المبشرات بانتصار الإسلام 3/أرقام وإحصائيات مذهلة حول الطفولة المعذبة في بريطانيا وأمريكا 4/ لماذا الحديث عن الطفولة المعذبة في الحضارة الغربية؟اهداف الخطبة
اقتباس
أيها الإخوة في الله: إن الغرب الكافر، عندما يسخر كل طاقاته وإمكاناته، لضرب الإسلام، أمر لا يستغرب منه، بل إن عقيدته الباطلة الحاقدة تُملى عليه ذلك؛ فتجد أنه يتفنن في ضرب الإسلام، ويتلون في كل مرة بلون؛ إما أن...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ...
أما بعد:
لا أحد يشك بأن أعداء هذه الدين يخططون ليل نهار، في هدم الإسلام، وإضعاف أهله وأبنائه، بأية حيلة قدروا عليها، هذا من جانب، ومن جانب آخر يحاولون إبراز أنفسهم، وستر عيوب واقعهم، بكل ما أوتوا من قوة وحيلة أيضاً.
ولقد سعى أذنابهم في الداخل من العلمانيين والمنافقين، تنفيذ خططهم كما أرادوا، وهذا في كل بلاد العالم الإسلامي دون استثناء.
أيها الإخوة في الله: إن الغرب الكافر، عندما يسخر كل طاقاته وإمكاناته، لضرب الإسلام، أمر لا يستغرب منه، بل إن عقيدته الباطلة الحاقدة تُملى عليه ذلك.
فتجد أنه يتفنن في ضرب الإسلام، ويتلون في كل مرة بلون؛ إما أن يُحرش بين بعض الدول المتجاورة، ويخرج هو الكسبان وهو البطل، وكأنه المنقذ، كما حصل ذلك في أزمة الخليج.
وإما أن يمد غيره، بالسلاح والعتاد لقتل أكبر نسبة ممكنة من المسلمين، ويتظاهر بأنه سوف يتدخل سريعاً لإيقاف هذا الظلم، ويطبق قرارات الأمم المتحدة؛ كما هو الحال الآن في يوغسلافيا.
وإما أن يضرب الإسلام بما يسمى الحصار الاقتصادي، ويهلك مئات الألوف من النساء والأطفال جوعاً وعطشاً، ويعلل ذلك بتعليلات سياسية، أو أي لون آخر من ألوان العداء.
فأقول: بأن فعل الغرب وفي مقدمتها دولة عاد الكبرى الآن، فعل يمليه عليهم عقيدتهم، وأمر طبيعي أن يحاربوا الإسلام؛ لأنهم يعلمون بأن الإسلام لو قام، فلن تقوم لهم قائمة.
ونحن المسلمون -أيها الإخوة- نؤمن بخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، بأن العاقبة لهذا الدين، وأن المستقبل للإسلام.
وكما أن الله -عز وجل- أقر أعيننا بسقوط الشيوعية الحمراء، فإن الرأسمالية الحاقدة، ستتبعها بإذن الله -عز وجل-، إما عاجلاً وإما آجلاً.
وأنه لا بد للإسلام من جولة أخرى، ولا يمكن أن النائم يبقى نائماً إلى آخر الدهر، فالنائم لابد أن يستيقظ، ولابد لهذا الليل من نهار يعقبه، والعاقبة للمتقين، قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة: 33].
فقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين، والملوك الصالحين، وليس كذلك، فالذي تحقق إنما هو جزءٌ من هذا الوعد الصادق؛ كما أشار إلى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" فقالت عائشة –رضي الله عنها-: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة: 33] أن ذلك تاماً، قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله".
ويقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الجماعة: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذل يذل به الكفر".
والأحاديث في عودة هذا الدين للسيطرة على زمام الأمور كثيرة، وليس هذا مجال سردها، لكننا نؤمن نحن المسلمون بذلك.
وإن هناك من المبشرات، ومن الدلائل على ذلك في واقعنا ما يجعل المسلم يرضى بقدر الله -عز وجل-، فكم من الأحداث حصلت في السنوات الأخيرة، وكلها كانت متعاقبة بحكمة من الله -عز وجل- يسخرها الله -عز وجل- لصالح الإسلام والمسلمين، ولم يكن للمسلمين فيه أي تدخل مباشر.
سقطت دولة روسيا، من كان منا يتوقع أن يحصل هذا الآن؟
لا أحد، حتى أمريكا التي كانت تخطط لذلك، ما كانت تتوقع أن يحصل هذا لصالحها في هذا الوقت وبهذه السرعة، لكنه أمر الله -عز وجل-، ثم ظهرت بعد ذلك تلك الدويلات الإسلامية، التي كانت تحت السيطرة الشيوعية عشرات السنين، لا أحد يسمع بهم، وكثير من المسلمين لم يكن يعلم حتى بأسمائها، وعاش المسلمون عشرات السنين هناك، في مخابئ تحت الأرض، ليحافظوا على عقيدتهم ودينهم، ويحفظوا الإسلام في أولادهم، ولو نجلس نتحدث عن الوضع الذي عاشه المسلمون طوال تلك السنين، في تلك البقاع، لطال بنا العجب.
ثم شاء الله -عز وجل- أن يتحرك المسلمون في يوغسلافيا، في البوسنة والهرسك، ويقيموا لهم دولة هناك، من كان يتوقع في الفترة الحالية أن ينشأ المسلمون دولة إسلامية في قلب أوربا.
لو خطط المسلمون الآن، وبذلوا هم بأنفسهم كل جهدهم وطاقاتهم، لا لإقامة دولة في أوربا، بل محاولة ذلك، لما استطاعوا، فمن الذي جعل تلك الدولة تقوم وهناك والآن؟
إنه الله -عز وجل-!.
ولهذا نرى هذه الحرب الشرسة من قبل الصرب، ومن ورائهم الدول الكافرة كلها، لمقاومة ومحاربة أن يقوم للمسلمين قائمة في أوربا؛ لأنه لو قامت لهم دولتهم كما يريدون، وفي قلب أوربا، لكان لنا مع الغرب حديث آخر، وما يدريك لعلها تكون بادرة خير، ونسأل الله -عز وجل- أن يجعلها نفطة وشعلة قيام الجهاد الإسلامي في قلب أوربا، وهذا ما يخشاه الغرب.
أيها المسلمون: لنرجع إلى العلمانيين في بلاد المسلمين، الذين يسعون ليل نهار للتمكين للغرب في ديار المسلمين، إما بالتمكين الحسي لهم، أو بالتمكين المعنوي، بنشر أفكارهم ومبادئهم وأخلاقهم.
فالسؤال للناس: كل ما عند الغرب من خير إن كان عندهم خير، وحضارة -كما تزعمون-، وكذلك الشر، ثم يترك الناس وشأنهم، يأخذوا ما شاءوا ويدعوا ما شاءوا.
وإن كانت هذه طريقة غير شرعية، لكن من باب الإنصاف فقط؛ لماذا لا تعرضون هذا الواقع الذي يشتكي الغرب منه بنفسه، هذه الحضارة التي صارت دماراً ووبالاً على أهلها؟.
وإذا كان العلمانيون لا يفعلون ذلك؛ لأنهم أذناب الغرب، وقد تربوا في أحضانه، ورضعوا من زبالة أفكاره وتصوراته، فسأعرض لكم أنا شيئاً من ذلك.
أيها الإخوة في الله: وقع بين يدي هذه الأيام مجلة تصدر في هذه البلاد، وقد نشر في هذه المجلة من الحقائق والأرقام والإحصائيات، عن شيء من حضارة الغرب، وإن شئت قل: حضيرة الغربة، شيئاً عجيباً، لكن أين العجب من بشر ابتعدوا عن منهج الله، ومن المجلة أنقل، والذي نشر فقط عن وضع الطفل في الحضارة الغربية، وليس في كل دول الغرب وإنما في بريطانيا وأمريكا فقط، وقد عنون الكاتب لبحثه بعنوان: "الطفولة المعذبة وحضارة الغرب".
وأعتذر إليكم -أيها الإخوة- في نقل هذه الأخبار المزعجة، لكن لا بد من تعرية واقع الغرب، الذي ينادي ويسعى العلمانيون، ويطلبون منا الاقتداء بهم، ولا أدري في الحقيقة من أين أبدأ، لكن لنبدأ بأطفال بريطانيا.
أولاً: قتل الآباء والأمهات لأبنائهم:
جاء في تقرير نشر في لندن وقد نشرته "مجلة الإصلاح الإماراتية": أن 200 طفل يقتلون في بريطانيا كل عام من قبل الوالدين، أو من يقوم على رعايتهم بالتبني، وقالت جمعية خيرية لرعاية الأطفال في بريطانيا: أن معدلاً يصل إلى أربعة أطفال يموتون كل أسبوع بسبب الإساءة لهم داخل المنزل، أو بسبب مرض يصيبهم نتيجة عزوف الوالدين أو إهمالهما للأطفال.
ونشرت مجلة المجلة: أن طفلة عمرها 21 شهراً فقط، توفيت على يد أبيها الذي أشبعها ضرباً وعضاً حتى ماتت في أحد أحياء لندن.
والشرق الأوسط نشرت هذا الخبر: قام انجليزي 32 سنة بقتل صغيرته 7 سنوات، ثم ابنه الأكبر 10 سنوات، ثم استدار إلى زوجته 31 سنة فطعنها عدة طعنات، ثم أطلق عليها أربع رصاصات، وأنهى الزوج مسلسل الرعب هذا بتوجيه المسدس إلى رأسه حيث استقرت رصاصة أردته جثة هامدة هو الآخر، وسبب هذه الجريمة كما نشر في المجلة أن الأب شك في سلوك زوجته مع شقيقه.
ثانياً: اعتداء الآباء جنسياً على أبنائهم.
أعتذر إليكم مرة أخرى من تقديم مثل هذه الأمثلة، ولكن قصدنا أن نكشف -كما قلت لكم- حضارة العهر والفسق والحيوانية، التي طالما أزعجتنا طبول العلمانية وهي تطبل لها، ومازال الحديث عن بريطانيا فقط.
أثبتت الدراسات التي أجريت في بريطانيا أن 90% من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، تتم في نطاق الأسرة الواحدة.
وقد نشرت: "مجلة المجلة" نتائج هذه الدراسة التي قام بها بعض الدكاترة الخبراء في علم نفس الأطفال في مستشفى -سانت جيمس- بمدينة -ليدز- البريطانية.
جاء في هذه الدراسة ما يلي:
1- تزيد الاعتداءات الجنسية على البنات من الاعتداءات على الأولاد بنسبة 12 إلى 3.
2 - الاعتداء الجنسي من قبل الأب على الولد أكثر قابلية للكتمان.
3 - الأطفال من جميع الأعمار معرضون للخطر، وإن أصغر طفل تعرض للانتهاك الجنسي كان عمره أربعة أشهر.
4 - ثلث ضحايا الانتهاكات الجنسية دون الخامسة من أعمارهم، إلى آخر ما جاء في هذه الدراسة المخزية.
ونشرت مجلة الإصلاح: أن أحد البريطانيين في الأربعين من عمره قام بالاعتداء الجنسي على 130 طفل، أغلبهم من تلامذة المدارس، وتتراوح أعمار ضحايا هذا المجرم بين 5 إلى 15 عام، ونشر كذلك في نفس المجلة، الخبر التالي:
قضت إحدى المحاكم في بريطانيا بالسجن 5 سنوات على رجل في الخمسين من عمره قام بالزنا بابنته طوال 12 عاماً، وقد اعترف الرجل بالتهمة التي وجهت إليه، وكانت ابنته قد أنجبت منه 6 أولاد توفي أحدهم والباقون في المستشفى في وضع صحي سيء.
ونشرت جريدة "الشرق الأوسط": أن المجلس البلدي لمنطقة - هارو - بشمال لندن أعلن عن جرائم ارتكبها مدرس عمره 48 سنة، خلال عامين على بنات صغار تتراوح أعمارهن بين السابعة والتاسعة.
وقد شرح التقرير في تفاصيل مروعة ما فعله المدرس الذي حكم عليه بالسجن 21 شهراً، وكان يستخدم الحلوى وسيلة للتغرير بالطالبات.
وهذه محاكمة أخرى لأحد القساوسة البريطانيين، في محكمة "أولد بيلي" المركزية للجنايات في قلب لندن، وأثناء الجلسات التي عقدتها المحكمة اعترفت إحدى الفتيات 15 سنة: أن القس قام باغتصابها ثماني عشرة مرة خلال عام واحد.
وأضافت الفتاة: أن القس كان يوهمها بقراءة بعض التعاويذ الدينية قبل اغتصابها.
وذكرت الفتاة: أن القس استطاع كذلك أن يغرر بمجموعة من الفتيات بعد أن أوقعهن في وهم سيطرته وقدرته على تثبيت إيمانهن.
أيها الإخوة في الله: فهذه أخبار أخرى أنقلها لكم، وسأختصر فيها، خشية الإطالة، وإلا لو قرأت عليكم كل ما جمعته في هذا المقام لطال عجبكم.
نشرت "مجلة الإصلاح": أن أرقام رسمية في لندن كشفت أن نسبة المواليد غير الشرعيين في ازدياد رهيب.
وأظهر استطلاع حكومي حول التوجهات البيئية: أن الأغلبية العظمى من الأطفال غير الشرعيين، ولدوا لأمهات في سن المراهقة، وارتفعت عمليات الإجهاض القانونية بنسبة 3 %، وأجرى ربع هذه العمليات لأمهات دون العشرين عاماً.
ونشرت المجلة كذلك هذا الخبر.
أصيبت الأوساط البريطانية بصدمة عنيفة بعد أن اتضح أن فتاة صغيرة عمرها ثمانية أعوام قد تم ضبطها وهي تمارس الدعارة في إحدى المدن الإنجليزية، وقد قام رجال مكافحة جرائم الآداب باعتقال الطفلة.
وقد أمر وزير الداخلية البريطاني بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الملابسات المحيطة بمثل هذه الجرائم، وإيجاد علاج اجتماعي وأخلاقي لها.
وأختم جولتنا معكم في بريطانيا وأطفالها بهذا الخبر:
مع زيادة الحملة واسعة النطاق في بريطانيا ضد المخدرات، جاء نبأ إصابة طفل صغير يبلغ من العمر ثلاثة أعوام بانهيار تام عقب شم الكوكايين، ويعتبر هذا أصغر طفل في بريطانيا يقع فريسة للمخدرات، وكان الطفل قد شاهد شقيقه البالغ من العمر أحد عشر عاماً يمارس هذه العادة المدمرة، وقد أدخل الطفل إحدى المستشفيات للعلاج.
وصدق الله العظيم: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)[طـه: 124].
وقال عز وجل: (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)[الجاثية: 21].
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أما بعد:
كانت أخبار الخطبة الأولى عن حضارة بريطانيا، وإليكم في هذه الخطبة صورة عن الطفولة المعذبة في ظل الولايات المتحدة، دولة عاد في هذا الزمان، الدولة التي ينظر لها بأنها قمة الحضارة، وزعيمة السيادة في العالم، وهي في حقيقتها تعاني ما تعاني من الانهيار الداخلي الذي نسأل الله -عز وجل- أن يُعجل في سقوطها.
نقلت جريدة الندوة السعودية ما نشرته صحيفة دالاس تايمز الأمريكية هذه الإحصائية:
1- متوسط المواليد في اليوم الواحد في أمريكا هو 9177 طفلاً منهم 1282 من الأطفال غير شرعيين، الذين حملت بهم أمهاتهم عن طريق الزنا.
ومعنى هذا: أن معدل مواليد الزنا في الشهر الواحد في أمريكا هو 460ر38 طفلاً.
ومعنى هذا بلغة الأرقام: أن إجمالي عدد مواليد الزنا في العام الواحد يقرب من نصف مليون ابن حرام في السنة الواحدة.
2- إن متوسط هروب الأطفال من منازل أسرهم يبلغ في اليوم الواحد 2740 طفلاً من إهمال والديهم لهم.
وبلغة الأرقام أيضاً 400ر986 طفل في العام الواحد.
ونشرت مجلة "التايمز" الأمريكية: أنه تم افتتاح مركز جديد في نيويورك لعلاج المواليد الجدد المصابين بالإيدز، وذلك لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتمكن المركز من علاج 15 مولوداً في وقت واحد.
وتشير الأرقام إلى أن نحو 2000 طفل تقل أعمارهم عن 12 عام في أمريكا مصابون بالإيدز.
ومن جهة أخرى يموت في أمريكا ما بين ثلاثين وأربعين ألف طفل بمرض الزهري الموروث وحده في كل عام.
نشرت "مجلة المجلة": أنه في سنة 84م سجلت الملفات الرسمية أن مليوناً ونصف مليون طفل وطفلة، قد أُبلغ عنهم كضحايا للانتهاك الجنسي والعدوان.
وأعلن فريق من الأطباء الأمريكيين عام 86م: أن إدمان الخمر لم يعد مقصوراً على رجل الأعمال الأمريكي المرهف، أو ربة البيت، أو العامل المجهد، ولكنه أصبح مشكلة تنتشر بسرعة خرافية بين أطفال أمريكا الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً.
وقد أعلن مدير مجلس التخطيط للقضاء على إدمان الخمر أن عدد الأطفال الذين أُلقي القبض عليهم في شوارع لوس أنجلوس بتهمة السكر قد ارتفع بنسبة 7 % خلال السنوات الأربع الماضية.
أيها المسلمون: لعلنا نكتفي من نقل بعض هذه الأخبار، التي تعطينا صورة عن حياة تلك المجتمعات، حياة بهيمية شهوانية، حياة ساقطة لا وزن للفضيلة والخلق الرفيع في مفهومها.
إن الحضارة الغربية التي طالما صفق لها العلمانيون، ويريدون من مجتمعاتنا أن تكون كتلك المزابل.
أقول: بأن تلك الحضارة قد انهارت فيها الأبوة والبنوة، كما نقلت لكم فقد دمرت هذه الحضارة رجال ونساء الغرب بالإباحية المروعة، والفسق والعهر، والفجور، والشذوذ الجنسي، والإيدز الخطير، الذي تحول إلى طاعون العصر الحديث، ثم تمكنت الحضارة الغربية المدمرة من تدمير الطفل في العديد من مجتمعات الغرب، وبهذا اكتملت فصول مأساة الحضارة الغربية.
وما هذه الجهود المبذولة في كل مكان وعلى كل صعيد لتذليل البث المباشر للدخول إلى كل بيت مسلم إلا لتحويل حياتنا كتلك الأوضاع التي يعيشها الغرب.
ولعله يكون لنا في المستقبل -بإذن الله- حديث مستقل من هذا البث المسموم.
أيها الإخوة في الله: الذي جعلني أتكلم في هذا الموضوع وأنقل لكم بعض هذه الأخبار، هو ما أسمعه كثيراً، وسمعه غيري من مدح بعض أبناء المسلمين، وارتياحهم لحياة وطريقة الغرب، وبما يخدعون به من سفرهم إذا سافروا إلى هناك، فيجلس أحدهم شهراً مثلاً في أحد الفنادق، ويقضي وقته للنزهة في حدائقها، والأكل في أرقى مطاعمها، ثم يتصور أنه أخذ فكرة واضحة عن أولئك القوم، وعن تلك المجتمعات التي زارها، وهذا غير صحيح؛ هذا جانب.
والجانب الآخر: أن الوضع السيء عندهم لا ينشر إلا في خفاء، وبشكل دراسات ليستفيدوا هم منها، ومن منا له قراءات ومطالعات في مثل هذه الكتب والدراسات، إضافة إلى ما يبذل العلمانيون عندنا في ستر عيوب أسيادهم الغرب، لكي لا ينصرف الناس عنهم.
ولكن -كما قلت- وكما جاء في خبر الصادق المصدوق أنه سيكون للإسلام جولة أخرى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)[يوسف: 21].
اللهم إنا نسألك رحمة تهد بها قلوبنا ...
التعليقات