الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِياءِ وَخَاتَمِ المُرْسَلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ:
أَخِي إِمَامَ المَسْجِدِ..
هَذِهِ مَجْمُوعَةُ خُطَبٍ وَدُرُوسٍ أَلْقَيْتُ أَكْثَرَهَا عَلَى المِنْبَرِ وَفِي المِحْرَابِ، أُقَدِّمُهَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَسْمَيْتُهَا: (الجَامِعُ لِلخُطَبِ وَالدُّرُوسِ فِي أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى)، وَسَبَبُ تَسْمِيَتِهَا بِ (الجَامِعِ) لِكَوْنِ الإِمَامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُلْقِيَهَا دَرْسًا أَوْ خُطْبَةً دُوْنَ تَكَلُّفٍ.
وَقَدْ جَمَعْتُ جَمِيعَ مَا يَتَعَلَّقُ بِكُلِّ اسْمٍ مِنْ مَظَانِّهِ، مُتَوَخِّيًا مُعْتَقَدَ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، ثُمَّ صُغْتُهَا بِمَا يُنَاسِبُ المَقَامَ، مُرَاعِيًا حَالَ المُسْتَمِعِينَ، مُخْتَصِرًا دُوْنَ إِخْلَالٍ، قَاصِدًا التَّشْوِيقَ وَالتَّرْغِيبَ لمَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى وَالعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا.
وَالفَضْلُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ للهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ لِأَهْلِ العِلْمِ الَّذِينَ جَمَعْتُ هَذِهِ المَادَّةَ عَنْهُمْ، فَمَا أَنَا إِلَّا كَنَاظِمِ عِقْدٍ، فَإِنْ أَصَبْتُ فَمِنَ اللهِ وَحْدَهُ؛ فَلَهُ الشُّكْرُ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي وَالشَّيْطَانِ، وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الخَيْرَ؛ فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ.
وَأَخِيرًا؛ هَذَا جُهْدُ المُقِلِّ، وَقُدْرَةُ المُقَصِّرِ، حَامِدًا اللهَ عَلَى إِتْمَامِهِ، رَاجِيًا مِنَ اللهِ قَبُولَهُ، كَمَا أَسْأَلُهُ أَنْ يَجْعَلَهُ صَوَابًا، خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَأَنْ يَغْفِرَ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلجَمِيعِ المُسْلِمِينَ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ
التعليقات