عناصر الخطبة
1/أفضل مقامات العابدين 2/ فضل التوبة 3/ وجوب التوبة 4/ ثمرات التوبة 5/ معنى التوبة 6/ قصص التائبين 7/ متى يتأكد وجوب التوبة ؟ .اهداف الخطبة
الحث على التوبة / بيان ثمرات التوبة .اقتباس
والتوبة النصوح أعلى مقامات العابدين، وأشرف أحوال المؤمنين، وغاية طاعة المتقين. وهي أول الأمر وآخره، نوَّه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم بالتوبة، وبيّن أنها خير ما يُوفَّقُ له العبد في حياته، فقد روى البخاري ومسلم من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في توبة الله عليه حين تخلّف في غزوة تبوك: ((أبشِر بخير يومٍ مرّ عليك منذ ولدتك أمك))، قال كعب: وتلقاني الناس فوجاً فوجاً، يهنّئونني بالتوبة، ويقولون لي: لتهْنِك توبةُ الله عليك.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا إليه واستغفروه، يضاعفْ حسناتِكم، ويعفُ عن سيئاتكم.
أيها المسلمون، إن أفضل أحوال الإنسان وأكمل صفاته أن يكون موافقاً لله تعالى فيما يحب الله ويرضى، وفيما يكره الله ويبغض، فيحب العبد ما يحب ربُّه، ويبغض ما يكرهه خالقه. وموافقة الله في محابّه ومراضيه وكراهة معاصيه لا يكون ذلك إلا بالتوبة النصوح من كل تقصير ومن كل ذنب، والاستقامة على طاعة الله تعالى، والبعد عن المحرمات.
والتوبة النصوح أعلى مقامات العابدين، وأشرف أحوال المؤمنين، وغاية طاعة المتقين. وهي أول الأمر وآخره، نوَّه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم بالتوبة، وبيّن أنها خير ما يُوفَّقُ له العبد في حياته، فقد روى البخاري ومسلم من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في توبة الله عليه حين تخلّف في غزوة تبوك: "أبشِر بخير يومٍ مرّ عليك منذ ولدتك أمك"، قال كعب: "وتلقاني الناس فوجاً فوجاً، يهنّئونني بالتوبة، ويقولون لي: لتهْنِك توبةُ الله عليك".
وقد أوجب الله التوبة على أنواع هذه الأمة: السابقِ منها إلى الخيرات، والمقتصِد في الطاعات، والظالمِ لنفسه بالمحرمات، فقال تعالى: (وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]، وقال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ) [هود:3]، وروى مسلم من حديث الأعز المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرّة"
والتوبة من مقتضيات النقص البشري، ومن لوازم التقصير الإنساني، فالمكلَّف لا ينفك من تقصير في طاعة، أو سهو وغفلة، أو خطأ ونسيان، أو ذنب وخطيئة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم خطاء، وخير الخطائين التوابون"
ومن صفات الرب جل وعلا أنه يقبل التوبة ويفرح بها كرماً منه وإحساناً، قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيّئَـاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى:25]، وقال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَـاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة:104].
وأسماء الله الحسنى تقتضي آثارَها في هذا الكون، فالتواب الرحيم يقتضي مخلوقا تائباً رجاعاً إلى الله مرحوماً، كما أن اسم الخالق الرازق يقتضي مخلوقا مرزوقاً، وهكذا جميع أسماء الله تبارك وتعالى تتضمّن صفاته العظمى، وتدلّ عليها، وتقتضي آثارها في هذا الوجود. فعلى العبد أن يقوم بما يجب عليه من التوبة في كل وقت، والله هو الذي يتقبل هذه التوبة، ويثيب عليها، ويُعظِم بها الأجر، ويضع بها الوزر.
والتوبة من مقامات عبودية الأنبياء والمرسلين، وعبودية أولياء الله المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) [هود:75]، وقال تعالى: (لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِىّ وَالْمُهَـاجِرِينَ وَالأَنصَـارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة:117]، وقال تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: (فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَـانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) ا[لأعراف:143].
وذكر الله التوبة من صفات المؤمنين الذين باعوا ربَّهم النفسَ والمال بالجنة فقال تعالى: (فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذالِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّـائِبُونَ الْعَـابِدُونَ الْحَـامِدُونَ السَّـائِحُونَ الركِعُونَ السَّـاجِدونَ) [التوبة:111، 112].
وبركات التوبة عاجلة وآجلة، ظاهرةٌ وباطنة، وثواب التوبة طهارة القلوب، ومحو السيئات، ومضاعفة الحسنات، قال الله تعالى: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىا رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىا كُلّ شَىْء قَدِيرٌ) [التحريم:8].
وثواب التوبة الحياة الطيبة التي يظلِّلها الإيمان والقناعة والرضا والطمأنينة والسكينة وسلامة الصدر، قال الله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىا أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود:3].وثواب التوبة بركات من السماء نازلة، وبركات من الأرض ظاهرة، وسعة في الأموال والأولاد، وبركة في الإنتاج، وعافية في الأبدان، وواقية من الآفات، قال الله تعالى عن هود عليه الصلاة والسلام: (وَياقَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىا قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود:52]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود.
والاستغفار إذا ذكر غيرَ مقرونٍ بالتوبة تضمّن التوبة ودلّ عليها. والتوبة فلاحٌ وفوز بكل مرغوب ونجاة من كل مكروه، قال تعالى: (فَأَمَّا مَن تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَعَسَىا أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)[ القصص:67]
والله تعالى يحب التوبة من عباده، قال عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهّرِينَ) [البقرة:222،],والله عز وجل يفرح بتوبة العبد إحساناً منه وتكرّماً، فقد روى مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للهُ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضِ فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرةً، فاضطجع في ظلها وقد أيِس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
وقد دعا الله تعالى إلى التوبة أعظمَ الخلق شركاً بالله ومعصيةً؛ الذين قالوا بأن عيسى عليه الصلاة والسلام ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، فقال تعالى: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىا اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المائدة:74]، كما فتح باب التوبة للمنافقين الذين هم شر خلق الله فقال تعالى: (إِنَّ الْمُنَـافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:145، 146]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم أنه كان فيمن كان قبلكم رجل قتل مائة نفس، فسأل عالماً: هل له من توبة؟ فقال: نعم، فقبضته ملائكة الرحمة فغُفِر له. رواه البخاري ومسلم.
والتوبة معناها الرجوع إلى الله تعالى، والإقلاع عن المعصية، وبغضها، والندم على التقصير في الطاعات، قال النووي رحمه الله تعالى: "التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يُقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث أن يعزم على أن لا يعود إليها أبداً، فإن فقد أحدَ الثلاثة لم تصحّ توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالا أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قذفٍ ونحوه مكّنه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبةً استحلّه منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحّت توبته ـ عند أهل الحق ـ من ذلك الذنب الذي تاب منه، وبقي عليه الباقي" انتهى كلامه.
وأخبار التائبين وقصصهم في سبب توبتهم تلذّ للأسماع، وتزدان بها المجالس، ويتسلّى بها الركبان، ويتحدّث بها السمار، وكلُّهم قد فكّر بأناة ونظر، وتفكر ببصيرة، وتصفّح ما مضى من عمره، وتصوّر ما يستقبله من حياته، وذكر الموت وشدتَه، والقبر وظلمتَه، والصراط وزلّتَه، والكتاب وبينتَه، وهديَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمعت في قلبه بروقُ الهداية، وأشرقت في فؤاده شمسُ الحق، فانقشع عنه ظلام الغفلة والهوى والغي وأسباب الردى، فتتابعت منه الزفرات، وتوالت على قلبه الحسرات، على ما فرطّ في الأيام الخاليات، وانهملت عيناه بالدموع، واقشعرَّ منه الجلد، وقفَّ منه الشعر، فانطرح بين يدي مولاه الرحمن الرحيم، ومرّغ خدّه على أعتاب بابه، وجأر إلى الله: تُبتُ إليك ربي وندمتُ، فاقبل توبتي، واغفر حوبتي، وأقِل عثرتي، إن طردتني إلهي فمن يؤويني؟! وإن أبعدتَني فمن يقرِّبني؟!
فعاد الله عليه برحمته، وقبل توبته. فهذا تائبٌ من قطع طريق، وهذا تائب من فاحشة الفرج، وهذا تائب من الخمر، وهذا تائب من المخدرات، وهذا تائب من قطيعة الرحم، وهذا تائب من ترك الصلاة أو التكاسل عنها جماعة، وهذا تائب من عقوق الوالدين، وهذا تائب من الربا والرشوة، وهذا تائب من السرقة، وهذا تائب من الدماء، وهذا تائب من أكل أموال الناس بالباطل، وهذا تائب من الدخان، فهنيئاً لكل تائب إلى الله من كل ذنب، فقد أصبح مولوداً جديداً بالتوبة النصوح. وعُمر الإنسان الحقيقي هو ما أطاع الله تعالى فيه، والوقت الذي لا يطيع الله تبارك وتعالى فيه ليس من عمره بل هو خسارة عليه، يندم عليه يوم القيامة، (قُلْ إِنَّ الْخَـاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر:15].
والتوبة واجبة في كل حين، ولكن يتأكد وجوبها في الزمان الفاضل، والمكان الفاضل، وبعد فعل المعصية، وبعد الطاعات، وبعد الأربعين سنة، وعند النوم لئلا يموت على غير توبة، وفي آخر العمر، قال الله تعالى: (ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلاَ أَوْلَـادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـائِكَ هُمُ الْخَـاسِرُونَ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىا أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصَّـالِحِينَ وَلَن يُؤَخّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون:9-11].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أما بعد: فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، وعظموا ربكم جل وعلا بطاعته.
عباد الله، يقول الله تبارك وتعالى: (وَأَنِـيبُواْ إِلَىا رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُـواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُـمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحَسْرَتَىا عَلَىا مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّـاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِى لَكُـنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِى كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر:54-58].
وما أحوج أمةَ الإسلام في هذا العصر وهي تكابد شدائد مدلهمّة وكربات متواصلة، ما أحوجها إلى التوبة والرجوع إلى الله، لتَصلح أحوالُها، وتستنزلَ رحمةَ ربها، وتُنصَر على عدوها، وتؤيِّد دينَها، فليس للمسلمين مخرجٌ من أي ضائقة إلا بالتوبة والرجوع إلى الله، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فمن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منه، ومن تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري.
فإذا رجعت إلى الله تبارك وتعالى أقبل الله عليك عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]. فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم...
التعليقات