عناصر الخطبة
1/العفة وأسبابها والسفور ومظاهره 2/النصوص الواردة في الحجاب جاءت على نوعين 3/شروط الحجاب الشرعي.اقتباس
فالمرأة التقية ليست خرّاجةً ولاّجة؛ أي كثيرة الخروج والدخول؛ بل يغلب عليها مكثها في بيتها والقيام بشؤونه وشؤون أولادها وزوجها، وهذا أستر للمرأة وأبعد لها عن الفتن.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
عباد الله: إن من الأمور التي يجب علينا أن نتمسك بها التمسك بالعفة وأسبابها والبعد عن الرذيلة وأسبابها؛ فشريعة الإسلام أغلقت كل بابٍ يوصل إلى الرذيلة وتضيع بسببه العفة، ومن هذه الأبواب التي أغلقتها باب التبرج والسفور.
عباد الله: لقد أغلقت الشريعة الإسلامية باب التبرج والسفور وأمرت بالحجاب الشرعي للنساء؛ لما في ذلك من المصالح العظيمة؛ فالحجاب عفة للمجتمع وطهرٌ له؛ قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[الأحزاب: 53].
الحجاب الشرعي علامة العفيفات وحفظ من أذى النفوس المريضات؛ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)[الأحزاب: 59].
عبادَ الله: إن الحجاب عبادة وليس عادة؛ فالمرأة المسلمة كما تتعبد لله -سبحانه وتعالى- بالصلاة والزكاة والصيام والحج، كذلك تتعبد لله بالتزامها بالحجاب الشرعي، ومن يأمر به فهو هو يأمر بعبادة الله.
ولنعلم -عباد الله- أن الحجاب الوارد في النصوص جاء على نوعين:
النوع الأول: حجاب المرأة بلزومها بيتها فلا تخرج إلا لحاجة مع كامل حشمتها؛ قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب: 33]؛ فالمرأة التقية ليست خرّاجةً ولاّجة؛ أي كثيرة الخروج والدخول؛ بل يغلب عليها مكثها في بيتها والقيام بشؤونه وشؤون أولادها وزوجها، وهذا أستر للمرأة وأبعد لها عن الفتن.
والنوع الثاني: حجاب اللباس فيجب على المرأة ستر جميع بدنها، ومن ذلك الوجه والكفين والقدمين، وكذلك ستر زينتها وذلك بالجلباب والخمار والجلباب كساء يغطي المرأة من رأسها إلى قدميها، ومنه ما يسمى عندنا بالعباءة، وأما الخمار فهو ما يكون على الرأس ويلف على العنق ويغطى به الوجه والصدر؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)[الأحزاب: 59].
ومن أدلة وجوب ستر جميع البدن ومن ذلك الوجه، ما جاء في البخاري ومسلم في قصة حادثة الإفك عندما نامت عائشة -رضي الله عنها- في مؤخر الجيش فسار الجيش وتركها فجاء صفوان بن المعطل السُلمي فوجدها نائمة؛ قالت: "فأتاني فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ -أي قوله إنا لله وإنا له راجعون- حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي".
ومن الأدلة ما جاء عند الترمذي وغيره عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: "يُرْخِينَ شِبْرًا". فَقَالَتْ: إِذَنْ تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: "فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ".
فقولها "إذاً تنكشف أقدامهن" فيه دليل على أن الصحابيات كن يغطين أقدامهن فإذا كانت القدم مأمور بتغطيتها فمن باب أولى الوجه لأن الفتنة به أشد.
نسأل الله -سبحانه- أن يجعلنا وإياكم ممن يتمسكون بهذا الدين العظيم فيفوزون فوزا عظيما.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
عباد الله: الأدلة كثيرة على وجوب الحجاب الشرعي، والعلماء تتبعوا النصوص الشرعية في الحجاب فوجدوا أن الحجاب لا بد له من شروط:
الشرط الأول: أن يكون الحجاب ساتراً لجميع بدن المرأة.
الشرط الثاني من شروط الحجاب: أن لا يكون الحجاب زينة في نفسه؛ لأن المقصود بالحجاب ستر الزينة؛ فإذا كان الحجاب فيه زينة كالعباية المطرزة أو المخططة بالألوان هذه تحتاج إلى حجاب آخر ليسترها.
الشرط الثالث: أن لا يكون الحجاب ضيقا يبرز أعضاء جسم المرأة، ولذلك لا يجوز لبس العباءة المخصرة والضيقة فهذه لا يحصل به الستر.
والشرط الرابع: أن لا يكون لباس المرأة يشبه لباس الرجل؛ ففي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- "لعن الرجل يلبس لِبسة المرأة والمرأة تلبس لِبسة الرجل".
والشرط الخامس من شروط الحجاب: أن لا يكون اللباس كلباس الكافرات كالألبسة التي عليها صور ذوات الأرواح أو التي في رسم الصليب -والعياذ بالله- والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "من تشبه بقوم فهو منهم"(أخرجه الترمذي).
والشرط السادس: أن لا يكون اللباس لباس شهرة؛ ففي حديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من لبس لباس شهرة ألبسه الله لباس مذلة ثم أوقد عليه نارا"(أخرجه أبو داود).
فمثلا لو أرادت المرأة في هذه البلاد أن تلبس عباية بيضاء بدل العباية السوداء لكان هذا لباس شهرة لأن هذه البلاد المعروف فيها هي العباية السوداء؛ فالواجب علينا أن نتمسك بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن نأمر بذلك أزواجنا وبناتنا.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ المرأة المسلمة من كيد ومكر دعاة التبرج والسفور وأن يكفينا شرهم بما شاء.
التعليقات